شرح قاعدة (الاجتهاد لا ينقض بالاجتهاد)

سوف نقدم شرح قاعدة (الاجتهاد لا ينقض بالاجتهاد)، تلك القاعدة التي تدل على مدى اتساع أفق الشريعة الإسلامية، حيث الاجتهاد هنا لا يفسد الاجتهاد يعني بأن الاجتهاد الجديد لا يبطل اجتهاد قبله.

فالرأي لا ينقض رأي، والعلة في الاجتهاد عامة الثمرة الناتجة عن الظن، فلا ظن يبطل ظن، ولمزيد من المعلومات تابعوا مقالنا عبر موقع maqall.net.

شرح قاعدة (الاجتهاد لا ينقض بالاجتهاد)

المنهج الإسلامي منهج عبقري، والهدف الأساسي له هو تيسير أمور المسلمين في الحياة الدنيا، ولعل هذه القاعدة دليل واضح على ذلك، حيث:

  • لو اجتهد شخص في مسألة ما جائز له الاجتهاد والنظر فيها.
  • هنا يمكنه إصدار رأي والعمل به.
  • هذا الرأي الذي أصدره بعد اجتهاده يكون موضع احترام وتقدير، بغض النظر عن مدى رجاحة الرأي وصوابه.
  • وهذا الرأي لا ينقض باجتهاد رأي أخر.
  • بل وذهبت الشريعة الإسلامية لأبعد من ذلك، وجعلت للمجتهد ثواب على اجتهاده، حتى لو كان هذا الاجتهاد قد جانبه الصواب.
  • وذلك لأنه بذل ما في وسعه وطاقته حتى يصل إلى الحق، فهنا النية هي أساس الثواب.
  • وهذا الأمر يتفق مع قوله الرسول (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الشريف الذي رواه الإمام البخاري: (إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر).

شاهد أيضا: كلام عن العمل والاجتهاد

ألفاظ أخرى متعلقة بالقاعدة ودليلها

تلك القاعدة العظيمة لها ألفاظ يذكرها من قام بالاجتهاد وتأليف القواعد، سنذكر بعضها منها فيما يلي:

  • الاجتهاد لا ينقصه اجتهاد، ولا يعارض النص.
  • الأصل في الاجتهاد أنه لا يفسح باجتهاد أخر.
  • لا يتعارض الاجتهاد مع النص.
  • أصل قاعدة الاجتهاد مجمع عليها، وهذا الإجماع يعود إلى الصحابة رضوان الله عليهم.
  • الدليل على ذلك أن أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) اجتهد في مسألة فقهية، وخالفه فيها الفاروق عمر، ومع ذلك لم ينقض حكمه، وقال عمر عن ذلك: (تِلْكَ على مَا قضينا وَهَذِه على مَا نقضي).
  • وبالتالي تلك القاعدة مقيدة، حيث أن الاجتهاد الأول لم يأتي مخالفًا خلاف قطعي لأمر في الدين كالنص والإجماع.
    • فلو كان مخالفًا تنقض، وذلك لأن الاجتهاد لا يعارض النص.

ما هي العلة من الاجتهاد؟

الشريعة الإسلامية فتحت باب الاجتهاد أمام عموم المسلمين الحاصلين على قدر جيد من العلم الشرعي والمعرفة، وبالنسبة للعلة من وراء الاجتهاد، فنوضحها فيما يلي:

  • الاجتهاد له أساس وعلة، حيث تكون رغبة المسلم هي الوصول إلى عين الحق ومعرفة الصواب.
  • الاجتهاد في الدين لا يخرج عن حدود قدرة وطاقة الإنسان، حيث أنه غير مكلف بذلك، ولكن يفعله رغبة في إرضاء الله سبحانه وتعالى ورسوله.
  • وما يؤكد ذلك قول الله سبحانه وتعالى: (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا).
  • فالتكيف بما لا يطاق الإنسان نوع من العبث، والشريعة منزهة عن أي عبث.

شروط قاعدة الاجتهاد لا ينقض بالاجتهاد

ونحن نتحدث عن شرح قاعدة (الاجتهاد لا ينقض بالاجتهاد، نود أن نشير إلى شروط تلك القاعدة، حيث لابد من توافر مجموعة من الشروط من أجل تطبيقها، وهي:

  • لابد أن يكون الاجتهاد صادر عن مجتهد، فلا اجتهاد مقبول إلا من مجتهد معقول.
  • الاجتهاد الصالح للقضاء هو الذي لا يخالف نص القرآن الكريم، ونص السنة النبوية الشريفة، ونص اجماع قطعي.
  • الاجتهاد المنقوض له أحكامه، ولابد أن يكون القاضي الذي قبل به هو المسؤول عن نقضه إن أمكن.
  • على من ينقض نص الاجتهاد أن يبين سبب النقض.
  • لو قضى القاضي بما يخالف النص والإجماع، من الممكن هنا أن ينقضه أي قاضي غيره.

