معلومات لا تعرفها عن المستشرقين
معلومات لا تعرفها عن المستشرقين، الاستشراق أوضحه عديد من النقاد على أنه الدراسات الغربية لمختلف الأوجه الثقافية للشرق وفقًا لوجهة نظر الغرب، ويشمل تناول اللغات والآداب والعلوم والعادات والمعتقدات والتاريخ.
محتويات المقال
معلومات لا تعرفها عن المستشرقين
- تنوعت وسائل الاستشراق بين إقامة مكتبات ومتاحف ومعاهد وعقد مؤتمرات وإرسال بعثات وقوافل وإنشاء دور نشر ومطابع.
- كما تعددت دوافع الاستشراق بين دوافع دينية واستعمارية واقتصادية وسياسية وأيدلوجية ومعرفية وعلمية.
- بعض النقاد أوضحوا أن الاستشراق ليس إلا تصوير الجوانب الثقافية المختلفة في الشرق الأوسط على يد الكتاب والرواة الأوروبيين.
- لكن التعبير الأدق والأصح عن مفهوم الاستشراق بشكل عام هو دراسة بنى الثقافة الشرقية بكل أشكالها وموضوعاتها من خلال وجهة نظر بلاد الغرب بما يتوافق مع الفترات الاستعمارية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
- من الأمور المُسلم بها في الاستشراق أن هناك شرخ حضاري وفجوة كبيرة للغاية بين الحضارتين الشرقية والغربية وذلك نظرًا لسيطرة الدين الإسلامي على الشرق والدين المسيحي على الغرب، وحقق كلاهما ازدهارًا ونجاحًا كبيرًا.
- في المُجمل كان سكان قارة أوروبا بأكملها ينظرون إلى العالم الإسلامي وبلاد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على أنهم أقل شأنًا وبمثابة العدو الأكبر في نظرهم، وهذه النظرة كانت فقط من وحي خيال بلاد الغرب.
- لكن بسبب القوافل التجارية المتداولة بين أوروبا وبلاد الشرق، تغيرت صورة الغرب عن بلاد الشرق بنسبة كبيرة.
- باتوا يفرقون بين حضارة وثقافة الشرق الإسلامي وحضارة دولة الهند ودولة الصين وبعض المناطق في إفريقيا والأميركتين الجنوبية والشمالية.
- حيث كان الغرب ينظرون إلى الهند والصين والأميركتين على أنهم أقل بكثير من الشرق الإسلامي بعد التعرف على الحضارة والثقافة الكاتبة هناك.
شاهد أيضًا: معلومات عن ابرهة الحبشي والزير سالم
تاريخ الاستشراق ووجهات النظر المتناقضة
- كان ما تم إيضاحه بالأعلى وفقًا للقوافل التجارية فقط، ولكن مع ازدياد الحركات الاستعمارية للغرب في الشرق الأوسط ودول شمال إفريقيا، كانت النظرة إلى الحضارة والثقافة الإسلامية تزداد يومًا بعد يوم.
- حتى وصل في رأي كثير من المستشرقين الغرب أن الشرق أرقى من الغرب.
- من أبرز الفلاسفة الذين أعلوا من شأن الجانب الشرقي على حساب الجانب الغربي، كان الفرنسي فولتير، وذلك بسبب رؤيته بأن الديانة الزرادشتية تدعو الإنسان إلى الفضائل والعقلانية أكثر من الديانة المسيحية.
- حتى أن بعض المفكرون الأوروبيين فضلوا الديانة الإسلامية وما تدعو إليه وطريقة حياة الشرق على نظيرها في بلاد الغرب الديانة المسيحية.
- مع اكتشاف اللغة الهندو أوروبية وترجمة كتاب الأفستا الذي يعد كتاب رسول الديانة الزرادشتية، وأصبح الغرب في تنافس ناري من أجل التعرف أكثر وأكثر على الشرق، لاسيما دولتي بريطانيا وفرنسا.
- أيضًا كان هناك عديد من المؤرخين والمستشرقين الأوروبيين لديهم أراء صارمة وصادمة للغاية، بأن الديانة الإسلامية وكل الديانات المتعارف عليها في بلاد الشرق والهند ليس إلا أكاذيب ليس لها أي أساس من الصحة.
