مظاهر الحياة العقلية للعرب في العصر الجاهلي
مظاهر الحياة العقلية للعرب في العصر الجاهلي، من المواضيع التي يتم البحث عنها على مواقع البحث الإلكتروني من أجل التعرف على الحياة العقلية التي كان يتسم بها العرب في العصور الجاهلية قبل انتشار الإسلام.
وخاصة من الطلبة وأصحاب العقول المطلعة، ولهذا سوف نقوم بعرض مظاهر الحياة العقلية للعرب في العصر الجاهلي في المقال التالي عبر موقع مقال maqall.net.
محتويات المقال
العصور الجاهلية
- قبل أن نقوم بالتطرق في الحديث عن مظاهر الحياة العقلية للعرب في العصر الجاهلي، فإننا يجب أن نقوم بالتعرف على العصور الجاهلية.
- حيث إن العصور الجاهلية هي فترة من الفترات التاريخية القديمة والتي قد توارت واختفت، لكنها قد امتدت لفترات زمنية طويلة.
- فقد وجد العصر الجاهلي في فترة تاريخية طويلة قبل الميلاد وأيضا فترة طويلة بعد الميلاد.
- كما إننا نجد إن كلمة جاهلية تأتي في أذهاننا من كلمة الجهل، وهذا اللفظ يشير إلى كمية الجهل المصمت الذي كان موجود في ذلك الزمان.
- ولكن التعريف الحرفي للجهل لم يكن موجودا كما هو متصور في حياة العرب قديما، حيث إننا نجد إن المنطقة الجنوبية من شبه الجزيرة العربية كانت منطقة راقية، لأن المنطقة العربية كان يوجد بها ارتقاء وتقدم عن غيرها من المناطق والمدن في هذا الوقت.
- لهذا فأننا نجد إن المراد بكلمة العصر الجاهلي عند العرب وقتها هو إشارة إلى الطيش والسفه، أو إلى الجهل الذي يأتي ضد الحلم.
- كذلك نجد أن كلمة العصر الجاهلي عند العرب قد ارتبطت بالإسلام، وذلك ليشر إلى جهل العرب وقتها بالدين وعبادة الله والإسلام، وليس المقصود بها الجهل الفكري.
اقرأ أيضا: أهم مظاهر الحياة الاجتماعية في العصر الإسلامي
أقسام الجاهلية
- إن الأشخاص الذين يقومون بالبحث في الأدب العربي الجاهلي أكدوا على أن العصر الجاهلي امتد إلى حوالي من 150 إلى 200 عام تقريبا قبل ظهور الإسلام وانتشاره.
- فقد قال الجاحظ عن هذا الأمر: (وأما الشعر فحديث الميلاد صغير السن، وأول من نهج سبيله وسلك الطريق إليه أمرؤ القيس بن حجر، ومهلهل بن ربيعة).
- كما إن الجاحظ قام بتكملة كلامه عن الجاهلية قائلا: (فإذا استظهرنا بغاية الاستظهار فمئتي عام)، ومن هنا نجد إن الجاهلية انقسمت إلى قسمين.
- وهذان القسمان ساعدا في معرفة الحياة العقلية التي كانت توجد في حياة العرب في العصر الجاهلي، وهذان القسمان هما:
أولًا: الجاهلية البعيدة
- وتعد الجاهلية البعيدة هي الفترة التي عاش بها العرب البائدة، وأيضا عرب الجنوب والذين يعدون هم أصحاب الحضارة في العرب.
- لكن لم يتم رواية الأخبار التي كانت تدل على العرب البادئة إلّا القليل، وهذه الاكتشافات جاءت عن طريق علم الآثار والاكتشافات التي توصلوا إليها عن هذه الفترة.
ثانيًا: الجاهلية القريبة
- أما الجاهلية القريبة هي الفترة التي تلت الفترة السابقة والتي تحدث عنها الجاحظ، كما امتدت في الزمن الجاهلي حيث يقوم الباحثون والدارسون الآن بالبحث في الأدب العربي الخاص بها.
