ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية
ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، تغيرت خريطة ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية السياسية والجغرافية والاجتماعية، والاقتصادية، وعلى مستوى البنية التحتية التي تعرضت لعملية تخريب ودمار هائلة.
حيث لم يعد فيها حي أو شارع إلا وتعرض لدانة مدفع، أو دفقة صواريخ أو عدة قنابله، حتى أصبحت قفرًا، ومكانًا لا يصلح للعيش، وكان أي شخص لا يتصور أن تقوم تلك البلد من سقطتها تلك قبل مرور عقود عديدة، ولكن ألمانيًا كانت على موعد مع التقدم والتحضر والقوة الاقتصادية الهائلة خلال سنوات قليلة.
محتويات المقال
ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية
- إن ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، لا يمكن تصور حجم الدمار الذي لحق ألمانيا خلال وبعد الحرب العالمية الثانية.
- فتأثير الحرب العالمية الثانية على ألمانيا كان تأثيرًا هائلاً وسلبيًا، فقد قدر حجم الخسائر الألمانية الناجمة عن تلك الحرب بما يفوق 5 ملايين قتيل.
- هذا خلاف ملايين البشر الذين تعرضوا للأمراض والأشعة القاتلة على المستوى البعيد، إلى جانب ملايين المهجرين الذين أجبروا –تحت وطأة الحرب- إلى النزوح إلى دول أخرى مجاورة، علاوة على ترك الكثير من الأقليات الذين يسكنون تلك المنطقة إلى النزوح هربًا من ويلات الحرب.
- وقد وصل إجمالي قتلى الحرب العالمية الثانية من الألمانيين إلى 11% من حجم عدد السكان في ذلك الوقت، وهو ما قدر بحوالي 7.5 مليون شخصًا.
شاهد أيضًا: الدول المشاركة في الحرب العالمية الأولى
تقسيم ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية
- كان في مقدمة النتائج الناجمة عن الحرب العالمية الثانية على الواقع الألماني هو تقسيم ألمانيا إلى دولتين، هما ألمانيا الغربية المسيحية ذات التوجه اليميني الرأسمالي الاتحادي المحافظ، وألمانيا الشرقية التي خضعت للمعسكر الشيوعي اليساري التقدمي.
- وقد استمر هذا التقسيم السياسي والجغرافي والاجتماعي والاقتصادي لألمانيا حتى بداية تسعينيات القرن العشرين أي ما يقرب من نصف قرن، حتى سقوط المعسكر الشيوعي في أوروبا الشرقية، واستتبع ذلك الكثير من التغيرات أهمها توحيد الألمانيتين.
إعادة إعمار ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية
- إن إعادة إعمار ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية كانت عملية إعمار شاقة وقوية، ولكن الألمانيين بما عرف عنهم من قوة عزم وحكمة.
- وكذلك اليابانيون بما عرف عنهم من تحمل وصلابة، تلك الشعوب استطاعت خلال سنوات معدودة أن تنهض من كبوتها وتتقدم بصورة لافتة.
- أثمرت الحرب العالمية الثانية عن إعادة انتشار القومي العظمى، وظهور قوة عظمى جديدة هي الولايات المتحدة الأمريكية.
- التي انضمت في اللحظات الأخيرة إلى معسكر المحور ضد الحلفاء، وهي التي استقرت طوال سنوات الحرب على الحياد، إلا أنها في النهاية حسمت الحرب.
- تعرضت ألمانيا للكثير من الدمار والخراب، غير أن ذلك لم يدم طويلاً، فسرعان ما نهضت الأمة الألمانية من جديد، وانغلقت الشعب على نفسه سنوات.
- يعمل من خلالها على إعادة بناء أمته وبنيتها التحتية والاقتصادية، واختارت مجال الصناعة التي تفوقت فيه رغم الحصار الشديد التي تعرضت له
- وتعددت المجالات الصناعية التي برعت فيها ألمانيا بعد إعادة الإعمار، ولاسيما صناعة السيارات، والعادات الثقيلة، ومستلزمات السيارات.
- وغيرها من المجالات الأخرى، بالإضافة إلى النهضة الفكرية والفلسفية والتربوية والعلمية والأدبية والفنية والرياضية، حتى صارت ألمانيا علمًا يشار إليه بالبنان.
شاهد أيضًا: الدول المشاركة في الحرب العالمية الثانية
نساء ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية
- لم تقف نساء ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية عند حد الحزن والبكاء على أطلال الأمة العظيمة، وإنما نفضن عن كهلهن كل ذلك.
- وكانت يد النساء بيد الرجال في ألمانيا، حيث تسبقه المرأة إلى كل ميدان.
- وتكون بجانبه في كل عمل، حتى أصبحت النساء الألمانيات مضرب المثل في التحدي.
خريطة ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية
- كانت عقوبات ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية قاسية، بحيث كان الجميع يتصورون أن ألمانيا أمامها ما لا يقل عن قرن من الزمان حتى تستطيع النهوض من كبوتها.
- والسير في طريق التقدم، ولكن الشعب الألماني فاجأ العالم بقوة عزيمته وتحديه وإصراره على أن يغير من واقعه.
- إن إعادة إعمار ألمانيا كانت معجزة تحققت في غضون سنوات قليلة، حتى لو تغير واقع الخريطة الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية، إلا أن همم الألمان وعزيمتهم غيرت من هذا الواقع سريعًا.
اقتصاد ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية
- كانت بداية النهوض الألماني بعد الحرب العالمية الثانية قد بدأت بمشروع مارشال.