- هناك بعض الاقتصاديين أساءوا للدول الإسلامية وكان بالنسبة إليهم أن الدول الغربية لا تحتاج إلى التعرف على الحضارة والثقافة هناك سوى من أجل أن تسهل من مهمة الاستعمار ونهب ثروات الشرق.
- يعد عام 1312 هو العام الذي شهد وجود الاستشراق بشكل رسمي وفعلي على أرض الواقع، حيث تم صدور قرارًا رسميًا من مجمع فيينا الكنسي، يفيد بتواجد اللغة العربية في عدد كبير من الجامعات الأوروبية وقتها.
من يُطلق عليهم لقب المستشرقين؟
- المستشرقين هم كل من المفكرين والباحثين من بلاد الغرب حول دراسة ثقافة وحضارة وكل شيء عن بلاد الشرق.
- قد يظن البعض أن حداثة الاستشراق جعلت من التعرف على العادات والتقاليد الخاصة بدول الشرق في نظر الغرب أمرًا صعبًا وغير دقيقًا، ولكن هذا الأمر غير صحيح حيث أن دراسة الثقافة والحضارة لبلاد الشرق تعود لزمن بعيد للغاية.
- أوروبا بأكملها كانت مليئة بالمستشرقين، وعلى رأسهم دولتي فرنسا وبريطانيا، نظرًا لمطامعهم الكبيرة في التعرف على كل ما يخص بلاد الشرق حتى يسهل السيطرة على كل شيء هناك.
- كانت مدرسة “اللغات الحية” هي أهم مدارس الاستشراق على الإطلاق، وكانت في فرنسا، والمستشرق الشهير سلفستر دي ساسي كانت رئيسًا وعميدًا لها منذ عام 1795 وحتى النصف الأول من القرن التاسع عشر.
- في إيطاليا كان هناك اهتمام ملحوظ للغاية بدارسة الدين الإسلامي وحضارة وثقافة بلاد الشرق وشمال إفريقيا، ويعد الأمير كايتياني من أشهر المستشرقين الطليان، وله عديد من المؤلفات في هذا الصدد، لعل أشهرها “حوليات الإسلامي”.
- الاستشراق انتشر بشدة في مختلف الدول الأوروبية مثل ألمانيا والنمسا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وروسيا وإنجلترا والمجر وحتى الأميركتين الجنوبية والشمالية وغيرهم من الدول الكبيرة.
- من أبرز المستشرقين الذين عرفوا في بريطانيا كان وليم موير وتوماس أرنولد، وفي ألمانيا يوهان رايسكه وبروكلمان، وفي روسيا فيكتور روزن وأدريان ريلاند وزيجرد هونكه، وفي المجر اليهودي جولد زيهر، وفي أمريكا كينيث كراج.
اعتناق عديد من المستشرقين الأوروبيين للدين الإسلامي
هناك عديد من المستشرقين في بلاد الغرب قاموا باعتناق الدين الإسلامي، وإليكم ثلاثة من أبرز هؤلاء المستشرقين:
1- نصر الدين دينيه
- كان اسمه قبل الإسلام الفونس إيتيان دينيه، وهو رسام فرنسي شهير ولد في عام 1861 وسط عائلة مسيحية، ولكن مع مرور الوقت كان دائم الحيرة والقلق بشأن ديانته ويثيره أسئلة كثيرة للغاية.
- بعد عدة مقارنات أجراها بين الديانة الإسلامية والديانة الإسلامية توصل إلى ضرورة اعتناق الدين الإسلامي وكان ذلك في عام 1927.
- حيث بات نصر الدين يرى بأن الدين الإسلامي هو الدين الوحيد الذي لم يتخذ خلاله الإله أي صورة بشرية، ولم يتجرأ فيه أي أحد على نحت أو رسم الإله.
- ذلك لأن الله لا حدود لوصفه ولا يمكن أن يراه أحد بعينه، فهو الواحد الأحد الفرد الصمد لم يكن له كفوًا أحد.
