معلومات تاريخية عن مرسوم ميلان
معلومات تاريخية عن مرسوم ميلان، يوجد العديد والعديد من القصص التاريخية التي حدثت في تاريخ الإمبراطورية الرومانية.
ومن أحد هذه القصص التي تعلقت بشئون العبادة هي قصة مرسوم ميلان، فما هو مرسوم ميلان؟ وما هي أهدافه ودوافعه؟ فمن هو هذا الإمبراطور؟
محتويات المقال
الإمبراطور قسطنطين
- بين العامين 280 و337 ميلادياً كان الإمبراطور “قسطنطين” أول إمبراطورياً رومانياً اعتنق الديانة المسيحية.
- وبسبب اعتناقه للديانة المسيحية وتشجيعها انتشرت، فكان صاحب أعظم دور.
- في تحويل الديانة المسيحية من مجرد عقيدة تلقى الاضطهاد إلى دينٍ رسمي مسيطر على الملايين.
- ولد “قسطنطين” سنة 280 ميلادياً في قرية “نيس” في البلاد المسماة الآن “يوغوسلافيا “.
- وكان أبوه ضابطاً كبيراً في بلاط الإمبراطور “ديوكليتيان”، وقد تنحى هذا الإمبراطور عن العرش في العام 305 ميلادياً.
- فأصبح والد “قسطنطين” حاكماً لنصف الإمبراطورية الرومانية.
- لما توفي والده في العام التالي، أصبح “قسطنطين” إمبراطورًا، وقد نادى به الجيش ملكاً عليهم.
- وقد عرض بعض الجنرالات هذا القرار الذي اتخذه الجيش.
- وكان ذلك فاتحة لحروب أهلية كثيرة وطويلة، وانتهت هذه الحروب في عام 313 ميلادياً.
- وذلك عندما هزم “قسطنطين” آخر منافسيه “مكسنتيوس” في معركة شهيرة بالقرب من “روما”
- وأصبح بذلك الحاكم الذي لم ينازعه أحد للجانب الغربي من الإمبراطورية الرومانية، بينا ظل “ليكينيوس”
- حاكماً النصف الشرقي من الإمبراطورية حتى هاجمه وهزمه الإمبراطور “قسطنطين”.
شاهد أيضًا: بحث عن الامير بايزيد ابن السلطان أحمد
ما هو مرسوم ميلان؟
مرسوم ميلان هو عبارة عن وثيقة سميت بهذا الاسم، والتي أنشأت بشكل دائم من أجل التسامح الديني للمسيحية داخل الإمبراطورية الرومانية.
حيث أن هذا المرسوم كان نتيجة اتفاق سياسي أبرم في “ميدي ولانوم”.
(ميلان الحديثة) خلال اجتماع أقيم بين الأباطرة الرومان “قسطنطين” و “ليكينيوس” في فبراير عام 313 ميلادياً بعد الانتصار في معركة “جسر ميلفيان”.
حيث أعلنا فيه التسامح الديني للمسيحيين وأصدر في شكل وثيقة سميت باسم “مرسوم ميلان”.
المطالب التي احتوت عليها وثيقة مرسوم ميلان
- لم يكن مرسوم ميلان سوى رسالة موجهة من “قسطنطين” و “ليكينيوس” إلى حاكم “نيكوميديا” في آسيا الصغرى.
- والتي تحتوي على توجيه وحسن معاملة المسيحيين والاعتراف بالمسيحية كديانة مصرح بها في الإمبراطورية الرومانية.
- كما يذكر بعض المؤرخين أن هذه الرسالة عبارة عن تأكيد لما ورد في “مرسوم جاليليو”.
- الصادر في عام 313 ميلادياً؛ فقد أعطت هذه الرسالة المسيحين وغيرهم.
- من معتنقي الديانات الأخرى كامل الحرية في اتباع العقيدة التي يختارونها.
- وبالتالي أصبحت الديانة المسيحية ديانة معترف بها كغيرها من الديانات في الإمبراطورية الرومانية.
- كما حثت هذه الرسالة حكام الولايات على عدم اضطهاد المسيحيين وأن يرد إليهم أماكن تجمعاتهم التي اعتادوا التجمع فيها للعبادة.
- والتي صودرت أو اشتراها بعض الأفراد؛ بالإضافة إلى ذلك فقد احتوت الرسالة أيضاً على تعهد بإعادة ممتلكاتهم المصادرة.
- ودفع التعويضات اللازمة من الخزائن الإمبراطورية الذين اشتروها.
الدوافع والأسباب التي أدت إلى اعتراف “قسطنطين” بالمسيحية
يمكن إرجاع الدوافع والأسباب التي دفعت الإمبراطور “قسطنطين” إلى الاعتراف بالديانة المسيحية إلى دوافع دينية ودوافع سياسية.
أولاً الدوافع الدينية
- تذكر الرواية المسيحية التي ذكرها المؤرخ الكنسي “يوسابيوس” أن دوافع الإمبراطور “قسطنطين”
- للاعتراف بالديانة المسيحية هي دوافع دينية أملتها الإرادة الإلهية، فقد روى “يوسابيوس”
- أن الإمبراطور قص عليه أنه رأى قبل خوض معركة “جسر ميلفيان” ضد خصمه “مكسنتيوس”
- رأى صليباً نورانياً على قرص الشمس يحيط الأفق عند الغروب مكتوب عليه بهذا ستنتصر.
- ثم في الليلة التالية رأى في منامه المسيح حاملاً نفس العلامة وهي الصليب ويقول له تقدم إلى المعركة بالصليب.