كما أدعوك للتعرف على: مظاهر الحياة العقلية عند العرب في العصر الجاهلي
مظاهر الحياة العقلية للعرب في العصر الجاهلي
- إن العرب قديما في العصر الجاهلي كان يغلب عليهم طابع العادة، وكان مسيطر بشكل كبير على عقولهم.
- ويمكننا القول إن الحياة العقلية عند العرب في العصور الجاهلية لا تختلف كثيرا عن الحياة العقلية التي كانت توجد في مختلف شعوب الأرض في فترة البداوة، وقبل أن يصلوا إلى ما يعرف باسم النضج الفكر والنضج العقلي.
- حيث إننا نجد أن العرب كان لا يوجد لديهم القدرة على الربط بين السبب والأمور المسببة له، كما لم يكن لديهم القدرة على الربط بين العلة والمعلول.
- لقد وجد الكثير من المظاهر العقلية لدى العرب في فترة العصر الجاهلي، حيث أنها كانت متنوعة ووجدت على عدة أشكال، وهي:
اللغة
- تعتبر اللغة مظهر من المظاهر العقلية التي تتمتع بها كل أمة عن غيرها من الأمم الأخرى، وتنتقل اللغة من جيل إلى جيل آخر على الرغم من أنها قد تواجه بعض التغيرات والتطورات.
- إن اللغة العربية لم تخلقْ مرة واحدة في كل أمة، فنجد إن اللغة بدأت في البداية بألفاظ محددة والتي تساعد في تلبية احتياجات الأفراد، ثم تبدأ بعض الأمور الجديدة في الظهور، فتظهر معها ألفاظ جديدة ترتبط بها وهكذا.
- كما إننا نجد أنه قد توجد بعض الألفاظ التي تختفي إذا لم يظهر استخدام لها، لهذا عندما يبحث بعض الأفراد عن معاني بعض الكلمات، فأنه لا يجدها لأنها كانت معروفة لدى العرب قديما وبطل استخدامها.
- ولا يوجد لدينا معجم كلمات أثري يوضح لنا الكلمات والألفاظ التي كان يتم استخدامها من العرب قديما في العصر الجاهلي، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب منها:
- إن الشعر الجاهلي القديم قد اختفى أغلبه ولم يتبق سوى القليل منه، والذي لا يحمل كافة الألفاظ والكلمات التي كانت مستخدمة وقتها.
- كذلك نجد إن أكثر الألفاظ العربية تغيرت مع ظهور الإسلام، أيضا نجد إن الكثير من الألفاظ العربية قد وجدت مع بداية العصر الإسلامي.
- إلى جانب أن اللفظ الواحد أصبح يوجد له الكثير من المدلولات، والتي تختلف من وجه نظر الشخص البدوي عن وجه نظر الشخص المدني.
- بالإضافة إلى أن القرآن الكريم قد أورد الكثير من الألفاظ التي لم تكن منتشرة في العصر الجاهلي.
- أيضا نجد إن العرب في العصر الجاهلي كانوا يعيشون في قبائل مختلفة من حيث اللهجة واللغة التي يتم استخدامها.
الأمثال
- تعد الأمثال عبارة عن جمل قصيرة وهذه الجمل تدل على تجارب كبيرة أو توضح قصص طويلة، وقد تم أخذ الأمثال من التشبيه.
- ويمكننا القول إن كلمة الأمثال تأتي من القول هذا مثل لشيء، ونجد إن الأمثال تساعد الإنسان في معرفة الأحوال والأخلاق التي كانت تنتشر في كل أمة وأيضا عاداتها.
- كما إن الأمثال تعتبر دلالة على لغة الشعب وهي أفضل في الدلالة من الشعر، وتوجد بعض الأمثال التي تكون معروفة في بعض الأمم وتعرفها أمم أخرى، ويوجد البعض الآخر الذي يكون خاص بأمة بعينها.