شاهد أيضًا: من هو مؤلف كتاب تاريخ الخلفاء الراشدين
2- محمد أسد
- كان يعرف قبل اعتناقه الإسلام باسم ليوبولد فايس، ولد في عام 1900 بالمملكة النمساوية المجرية، وكانت عائلته يهودية الأصل.
- بطبيعة عمله كمراسل صحفي، سافر إلى القدس في عام 1922، ولاحظ بعينه أن العرب هناك عشر أضعاف اليهود، لذلك أيقن أنها أرض عربية الأصل، وليس كما يدعي البعض.
- من خلال تعاملاته مع المسلمين مباشرة، أبدى إعجابًا شديدًا بالدين الإسلامي وما يدعو إليه من تعاليم سمحة، لذلك أعلن إسلامه رسميًا في عام 1926، وحول اسمه إلى محمد أسد.
- يقول محمد أسد عن اعتناقه الدين الإسلامي أنه لم يبذل مجهودًا كبيرًا وراء البحث عن ذلك، بل إيمانه بهذا الدين جاء سريعًا وتلقائيًا بمرور الوقت.
- يصف محمد أسد في تحوله من المسيحية إلى الإسلامية بأنه كان بمثابة عبور جسر طريق طويل لا يمكن العودة فيه إلى سابق عهده.
- يرى أنه كل معلومة وصلت إليه بشكل تلقائي خلال الأربع سنوات من 1922 إلى 1926 كانت تجعله يتقين أنه الدين الحق.
ما لا تعرفه عن مراد هوفمان
- كان من المستشرقين الألمان، ولد في عام 1931 بأسرة مسيحية كاثوليكية، وكان سفيرًا في الجزائر من ثم المغرب، حتى تقاعد في عام 1994.
- أعلن مراد هوفمان إسلامه رسميًا في عام 1980، وجاء ذلك بعد دراسة دقيقة وطويلة لأصول العقيدة والشريعة حتى أصبح نشيط في مجال الدعوة وله عديد من الكتب والمؤلفات بهذا الصدد.
- مرادو هوفمان تحول من نقد الدين الإسلامي ووصفه للقرآن الكريم أنه ليس كتابًا من عِند الله سبحانه وتعالى، إلى شخص يحاول إظهار عيوب وتناقضات الديان المسيحية ويحاول توصيل هذه المفاهيم إلى الغرب.
- يصف مراد هوفمان القرآن الكريم بأنه كتاب أكثر من 1200 مليون مسلم حول العالم، وحفظ اللغة العربية وقواعدها منذ أكثر من 1400 عامًا، ولم يستطع أحد من الغرب تغيير حرفًا واحدًا فيه أو إثبات عكس ما جاء في القرآن.
- يشرح هوفمان في الأمور التي يتفق الإسلام مع المسيحية تكمن في الدعوة إلى الفضائل مثل التقوى والإيثار والأمانة والإخاء.
- لكن من الاختلافات الجوهرية هي أن المسلم يعبد ويصلي إلى الله مباشرة، على عكس المسيحي يحتاج إلى كهنوت.
- كما أن الإسلام يُحرم أكل لحم الخنزير والمسكرات، ولا يسقط المسئولية عن مرتكبي الذنوب والمعاصي وهم تحت تأثير الخمور والمخدرات بأنواعها.
- يقول بأنه تفهم أن الإسلام يدعو إلى أن يكون الفرد بارًا بوالديه وجيرانه وأهله، حتى يحافظ على القيم والأهداف الاجتماعية، ولكن الله سبحانه وتعالى يحاسب كل شخص على حدة فلن ينفعك في الأخرة أي شيء سوى أعمالك.
شاهد أيضًا: بحث قصير عن أسماء المستشرقين وكتبهم
في نهاية رحلتنا مع معلومات لا تعرفها عن المستشرقين ، تعددت أهداف ووجهات نظر المستشرقين الغرب تجاه بلاد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والحضارة والثقافة الإسلامية على مر العصور، هنا من اعتنق الإسلام وهناك من لم يتغير موقفه.