هل الميت يحس عند الغسل؟
يتبادر على أذهان الناس الكثير من الأسئلة عن أحوال الميت سمعه وبصره وشعوره، ومن بين أكثر الأسئلة شيوعًا هل الميت يحس عند الغسل؟ حيث سنقوم في هذا المقال بالبحث في هذا الموضوع، ومحاولة الإجابة عن أغلب هذه الأسئلة، وما هو رأي أهل العلم في ذلك.
محتويات المقال
طريقة تغسيل الميت
إن تغسيل الميت وتكفينه في الشريعة الإسلامية يعتبر فرض كفاية، إذا لم يقم به أحد أثم الجميع، ولقد علمنا رسول الله الطريقة الصحيحة لتغسيل الميت وهي كما يلي:
- يقوم الحاضرون فقط بتغسيل الميت أي يجب ألا يحضر ناس كثيرون.
- ومن المستحسن أن يحضر أقرباء المتوفى من الدرجة الأولى.
- كي لا يتم كشف عورته المخففة على شخصٍ غريب.
- يتم في البداية نزع جميع الملابس عن الشخص المتوفى.
- بحيث لا يبقى عليه شيء من لباسه بشرط وضع قطعة قماش على العورة الخاصة به أي العورة المغلّظة.
- وذلك تنفيذًا لأمر الرسول عليه السلام (لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا المرأة إلى عورة المرأة).
- بعد نزع الملابس يجب إزالة النجاسة عن الميت في حال وجودها على أي مكان من جسده.
- يجب على الشخص الذي يقوم بعملية التغسيل أن يسمي أولًا.
- ومن ثم يقوم بتوضئة المتوفى كوضوء الصلاة على أن يبدأ بالجهة اليمنى.
- حيث جاء عن أم عطية نسيبة الأنصارية.
- حيث حضرت تغسيل بنت النبي عليه السلام فقالت أمرنا رسول الله أن نبدأ بميامنها ومواضع الوضوء منها.
- بعد ذلك يجب على المغسل أن يقوم بغسل رأس الميت ثلاث مرات أو خمس مرات حتى يتأكد من نظافتها.
- ومن ثم يضع كافور في الماء ويقوم بغسل رأس الميت وجسده.
- كما ورد في حديث نسيبة الأنصارية عند تغسيلها لبنت النبي، ومع ذلك لم يخبرنا النبي هل الميت يحس عند الغسل.
شاهد أيضًا: اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين
هل الميت يحس عند الغسل؟
من أجل أن نصل إلى إجابة وافية وعلمية عن هذا السؤال سنقوم باستعراض الآيات والأحاديث الصحيحة التي تحدثت عن شعور الإنسان بعد الموت:
- في البداية هل يشعر الميت بذهابه إلى المقبرة؟ للإجابة عن هذا السؤال نعود للحديث الصحيح عن النبي عليه السلام: (إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه، وإنه ليسمع قرع نعالهم).
- هناك آراء لأهل العلم فحواها بأن الإنسان لا يسمع بعد موته.
- واستدلوا على ذلك بالآية الكريمة من سورة فاطر (ومَاْ أنْتَ بِمُسمِعٍ مَن في الْقُبورْ).
هل الميت يحس بمن يبكي عليه؟
من أجل أن نجيب على هذا السؤال سوف نقوم بطرح الأفكار التالية:
- عندما يموت الإنسان ينتقل إلى عالمٍ آخر لا يعرفه إلا المتوفى.
- وهو عالم البرزخ وهو عالمٌ انتقالي يبقى فيه الإنسان حتى قيام الساعة.
- وهو اليوم الذي يُبعث فيه من في القبور.
- عندما يموت الإنسان تتوقف جميع حواسه وأعضائه عن العمل بما في ذلك قلبه ودماغه.
- حيث أن الموت فيه موعظةٌ للناس أن الله هو وحده الباقي.
- بينما جميع الخلائق من بشرٍ وجنٍ ودوابٍّ وملائكة مهما طال عمرهم فنهايتهم الموت الحتمي: (كل نفسٍ ذائقة الموت).
- عندما يقول بعض الناس أن الميت يُعذب ببكاء أهله عليه.
- فلم يرد نصٌ يؤيد ذلك لا في القرآن الكريم ولا في السُنّة المطهرة.
- ولكن سبق وأن تناولنا حديث النبي عليه السلام أن الميت بعد دفنه يسمع قرع نعال أهله.
- كما تروي السيدة عائشة أن النبي كان يزور أهل البقيع ويقول عند زيارتهم: (السلام عليكم دار قومٍ مؤمنين.
- وأتاكم ما توعدون غدًا مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون).
