القطن وأهميته
يعد القطن واحد من أهم المحاصيل الزراعية على مستوى العالم ولذلك يطلق عليه الذهب الأبيض ويلعب أيضًا دورًا كبيرًا في عالم الأسهم والبورصة، ويطلق عليه المحصول الاستراتيجي فهو لا يقل في أهميته عن البترول أو الغلال.
وللقطن تاريخ طويل في الكثير من بلدان العالم وأحد العوامل التي قامت عليها صناعة الغزل والنسيج وأيضًا في صناعة الزيوت حيث يتم استخراج الزيت من بذوره، والقطن يوفر للبلاد مدخول أساسي من العملات الأجنبية ويوفر فرص عمل ولذلك نجده أحد أهم الدعائم الاقتصادية الموجودة بالعالم.
محتويات المقال
نبات القطن
نجد نبات القطن عبارة عن شجيرة صغيرة تنمو فيه زهرة ذات لون أصفر وتمتاز بكبر حجمها ولها أوراق خضراء تتوزع حولها ولها ساق من الخشب لا يتعدى طولها مترين، ويستخرج منها مجموعة الألياف الطبيعية التي تستخدم في صناعة النسيج وتسهل أيضًا صباغته بالعديد من الألوان.
وتحتاج زراعة القطن إلى تربة زراعية خصبة ومصدر كبير من الماء للري وخاصة أنه ينمو في درجات الحرارة العالية، لذلك لا ينمو إلا في المناطق الحارة والاستوائية وأكثر الدول إنتاجًا له مصر والولايات المتحدة الأمريكية.
ولأن الدول الأوروبية مفتقدة للحرارة والدفء لا يجد القطن المناخ الكافي له كي ينمو على أراضيها، ولكنهم حاولوا زراعته في الصوبة الزجاجية ويمكن مشاهدته في حدائق كيو والتي تقع في غرب مدينة لندن.
شاهد أيضًا: معلومات عن المحاصيل الشتوية في الحقل الزراعي
تاريخ القطن
يصعب تحديد الموطن الأصلي الذي يرجع إليه تاريخ زراعة القطن ولكن أغلب الآراء التاريخية تشير إلى أنه موطنه الأصلي هو الهند والسبب في ذلك هو استخدام الهنود القطن في صناعة المنسوجات منذ ما يقارب من 1500 عام قبل الميلاد.
ولقد عثرت بعثة أثرية كانت تنقب في المكسيك على بقايا نبات القطن في أحد الكهوف الموجودة في وادي تكواكات.
ولقد انتقلت زراعته إلى بلاد الإغريق في عام 300 قبل الميلاد والسبب في هذا هو الحملات العسكرية التي قام بشنها جيش الإسكندر الأكبر على بلاد الهند.
لقد ازدهرت صناعة المنسوجات القطنية في قارة أوروبا بفصل الفضل الذين أدخلوها إلى جزيرة مالطة.
ولقد أصبح القطن في الولايات المتحدة واحدًا من أهم مصادر الدخل فيها بعد اكتشاف كريستوفر كولومبوس للأراضي الأمريكية في عام 1492م.
وتوجد الكثير من الآراء التي تقول إن زراعة القطن وصلت إلى مصر في العصر البطلمي وتحديدًا في عام 200 قبل الميلاد ومن المعروف أن القطن المصري واحد من أشهر أنواع الأقطان حول العالم.
وهذا ما جعل محمد على باشا يقوم باحتكار زراعة القطن وفي عهد سعيد باشا قام بفك القيد عن زراعة القطن وتم إنشاء بورصة القطن بالإسكندرية.
ولهذا قامت بريطانيا باستعمار كل البلاد التي تقوم بإنتاج كميات كبيرة من القطن حتى تكون هي المتحكمة الوحيدة فيه وتفتح لها أسواق للمنتجات القطنية وهذا ما جعلها تقوم بتوريد كل إنتاج القطن في الهند ومصر إلى بريطانيا أولًا بأول حيث أدركت أهميته الاقتصادية الكبرى.
مميزات القطن
- يتميز نبات القطن بالعديد من المميزات التي جعلته واحد من أهم المصادر للدخل في مختلف دول العالم وجعله واحد من أهم مصادر المواد الخام الذي تقوم عليها صناعة الأقمشة والمنسوجات.
- فيوجد به مجموعة من الألياف الطبيعية التي يمكن تشكيلها وتغير ألوانها بكل سهولة، يتميز أيضًا بملمسه الناعم وهذا ما جعله يدخل في صناعة الجوارب وغيرها، فهو لا يترك آثارًا ضارة على جلد الإنسان مثل باقي أنواع المنسوجات الأخرى.
- المنسوجات القطنية يمكن أن تظل موجودة لأطول فترة ممكنة إذا تم إعطائها العناية اللازمة بها.
- يمكنه أن يختلط بأي نوع خيط من الخيوط الصناعية لتكوين مجموعة من المنسوجات الأخرى مثل خيط الليكرا البوليستر.
- يمتص القطن ماء الغسل وهذا يجعله يتخلل بين كل أجزائها وهذا ما يجعل المنسوجات القطنية نظيفة للغاية.
- يمكن أن نعيد أي ملبس مصنوع من القطن إلى استخدامه الأول في حال تم كيه وهو رطبًا بقليل من الماء.
- يجعل القطن جسم الإنسان رطب وبارد خلال فصل الصيف لأنه يمتص درجة حرارة جسده ويقوم بنقلها للخارج
- يخفي أي علامة للبلل لأنه خمس وزن القطن يحمله الماء وهو عامل جيد لامتصاص الرطوبة.