- وهو ذلك المشروع الذي تبناه الاقتصادي الأمريكي جورج مارشال.
- وقد كان المشروع شاملاً لكافة الدول الأوروبية التي تضررت جراء الحرب العالمية الثانية.
- حيث دعمت الولايات المتحدة الأمريكية الدول الأوروبية المتضررة بما يقارب 13 مليار دولار أمريكي.
- أي ما يفوق 130 مليون دولار، بهدف إنعاش الدول الاقتصادية الأوروبية بصورة لافتة ومفيدة ولاسيما دولة ألمانيا الاتحادية.
- ولم يكن الغرض من وضع مخطط مارشال هو عيون الشعب الألماني أو الوجود الأوروبي.
- وإنما ضخت تلك الأموال في بيل مواجهة المد السوفياتي والمعسكر الشيوعي الذي بدأ يتنامى.
- وشعرت الولايات المتحدة الأمريكية بخطورة الوضع لو ترك الشعب الألماني يعاني.
- لقد ساد الفقر والكساد في المجتمعي الأوروبي، والمجتمع الألماني تحديدًا عقب الحرب العالمية الثانية.
- وكان من المنظر أن يجد المد الشيوعي بيئة خصبة للنماء وسط تلك الأجواء.
- وهو ما دعا المعسكر الرأسمالي للتحرك، ومن ثم كانت خطة النهوض والمعروفة بخطة مارشال.
- علاوة على أن أمريكا أرادت أن تكون لها الحصة الأكبر، ونصيب الأسد في الاستثمار المحتمل أثناء.
- وبعد عملية إعادة الإعمار في أوروبا، وخاصة في اليابان وألمانيا؛ وذلك لبسط نفوذها داخل الواقع الأوروبي.
- فاتجهت لجمع الأموال من المستثمرين وضخ العديد من الأموال في البنوك الألمانية.
شاهد أيضًا: الدول المشاركة في الحرب العالمية الثانية
الجيش الألماني بعد الحرب العالمية الثانية
- لم تكن ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية بحاجة إلى جيش، بقدر حاجتها إلى إعادة إعمار ألمانيا.
- والقضاء على الفقر والحالة الاقتصادية المزرية التي وصلت إليها الأمور على كافة الأصعدة والمجالات.
- وقد فرضت عقوبات صارمة على الجيش الألماني عقب الحرب العالمية الثانية.
- ولم يكن بالإمكان إعادة بناء الجيش الألماني في غضون سنوات بسبب ما لحقك من خسائر بشرية ومادية في الجيش ومعداته التي وصلت إلى ما يزيد على خمسة ملايين عسكري قتيل.
- وتدمير البنية التحتية للجيش الألماني وأسر الآلاف من العساكر الألمانيين وفرار البقية.
- ولفترة طويلة أصبح الجيش الألماني مقصورًا فقط على عدة آلاف لحفظ الأمن والاستقرار والحدود والثغور.
- وكانوا عبارة عن مجموعات من الشرطة الغرض منها المحافظة على المجتمع الداخلي من التحلل والتفسخ والعمل على تخفيض انتشار الجريمة.
مظاهر الحياة في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية
- كان يوم 8 مايو عام 1945 على موعد مع دخول وثيقة الاستسلام غير المشروط للجيش الألماني لصالح الحلفاء.
- ولصالح القيادة السوفياتية حيز التطبيق، وكان هناك رعب من تداعيات الأحداث.
- وما يمكن أن تؤول إليه الأمور، ومن وقوع حالات تعدي لا إنسانية على الألمان.
- غير أنه في اليوم التالي وفي 9 مايو عام 1945م كتب هيلدغارت تاينرت عبارة (الحرب انتهت).
- والبنادق صمتت”، لتحل بعد ذلك أجواء من الاطمئنان، ولم يقطعها إلى صوت الرصاصات التي أطلقها هيلدغارت تاينرت على زوجته وأولاده ثم على نفسه.
- كان المشهد الألماني قاسيًا ومفزعًا ومروعًا عقب الحرب العالمية الثانية، وخاصة بعد تدمير كافة أوجه الحياة في ألمانيا وأوروبا الشرقية.
- حت إعلان وثيقة الاستسلام غير المشروط، والتي قسمت من خلالها ألمانيا إلى شطرين أحدهما شيوعي والآخر رأسمالي.
كيفت تعافت ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية
- بدأت ألمانيا رويدًا رويدًا تسترد عافيتها الاقتصادية بعد الحرب العالمية الثانية، وتستجمع قوتها من جديد.
- وخاصة على المستوى الاقتصادي، وقد أدى ذلك إلى ارتفاع المستوى المادي والمعيشي للشعب الألماني الاتحادي.
- وبدأت البضائع والمنتجات التي تقوم ألمانيا بإنتاجها تصدر.
- وقد تم تخفيض منسوب البطالة بشكل لافت؛ بسبب المشروعات والصناعات التي بدأت تقدمها ألمانيا وعلى رأسها صناعة السيارات وقطع غيارها.
- وبذلك تحققت ثورة صناعية جديدة على الأراضي الألمانية، ولاسيما في مجال الصناعات الثقيلة، وقد أصبحت الماركات الألمانية رائدة.
في نهاية مقالنا عن ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية نكون قد تحدثنا عن كثير من المعلومات عن كيفية نهوض ألمانيا من كبوتها.
وكيف أصبحت ألمانيا قوة اقتصادية عظمى في خلال أقل من نصف قرن من توقيع وثيقة الاستسلام التي تفضي بالاستسلام الكامل من جهة الجيش الألماني النازي لقوات الحلفاء.