شرح قصيدة فليتك تحلو والحياة مريرة
وذلك لما بها من طابع خاص ومختلف عن كافة القصائد التي كتبت باللغة العربية هو طابع أبو فراس الحمداني، ومن خلال موقعنا maqall.net سوف نتحدث عن القصيدة وعن حياة الشاعر بالتفصيل.
محتويات المقال
شرح قصيدة فليتك تحلو والحياة مريرة
لقد كتب أبو فراس الحمداني قصيدة فليتك تحلو والحياة مريرة كأحد أنواع قصائد المدح، فقد كتبها عندما أسر لدى سيف الدولة ليطلق سراحه.
ولقد ظلت هذه القصيدة لسنوات طويلة تعيش في الأدب العربي وجاءت كلمات هذه القصيدة على النحو التالي:
- أمَا لِجَمِيلٍ عِنْدَكنّ ثَوَاب ** وَلا لِمسِيء عِنْدَكنّ مَتَاب؟
- لَقَد ضَلّ مَنْ تَحوِي هوَاهُ خَرِيدة ٌ ** وقدْ ذلَّ منْ تقضي عليهِ كعابُ
- ولكنني – والحمدُ للهِ – حازمٌ ** أعزُّ إذا ذلتْ لهنَّ رقابُ
- وَلا تَمْلِك الحَسْنَاء قَلْبيَ كلّه ** وإنْ شملتها رقة ٌ وشباب
- وَأجرِي فلا أعطي الهوَى فضْلَ مقوَدي ** وَأهْفو وَلا يَخْفَى عَلَيّ صَوَاب
- إذا الخِلّ لَمْ يَهْجُرْكَ إلاّ مَلالَة ً ** فليسَ لهُ إلا الفراقَ عتابُ
- إذَا لَمْ أجِدْ مِنْ خلّة ٍ ما أرِيده ** فعندي لأخرى عزمة ٌ وركاب
- وَلَيْسَ فرَاقٌ ما استَطَعتُ، فإن يكُن ** فراقٌ على حالٍ فليسَ إيابُ
- صبورٌ ولوْ لمْ تبقَ مني بقية ٌ ** قؤولٌ ولوْ أنَّ السيوفَ جوابُ
- وَقورٌ وَأَحداثُ الزَمانِ تَنوشُني ** وَلِلمَوتِ حَولي جيئَةٌ وَذَهابُ
- وَألْحَظُ أحْوَالَ الزّمَانِ بِمُقْلَة ٍ ** بها الصدقُ صدقٌ والكذابُ كذابُ
- بِمَنْ يَثِقُ الإنْسَانُ فِيمَا يَنُوبُهُ ** وَمِنْ أينَ للحُرّ الكَرِيمِ صِحَابُ؟
- وَقَدْ صَارَ هَذَا النّاسُ إلاّ أقَلَّهُمْ ** ذئاباً على أجسادهنَّ ثيابُ
- تغابيت عنْ قومي فظنوا غباوة ً ** بِمَفْرِقِ أغْبَانَا حَصىً وَترَابُ
- وَلَوْ عَرَفوني حَقّ مَعْرِفَتي بهِم ** إذاً عَلِموا أني شَهِدْت وَغَابوا
- وَمَا كلّ فَعّالٍ يجَازَى بِفِعْلِهِ ** ولا كلِّ قوالٍ لديَّ يجاب
- وَربَّ كَلامٍ مَرَّ فَوقَ مَسامِعي ** كَما طَنَّ في لَوحِ الهَجيرِ ذباب
- إلى الله أشْكو أنّنَا بِمَنَازِلٍ ** تحكم في آسادهنَّ كلاب
- تَمرّ اللّيَالي لَيْسَ للنّفْعِ مَوْضِعٌ ** لديَّ ولا للمعتفينَ جناب
- وَلا شدّ لي سَرْجٌ عَلى ظَهْرِ سَابحٍ ** ولا ضرِبَتْ لي بِالعَرَاءِ قِبَاب
باقي كلمات قصيدة فليتك تحلو والحياة مريرة