- أيضا نجد إن الأمثال يوجد منها ما يتم ذكر القصة التي وردت بشأنها المثل، أو توضح الشخص الذي قالها، وهناك البعض الآخر الذي لا يقال من قالها أو المناسبة الخاصة بها.
الشعر
- يعتبر الشعر أكثر ما كان يميز العرب في مظاهر الحياة العقلية للعرب في العصر الجاهلي، لأن العرب الجاهليون قد قاموا بإنتاج الكثير من النصوص الشعرية المميزة والجميلة.
- وهذه النصوص ما زالت موجودة ويتم تدريسها في الكثير من المدارس والجامعات، وقد وصل الاهتمام بهم في هذا الوقت بالشعر أنه إذا ظهر شاعر في قبيلة جاءت القبائل الأخرى من أجل تهنئتها، وقد ورد هذا عن قول ابن رشيق.
- كما إن العرب في العصر الجاهلي اهتموا بتنمية موهبة الشعر لديهم، والوصول إلى أعلى المستويات في البلاغة، وكان الشاعر له مكانة كبيرة وعالية بين الناس وبين القبيلة كلها.
- فقد كان يعتبرون الشاعر هو الجهة الإعلامية الخاصة بهم، ومن أهم ما كانوا يعتنون بالشاعر به هو تخصيص راوي يكون ملازم للشاعر بشكل دائم، ويقوم بنقل ما ورد عنه من شعر يرويه.
- أيضا نجد أن أهل القبائل كانوا يهتمون بتعليم أطفالهم الشعر منذ الصغر، ويحفظونهم الشعر الخاص بقبيلتهم.
- إلى جانب أن الشعر كان وسيلة لطربهم وسمرهم، وكان يعد العلم الذي لم يكن يعلمه أحد أكثر منهم، وظل الاهتمام بالشعر مستمر حتى بعد قدوم الإسلام.
- وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستمع إلى الشعر ويستحسن منه، وكان صلى الله عليه وسلم يقوم بتوجيه العشر الذي يحتاج إلى التوجيه.
القصص
- تعتبر القصص من مظاهر الحياة العقلية للعرب في العصر الجاهلي والتي اشتهر بها العرب قديما في الجاهلية.
- وقد انتشرت القصص لدى العرب لأنهم كانوا يتصفون بالعصبية الجاهلية، وهذه العصبية هي أساس سلطتهم.
- فقد كانوا يتباهون بالنسب وأيضا يتنافرون بسببه، حيث أنه إذا كان يحدث تنافر بين شخصين في النسب، يقومون بالذهاب إلى شخص يحكم بينهم، ويسألونه من منهم هو الأعز في النفر.
- وعند الحكم يكون النافر هو الشخص الغالب أما المغلوب فهو الشخص المنفور، ويقوم المغلوب بإعطاء النافر الشرط الذي بدأوا به المنافرة.
مظاهر ثقافية أخرى
- اشتهر العرب أيضا بالمعارف الفلكية والطبيعية، بسبب اتصالهم بالصابئة والكلدانيين الذين كانوا يهتمون بعلم الفلك والتنجيم.
- عُرف عن العرب تفكيرهم في الأمور الغيبية، والتي كانت تشمل العرافة وأيضا الكهانة الذين كانوا معروفين بينهم بأنهم على اطلاع بالمستقبل وهذا بالطبع خاطئ.
- إلى جانب القيافة وهو علم يهتم باقتفاء آثار الناس ومعرفة الأنساب عن طريق ملامح الوجه وأشكال أعضاء الجسم.
كما يمكنكم الاطلاع على: مظاهر الحضارة المصرية القديمة والحياة الدينية
في نهاية هذا المقال الذي يتحدث عن مظاهر الحياة العقلية للعرب في العصر الجاهلي نكون قد عرضنا لكم المظاهر العقلية التي كانت تتصف بها حياة العرب الفكرية في فترة العصر الجاهلي.
وذكرنا بعض المعلومات التي تخص هذه الحياة، ونتمنى أن يكون المقال قد أعجبكم، وقدم لكم المعلومات المطلوبة.