التطرف الثقافي

التطرف الثقافي هو أحد صور التطرف بشكل عام، وهو يعد من أخطر أنواع التطرف لما ينتج عنه من أفكار خطيرة تؤدي إلى انهيار المجتمع، هذا وتهتم كافة المجتمعات بقضايا التطرف بشكل عام.

خاصة وأن تلك القضية تمتلك جذور متشعبة في الكثير من الأمور الاجتماعية، الثقافية، السياسية، الاقتصادية، وغيرها من النواحي الأخرى؛ لذا يهتم maqall.net بعرض المزيد من التفاصيل حول ذلك الشأن.

التطرف الثقافي

إن مفهوم التطرف بشكل عام يعني تجاوز الأفكار من حد الاعتدال إلى حد التهور الفكري وربما اللفظي أو الفعلي في بعض الأحيان، وإليكم تعريف ذلك النوع من التطرف فيما يلي:

  • التطرف الثقافي هو تمسك شخص ما بفكرة أو رأي معين دون الإنصات إلى أي أفكار أخرى من شأنها استكمال فكرته وتوطيدها.
  • كما يدعي ذلك الشخص أن رأيه هو الرأي الصائب وأن كافة الآراء المحيطة به على خطأ.
  • علاوة على ذلك فإنه يرى أنه ليس من حق أحد التعبير عن رأيه طالما يكون ذلك مخالفًا له، وبالتالي يتم سلب حق الآخرين في التعبير عن آرائهم.
  • ربما يصل ذلك الأمر إلى تحول من موقف ثقافي محدد إلى تطرف سياسي عنيف، وقد يكلف ذلك الشخص عناء كبير له ولمن حوله.

شاهد أيضا: أهمية الثقافة

مفهوم الثقافة وعوامل التطرف

إن الثقافة في مفهومها العام هي بمثابة حصيلة التجارب الإنسانية التي يخوضها الأفراد ضمن إطار المجتمع سواء كان تاريخيًا أو جغرافيًا، وإليكم بعض عوامل تطرف الاتجاه الثقافي:

  • لكي تحظى المجتمعات بثقافة مثالية وراقية، لابد من نظام مقنن تسير عليه الفئات المثقفة، سواء كانت تلك الفئات معتدلة أو لديها ميول تطرفية.
  • يبدأ العمل الثقافي بطرح أفكار ومبادئ محددة، قد تصل ببعض الأفراد إلى حد الاستحواذ على رأي محدد دون غيره.
  • الأمر فيما بعد قد يتطور إلى حد الدفاع عن ذلك الرأي مهما كلف الشخص المتطرف ثقافيًا.
  • ثم يدخل في مرحلة الهجوم على أي أفكار أو مبادئ أخرى، وقد يصل الحال بتلك الأطراف إلى حد الاختلافات والمفارقات بصورة شاملة.

أثر التطرف الفكري والثقافي

قد ينتج عن ذلك النوع من التطرف المزيد من الآثار السلبية التي قد تتسبب في ظهور مشكلات اجتماعية شتى، ومن صور ذلك على سبيل المثال ما يلي:

  • يؤدي ذلك النوع من التطرف إلى تحول الفرد من حلقة وصل بالمجتمع إلى حلقة مفقودة في إطار التكامل المجتمعي.
  • قد يؤدي ذلك إلى حدوث خلافات مؤججة بين العديد من الأفراد والمؤسسات داخل الدولة بشكل عام.
  • يتسبب في نشر الذعر والرهبة بين الأشخاص، مما يولد روح العنف والتعصب فيما بين فئات المجتمع ككل.
  • تؤدي بصورة أو بأخرى إلى تخلف المجتمعات عن اللحاق بالركب الحضاري، والتصابة بوهن عام في شتى أركانها.
  • من الجدير بالذكر أن مثل تلك الأفكار المتطرفة ثقافيًا لها تأثير كبير على الأجيال الناشئة، خاصة إذا تم وضع تلك الأفكار في المناهج التربوية.

اقرأ أيضا: أهمية الثقافة الإسلامية

سمات التطرف في إطار الثقافة

إن مصطلح التطرف الفكري أو الثقافي بشكل عام، لديه إطار عريض قد يتم من خلاله تحدي. السمات العامة لتلك الظاهرة الخطيرة، ومن صور ذلك ما يلي:

  • استحواذ الشخص المتطرف على إبداء الرأي، والتأكيد على مدى قدرة ذلك الرأي في تحديد خارطة المستقبل بشكل سليم.
  • تصنيف الأفراد إلى جماعات وأفكار دون النظر إلى أي اعتبارات أخرى.
  • عدم التطلع إلى أولويات المجتمع واحتياجاته، ولكن فقط يحتاج الأمر بالنسبة لهم إلى تلبية احتياجاتهم الفكرية والثقافية فحسب.
  • عدم التسليم بشكل من الأشكال بفكر معارض حتى وإن كان صحيحًا، مع تعنيف كل من يخالف ذلك الرأي أو المبدأ.

الشباب وتطرفهم الثقافي

من المؤسف أن تكون فئة الشباب هي الفئة الأكثر تأثرًا بالأفكار المتطرفة بشكل عام والثقافية منها بشكل خاص، وإليكم ما يخص ذلك فيما يلي:

  • ينظر الشباب على أن الأفكار الثقافية التي تم تداولها في فترة تسبق عصرهم، ما هي إلا أفكار رجعية يجب التخلص منها.
  • على ذلك يبدأ الشباب في التطرق إلى أفكارهم الخاصة، محاولين تنفيذها تعزيز تداولها دون الرجوع إلى أي آراء مخالفة لهم.
  • قد يزيد الأمر سوءً إذا استمات الشباب في توثيق تلك الأفكار وتوطيدها عنوة.

الفرق بين التطرف والإرهاب

هناك بعض الأمور المتشابهة بين مصطلح التطرف والإرهاب، على أن هناك أيضًا بعض الفروق فيما بينهما، وإليكم ما يخص ذلك فيما يلي:

  • إن التطرف هو اتباع أفكار قد تكون صحيحة أو خاطئة، والاستماتة من أجل الدفاع عنها بصورة أو بأخرى.
  • كما أن الإرهاب هو صورة وحشية من التطرف، قد تكلف الشخص فناء حياته وحياة من حوله لمجرد الدفاع عن قضية ربما يكون هو نفسه غير مكلف بها.
  • قد يصل حد الإرهاب إلى سفك الدماء وزهق الأرواح لتجميع قطيع واحد يسير على نهج واحد من أجل تكوين كافة النطاقات البشرية في إطار واحد تحت قيادة موحدة.
  • على أنه يعد كلا المصطلحين وجهان لعملة واحدة؛ حيث ينتهي مصير منهما بالانهيار سواء الشخصي أو العام، لما ينتج عنه من آثار ضارة للفرد والمجتمع.

شاهد أيضا: مواضيع حول الثقافة العامة

إن التطرف الثقافي والفكري بصورة عامة هو أحد أنواع التطرف المجتمعي الذي قد نراه حولنا في صور شتى، ومن أشكال التطرف نجد التطرف الديني.

التطرف الأخلاقي، التطرف المظهري، وغيرها من أشكال التطرف الأخرى التي قد تصبح بمثابة آفة مجتمعية تتوغل جذورها في عقول الأفراد، مما يؤثر سلبًا على نمو المجتمع وتطوره.

مقالات ذات صلة