معلومات لا تعرفها عن الثورة الفرنسية
معلومات لا تعرفها عن الثورة الفرنسية، لقد كانت مرحلة تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ليس فقط لدولة فرنسا بل لقارة أوروبا بأكملها، وذلك نظرًا للتغيرات الكبيرة التي أسفرت عنها هذه الثورة العظيمة.
محتويات المقال
معلومات لا تعرفها عن الثورة الفرنسية
- كان السبب الرئيسي في قيام الثورة الفرنسية، محاولة إنهاء هيمنة ونفوذ الدين “الكاثوليكي” والملكية المطلقة.
- ظهرت أثناء الثورة الفرنسية النظرية الاجتماعية لفيلسوفها “جان جاك روسو”، واشتعلت الثورة في عام 1789م وانتهت في عام 1799م، فترة ما بعد انتهاء الثورة الفرنسية شهدت العديد من التغيرات والأحداث الهامة.
- في اليوم الخامس من شهر مايو عام 1789م كانت بدايات الثورة الفرنسية حيث اجتمعت مجموعة من طبقات الشعب في بلدة تسمى بفرساي.
- لكن هذا الاجتماع لا يقدم أي حل بل نشبت الخلافات بيت طبقات المجتمع مما أدى لتأسيس الجمعية الوطنية في 17 من شهر يونيو من العام نفسه.
- بالطبع تم إنشاء هذه الجمعية بسرعة كبيرة بسبب الظروف التي كانت تمر بها فرنسا والتي كانت تساعد على ذلك.
- أيضا بالإضافة لوجود عدد كبير من رجال الكتاب في فرنسا مثل فولتير الذي كان يدعو لإقامة نظام ملكي ديمقراطي بدلًا من الملكية الديكتاتورية المطلقة التي كانت تعيش فيها فرنسا من قبل، كانت هذه الدعوة في أعوام 1694-1778 م.
- أيضاً مونت سيكو مؤلف كتاب “روح القوانين” وكان يحمل انتقادًا كبيرًا لمساوئ الحكم الديكتاتوري في فرنسا، وجان جاك روسو مؤلف كتاب “العقد الاجتماعي”، هذا التيار أخذ يهاجم وينتقد طرق الحكم المستبدة في فرنسا ويطالب بتغييرها.
- لكن كان هناك تيار آخر له اتجاه مختلف عن التيار السابق، ولكنهم متفقون في نية التغيير والإصلاح، ويعرف هذا التيار بالتيار الاقتصادي.
- من زعماء هذه التيار الكاتب الفرنسي الكبير آدم سميث وظهر هذا النقد في كتابه “ثروة الأمم”، ومن أشهر وأهم زعماء التيار الاقتصادي هو فرانسوا كسناي صاحب مؤلف “المخطط الاقتصادي”.
- كان يحمل هذا الكتاب حلول كثيرة للمشاكل الاقتصادية التي تواجهها فرنسا في هذا الوقت.
- هناك تيار ثالث وهو تيار الموسوعيين ومن أشهر زعماء هذا التيار كان “ديدرو” و “ألمبير”، أخذ زعماء هذا التيار على حث المواطنين على ضرورة تغيير النظام الملكي المستبد الذي يعتمد في حكمه على نظرية “الحق الإلهي”.
شاهد أيضًا: الثورة المعلوماتية والعلاقات الإنسانية والاجتماعية
أسباب اندلاع الثورة الفرنسية
- هناك أسباب عديدة لقيام الثورة الفرنسية، منها التدخل المستمر للكنيسة في شؤون الناس، وأكبر دليل على ذلك هي واقعة إعدام العالم الفلكي الكبير “جاليليو” لمجرد إنه خالفهم الرأي حول بعض معتقداتهم مثل كروية الأرض.
- حيث وصفته الكنيسة بالسحر والدجل والجنون في هذه الوقت.
- بالإضافة إلى تشديدهم على تنفيذ النظام الإقطاعي الذي كان يسبب معاناة كبيرة لكثير من الناس.
