شكل خريطة العالم القديم
شكل خريطة العالم القديم، يرجع تاريخ رسم الخرائط البدائية إلى العصور الحجرية، علمًا بإن التاريخ الفعلي لرسم الخرائط لم يظهر ولم تعرفه البشرية إلا قبل ألفي عام أو أكثر، وكان ينصب اهتمام الجغرافيين إلى كيف يمكن رسم كرة على ورق مسطح بشكل دقيق، وفي مقالنا هذا سوف نتعرف على شكل خريطة العالم القديم تفصيليًا.
محتويات المقال
ما هي أقدم الخرائط بالعالم؟
- تعد خريطة بابل أقدم الخرائط المعروفة بالعالم، وقد تم رسمها على لوح مصنوع من الطين، وكان ذلك عام ستمائة قبل الميلاد، أما عن شكل الخريطة فقدت اتخذت الشكل النجمي، وقياسها لم يتجاوز بضعة سنتيمترات، ما بين ثمانية سم إلى خمسة عشر سم.
- ومن خلالها تم رسم العالم على هيئة شكل قرص مسطح الشكل، يحيط بذلك القرص محيط، وقد تم رسم كلًا من نهري دجلة والفرات على شكل مستطيلات تقع في المنتصف، وقد رسمت الدول المجاورة لنهري دجلة والفرات مثل نقط صغيرة دائرية الشكل، ومن هذه الدولة الواقعة على النهر دول آشور.
- وخارج ذلك القرص تم رسم أشكال مثلثة وهي تُعبر أو تدل عن جزر بعيدة.
- ولقد أطلق على تدل الجزر العديد من المسميات التي تُعد غريبه نوعًا ما مثل ” المكان الذي لا ترى فيه الشمس” أو ” ما وراء رحلة الطيور”.
- وطبقًا للنص المسماري المرافق الخريطة قد تم وصف تلك الأماكن بكونها أساس وموطن لحيوانات أسطورية، ولابد من الإشارة إلى أن تلك الخرائط قد جمعت ما بين علم الكونيات البابلي والخصائص الجغرافية التي تتسم بالحقيقة.
شاهد أيضًا: من هو أول عالم رسم خريطة العالم
بطليموس والجغرافيا التي تبناها
- في البداية لابد من التنويه إلى أن غالبية العناصر الخاصة بعلم الخرائط تُنسب إلى الباحث اليوناني كلوديوس بتولمايس، المشهور بإسم بطليموس.
- قام بطليموس بإنتاج كتاب ” الجغرافيا”، ويتكون ذلك الكتاب من ثماني مجلدات، احتوت تلك المجلدات على بعض الخرائط التي اعتمدت على بعض المبادئ الرياضية.
- وقد اشتمل كتاب بطليموس على بعض الأخطاء البارزة ولكنها قليلة.
- ومن تلك الأخطاء أنه قام بتصوير المحيط الهندي بأنه بحر، وفي المقابل تميز الكتاب بدقة تفاصيله واتساعها، فقد ضمت ما يقرب من ثمانية ألف اسم خاص بالعديد من الأماكن المختلفة، إضافةً إلى ذلك أنه استخدم الإحداثيات الخاصة بخطوط الطول ودوائر العرض في الإشارة إلى بعض البلدان النائية مثل كوريا وأيسلندا.
- ورُغم جودة تلك الخرائط إلا أنها غير موجودة، ولكن استعان البيزنطيون بالإحداثيات الخاصة بالخرائط، لتوقع شكلها.
معلومات عن خريطة بوتينجر
- كانت في فترة من الفترات خريطة بيوتينجر من أهم الخرائط، والتي يُستدل بها عند التنقل بالإمبراطورية، وكان ذلك في الوقت الذي سادت فيه روما على العالم.
- وقد بلغ طول تلك الخريطة تقريبًا ستة أمتار، ويبلغ عرضها ثلاثين سنتيمتر، ومن أهم مميزاتها أنها أطلقت تصور لنحو أكثر من 96561 كم من مجموع الطرق الرومانية التي تمتد من غرب أوروبا إلى الشرق الأوسط، كما تضمنت الخريطة أيضًا جزءً خاصًا بكلًا من سيرلانكا، الهند إضافة إلى بعض أجزاء آسيا.
- وتبين تلك الخريطة الغريبة أكثر من خمسمائة مدينة، وما يقرب من ثلاثة آلاف وخمسمائة نقطة هامة الغابات، الأنهار، المنتجعات، إضافةً إلى المعابد والاستراحات. وفي أغلب الظن أن تلك الخريطة قد تم اكتمالها في القرن الرابع الميلادي، أما النسخة المتوفرة حاليًا فهي تعود إلى القرن الثالث عشر الميلادي.
كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق
- يرجع السبب وراء تأليف الإدريسي كتاب” نزهة المشتاق في اختراق الآفاق” إلى رغبة الملك النورماني في أن يكون له كتابًا في الجغرافيا، وكان ذلك بالقرن الثاني عشر الميلادي، ولذلك الكتاب اسمًا آخر، وهو ” تابولا روجيريانيا”.
- وقد تضمن ذلك الكتاب العديد من الخرائط الإقليمية، إضافةً إلى إسقاط العالم المعروف الذي يعترف أن كامل أوراسيا هو جزء من أفريقيا.
