تاريخ انهيار سد مأرب
تاريخ انهيار سد مأرب سد مأرب هو أحد أشهر السدود وأقدمها، وقد قام السبئيون بتشييده أثناء الألفية الأولى فيما قبل الميلاد.
وكان مقره باليمن، وقد كان يقوم بري ما يقرب من 98000 كيلو متر مربع.
وقد كان انهياره حدث تاريخي تم ذكره بالقرآن الكريم، وسنوضح خلال هذا المقال تاريخ انهيار السد وكل ما يتعلق به.
محتويات المقال
معلومات حول سد مأرب
- هو عبارة عن سد مائي تم تشييده قديمًا، يقع في منطقة مأرب باليمن.
- وقد وصفه المؤرخون بأنه أحد المعجزات المعمارية التي تم تشييدها بشبه الجزيرة العربية.
- وهو من أقدم السدود بالعالم حيث تم إنشائه في القرن الثامن ما قبل الميلاد.
- وقد قام السبئيون بتشييده عن طريق اقتطاع بعض أجزاء الصخور، وقد قام السبئيون بتشييد أكثر من سد آخر.
- مثل سد الخانق، وسد أضرعة، وسد مرخه والعديد من السدود الأخرى.
- وكان يعرف سد مأرب قديمًا بوادي سبأ، وقد تم بنيه في المقطع العرضي على هيئة هرم، ويتميز ببنيته التحتية الدقيقة المكونة من الحجر.
- ويبلغ طول سد مأرب تقريبًا 16 كيلو متر مربع، وكان يتميز بوجود بوابات للتحكم في كمية الماء المتدفقة من خلاله.
- ولأكثر من مرة تعرض سد مأرب لعمليات انهيار، ولكن كان يتم ترميمه بشكل مستمر.
- حتى بدأ تدخل الفرس لليمن وحدوث بعض الاضطرابات السياسية هناك، مما أدى لإهمال ترميم السد.
- وفي القرن السابع بعد الميلاد حدثت هزة أرضية كبيرة جدًا تسببت في هدمه بشكل تام، وهو ما تم تعريفها في القرآن الكريم بسيل العرم.
- فقد جاء في كتاب الله تعالى { لقد كان لسبأ في مسكنهم أية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور.
- فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل} صدق الله العظيم.
مملكة سبأ
- لقد كانت سبأ مملكة قديمة وعريقة جدًا باليمن، ولم يستطع المؤرخون الوصول لتاريخ محدد لوقت قيامها.
- ولكن تم تحديد بالتقريب عام 1000 قبل الميلاد كوقت قيام المملكة.
- وكان لمملكة سبأ شأن عظيم باليمن حيث تعد كأعظم مملكة قامت باليمن.
- فدائمًا ما كان يربط تاريخ اليمن بمملكة سبأ، فقد كانت تضم سياسيًا جميع القبائل العربية.
- التي كانت تتبع للمالك التابعة لها وهم مملكة حضرموت، ومملكة معين، ومملكة قتبان.
- وقد قامت سبأ أيضًا بتأسيس أكثر من مستعمرة لها عن طريق حلفائها الموجودين بقبائل في العراق وفلسطين.
لا يفوتك قراءة: كم لون في علم اليمن ومعناه؟
مدينة مأرب
كانت منطقة مأرب تتمتع بتاريخ عريق وقوي جدًا، فقد كانت مأرب تمثل العاصمة السياسية في مملكة سبأ.
وقد مرت مأرب بالعديد من مراحل الرخاء، وكانت تشتهر مأرب بسبب تطورها وتقدمها في مختلف المجالات بتلك الفترة مثل الزراعة والهندسة المعمارية.
بناء سد مأرب
- لقد تم بناء سد مأرب بأمر من سيد القوم بمملكة سبأ، وهو رجل كان يعرف باسم سبأ أيضًا.
- وقد كان يتبع لحكم هذا الرجل العديد من القبائل، وكان هناك جبلين كبيرين بالمملكة يمر بينهما الماء.
- فأمر هذا الرجل ببناء سد عظيم في المنطقة التي بين الجبلين لمنع مرور الماء بينهما وحبسها خلفه.
- وبالفعل تم تشييد السد وارتفعت المياه خلفه حتى وصلت عند قمة الجبلين، وتمت تسمية السد بسد مأرب، وقد كان المعماري (يثعمر بين بن سمه علي ينوف) هو أول من قام بتشييد السد.
- وقد كان ذلك في الفترة ما بين عام 1750 وحتى عام 1700 قبل الميلاد، وقد تمت إعادة لإصلاح السد عن طريق المعماري (يدع آل بين).
- وقد كان ذلك في الفترة ما بين عام 780 وحتى عام 750 قبل الميلاد.