1-الأسباب الاجتماعية
- كان النظام الاجتماعي في فرنسا بعيد كل البعد عن العدالة، حيث كان هناك ثلاث طبقات اجتماعية في فرنسا.
- الطبقة الأولى مكونة من النبلاء والطبقة الثانية مكونة من رجال الدين والطبقة الثالثة والأخيرة مكونة من الفلاحين والعمال، وبالطبع كان عليهم واجبات أكبر من طاقتهم.
2-الأسباب الاقتصادية
- مرت فرنسا بعدة أزمات اقتصادية في الأعوام 1643 – 1715 م في عهد الملك لويس الرابع عشر، وأزمة في عهد الملك لويس الخامس عشر في أعوام 1715 – 1774 م.
- كما حدثت أزمة أخرى عام 1788، وكانت أزمة كبيرة نتيجة سوء المحاصيل الذي أدى لحدوث مجاعة كبرى في فرنسا.
3-الأسباب المباشرة
- مر على الفلاحين أسوأ موسم لهم في عام 1786 وبالطبع كان له تـأثير سلبي عليهم بسبب شدة المجاعة التي حدثت حيث تحول عدد كبير من الفلاحين لقطاع طرق.
- حدوث أزمة في قطاع من قطاعات الدولة يؤثر على استقرار الباقي، كما حدث بعد كارثة المجاعة التي لم تؤثر فقط على الزراعة وحدها.
- بل أثرت على الصناعة والتجارة والضرائب، وهذا ما جعل الوزارة تقرر فرض ضرائب على طبقة النبلاء.
- أدى ذلك إلى تكوين جمعية وطنية بقيادة الطبقة الثالثة والأخيرة بقيادة البرجوازية و”المثقفين”.
- هذا الأمر الذي جعل الملك يتصدى لهذه الجمعية، واتخذ بعض القرارات الأخرى التي زادت من غضب الشعب مثل قرار إقالة الوزير المحبوب “نيكر” وزير المالية، وزيادة ثمن رغيف الخبز.
- كل هذا أدى إلى ثورة الشعب عليهم بزعامة “مارا” و “ديمولان”، وبعض من العامة قاموا باقتحام مخازن السلاح في مستودعات الأن فاليد.
- مما أدى إلى انتشار الفوضى في باريس، وهاجموا سجن الباستيل “رمز الظلم” عندهم عام 1789، وامتدت هذه الفوضى لحرق ومهاجمة القصور والأديرة.
- في هذا الوقت كان الملك مجبر على إعادة النظر في بعض قراراته ومنها إعادة وزير المالية المحبوب من قبل الشعب للوزارة مرة ثانية، والتأكيد على الثورة محاولة منهم على امتصاص غضب الشعب.
- من ثم إصدار بعض القرارات المرضية للشعب، مثل إلغاء الضرائب وتنفيذ النظام الإقطاعي ولكن مع العدالة عند تنفيذه، تطبيق العدالة والمساواة في الالتحاق بالوظائف بين جموع الشعب، وإلغاء نظام السخرة.
شاهد أيضًا: بحث عن أحمد عرابي والثورة العرابية
مذابح سبتمبر
- بعد سقوط مدينة فردان في 2 من شهر سبتمبر، قامت حملة إعدامات في باريس، بقيادة وإشراف من “دانتون” لذلك أطلق عليه لقب سفاح الثورة الفرنسية.
- كما قامت حملة أخرى بقيادة مارا ذهب ضحيتها 1400 قتيل، وحاولت الجمعية التشريعية التدخل لوقف هذا العنف الذي استمر ليوم 5 من شهر سبتمبر ولكن كان هذا التدخل بدون جدوى.
المجلس التشريعي
- بعد تدخل المجلس التشريعي لإخماد كل هذا العنف، خلت الجمعية التشريعية نفسها من المنصب وعقدت انتخابات جديدة، الذي كان أول قراراته هو حل النظام الملكي في 21 من شهر سبتمبر عام 1792.
- أما القرار الثاني فكان إعلان الجمهورية، وقرارها الثالث هو إعدام الملك لويس التاسع عشر في ميدان الجمهورية، وتعيين ممثلين لمراقبة القادة العسكريين.
