شرح قصيدة البردة للبوصيري
شرح قصيدة البردة للبوصيري بحيث يمكن فهم معناها بشكل مبسط وسلس لجميع الأفراد المهتمين بها أو للطلبة الذين يحتاجون إليها خلال دراستهم، فمن المعروف أن هذه القصيدة أحد أهم وأعظم الأعمال التي كتبها البوصيري.
محتويات المقال
شرح قصيدة البردة للبوصيري
حتى نستطيع شرح مفصل لقصيدة البوصيري سوف نقوم بتقسيمها لعدة أقسام لشرح كل منها بشكل مبسط، وإليكم شرح قصيدة البردة للبوصيري:
القسم الأول: يتكلم عن عشق رسول الله
إن البوصيري يبدأ القصيدة بغزل وهذا على عكس ما يقوم به الشعراء عادة، كالتالي:
- لم يتغزل هنا الشاعر في حبيبته ولم يحكي مدى فقدانه لها، ولكنه تغزل بشكل مختلف.
- حيث قام هنا بالشكوى من آلامه الناتجة عن غرام آخر.
- فعبر عن لائميه بحب العذري، والوشاة الذين استطاعوا كشف السر مع أنه يخفيه.
- كما قام بذكر بعض الأسماء الحجازية والنجدية مثل ذي سلم واضم وكاظمة.
- كل ما قام بذكره الشاعر في المقدمة يدل بشكل كبير على مدى حبه لرسول الله ﷺ.
- كما عبر خلال الأبيات أنه يريد الذهاب لزيارة الرسول ﷺ وأنه مشتاقًا جدًا.
شاهد أيضًا: قصيدة عن الفلاح المصري مكتوبة
أبيات القصيدة من القسم الأول
أمن تذكر جيران بذى سلم * مزجت دمعا جرى من مقلة بدم
أم هبت الريح من تلقاء كاظمة * وأومض البرق في الظلماء من إضم
فما لعينيك إن قلت اكففا همتا * وما لقلبك إن قلت استفق يهم
إني اتهمت نصيح الشيب في عذلي * والشيب أبعد في نصح عن التهم
القسم الثاني: منع هوى النفس
انتقل البوصيري في هذا القسم للحديث عن النفس الأمارة بالسوء، كالتالي:
- لقد ذكر الشاعر هنا تحذيرًا للأفراد من النفس الأمارة بالسوء وأنه يجب عدم اتباعها.
- فلا يجب على الإنسان أن يكون حبيسًا لشهواته التي تؤدي به إلى الهلاك.
- فقام الشاعر بتشبيه النفس بالطفل الذي يعتاد الرضاعة ولكن يجب فطمه ويعتاد عليه أيضًا.
- خرج من هذه الأبيات بعض الحكم التي أصبحت متداوله بين الكثير من الأفراد.
مثل قول الشاعر
إن الطعام يقوي شهوة النهم.
إن الهوى ما تولى يُصْمِ أو يَصُمِ.
فرب مخمصة شر من التخم.
الأبيات الخاصة بالقسم الثاني
فإن أمارتي بالسوء ما اتعظت * من جهلها بنذير الشيب والهرم
ولا أعدت من الفعل الجميل قرى * ضيف ألم برأسي غير محتشم
فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتها * إن الطعام يقوي شهوة النهم
والنفس كالطفل إن تهمله شب على * حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
فاصرف هواها وحاذر أن توليه * إن الهوى ما تولى يصم أو يصم
القسم الثالث: مدح الرسول الكريم
لقد قام الشاعر هنا بمدح رسول الله ﷺ، كالتالي:
- ذكر الشاعر زهد رسول الله ﷺ على الرغم ما كان يعرض عليه من كنوز الأرض جميعها.
- كما أوضح الشاعر في هذه الأبيات مدى شمول رسول الله للصفات الحسنة.
- قال الشاعر أن الله تعالى اصطفى واختار رسوله ﷺ من بين الخلق وفضله عليهم.