- ونظرًا لكثرة ترحال الإدريسي وتجاربه الشخصية في أوروبا، استطاع تكوين العديد من البيانات الكثيرة، التي تختص بالمناخ والثقافة والسياسة، بشتى المناطق المختلفة، علمًا بإن ذلك الكتاب ظل لعدة قرون من أكثر الخرائط دقة في العالم.
- وكان يتبع الطريقة الإسلامية في رسم الخرائط، وهو أنه يتم وضع الجنوب بأعلى الخريطة.
اقرأ أيضًا: أين تقع النرويج في خريطة العالم؟
تطور خرائط العالم عبر الأزمنة
- لقد شهدت الخرائط تطورات كبيرة، حيث يعد رسم الخرائط وتطورها جزءًا أصيلًا من التاريخ البشري.
- قديمًا كان القدامى يحاولون تمثيل عالمهم بواسطة الوسائل المتاحة لديهم.
- مثل استخدام الرسم بالحجارة الملونة على الكهوف، ونحت بعض العلامات على الجبال
- حتى يمكنهم تمييز الاتجاهات والطرق في المنطقة المحيطة بهم.
- كما تمثل الخريطة خطوة مهمة للغاية في التطور الفكري للإنسان وهي سجل لتقدم المعرفة البشرية، والتي يمكن أن تنتقل من جيل إلى جيل.
وكانت الخرائط في الماضي بسيطة بلا جودة، ولم تكن الخطوط العريضة والتفاصيل واضحة، وبعد قرون أصبحت الخرائط أكبر وأكثر تفصيلاً وأكثر دقة، ومراحل تطور الخرائط كما يلي:
القرن السادس قبل الميلاد
- الخريطة التي بقيت في العالم حتى الآن هي خريطة أنشأها البابليون منذ 600 قبل الميلاد.
- رسموا خريطة على لوح طيني ورسموا الأرض محاطة بالمياه في حركة دائرية.
- وشملت الأرض مدنًا مثل آشور، وأرارات.
- في هذه الأرض، هناك سبع جزر على شكل نجمة تحيط بهذه الأرض.
القرن الخامس قبل الميلاد
- على هذه الخريطة أصبحت العديد من المعالم أفضل وأكثر وضوحًا.
- حيث تم رسم الخريطة بحركة دائرية تظهر الأراضي المعروفة في العالم.
- والمتمركزة في بحر إيجه والمركزة في أناكسيماندر لقد أحاط المحيط بكل هذا.
القرن الرابع قبل الميلاد
- رسم المؤرخ اليوناني هيكاتيوس ميليتس خريطة جديدة بناءً على خريطة أناكسيماندر للعالم.
- ويوجد ملف مرفق بالخريطة يحتوي على ابتكاراته وأسفاره، ويسمى “الاستقصائية العالمية”.
- كما وصف هيكاتيوس المناطق والبلدان وسكان العالم المعروفين، وشملت أبحاثه مصر أيضاً.
القرن الثاني قبل الميلاد
- ساهم إراتوستينس في رسم خريطة للعالم.
- وهناك العديد من خرائط إراتوستينس في العالم، تُظهر هذه الخرائط بريطانيا والهند وسريلانكا.
- بالإضافة إلى ذلك كان إراتوستينس أول شخص قام بتضمين خطوط الطول والتشابه في وصفه لرسم جميع خرائطه.
- مما يدل على فهمه للطبيعة الكروية للأرض.
القرن الأول قبل الميلاد
- في هذا الوقت ظهر اليونانيون الفيلسوف “Posidonius” الذي كان عمله في البحر والمناطق المجاورة.
- نشر نظريات حول الاتصال الداخلي للعالم والتأثير بينهما والترابط بينهما.
- ولِتوضيح الأوضاع السياسية قاس “Posidonius” محيط الأرض ودرس مواقع النجوم.
- كما تشير أبحاثه إلى أن المحيط يتراوح طوله بين 240 ألف و24 ألف كيلومتر و24901 ميلًا بالقرب من المحيط الفعلي.
تابع أيضًا: جبال الألب على خريطة العالم
القرن الثاني الميلادي
- قام العالم بطليموس بإنشاء خريطة أخرى أوضح فيها خطوط الطول والعرض.
القرن الثاني عشر الميلادي
- قام الجغرافي محمد الإدريسي بإنشاء خريطة مميزة وأكثر وضوح للعالم.
- ولكن ينقصها شمال افريقيا، ومع هذا أصبح الخريطة المعتمدة للعالم لفترة كبيرة بلغت ثلاثة قرون.
القرن الرابع عشر الميلادي
- عملت الصين على تطوير رسم الخرائط، وكانت الصين في مركز الخريطة.
- وأوروبا تقع على مدار الكرة الأرضية، وإفريقيا على رأس الرجاء الصالح.
القرن الخامس عشر الميلادي
- قام رسام الخرائط هاينريش الألماني بتشكيل خرائط تتشابه كثيراً مع خريطة بطليموس.
القرن السادس عشر الميلادي
- قام رسام الخرائط أدلى خوان دي لا كوزا الإسباني برسم الأمريكتين لأول مرة على الخريطة.
وفي ختام مقالنا هذا قد أوضحنا خريطة العالم القديم، إضافة إلى كافة التطورات التي مرت بها الخرائط بداية من القرن السادس قبل الميلاد نهايةً بـ القرن السادس عشر الميلادي.