- لا تترك أشعة الشمس أي أثر على المنسوجات المصنوعة من القطن ولذلك إذا وجدنا تغيير في ألوانها فهذا يعود لمواد الصباغة وليس للخيوط القطنية.
- يخلو القطن تمامًا من العناصر الكيميائية لأنه من النباتات وأليافه طبيعية.
- وهذا قبل مرحلة الصباغة.
- طلاء القطن بمواد مختلفة للصباغة والتلوين أعطاه فرصة لدخل في صناعة أقمشة الخيام وملابس الإطفاء التي تقاوم النيران والاختراق.
- وفي وقتنا الحاضر يوجد أنواع كثيرة من خيوط النسيج التي تم استخراجها من القطن.
- مثل الشاش والساتان ومع ذلك تتميز أيضًا بملمسها المختلف ومنتجاتها المختلفة.
أهمية القطن
- يمتلك القطن أهمية كبرى في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية أيضًا.
- فهو يوفر العديد من فرص العمل والأيدي العاملة سواء كان في مراحل الزراعة.
- أو مراحل الصناعة وإنتاج الأقمشة والمنسوجات.
- وهذا جعله واحد من أهم أعمدة سوق الأوراق المالية والبورصة على مستوى العالم.
- ويدخل أيضًا في صناعة الزيوت وأعلاف الأبقار وغيرها.
- القطن هو المادة الخام الأولى في صناعة الغزل والنسيج.
- وهو من الخيوط القوية التي لا تتلف بسهولة غير أنه مرن وناعم الملمس أيضًا.
- أصبح القطن يختلط مع غيره من خيوط النسيج الأخرى.
- مثل النايلون والدكروان من أجل صناعة أنواع أخرى.
- وجديدة من القماش تمتاز بجودتها العالية في القوة وصعوبة في الكرمشة.
- يستخدم الزغب الذي تم إزالته من بذور القطن داخل معامل الزيوت في العديد من الصناعات.
- مثل المفروشات والورق وأنواع بسيطة من السجاد.
- يستخدم الزيت المستخرج من القطن في صناعة الصابون.
- وصناعة أنواع مختلفة من الزيوت النباتية الأخرى وتصل نسبة زيت القطن الذي يتم استخراجه من 18 إلى 26%.
- وتستخدم الكسبة المستخرجة منه في صناعة أعلاف الحيوانات والدواجن.
- ولكن بنسبة صغيرة جدًا لأنها تحتوي على أحد المواد السامة.
- وهذه الكسبة تحتوي أيضًا على نسب كبيرة من البروتينات والزيوت.
- تستخدم ألياف النسيج الطبيعية التي تستخرج منه في صناعة القطن الطبي الخاص بالمستشفيات والعيادات الطبية.
شاهد أيضًا: معلومات عن زراعة القطن في مصر
أنواع القطن
توجد العديد من بلدان العالم التي تقوم بزراعة القطن ويمتاز أيضًا في نفس الوقت بجودته العالية في المتانة والقوة والملمس الناعم.
وهذا ما جعله يدخل في العديد من الصناعات الأخرى غير صناعة النسيج والزيوت.
وهذا بالطبع أعطاه أهمية اقتصادية كبيرة، وبالحديث عن القطن نجده ينقسم إلى أربعة أنواع رئيسية وهي التي يعتمد عليها أغلب الدول الصناعية.
- النوع الأول: وهو يعرف باسم قطن المناطق المرتفعة.
- وهذا ما جعل صناعة المنسوجات العالمية قائمة عليه بنسبة 90% وزهرة هذا النوع بيضاء اللون.
- وأليافه لونها أبيض ويدخل في صناعة القمصان والملبوسات التي لها علامة تجارية كبيرة.
- والنوع الثاني: وهو القطن المصري الطويل التيلة التي يصل طولها إلى 35 ملم وتتميز أليافه بالقوة والمتانة.
- وهذا ما أكسبه شهرة عالمية واسعة حتى الآن.
- وتمتاز لون التيلة في هذا النوع بالسمار الخفيف ويدخل في صناعة الملابس المفروشات.
- النوع الثالث: وهو القطن الآسيوي ويتم زراعته في الهند والصين وباكستان وهو نوع قصير التيلة وذو ملمس خشن.
- ولذلك تستخدم هذه الألياف الخشنة في صناعة السجاد وأغطية المفروشات والبطانيات.
- ولأنه من ذو جودة سيئة نجد أن قطن المناطق المرتفعة أخذ مكانته لأنه يتمتع بجودة عالية.
- النوع الرابع: هو يعرف باسم السي آيلندر ولقد تمت زراعته في أيسلندا للمرة الأولى.
- وأما في الوقت الحالي أصبح موطنه في غرب الهند أو الهند الغربية.
- ويبلغ طول التيلة فيه 44 ملم وهذا جعله من أفضل وأجود أنواع القطن.
- ويدخل في صناعة المنسوجات، وعلى الرغم من ذلك تتكلف زراعته الكثير من الأموال.
- ولكنه لا يعطي إنتاج وفير وفي نفس الوقت يمتاز بأسعاره العالية.
- وهو أقرب هذه الأنواع إلى القطن المصري الطويل التيلة لأنه يمتاز بزهرة صفراء اللون هو الآخر.
شاهد أيضًا: فوائد زيت بذور القطن
وفي نهاية هذا المقال نرجو أن نكون قد قمنا بسرد وتغطية كل المعلومات المتعلقة بهذا الموضوع، ونرجو أيضًا أن ينال إعجابكم ونتمنى تواصلكم معنا عبر الرسائل والتعليقات.