- وكنتيجة لتوافر المياه بشكل كبيرة بدأت الأشجار والغصون في النمو وزادت البساتين بصورة كبيرة في منطقة السد.
- وهو ما انعكس بشكل مباشر على حياة أهل مملكة سبأ فقد نعموا بكثير من الراحة والرخاء.
موقع سد مأرب
- كان سد مأرب يقع بمكان استراتيجي للغاية، حيث كان يقع بين 3 جبال، وكانت المياه القادمة في اتجاهه تصب في اتجاه واحد فقط.
- وكان الناس قبل بناء السد يقومون بوضع الحجارة الكبيرة والصخور لحبس الماء خلفها للاستفادة منها.
- ثم بدأ استخدام تلك الصخور كبوابات يتم فتحها وغلقها حسب حاجة السكان في الري وغيره.
انهيار سد مأرب
- لقد عانى السد من الكثير من الأضرار التي لحقت به في فترات مختلفة قبل انهياره، فقد تعرض السد على الأقل بأربعة انهيارات.
- وقد قام الملك ياسر يعنهم بأول ترميم للسد في عام 100 قبل الميلاد.
- ثم قام الملك شاران يهنعم بثاني ترميم السد في عام 300م، وثالث ترميم للسد كان في عام 475م بواسطة الملك شرحبيل بن يعفور.
- وفي منتصف القرن السادس الميلادي قام أبرهة الحبشي بغزو اليمن.
- مما تسبب في إلحاق الضرر بالسد فقام الملك الماكفي بترميمه مرة أخرى في عام 557 م.
- وكانت تلك الترميمات ضرورية للحفاظ على السد من الزلازل والفيضانات التي كان من الممكن أن تؤدي لانهياره.
- ولكن في عام 145 تقريبًا قبل الميلاد حدثت فجوة كبيرة في السد، وكان ذلك أثناء الحرب بين مملكة سبأ مع شعب ريدان.
- وقد تسببت تلك الفجوة بحدوث سيل العرم الذي تم ذكره بالقرآن الكريم.
- وقد تسبب انهيار سد مأرب بفشل نظام الري بالمملكة وحدوث خسائر فادحة بالمحاصيل الزراعية
- وهو ما تسبب في هجرة ما يقرب من 50 ألف شخص من اليمن لبلاد أخرى بشبه الجزيرة العربية.
- واستمرت الهجرة من اليمن للكثير من القرون بعد انهيار السد.
ننصح بقراءة: ما عاصمة سبأ قديماً
بناء سد مأرب الحديث
- قام الرئيس الراحل لدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان بن آل نهيان في عام 1986م.
- بالإعلان عن تحمله لتكلفة إعادة بناء سد مأرب وتوسيع.
- حتى تصبح مساحة البحيرة الخاصة بالسد 30 كيلو متر مربع، ولوصول سعة تخزين الماء فيه 400 مليون متر مكعب.
- وحتى يقم بري ما يقرب من 16000 هكتار من الأراضي.
- وقد ساعد في إعادة بناء السد ما يقرب من 400 شخص ما بين مهندسين وعمال واستشاريين وفنيين وغيرهم الكثير.
- وقد تحديد موقع بناء السد الجديد على السهول الموجودة بمحافظة مأرب، وهي تقع على مسافة 11 كيلو متر غرب المدينة.
- ويبعد هذا الموقع للسد بمسافة 3 كيلو متر من الموقع القديم له.
- وتتميز هذه المنطقة التي تم تحديدها لإعادة بناء سد مأرب بمناخ جاف.
- فقد تصل فيه درجة الحرارة خلال فصل الصيف حتى 40 درجة مئوية.
- ومعدل سقوط الأمطار بتلك المنطقة يتراوح ما بين 50 ميلليمتر.
- وحتى 100 ميلليمتر في العام، ومعدل التبخر فيها يبلغ 3700 ملليمتر بالعام.
- وبدأ صندوق أبو ظبي للتنمية في عام 2003 بصرف مبلغ 23 مليون و910 ألف دولار أمريكي.
- كتمويل للبدء في المرحلة الثانية من المشروع الخاص بإعادة بناء سد مأرب ليصل طوله 69 كيلو متر.
- وقد تم القيام بإعادة بناء السد لأهميته القصوى في الزراعة، حيث تعد الزراعة بمثابة النشاط الرئيسي في مأرب.
- حيث تحتل محافظة مأرب المرتبة الثالثة بين مدن اليمن في إنتاج المحاصيل الزراعية.
شاهد أيضا:
وبهذا نكون انتهينا من مقالنا حول تاريخ انهيار سد مأرب، والذي وضحنا فيه تاريخ انهياره ومحاولات ترميمه المختلفة، وإعادة بنائه مرة أخرى.