شعارات الثورة
- الحرية والإخاء والمساواة، كان هذا شعار الثورة الفرنسية، كان هذا الشعار ناتج عن مبادئ بعض الزعماء والفلاسفة الفرنسيين منهم فولتير ومونت سيكا وجان جاك روسو.
- حيث علق بعض المؤرخون على الثورة الفرنسية منهم روبرت دارن تون قائلًا “في عيد احتفال الفرنسين بمرور مائتي عام على سقوط الباستيل”.
- لكن الباستيل لم يكن بهذا السوء في ذلك الوقت كما يعتقد كثير من الفرنسين الحاليين، في يوم 14 من شهر يوليو عام 1789، وقت الهجوم عليه كان الباستيل خالي من السجناء.
- لم تكن الحياة بداخله سيئة مثل ما صور لهم، ولكن بالرغم من ذلك لم يهدأ الشعب الفرنسي إلا بعد قتل مدير السجن لأنه كان من الطبقة الأولى “النبلاء”.
- سيرجيو بو سكيرو رئيس الحركة الملكية في إيطاليا متحدثًا عن الثورة الفرنسية قائلًا “أن الثورة الفرنسية التي أقيمت كانت مجرد حركة معادية للشعب الفرنسي فقط”.
- كما أضاف بأن الهجوم على سجن الباستيل لم يكن بهدف الحرية والقضاء على النبلاء، بل كانت من أجل السيطرة والسطو على مخزن الأسلحة في سجن الباستيل”.
- رأى المؤرخ بيير كأرون الذي قام بتأليف كتاب يتحدث عن المذابح في الثورة الفرنسية، يقول إن هذه المذابح كان لها طابع شعائري، وكانت تشن الهجوم على السجون بغرض القضاء على المؤامرات التي تحدث في الداخل.
الثورة الفرنسية وتأثيرها على بعض الدول الأوروبية
- الشعارات التي كانت تحملها الثورة الفرنسية وتنادي بها سببت هلع وخوف كبير على بعض الدول الأوروبية المجاورة لفرنسا، وذلك لأن لديهم نظام حكم متشابه مع نظام الحكم في فرنسا في هذا الوقت باستثناء إنجلترا.
- حيث كان يزداد خوفهم كل يوم عن الأخر بعد توالي الأحداث في فرنسا، وحدث تحرير دولة أفينيون من تحت سلطة البابا وانضمامها لفرنسا سبب فزع وخوف لهم، وهناك سبب آخر.
- يكمن هذا السبب في وجود صلة دم بين الأسرة الحاكمة في فرنسا والأسر الحاكمة في إسبانيا وإيطاليا، وهي أسرة آل بورون.
- توسل الملك لويس السادس عشر لإمبراطور النمسا في ذلك الوقت من أجل سرعة إنقاذهم من الخراب الذي سببته الثورة الفرنسية.
- لذلك في يوم 27 من شهر أغسطس عام 1791، بادر إمبراطور النمسا وبروسية بأنهم سوف يستخدمون كافة الوسائل الممكنة لإعادة الملكية لفرنسا مرة أخرى وبنفس قوتها السابقة.
- مما أدى إلى غضب الرأي العام الفرنسي بسبب هذا التصريح، مما جعل الملك يصدر إعلان في 20 من شهر أبريل عام 1792.
- حيث انقسمت فرنسا في هذا الوقت لقسمين، قسم مؤيد كالجيرونديين، والمؤيدين للدستور والمحافظين بزعامة لافا بيت، وقسم معارضين للحرب مثل البعابقة بحجة أن هذه الحرب لا تقدم أي جديد بل سوف تعيد النظام الملكي المستبد مرة أخرى.
شاهد أيضًا: من هو صاحب لقب خطيب الثورة الفرنسية ؟
لم تنتهي أحداث الثورة الفرنسية عند هذا الحد فقط بل توجد أحداث كثيرة ظلت تتوالى على مدار سنوات الثورة كاملة، لذلك فهي تعتبر من أهم الأحداث التي كتب عنها التاريخ وسوف تظل عالقة في أذهان الكثير من الأشخاص.