مظاهر النهضة العربية
مظاهر النهضة العربية، يوجد ما يسمى في التاريخ العربي باسم حركة التنوير العربي أو النهضة العربية ومظاهرها والتي بدأت منذ القرن التاسع عشر واستمرت حتى النصف الأول من القرن العشرين، وكانت هذه الفترة هي مرحلة يقظة فكرية وأدبية وعربية.
كما ظهرت العديد من العوامل التي أدت إلى هذه النهضة ومن خلال هذا المقال سوف نتعرف عبر موقع مقال maqall.net على عوامل النهضة العربية وأهم مظاهرها.
محتويات المقال
ما معنى النهضة العربية؟
- قبل التعرف على مظاهر النهضة العربية فلابد من التحدث عن مصطلح النهضة العربية أو ما يطلق عليها مرحلة التنوير العربي، وهي عبارة عن مجموعة من الأفكار التي انتشرت بشكل كبير في مصر.
- وانتقلت منها إلى بلاد الشام والعراق وسوريا وامتدت حتى وصلت إلى عدة مدن في شمال إفريقيا مثل مراكش في المغرب.
- والنهضة العربية تعرف أيضا على أنها حركة تنوير ويقظة فكرية وعربية ظهرت للمرة الأولى في القرن التاسع عشر.
- وتبني هذه الحركة عدد من المفكرين والأدباء العرب في البلاد العربية ودول المهجر وكان الهدف منها النهوض بمستوى الأدب والفكر والثقافة العربية بشكل متميز وسريع.
- ولقد كانت النهضة العربية واحدة من أهم الحركات المميزة في كافة أنحاء العالم العربي وذلك لدورها الكبير في المحافظة على دور وأهمية اللغة العربية في الساحة الثقافية والأدبية.
- هذا بالإضافة إلى ذلك فقد عملت هذه النهضة على ترسيخ الهوية العربية التي كانت في ذلك الوقت بدأت تفقد بريقها مع التطورات الأوربية والغربية في البلاد العربية.
- حيث أثرت هذه التطورات بشكل واضح وظاهر في العديد من المجالات المختلفة.
- واستمدت حركة التنوير العربي أفكارها الأولى من النهضة الأوربية ولكنها اختلفت عنها بشكل كبير في الأشياء التي تتعلق بالدور العربي الهام في حياة المواطن العربي.
- ولقد ظلت هذه الحركة من أهم حركات التنوير في الوطن العربي بأكمله حتى انتهت مع قيام الحرب العالمية الأولى سنة 1914 م.
اقرأ أيضا: العوامل المؤثرة في قيام النهضة العربية
أهم عوامل النهضة العربية
يوجد العديد من العوامل التي ساهمت بشكل كبير في ظهور حركة النهضة العربية وجعلتها من أهم الحركات في العالم العربي، حيث أصبحت فيما بعد من الأساسيات المهمة في الحياة السياسية والأدبية والاجتماعية ومن أهم هذه العوامل ما يلي:
- ظهور العديد من حركات الإصلاح الإسلامي في جميع الدول العربية بالإضافة إلى ظهور عدد كبير من الأحزاب والتيارات السياسية المختلفة في ذلك الوقت.
- ومن أهم عوامل هذه النهضة أيضا محاولة إسقاط نظام الحكم العثماني للدول العربية والذي كان يسعى من أجل نشر أفكار تؤدي إلى هدم اللغة العربية حيث كانت تدعو إلى جعل اللغة التركية هي اللغة الرسمية في البلاد.
- تأثر النهضة العربية والوطن العربي بشكل كبير وواضح بأفكار النهضة الأوروبية وحركات التنوير الغربية.
- هذا بالإضافة إلى قيام محمد علي والي مصر في ذلك الوقت بالعديد من الإصلاحات والخطوات الإصلاحية في مجالات مختلفة إلى جانب تنشيط الحركة التعليمية والثقافية في معظم الدول العربية وذلك من خلال البعثات التبشيرية.
كما يمكنكم التعرف على: عوامل قيام النهضة الاوروبية
مظاهر النهضة العربية
لقد أثرت النهضة العربية تأثيرا واضحا وملحوظ في العديد من المجالات المختلفة ومن أهمها ما يلي:
الحركات الإصلاحية
هي عبارة عن مجموعة من الحركات التي ظهرت في الدول العربية والتي اعتمدت في أفكارها بشكل مباشر على قواعد ومبادئ الشريعة الإسلامية من أجل تحسين وتطوير جوانب الحياة المختلفة.
كما أنها لعبت دورا كبير في القضاء على الخرافات والمعتقدات الخاطئة التي كانت تنسب للدين الإسلامي وبالأخص الأمور المتعلقة بالسحر والأعمال.
ومن أهم مبادئ الحركات الإصلاحية التي حرصت على ضرورة تطبيقها ما يلي:
- الالتزام بتعاليم وإرشادات القرآن الكريم وهدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع ضرورة الابتعاد عن التأويل والاجتهادات الخاطئة.
- التشديد على أن يكون الدين الإسلامي من أهم الأسس اللازمة لوحدة وقوة المسلمين في جميع الدول العربي.
- كما ركزت حركة الإصلاح أيضا على تحفيز العرب والمسلمين وتشجيعهم على الجهاد ومكافحة الاستعمار بكافة أنواعه.
