كيف مات المتنبي
كيف مات المتنبي، يعتبر أبي الطيب المتنبي من فطاحل شعراء العرب، ويظهر هذا من تراثه الذي تركه لمن بعده من الأجيال، حتى أن شعره ما زال متداولاً بين المهتمين بالأدب والشعر العربي.
وقد تميز المتنبي بقصائده الرائعة الخالدة حتى الوقت الحالي، وكان شعره هو السبب في موته، فمن هو المتنبي وكيف تسببت أشعاره في وفاته، تابعونا في maqall.net.
محتويات المقال
كيف مات المتنبي
لم تكن وفاة المتنبي وفاة طبيعية بل تعرض للقتل، لذلك يتردد سؤال كيف مات المتنبي، ويعود ذلك عندما قام أبو الطيب المتنبي بنظم قصيدة هجا فيها شخص يُدعى ضبة ابن يزيد الأسدي، وهذا الشخص كان قاطع طريق في هذا الوقت، وذلك عندما قال فيه:
ما أنصف القوم ضبة .. و أمه الطرطبة
و إنما قلت ما قلــ .. ــت رحمة لا محبة
فما كان من ضبة الأسدي إلا أنه استشاط غضباً من هجاء المتنبي له، وانتظره عندما كان عائداً إلى الكوفة مع نخبة من أصحابه وكان معه ابنه.
فاعترض طريقهم فاتك ابن أبو جهل الأسدي وهو خال ضبة ابن يزيد الأسدي، وكان معه مجموعة من الأشخاص فنشبت معركة بين الطرفين.
وكانت النتيجة هي مقتل المتنبي مع ولده، وحدثت تلك الحادثة بالقرب من منطقة النعمانية بدير العاقول وهي موجودة بغرب مدينة بغداد.
وكانت تلك الإجابة على كيف مات المتنبي.
والجدير بالذكر أن أبو الطيب المتنبي كان يهم بالفرار ولكن ابنه منعه من ذلك بتذكيره بأحد قصائده.
والتي يقول فيها “الخَيْلُ وَاللّيْلُ وَالبَيْداءُ تَعرِفُني وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَمُ”، فرد عليه المتنبي قائلاً “قتلتني قتلك الله.
ووقف في مواجهة قطاع الطرق حتى قُتل، لذلك يُعرف المتنبي بأنه المقتول بشعره، ويقال عنه كذلك بين الشعر الذي تسبب في موت صاحبه.
شاهد أيضا: كيف أعرف حبيبي
من هو المتنبي
- اسمه هو أبي الحبيب أحمد بن حسين بن الحسن ابن مره بن عبد الجبار مولود في الكوفة بدولة العراق في العام 915 الميلادي.
- ولقب بالمتنبي وتختلف الآراء هو تلقيبه بهذا الاسم فيقال أن السبب في ذلك هو ادعائه للنبوة في الفترة الأولى من حياته، ولكن تبين أنه قولاً كاذبا.
- ويُقال أيضاً أن سبب إطلاق هذا اللقب عليه هو تمتعه بالأخلاق الحسنة وارتفاع شأنه بين الناس وتميزه في علوم اللغة والأدب والنحو.
- وكان يُكثر من ذكر الأنبياء في قصائده الشعرية فأطلقوا عليه اسم المتنبي.
- وقد أظهر المتنبي براعة في نظم القصائد منذ عمر مبكر.
- وكانت قصائده تُعد من أفضل القصائد في ذلك الوقت مما وضعه في مصاف كبار شعراء عصره.
- كما يوجد رأي آخر يقول أن سبب إطلاق المتنبي عليه هو أن هذا الاسم يرمز إلى المكان المرتفع إشارة لاستحواذه على مكانة هامة بين الشعراء.
- وليس بسبب ادعائه للنبوة، وهو الرأي الأرجح بين الآراء المذكورة.
- فقد يعتقد البعض أن ادعاؤه النبوة هو سبب كيف مات المتنبي.
- ولكن تبين أنه لم يكن السبب وراء ذلك.
اقرأ أيضا: الشاعر همام بن غالب
شعر المتنبي وسيف الدولة الحمداني
- تميزت أشعار المتنبي بوصف الحياة والأحداث في زمنه بشكل واضح وصريح، فكان يستخدم عقله وخياله في نظم قصائده والبيوت الشعرية.
- وكان يتحدث في كافة المواضيع بمنتهى البسالة والشجاعة فكان لا يخشى من أي شخص.
- ونتيجة لذلك وصل صيته إلى سيف الدولة الحمداني الذي أعجب بشعره وأرسل في طلبه حتى يقول فيه بعض أشعار المدح.
- وعندما ألقى عليه المتنبي بعض الأبيات الشعرية أعجبته بشكل كبير وأثنى عليه.
- وأمر بأن يكون شاعره المقرب خاصة مع التقارب العمري بينهم، وسادت بين المتنبي وسيف الدولة الحمداني مشاعر الإحترام والتقدير.
- ولكن ما أزعج سيف الدولة الحمداني هو قيام المتنبي بمدح نفسه في العديد من القصائد حتى أنها تفوقت في العدد عن القصائد التي خصصها لمدح سيف الدولة مما جعل الجفاء يسود بينهم.
- وعزز من ذلك رغبة الحاقدين على المتنبي في تخلي سيف الدولة عنه مما أدى للقطيعة بينهما لفترة طويلة.
- فقال المتنبي فيه بعض بيوت الشعر التي تناولت الجفاء بينهم، وذهب إلى مصر وترك بغداد وهو حزين، وكان آخر بيت قاله للمتنبي تعبيرا عن حزنه هو:
“هذا عِتابكَ إِلاَّ أَنَّهُ مِقَةٌ
قد ضُمِّنَ الدُرَّ إِلّا أَنَّهُ كَلِمُ”
المتنبي في مصر
بعد القطيعة التي وقعت بين المتنبي وسيف الدولة الحمداني توجه إلى مصر، وذهب إلى حاكمها كافور الإخشيدي.
وكان يعتقد أنه سيمنحه واحدة من الولايات الواقعة تحت حكمه حتى يقوم بحكمها.
لذلك قام بمدحه في إحدى القصائد ولكن كانت غالبية القصيدة تتحدث عن الجفاء والقطيعة والاشتياق للأيام التي عاش فيها في بلاط سيف الدولة.
وتسبب ذلك في غضب كافور الإخشيدي، وفهم أن الهدف من هذا الشعر هو طمع المتنبي في حكم إحدى الولايات، فلم يمنحه هذا الطلب.
مما جعل أبو الطيب المتنبي ينظم قصيدة شعرية أخرى لهجاء كافور.
كما هجا في نفس القصيدة حاشيته ودولته، ومن بعدها هاجر من البلاد إلى بغداد وكانت إحدى ليالي العيد.
شاهد من هنا: كيف أسيطر على مشاعري في الحب
المتنبي هو من أبرز شعراء العرب الذين ذاع صيتهم في زمنهم ولم تقتصر شهرته على هذا الزمن فقط بل يتم تداول قصائده حتى الوقت الحالي لروعة وجمال ألفاظها وقوة بنيانها.
والأغراض الشعرية التي تناولها في هذه القصائد، فعن حق يمكن القول أن المتنبي موهبة فذة لن تتكرر في أي زمان أومكان.