- كما قال الشاعر أن رسول الله هو سيد الكونين أي السماء والأرض.
- كما أنه سيد الثقلين أي الجان والإنس، وسيد الجنسين وهما العرب والعجم.
- وصف رسول الله ﷺ أنه حبيب الله تعالى، وأن الله اختصه بالشفاعة يوم القيامة.
- ذكر الشاعر أيضًا أن الله عز وجل فضل رسوله الكريم على كافة الأنبياء السابقين له.
شاهد أيضًا: قصيدة المساء: ولقد ذكرتك والنهار مودع
أبيات القسم الثالث
ظلمت سنة من أحيا الظلام إلى * أن اشتكت قدماه الضر من ورم
وراودته الجبال الشم من ذهب * عن نفسه فأراها أيما شمم
وأكدت زهده فيها ضرورته * إن الضرورة لا تعدو على العصم
محمد سيد الكونين والثقلين * والفريقين من عرب ومن عجم
هو الحبيب الذي ترجى شفاعته * لكل هول من الأهوال مقتحم
دعا إلى الله فالمستمسكون به * مستمسكون بحبل غير منفصم
فاق النبيين في خلق وفي خلق * ولم يدانوه في علم ولا كرم
وكلهم من رسول الله ملتمس * غرفا من البحر أو رشفا من الديم
القسم الرابع: مولد المصطفى
انتقل هنا الشاعر للحديث عن مولد رسول الله ﷺ، كالتالي:
- ذكر الشاعر يوم مولد رسول الله ﷺ والبشائر التي حدثت بقدومه.
- وصف الشاعر تلك البشائر على أنها مثال لاحتفال الكون بأكمله بهذا اليوم.
- ذكر الشاعر أنه من ضمن هذه البشائر هو عندما تصدع إيران كسرى.
- كما ذكر نار المجوس التي انطفئت وبحيرة ساوة التي جفت.
- كما ذكر أن الفرحة ملأت السموات والأرض جميعها بسبب مولده ﷺ.
أبيات القسم الرابع
أبان مولده عن طيب عنصره * يا طيب مبتدأ منه ومختتم
يوم تفرس فيه الفرس أنهم * قد أنذروا بحلول البؤس والنقم
وبات إيوان كسرى وهو منصدع * كشمل أصحاب كسرى غير ملتئم
والنار خامدة الأنفاس من أسف * عليه والنهر ساهي العين من سدم
وساء ساوة أن غاضت بحيرتها * ورد واردها بالغيظ حين ظمي
كأن بالنار ما بالماء من بلل * حزنا وبالماء ما بالنار من ضرم
والجن تهتف والأنوار ساطعة * والحق يظهر من معنى ومن كلم
القسم الخامس: معجزات الرسول الكريم
انتقل الشاعر هنا للحديث عن المعجزات التي صاحبت رسول الله ﷺ، كالتالي:
- ذكر البوصيري أن الأشجار كانت تسجد وتمشي لرسول الله ﷺ.
- حيث كانت الأشجار تتسابق لتظل رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام.
- كما ذكر معجزة انشقاق القمر لرسول الله، وبالطبع روي قصه الغار والعنكبوت والحمام.
- ذكر الشاعر كيف أن رسول الله كان يمكنه شفاء المريض بمجرد لمسه بيده الطاهرة.
- كما ذكر كيف كان يستجيب الله تعالى لدعائه وينزل المطر في سنوات الجفاف.
شاهد أيضًا: قصيدة اللغة العربية تتحدث عن نفسها
أبيات القسم الخامس
جاءت لدعوته الأشجار ساجدة * تمشى إليه على ساق بلا قدم
مثل الغمامة أنى سار سائرة * تقيه حر وطيس للهجير حم
أقسمت بالقمر المنشق إن له * من قلبه نسبة مبرورة القسم
وما حوى الغار من خير ومن كرم * وكل طرف من الكفار عنه عم
فالصدق في الغار والصديق لم يريا * وهم يقولون ما بالغار من أرم
ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على * خير البرية لم تنسج ولم تحم
كم أبرأت وصبا باللمس راحته * وأطلقت أربا من ربقة اللمم
وأحيت السنة الشهباء دعوته * حتى حكت غرة في الأعصر الدهم
القسم السادس: الحديث شرف القرآن
تحدث الشاعر هنا عن أعظم معجزات النبي ﷺ وهو القرآن الكريم، كالتالي:
- وصف البوصيري مدى بلاغة القرآن الكريم وروعته وإتقانه.