الفكر الوطني
- يسعى هذا الفكر إلى ترسيخ حب الأوطان والبلاد في نفوس المواطنين وتعزيز الانتماء إليهم إلى الوطن العربي.
- ولقد ساهم الكثير من المفكرين والعلماء والأدباء ومجموعة من المثقفين على تعزيز هذا المظهر من مظاهر النهضة العربية.
- كما أن انتشار التعليم توعية الناس بأهميته ودوره الكبير في النهوض بالأمة والمجتمع ساهم بشكل ملحوظ على ترسيخ فكرة ربط الإنسان بوطنه والدفاع عنه ضد الاستعمار والمستعمرين والمحافظة عليه من أجل النهوض به وتطويره.
- وهناك العديد من العوامل التي ساهمت في ظهور هذا الفكر والتي من أهمها انتشار التعليم وإرسال العديد من البعثات التعليمية إلى الدول الأوربية، واتساع حركة الترجمة والنشر والتأليف.
- كما نادى العديد من دعاة الإصلاح إلى ضرورة الانفتاح على الحضارة الأوروبية ومحاولة الاستفادة من تفوق الغرب عن العرب في العلوم والاقتصاد وغيرها من المجالات الأخرى.
- ولقد شكل أصحاب هذا الاتجاه مجموعة من الجمعيات الثقافية والعلمية وقاموا بإلقاء العديد من الخطب والمحاضرات لإبراز فضل العرب في الآداب والعلوم.
- ومن أبرز دعاة هذا الاتجاه الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي الذي قام بإنشاء مدرسة الألسن في مصر وبطرس البستاني صاحب شعار حب الوطن من الإيمان.
الاتجاه العربي الإسلامي
- مر الربع الأخير من القرن التاسع عشر بمرحلة تعد من أخطر المراحل في ذلك الوقت، حيث كانت الدولة العثمانية في طريقها نحو التدهور والانحدار، وذلك بسبب ما تعرضت له في الماضي من تجزئة وانفصال عدد من ولاياتها عنها.
- وفي هذه الفترة أيضا ازداد تدخل الدول الغربية في شؤون الدولة بشكل كبير، مما دفع السلطان إلى تشديد الرقابة على جميع الولايات وخاصة الولايات الأوربية.
- واضطر السلطان عبد الحميد عندما تولى الحكم إلى قبول دستور مدحت باشا والعمل به لفترة من الوقت ثم ما لبث أن قام بحل الدستور وإصدار أمر بتعليق العمل به إلى أجل غير مسمى.
- بالإضافة إلى ذلك حاول السلطان عبد الحميد بتثبيت الحكم من خلال تبنيه حركة الجامعة الإسلامية التي نادى بها لأول مرة جمال الدين الأفغاني مستهدفا بذلك تقوية نفوذه في الداخل والخارج.
- في الداخل لكي يلتف حوله جميع المسلمين باعتباره كرئيس لهم ذي سلطة ونفوذ عليهم أما خارجيا لتهديد الدول الاستعمارية.
- وذلك من خلال إثارة وتحريض الشعوب الإسلامية الخاضعة لها وذلك إذا استمرت في سياستها المعادية للولاية العثمانية.
- إن خوف المسلمين والعرب من الاستعمار جعلهم يلتفون حول السلطان عبد الحميد ويؤيدونه ولكنهم لم يؤيدوا سياسته للبلاد، لذلك استمرت الدعوة إلى الإصلاح والتطور واللامركزية فترة من الوقت.
- وكان من أشهر الأشخاص الذين ساروا في هذا الاتجاه عبد الكواكبي الذي قام بانتقاد الحكم الاستبدادي في كتابة المعروف باسم طبائع الاستبداد.
- كما أن الشيخ عبد الحميد الزهراوي الذي قام بتأسيس جريدة المنير وشارك في إنشائها مجموعة من الأحزاب المؤيدة لجمعية الاتحاد والترقي.
- أما بالنسبة إلى رشيد رضا فدعا الغرب والمسلمون إلى مكافحة الاستعمار ومحاربة الاستبداد والعمل بالدستور مرة أخرى، كما نادى أيضا بالربط بين العروبة والإسلام وجسده أفكاره من خلال إنشاء مجلة المنارة.
- ونود أن ننوه هنا إلى أن الاتجاه العربي لعب دورا كبيرا في تعزيز انتماء الشعوب إلى الوحدة العربية وإلى كل ما هو غربي، وعدم قبول أي تأثيرات خارجية أو استعمارية تحاول إلغاء الدور العربية وأهميته في الحياة الاجتماعية.
- وهذا ما رفضه الاتجاه العربي رفضا قاطعا واستمر يدعو إلى احترام وتقدير دور اللغة العربية والفكر العربي في حياة الوطن العربي.
كما يمكنكم الاطلاع على: عصر النهضة الاوروبية الحديثة
وإلى هنا نكون قد قدمنا لكم جولة تاريخية ممتعة تحدثنا فيها عن مظاهر النهضة العربية والتي أثرت بشكل واضح وكبير في جميع مجالات الحياة وما زال تأثيرها قائم حتى وقتنا الحالي ونتمنى أن ينال المقال إعجابكم، ولا تنسوا ترك تعليقاتكم وآرائكم أسفل المقال.