- ولا برقتْ لي في اللقاءِ قواطعٌ ** وَلا لَمَعَتْ لي في الحُرُوبِ حِرَابُ
- ستذكر أيامي” نميرٌ” و” عامرٌ” ** و” كعبٌ” على علاتها و”كلاب”
- أنا الجار لا زادي بطيءٌ عليهم ** وَلا دونَ مَالي لِلْحَوَادِثِ بَاب
- وَلا أطْلب العَوْرَاءَ مِنْهمْ أصِيبهَا ** وَلا عَوْرَتي للطّالِبِينَ تصَاب
- وَأسْطو وَحبّي ثَابِتٌ في صدورِهِمْ ** وَأحلم عَنْ جهّالِهِمْ وَأهَاب
- بَني عَمّنا ما يَصْنعُ السّيفُ في الوَغى ** إذا فلَّ منهُ مضربٌ وذبابُ؟
- بني عَمِّنا لا تُنكِروا الحَقَّ إِنَّنا ** شِدادٌ عَلى غَيرِ الهَوانِ صِلابُ
- بَني عَمّنَا نَحْنُ السّوَاعِدُ والظُّبَى ** ويوشكُ يوماً أنْ يكونَ ضرابُ
- وَإِنَّ رِجالاً ما اِبنَكُم كَاِبنِ أُختِهِم ** حَرِيّونَ أَن يُقضى لَهُم وَيُهابوا
- فَعَنْ أيّ عُذْرٍ إنْ دُعُوا وَدُعِيتُمُ ** أبَيْتُمْ، بَني أعمَامِنا، وأجَابُوا؟
- وَمَا أدّعي، ما يَعْلَمُ الله غَيْرَهُ ** رحابُ” عليٍّ” للعفاة ِ رحابُ
- وأفعالهُ للراغبين َ كريمة ٌ ** وأموالهُ للطالبينَ نهابُ
- ولكنْ نبا منهُ بكفي صارمٌ ** وأظلمُ في عينيَّ منهُ شهابُ
استكمال قصيدة فليتك تحلو والحياة مريرة
- وَأبطَأ عَنّي، وَالمَنَايَا سَرِيعة ٌ ** وَلِلْمَوْتِ ظفْرٌ قَدْ أطَلّ وَنَاب
- فَإِن لَم يَكن ودٌّ قَديمٌ نَعُدّه ** وَلا نَسَبٌ بَينَ الرِجالِ قراب
- فأَحْوَطَ لِلإسْلامِ أنْ لا يضِيعَني ** ولي عنهُ فيهِ حوطة ٌ ومنابُ
- ولكنني راضٍ على كل حالة ٍ ** ليعلمَ أيُّ الحالتينِ سرابُ
- وما زلتُ أرضى بالقليلِ محبة ً ** لديهِ وما دونَ الكثيرِ حجابُ
- وَأطلُبُ إبْقَاءً عَلى الوُدّ أرْضَهُ ** وذكرى منى ً في غيرها وطلابُ
- كذاكَ الوِدادُ المحضُ لا يُرْتَجى لَهُ ** ثوابٌ ولا يخشى عليهِ عقابُ
- وَقد كنتُ أخشَى الهجرَ والشملُ جامعٌ ** وفي كلِّ يومٍ لقية ٌ وخطابُ
- فكيفَ وفيما بيننا ملكُ قيصرٍ ** وَللبَحْرِ حَوْلي زَخْرَة ٌ وَعُبَابُ
- أمنْ بعدِ بذلِ النفسِ فيما تريدهُ ** أُثَابُ بِمُرّ العَتْبِ حِينَ أُثَابُ؟
- فَلَيْتَكَ تَحْلُو، وَالحَيَاة ُ مَرِيرَة ٌ ** وَلَيْتَكَ تَرْضَى وَالأَنَامُ غِضَابُ
- وَلَيْتَ الّذي بَيْني وَبَيْنَكَ عَامِرٌ ** وبيني وبينَ العالمينَ خرابُ
- إذا صَحَّ منك الودّ فالكُلُّ هَيِّنٌ ** وكُلُّ الذي فَوقَ التُّرابِ تُرابِ.