- حيث أن العرب بكل ما لديهم من فصاحة لم يستطيعوا أن يأتوا بمثله.
- بل وقف العرب أمامه مذهولين من روعته وبلاغته المحكمة.
- إن القرآن مليء بالكثير من العجائب والمعاني التي لا تنفذ كلما قرأت فيه وبحثت.
- فشبه الشاعر القرآن مثل البحر في أمواجه المتتالية، وشبه الألفاظ فيه مثل لؤلؤ البحر.
أبيات القسم السادس
دعني ووصفي آيات له ظهرت * ظهور نار القرى ليلا على علم
فالدر يزداد حسنا وهو منتظم * وليس ينقص قدرا غير منتظم
دامت لدينا ففاقت كل معجزة * من النبيين إذ جاءت ولم تدم
ما حوربت قط إلا عاد من حرب * أعدى الأعادي إليها ملقي السلم
ردت بلاغتها دعوى معارضها * رد الغيور يد الجاني عن الحرم
لها معان كموج البحر في مدد * وفوق جوهره في الحسن والقيم
القسم السابع: معجزة الإسراء والمعراج
يذكر الشاعر هنا معجزة الإسراء والمعراج التي حدثت مع رسول الله ﷺ، كالتالي:
- ذكر الشاعر أن النبي ﷺ قد ذهب خلال الليل من الحرم المكي لبيت المقدس.
- ثم بعد ذلك قام بالصعود إلى السموات السبع وكيف عاد بعد ذلك إلى مكانه مرة أخرى.
- شبه الشاعر النبي ﷺ بالبدر خلال الليل في رحلة الإسراء والمعراج.
- كما ذكر الشاعر أن رسول الله ﷺ استطاع الوصول لمكانة لم يصل إليها غيره من الأنبياء.
- وصف البوصيري النبي ﷺ أنه من أعظم النعم التي أنزلها الله لنا، فهو رحمة للعالمين.
شاهد أيضًا: كلمات قصيدة متزعليش هشام الجخ
أبيات القسم السابع
يا خير من يمم العافون ساحته * سعيا وفوق متون الأينق الرسم
ومن هو الآية الكبرى لمعتبر * ومن هو النعمة العظمى لمغتنم
سريت من حرم ليلا إلى حرم * كما سرى البدر في داج من الظلم
وبت ترقى إلى أن نلت منزلة * من قاب قوسين لم تدرك ولم ترم
وقدمتك جميع الأنبياء بها * والرسل تقديم مخدوم على خدم
وأنت تخترق السبع الطباق بهم * في موكب كنت فيه صاحب العلم
القسم الثامن: جهاد النبي
انتقل البوصيري هنا إلى الحديث عن جهاد رسول الله ﷺ، كالتالي:
- حيث وصف الشاعر رسول الله ﷺ بالشجاعة الكبيرة والتي استطاع بها نشر الإسلام.
- كما تحدث عن مدى شجاعة أصحاب رسول الله التي اكتسبوها من نبيهم ﷺ.
- أضاف الشاعر أن رسول الله كان مثالًا يحتذى به في الفداء والتضحية.
- قام الشاعر بذكر شجاعة المسلمين في الغزوات مثل بدر وحنين.
- أشار الشاعر في الأبيات إلى أن النبي والمؤمنين لم يخافوا ولم يتفرقوا.
- فشبه النبي بالأسد في معاركه وعند الدفاع عن دينه.