اقرأ أيضا: قيمة الاجتهاد في العمل في الإسلام

تطبيقات على الاجتهاد لا ينقض بالاجتهاد

هناك الكثير من التطبيقات لهذه القاعدة الشهيرة التي تدل على مدى اتساع روح الفقه الإسلامي، وفيما يلي عرض لبعض من هذه التطبيقات التي ذكرها لنا الفقهاء:

 المجتهدين

  • اجتهاد المجتهد لا ينقض.
  • كل مجتهد عليه احترام اجتهاد من سبقه، لأن لا ترجيح في الاجتهاد.
  • الاجتهاد له رتب، وعلى المجتهد استكمال رتبة الاجتهاد.

تعدد المذاهب

  • من المعروف أن تاريخ الفقه الإسلامي محكوم من أربعة مذاهب رئيسية، وهي: الحنفية، والشافعية، والحنابلة، والمالكية.
  • فمثلًا لو قضى مالكي في أمر ما، معتمد في اجتهاده على مذهبه، ثم رفع الأمر إلى حنبلي أو شافعي، لا يصح نقض ما اجتهد به المالكي.

اجتهاد تحديد القبلة

  • على سبيل المثال لو اجتهد شخص ما وحدد القبلة وصلى على أثرها صلاة الظهر، ثم جاء وقت صلاة العصر فعليه أن يعيد اجتهاده مرة أخرى.
  • لو ظهرت له القبلة على غير ما صلى به صلاة الظهر، فليس عليه إعادة صلاة الظهر، بل فقط عليه صلاة العصر وفق الاجتهاد الجديد.
  • وذلك تطبيق حي لقاعدة لا ينقض الاجتهاد بالاجتهاد.

أهمية قاعدة الاجتهاد لا ينقض بالاجتهاد

تلك القاعدة تعبر عن روح الشريعة الإسلامية، فتتجلى جوانب أهميتها فيما يلي:

  • نشر مبدأ التسامح بين أطياف المجتمع، فمن حق كل فرد لديه العلم الاجتهاد، ومن حق الرعية اختيار ما يناسبهم.
  • تلك القاعدة تؤكد على مرونة الفقه الإسلامي وأنه ليس قطعي جازم يرفض الآراء ووجهات النظر.
  • في الاختلاف رحمة، فكل إنسان يختار بما يناسبه.
  • كذلك تلك القاعدة أنما تدل على احترام الدين الإسلامي للمجتهد الذي يبذل المجهود العقلي والبحثي حتى يصل لقاعدة صحيحة تتبع أصول القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية.

شاهد من هنا: بحث عن الاجتهاد في أصول الفقه

أسئلة شائعة حول قاعدة الاجتهاد

ما هي قاعدة (الاجتهاد لا ينقض بالاجتهاد)؟

هذه القاعدة تعني أنه إذا اجتهد شخص في مسألة دينية، ثم جاء شخص آخر واجتهد في نفس المسألة ووصل إلى استنتاج مختلف، فإن اجتهاد الثاني لا يُلغي اجتهاد الأول، ويُحترم كل اجتهاد على حدة.

ما هي شروط تطبيق قاعدة (الاجتهاد لا ينقض بالاجتهاد)؟

يجب أن يكون الاجتهاد من مجتهد معتبر. يجب أن يتم الاجتهاد بناءً على الأدلة الشرعية والمنهجية الفقهية. لا يجب أن يتعارض الاجتهاد مع نصوص القرآن والسنة والإجماع القطعي.

ما هي العلة وراء قاعدة (الاجتهاد لا ينقض بالاجتهاد)؟

العلة وراء هذه القاعدة هي الرغبة في الوصول إلى الحق والصواب، وتقديم كل ما هو ممكن من الجهد لفهم الشريعة الإسلامية وتطبيقها بشكل صحيح.

ما هو الثواب المقدم للمجتهد ولو كان اجتهاده خاطئًا؟

الثواب المقدم للمجتهد يكون بناءً على نية صادقة للوصول إلى الحق، حتى لو كان الاجتهاد خاطئًا، وذلك لأنه بذل الجهد الممكن لفهم الشريعة وتطبيقها.

مقالات ذات صلة