ومن هنا يمكنكم التعرف على: قصيدة: لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب
أبو فراس الحمداني
- لقد اشتهر كاتب قصيدة فليتك تحلو والحياة مريرة باسم أبو فراس الحمداني بين الشعراء، واسمه هو الحارث بن سعيد بن حمدان الربيعي.
- في عام 320 هجريا الموافق 932 ميلاديا ولد أبو فراس الحمداني، وقد كان ابن عم سيف الدولة الحمداني.
- كما توفي أبو فراس في عام 357 هجريا الموافق 967 ميلاديا.
- اشتهر أبو فراس في البداية كواحد من أهم علماء الجغرافيا والفلك، هذا إلى جانب عمله كمؤرخ ونحوي، ما ساعده على التميز في الشعر حتى أصبح أحد أهم شعراء العرب.
- وبعد أن أصبح شاعرا وانتشرت قصائده لقب باسم لسان جنوب الجزيرة العربية، فعلى الرغم من حبه الكبير للسفر إلا أنه قام بقضاء أغلب حياته في منطقة شبه الجزيرة العربية.
- من أشهر القصائد التي عرفت من كتابات أبو فراس الحمداني قصيدة فليتك تحلو والحياة مريرة.
- كذلك قصيدة أراك عصي الدمع التي قامت أم كلثوم بغنائها، وقصيدة أوصيك بالحزن.
حياة أبو فراس الحمداني
- من أهم ما يميز حياة أبو فراس الحمداني بجانب كتاباته وأشعاره هو طباعه وخصاله الشخصية، حيث أنه كان يتميز بأن بنيان جسمه ضخم من صغره.
- ولقد أهله ذلك الأمر لأن يكون في الكثير من المعارك إلى جوار ابن عمه سيف الدولة ومساعده.
- كما كان سبب في فوزه بكثير من المعارك على الرغم من أن عمره لم يكن تجاوز 19 عام.
- ولقد تميز بالكثير من الصفات التي جعلته محبوب من الجميع، فمن أهم هذه الصفات أنه دائما ما كان وجهه بشوش وسمح، هذا إلى جانب أنه كان يصفح عمن يخطئ في حقه.
- هذا إلى جانب أنه عرف برأفته في التعامل مع السيدات، ولقد كانت حياته متقلبة ما بين الحروب والجد وما بين الرفاهية والمتع.
- حتى الآن لا يوجد حول موته قصة محددة ولكن البعض أوضح أنه قد قتل وهو في الثلاثينات من عمره.
ولا تتردد في قراءة مقالنا عن: قصيدة مصطفى الجزار: كفكف دموعك وانسحب يا عنترة
سبب كتابة قصيدة فليتك تحلو والحياة مريرة
- كما أوضحنا فيما سبق أن أبو فراس الحمداني لم يكن شاعرا فقط بل كان أهم المحاربين في جيش ابن عمه سيف الدولة الحمداني، وقد تولى في فترة ولاية منبج.
- وفي أحد الفترات التي كان بين ابن عمه والروم حروب، ذهب ليعرف كل أخبار الروم وتنقلاتهم وتم أسره.
- فأرسل لابن عمه للدفع له فدية ولكن سيف الدولة تأخر في ذلك فكتب له هذه القصيدة.
كما أدعوك للتعرف على: قصيدة المتنبي على قدر أهل العزم تأتي العزائم
لقد عرضنا لكم في هذا المقال شرح قصيدة فليتك تحلو والحياة مريرة، للشاعر الكبير أبو فراس الحمداني والتي تعد من أهم قصائد المدح في الأدب العربي.
كما تعرفنا معكم على العديد من المعلومات عن الشاعر أبو فراس الحمداني نفسه وحياته التي أثرت على كتاباته الشعرية.