- ويقال إن “قسطنطين” اتخذ الصليب شعاراً له هو ورجاله عندما خاضوا غمار هذه المعركة التي أتاحت له السيادة على الغرب.
- وبذلك اعتقد “قسطنطين” أن إله المسيحيين قدم له المساعدة والعون في نزاعه ضد خصومه، وكان ذلك دافعاً له الاعتراف بالديانة المسيحية.
- وهناك رواية أخرى تقول بأن “قسطنطين” تأثر بوالدته “هيلانة” التي اعتنقت المسيحية واعتبرت فيما بعد قديسة.
- فقد عملت على رفع شأن المسيحية في جميع أنحاء الإمبراطورية.
- وزارت بيت المقدس وأجزلت العطاء على السكان وساهمت في تشييد كثير من الكنائس.
- والملاحظ أن “قسطنطين” نفسه لم يصبح مسيحياً إلا في أواخر حياته، فقد عمد وهو على فراش الموت.
- كما أنه لم يتخلى أبداً خاصة في الشرع عن المفهوم الخاص بعبادة الإمبراطور، وهذا يدل بدون شك.
- على أن الاعتبارات السياسية ورغبته في القضاء على عامل من عوامل التوتر والقلق في الإمبراطورية.
- هي المسؤولة أيضاً عن التخاذل في هذه الخطوة وليس الاعتبارات الدينية وحدها.
شاهد أيضًا: معلومات عن أول رئيس جمهورية لمصر
ثانياً الدوافع السياسية
- لا شك أن هناك دوافع سياسية وراء اعتراف “قسطنطين” بالديانة المسيحية.
- إذ أدرك هذا الإمبراطور بذكائه أن المسيحية سوف تنتشر وتصبح قوة لا يستهان بها.
- والدليل أن موجات الاضطهاد التي سبقت عصره لم تمنع انتشارها.
- ثم أنه أدرك إن مبادئ المسيحية التي تسمح بالمسواة والمحبة والسلام والإيثار هي مبادئ سامية.
- بالإضافة إلى ذلك أدرك الإمبراطور “قسطنطين” أن الديانة المسيحية.
- كانت أوسع انتشاراً وأشد تركيزاً في الأقاليم الشرقية منها في الغرب.
- حيث أن آسيا الصغرى غدت من المراكز الرئيسية للمسيحية في القرن الرابع؛ فإذا كان “قسطنطين”.
- قد فرض سلطانه على القسم الغربي من الإمبراطورية، فلم يبقى أمامه سوى الجزء الشرقي.
- فكان من الضروري أن يعترف “قسطنطين” بالديانة المسيحية حتى يكسب ولاء سكان الولايات الشرقية ويستفيد من مواردها المالية.
النتائج المترتبة على اعتراف “قسطنطين” بالمسيحية
- أما عن النتائج التي ترتبت على اعتراف الإمبراطور “قسطنطين” بالديانة المسيحية كديانة مرخص بها في الإمبراطورية الرومانية.
- فالحقيقة أن اعتراف “قسطنطين” بالمسيحية لم يكن يعني منحها حق وجود شرعي مماثل للديانات الوثنية فحسب.
- بل كان يعني وضعها تحت حماية الدولة، وبالتالي تثبيت دعائمها وتمهيد الأرض ازدهارها وانتشارها.
- فقد منح الإمبراطور “قسطنطين” رجال الدين المسيحيين نفس الحقوق والامتيازات التي كان يتمتع بها كهنة الديانات الأخرى.
- وعافاهم من الضرائب وتأدية الخدمات المدنية حتى يتسنى لهم تأدية واجباتهم الدينية.
- وعافى المسيحيين من تقديم القرابين في الاحتفالات والأعياد الوثنية.
- كما منح الأساقفة سلطات قضائية استثنائية وأجاز لهم النظر فيما يرفع لهم من مظالم.
- كذلك أجاز للمواطنين أن يهبوا الأملاك للكنائس وأهدى الإمبراطور “قسطنطين” للكنائس هدايا، والأموال، والهبات، والأراضي، والأملاك.
- كما أمر بتشييد عدد كبير من الكنائس في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية.
- بل وأشهر كنائس العالم مثل كنيسة القديس “بطرس” كنيسة “اللاتران” في روما وكنيسة “المهد” في بيت لحم وكنيسة “القيامة” في القدس.
- كما زين عاصمته الجديدة القسطنطينية وما جاورها بعدد من الكنائس أشهرها كنيسة “الرسل” وكنيسة القديسة “ايلين”.
- كما تم في عهد “قسطنطين” تشييد عدة كنائس في “انطاكيا”و “نيكوميديا” و “شمال إفريقيا”.
- وكانت كثرة الكنائس التي شيدت في هذا العهد رمزاً لانتشار المسيحية، وسرعان ما أصبحت الديانة المسيحية.
- بعد فترة قصيرة الديانة الرسمية الوحيدة للدولة.
شاهد أيضًا: بحث عن إنجازات الملك فاروق
وبعد أن تحدثنا عن هذا الموضوع الذي تناول تاريخاً لظهور المسيحية في الإمبراطورية الرومانية، والدوافع الدينية والسياسية التي ساعدت على اعتراف قسطنطين بالمسيحية ودور الإمبراطور “قسطنطين” في ذلك والنتائج التي ترتبت على هذا الاعتراف بالمسيحية، نتمنى أن يكون الموضوع قد نال إعجابكم … وإلى لقاء آخر في قصة أخرى من أحداث التاريخ الشيقة.