أبيات القسم الثامن
راعت قلوب العدا أنباء بعثته * كنبأة أجفلت غفلا من الغنم
ما زال يلقاهم في كل معترك * حتى حكوا بالقنا لحما على وضم
ودوا الفرار فكادوا يغبطون به * أشلاء شالت مع العقبان والرخم
حتى غدت ملة الإسلام وهي بهم * من بعد غربتها موصولة الرحم
مكفولة أبدا منهم بخير أب * وخير بعل فلم تيتم ولم تئم
هم الجبال فسل عنهم مصادمهم * ماذا رأى منهم في كل مصطدم
وسل حنينا وسل بدرا وسل أحدا * فصول حتف لهم أدهى من الوخم
طارت قلوب العدا من بأسهم * فرقا فما تفرق بين البهم والبهم
ومن تكن برسول الله نصرته * إن تلقه الأسد في آجامها تجم
القسمين التاسع والعاشر: ابتهالات ومناجاة
يختم هنا البوصيري القصيدة ببعض الابتهالات والتوسلات لنبينا ﷺ، كالتالي:
- لقد اعترف البوصيري أنه أضاع عمره في مدح ذوي السلطة.
- ذكر أنه لم يجني من هذا سوى الندم الشديد، ولهذا أراد تغيير اختصاصه لمدح النبي ﷺ.
- أضاف الشاعر أنه يتمنى أن ينال شفاعة رسول الله ﷺ يوم القيامة.
- أنهى الشاعر قصيدته بطلب العفو من الله على مضى من أفعاله.
شاهد أيضًا: شرح قصيدة بانت سعاد
أبيات القسمين الأخيرين
خدمته بمديح أستقيل به * ذنوب عمر مضى في الشعر والخدم
إذ قلداني ما تخشي عواقبه * كأنني بهما هدي من النعم
أطعت غي الصبا في الحالتين وما * حصلت إلا على الآثام والندم
فيا خسارة نفس في تجارتها * لم تشتر الدين بالدنيا ولم تسم
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به * سواك عند حلول الحادث العمم
ولن يضيق رسول الله جاهك بي * إذا الكريم تجلى باسم منتقم
يا رب بالمصطفى بلغ مقاصدنا * واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
سبب هذه القصيدة
بعد أن ذكرنا لكم شرح قصيدة البردة للبوصيري، سوف نذكر لكم سبب قول البوصيري لها فيما يلي:
- يقول للبوصيري أنه قد نظم العديد من القصائد لمدح رسول الله ﷺ.
- أضاف أن منها ما قد اقترحه عليه زين الدين يعقوب، ولكنه سرعان ما أصيب بالشلل.
- يعد أن تمكن الشلل النصفي من للبوصيري قام بالتفكير في كتابة هذه القصيدة.
- يقول للبوصيري أنه أراد بها التقرب إلى الله عزوجل لعله يشفيه من مرضه.
- فيقول قررت أن أنشدها ودعوت الله كثيرًا وتوسلت إليه وذهب للنوم.
- فرأي الرسول ﷺ في منامه فقام بمسج وجهه وألقى عليه بردة.
- فاستيقظ وشعر أنه يستطيع النهوض فقام وخرج من بيته يتمشى.
- فقال التقيت ببعض الفقراء وطلبوا منه أن يعطيهم القصيدة التي كتبها لرسول الله ﷺ.
- فسألهم أي قصيدة فقالوا له التي كتبتها أثناء مرضك وقام بذكر بدايتها له.
- فقال له أنه سمعها يوم أمس تنشد بين يدي رسول الله ﷺ.
- أضاف الرجل أن الرسول قد أعجب بها وألقى على الرجل الذي أنشدها بردة.
- فقال فقمت بإعطائه القصيدة، وحكي الفقير هذه الرؤيا وانتشرت بين القوم.
لقد تعرفنا من خلال المقال على شرح قصيدة البردة للبوصيري بشكل مفصل وشامل لكل قسم منها، كما وضحنا لكم السبب الذي جعل البوصيري يقوم بكتابة هذه القصيدة.