الفرق بين ثقافة الكلمة وثقافة الصورة
الفرق بين ثقافة الكلمة وثقافة الصورة، من بين أهم النظريات التي يسعى الكثيرين لمعرفة مناطتها وتداعياتها، في وقت أصبحت كلا النظريتين بمثابة قواعد للتأثير الجماهيري.
حيث تستخدمها وسائل الإعلام ضد فئة بعينها، ولكن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي سحبت البساط من تحت أقدام وسائل الإعلام لتستغل تلك القواعد لصالحها.
محتويات المقال
الفرق بين ثقافة الكلمة وثقافة الصورة
قبل الولوج إلى الفروقات بين ثقافة الكلمة وثقافة الصورة يجب علينا التحاور أولا بشأن الثقافة التعبيرية، تلك التي كانت مهد الحوار مع الشعوب والتي تمثلت بمهنة الصحافة، وذلك عن طريق:
- فكانت الصحافة اليومية وسيلة تواصل بين الأقلام الحرة والجمهور لتسليط الضوء على قضية ما تهم المواطن، فيعقب قراءة هذا المقال طمأنينة وإدراك ووعي بأبعاد تلك القضية.
- كذلك امتد الأمر لبعض المساحات التعبيرية داخل تلك الصحف لتشمل عمودا صحفي لكاتب مشهور أسبوعيا، بهدف الاطلاع على وجهة نظره التي تحمل زاوية معاكسة لما تتداوله الوسائل الأخرى.
- شمل الأمر أيضا الكتب باختلاف توجهاتها التي صيغت بقدرات تعبيرية من قبل مؤلفيها لتصل إلى طبقة بعينها من القراء، تلك الثقافة التعبيرية التي رسخت لكتاب متخصصون في أدائهم واتجاهاتهم.
- بدخول عصر تكنولوجيا كالراديو والموجات المحمولة ظهرت ثقافة الكلمة، والتي صنعت جيلا جديدا وأغراض عديدة كذلك، وصولا إلى الإعلام المرئي، الذي بدأ بظهور التليفزيون وما إلى ذلك.
كما يمكنك التعرف على: كتب ثقافية | أفضل الكتب للقراءة الممتعة لزيادة الثقافة
اختلافات جوهرية بين ثقافة الكلمة وثقافة الصورة
يعتقد البعض أن ثقافة الكلمة جاءت على نحو مضاد لثقافة الصورة، ولكن في حقيقة الأمر أن الكلمة كانت تطورا تكنولوجيا للصورة، ومن ثم تجمعهما علاقة تكامل، فإليكم الفرق بين ثقافة الكلمة وثقافة الصورة:
- ثقافة الكلمة تعتمد بشكل رئيسي على لغة الحوار التي يملأها آليات الإقناع، بينما ثقافة الصورة يتم نسجها من خلال لغة الجسد عبر الإيماءات التي تصوغ سيناريوهات الإقناع.
- ثقافة الكلمة لها جمهور خاص من نوعه يحب الانصات والاستماع، فتقتصر على كبار السن في أغلب الأمور، بينما ثقافة الصورة تمتد لتشمل كافة الفئات ولا تحتاج لملكة مميزة لفهمها مثل النوع الأخر.
- ثقافة الكلمة لا يمكن أن تقوم مقام ثقافة الصورة، في حين تستطيع ثقافة الصورة فعل ذلك من خلال دمج النوعين معا، ولهذا ثقافة الصورة هي الأكثر استخداما والأكثر قبولا.
- ثقافة الكلمة تشتق وظيفتها من إجادة اللغة وحسن التعابير والقدرة على التشريح الكلامي، في حين تحتاج الصورة إلى معالجات فنية لشرح الموقف الدرامي أو السينمائي أو الإعلامي كذلك.
صناعة ناجحة لثقافة الكلمة وثقافة الصورة
يعتمد نجاح ثقافة الكلمة والصورة على عدد من العوامل التي يجب تطبيقها بفاعلية للحصول على نتائج ملموسة، ومن بين تلك العوامل ما يلي:
- فثقافتي الصورة والكلمة بحاجة إلى خطط تنموية تهدف إلى دخول التكنولوجيا إلى مجالي الصورة والكلمة لتطوير أدائهما وتحقيق منفعة قصوى تواكب حاجة المستمعين والمشاهدين.
- فثقافة الكلمة ترتقي كلما ارتقت السمات الفردية والنوعية للقائمين عليها، من خلال التميز بعلوم اللغة العربية وقراءتها نحويا بشكل سليم، فتبقى قاعدة جماهيرية معينة تنتمي لتلك النوعية من الثقافة.
- بينما ثقافة الصورة ترتبط بشكل أولي بوسائل التكنولوجيا، ومن ثم لم تتغير شكلا فقط بل امتد هذا التغير إلى جوهرها كذلك، بفعل برامج مثل التيك توك وكواي.
- فثقافة الكلمة والصورة لها مدلولات مهمة للغاية لدى الغرب، وذلك لأن الرسائل الإعلانية والإعلامية ليس هدفها الهزل والسخرية، وإنما تتولد أهميتها من الأغراض السياسية والحروب الباردة التي تقودها خارجيا.
- يجب كذلك الاهتمام بهاتين الثقافتين على مستوى الوطن العربي من أجل إحكام استغلالهما لصالح القضايا العربية، عبر اكتساب الزخم الغربي الشعبي، مثل القضية الفلسطينية.
- تعريب عولمة أدوات تكنولوجيا الصورة والكلمة حاجة ماسة، فترك الأمر على الغارب قد يثير مخاوف كثيرة تتعلق بالهوية العربية في الأساس.
كما يمكنك الاطلاع على: بحث عن دور الثقافة في المجتمع
الأنظمة الحاكمة ودورها تجاه ثقافة الكلمة والصورة
استغلت الأنظمة الحاكمة إبان السبعينيات والثمانينيات تلك النظريات بهدف تأبيد حكمها، ولكن عقب ما تسمى بثورات الربيع العربي اختلف الأمر برمته على هذا المنوال:
- استغلت الأنظمة الحاكمة القمعية بالشرق الأوسط تكنولوجيا الصوت والصورة بهدف إرسال رسائل للغرب مفادها، تمسك العرب بالحقوق والحريات والديموقراطية كأسس داعمة لحكمها.
- عقب ما اصطلح على تسميتها بثورات الربيع العربي تغيرت تلك المفاهيم وانفكت عقد الحريات الشعبية رويدا رويدا، فباتت تتحكم في الحراك الإعلامي بدلا من أن يتحكم فيها.
- التمازج بين ثقافتي الصورة والكلمة مع الجموع الشعبية أصبح أكثر التصاقا من ذي قبل، فتقبلت الأنظمة على مضض تلك الثقافتين شعبيا بعد أن كانت تحكمها النخب السياسية فقط.
- في نهاية المطاف نجد قلة من الدول مثل الصين ترفض التحكم الشعبي بتلك الثقافات، في حين بدأت تظهر ملامح التغيير على صفات كثير من الشعوب جراء استخدام تكنولوجيا الصوت والصورة بحرية مطلقة، ومن بين ذلك مصر.
اقرأ أيضا: كيف يثقف الإنسان نفسه
في نهاية مقالنا نكون عبر موقع مقال maqall.net قد تحدثنا حول الفرق بين ثقافة الكلمة وثقافة الصورة وكيفية استغلالها من قبل الأنظمة الحاكمة، وكيف أثرت ما تسمى بثورات الربيع العربي عليها.