- وهذا يدل عل أنهم يسمعون، ولكن لا يجيب على السؤال هل يحس الميت عند الغُسل
اقرأ أيضًا: هل يجوز للرجل تغسيل زوجته
ما الذي سوف يلقاه الميت في قبره؟
إن قبر الميت سوف يكون إما روضةٌ من رياض الجنة أو حفرةً من حفر النار، أي أن المتوفى إما أن يكون بنعيم أو في شقاء في حياة البرزخ، وفيما يلي بعض الآيات و الأحاديث التي تتحدث عما يلاقيه الإنسان في القبر:
- يقول الله جل وعلى في محكم التنزيل: (يثبِّتُ الله الّذينَ آمنوا بالقولِ الثّابِتِ في الحياةِ الدُّنيا وفي الآخٍرة)، أي أن الله عزّ وجل يبعث للمؤمن عند نزوله للقبر ملائكةً يثبتونه عند سؤال الملكين له.
- حيث يجلسانه ويسألانه من ربك وما دينك ومن هو الرجل الذي بعث فيكم.
- فالمؤمن يجيب باطمئنان الله ربي والإسلام ديني و محمد عليه السلام هو عبد الله ورسوله.
- فعندها يفتحان له طاقة إلى الجنة يأتيه من نعيمها، فهو في نعيم حتى قيام الساعة.
- أما الكافر فلا يستطيع أن يجيب فيفتحان له من قبره طاقةً إلى جهنم فيأتيه من حرها وجحيمها فهو في عذاب حتى قيام الساعة.
- يقول الله عزّ وجل في محكم التنزيل: (النار يُعرضون عليها غُدوُا وعَشيّاً ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعونَ أشدَّ العذابْ).
- حيث أن هذه الآية تدل بما لا يدعو مجالًا للشك على عذاب القبر.
- ولكن أيضًا لا يعطي جواب شافي هل الميت يحس عند الغُسل
- أما الدليل من السنّةِ المطهرة فحديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما مر على قبرين فقال (إنهما يعذبان وما يعذبان بكبير.
- أو قال بل هو كبير، أما أحدهما فكان لا يستنزه من بوله.
- وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة، ثم أخذ سعفًا من نخل فجعله قسمين ووضع على كل قبرٍ منهما قسم.
- وقال لعلّ الله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا)، وهذا الحديث يدل على عذاب القبر.
لا تنسى قراءة: كيف يتم تحلل جسم الإنسان؟
ما هو حال الإنسان في القبر؟
يكون الناس في القبور على ثلاث حالات:
الإنسان المؤمن التقي
بعد أن ينزل في قبره يردُّ الله له روحه ثم يأتيه ملكان فيقعدانه، ثم يسألانه ثلاثة أسأله من ربك وما دينك.
وما أخبار الرجل الذي بعث فيكم، فيجيب بكل ثبات ربي الله وديني الإسلام ومحمد هو نبيي عبد الله ورسوله.
فيقولان له صدقت ثم يفتحان له طاقةً إلى جهنم فيقولان له هذا مقعدك من النار لو كفرت.
أبدلك الله به مقعدًا في الجنة فيفتحان له طاقةً إلى الجنة فيأتيه من نعيمها فيقول يا رب أقم الساعة حتى يدخل الجنة.
الإنسان الكافر
بعد أن يوضع في قبرة يأتيه الملكان فيسألانه من ربك وما دينك وما أخبار الرجل الذي بعث فيكم فيقول أنت أنت لا يعرف ما يجيب.
فيضربانه ضربةً على رأسه فيصرخ صرخةً يسمعها كل المخلوقات عدا الثقلين.
ثم يفتحان له طاقةً إلى الجنة ويقولان له هذا مقعدك من الجنة لو آمنت.
أبدلك الله به مقعدًا في النار فيريانه مقعده في النار.
ويفتحان له طاقةً إلى النار فيأتيه من حرها وجحيمها.
فيقول ربي لا تُقم الساعة ربي لا تُقم الساعة، هذا في البرزخ.
ولكن هل يحس الميت عند الغُسل لا جوابٌ قاطع.
الإنسان المؤمن الذي يعمل الكبائر
وهم نوعين الذي عمل الكبائر وهو غير مسرف على نفسه ومات وهو تائبٌ نادم فعسى الله أن يتوب عليه.
والنوع الآخر الذي يعمل الكبائر وهو مسرف فأقوال العلماء أن يعذب في قبره.
ثم يوم القيامة يدخل النار حتى يقضي ما عليه من الذنوب والكبائر.
ثم يُخرجه من الله من النار فيغُمس في ماء الحياة، وعندها يدخل الجنة وقد تطهر ذنوبه.
شاهد من هنا: هل يجوز للمرأة المتوفي زوجها مشاهدة التلفاز؟
وبالتالي نرى أن حياة البرزخ هي حياة خاصة من الغيبيات لا نعرف عنها إلا ما أخبرنا به القرآن الكريم والسنة المطهرة، وقد بيننا في سياق المقال أنه ليس هناك إجابة قاطعة على السؤال هل الميت يحس عند الغسل؟