شرح حديث احفظ الله يحفظك
حديث احفظ الله يحفظك يعد من الأحاديث النبوية الشريفة التي ترسخ التعاليم الدينية والأصول الإسلامية في القلوب والأذهان، وقد أوضح العلماء منزلة هذا الحديث العظيمة، وسوف نتحدث فيما يلي عن شرح تفصيلي للحديث الشريف احفظ الله يحفظك وتوضيح معناه.
محتويات المقال
متن الحديث
لقد روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا فقال:
“يا غلام اني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف”.
شاهد أيضا: حديث الرسول عن الزواج
شرح حديث احفظ الله يحفظك
يحمل حديث احفظ الله يحفظك الكثير من الكلمات التي تدل على تفويض الأمر كله لله عز وجل، وسوف نوضح معنى هذه الكلمات بالتفصيل فيما يلي:
يا غلام أني أعلمك كلمات:
- يقصد بكلمة غلام الرجل في جميع مراحل العمر منذ الولادة وحتى الشيب.
- حيث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سوف يقول بعض الكلمات ويعلمنا معانيها.
احفظ الله يحفظك:
- والمقصود بكلمة احفظ في اللغة العربية هي احرس، ومعناها احرس الله يحرسك.
احفظ الله تجده تجاهك:
- كلمة تجاهك يقصد بها الجهة التي تلي وجوه الأشخاص
إذا سألت فاسأل الله:
- والمقصود بالسؤال في اللغة العربية هو الطلب.
- أي عندما يحتاج العبد شيء يطلبه من الله عز وجل ولا يطلبه من أحد غيره.
وإذا استعنت فاستعن بالله:
- يقصد بكلمة الاستعانة هي الإغاثة وطلب المساعدة.
- ومعناها أن العبد عندما يحتاج إلى المساعدة والإغاثة والعون فيطلبه من المولى عز وجل لا أحد سواه.
واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك:
- الأمة يقصد بها جميع العباد من أهل الأرض.
- ومعناها أنهم إذا اتفقوا على أن ينفعوا الرجل بأمر ما.
- لم يستطيعوا أن ينفعوه إلا إذا كان الله سبحانه وتعالى قد كتبه له، أما إذا لم يكتبه الله فلم يتمكنوا من منفعته بأي حال.
ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك:
- الضر يقصد به الأذى سواء في الصحة أو في الولد أو في المال.
- ومعناها أن جميع البشر لو اتفقوا على إيذاء شخص بأي سوء ولم يكتبه الله له لم يستطيعوا فعل ذلك إلا إذا كان الله سبحانه وتعالى كتب له ذلك الضرر.
رفعت الأقلام وجفت الصحف:
- يقصد بكلمة الصحف هي الأوراق التي يكتب فيها.
- وقد قال بعض العلماء أن الصحف هنا يقصد بها الكتب السماوية التي أنزلت على سيدنا إبراهيم وسيدنا موسى عليهما السلام.
- كقوله تعالى “إن هذا لفي الصحف الأولى، صحف إبراهيم وموسى”.
اقرأ أيضا: حديث اغتنم خمسا قبل خمس
منزلة حديث احفظ الله يحفظك
لقد أجمع علماء الدين على منزلة حديث احفظ الله يحفظك العظيمة، حيث أن:
- قد قام الإمام النووي بوضع هذا الحديث الشريف في كتابه الشهير “الأذكار” ضمن أحاديثه الأربعين، وجعله في خاتمة الكتاب، حيث قال “هذا حديث عظيم”.
- قام الحافظ بن رجب الحنبلي بوضعه في كتابه الشهير “جامع العلوم والحكم” وقام بشرحه تفصيليًا، وقال فيه أن هذا الحديث يشمل وصايا عظيمة ويتضمن الكثير من القواعد الهامة للدين الإسلامي.
- كما قال فيه الكثير من علماء الفقه والدين، تدبرنا هذا الحديث فأدهشنا.
- فوا أسفاه من الجهل بهذا الحديث الشريف، وقلة التفهم لمعناه العظيم.
- وكذلك قال بعض العلماء أن هذا الحديث يستحق منا التوقف عند فقراته.
- حيث أن كل فترة تحمل الكثير من العقائد الإيمانية، ويجب أن نقف عنده مفيدين متمعنين في فقراته.
ما هي الدروس المستفادة من حديث احفظ الله يحفظك؟
هناك الكثير من العبر والدروس المستفادة من هذا الحديث الشريف، نذكر منها ما يلي:
- إن الله سبحانه وتعالى يحفظ العبد بعنايته الربانية.
- على العبد حفظ الله عز وجل وحفظ حدوده، بحيث يلتزم العبد بأوامر الله تعالى ويتجنب ما نهى عنه.
- حفظ الله تعالى حتى يصل العبد إلى درجة الإحسان والتقوى التي تجعله يعبد الله كأنه يراه.
- هو ذلك لقوله تعالى في كتابه العزيز “إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون”.
- يجب على المؤمن أن يترفع عن كثرة السؤال إلى الناس مثل طلب الأموال لاستكمال العيش.
- مما يحفظ له كرامته ويصونك هيبته أمام الجميع.
- استحضار عظمة الله عز وجل، وأنه هو القادر الوهاب والمعين.
- فيستحي العبد من الاستعانة بغير الله تعالى أو يعتمد على سواه.
- حسن الاستعانة بالله عز وجل كما قال بن رجب الحنبلي والبعض من السلف.
- “يا رب عجبت لمن يعرفك كيف يرجو غيرك، وعجبت لمن يعرفك كيف يستعين بغيرك”.
- كل شيء يصيب الإنسان بأمر الله سبحانه وتعالى سواء الخير أو الشر.
- ولكن كل شيء مقدر من الله تعالى ومكتوب على العبد في كتابه منذ خلقه.
- وذلك في قوله تعالى “ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها”.
- على العبد أن يأخذ بالأسباب ولا يعتمد فقط على القدر.
- وذلك سوف يزيد إيمانه في قلبه ويستقر بداخله الطمأنينة والسكينة وسوف ينعكس على جميع أمور حياته.
شاهد من هنا: حديث شريف قصير للإذاعة المدرسية