ما بعد البنيوية

ما بعد البنيوية، مصطلح ما بعد البنيوية تطلق هذه التسمية للدلالة على أعمال غير متجانسة للمفكرين الفرنسيين، وضعها أكاديميون أمريكيون في العقد السادس والسابع من القرن العشرين.

وهي تشمل التطورات الفكرية للفلاسفة والمنظرين الفرنسيين في النصف الثاني من القرن العشرين، وهو ما سنوضحه لكم فيما يلي عبر موقع مقال maqall.net.

البنيوية

  • البنيوية هي مدرسة لغوية، كانت تتخذ مبدأ نصه أن اللغة هي بنية ارتباطية قائمة بذاتها، ومن توزيع اللغة في النصوص أو الخطاب تستمد هي عناصرها وقيمتها.
  • ظهر مصطلح البنيوية في أوائل القرن العشرين، وسبق استخدام مصطلح (أبنية) على يد فيلسوف روسي اسمه (تيتانيوف).
  • أصبحت البنيوية تقوم بالدراسة لمجالات مختلفة، كالعقول، والمجتمعات، والأساطير، والآداب، وذلك عبر دراسة ظواهر هذه المجالات عن طريق تطورها عبر التاريخ.
    • والترابط الداخلي للمجالات، ودراسة كيفية تأثير المجالات بالبنى الخاصة بها على طريقة القيام بوظائفها.

واقرأ أيضا في هذا الموضوع: ما بعد الحداثة في علم الاجتماع

مبادئ البنيوية

  • تعدد المعنى: تهتم البنيوية بالنظم والنسق وتهمل المعني، حيث يستطيع كل مؤلف تقديم البنية من نظرته الخاصة.
  • الاهتمام بالسياق: تنظر البنائية للكلمة بكونها غير ثابتة المعنى، وتهتم بالسياق بشكل كبير، وقد تغير البنائية المعنى حسب السياق الذي تهدف له.
  • المرونة: خضع مصطلح البنيوية لأكثر من وصف، فهو مصطلح مرن لا يخلو من الإيهام والاختلاط في نفس الوقت.

ما بعد البنيوية؟

  • نشأت حركة تتعلق بموضوعات الفلسفة، والنقد الأدبي في أواخر الستينات في فرنسا، وهي متعلقة بمصطلح ما بعد البنيوية.
  • تتبنى هذه الحركة اعتقادًا بأن اللغة ليست وسيلة مباشرة وواضحة لإيصال الواقع أو الحقيقة، ولكن هي شيفرة أو بنية لديها معنى عن طريق التباين بين أجزاء نفس اللغة، والعالم الخارجي ليس مرتبط بها.
  • مجموعة العلوم والنظريات التي تعتمد عليها ما بعد البنيوية هي:
    • علم النثروبولوجيا للعالم كلود ليفي ستروس، النظريات اللغوية لفرديناند دي سوسير، والنظريات التفسيرية لديكيدا.
  • بدأت البنيوية بقيام تودوروف الناقد الفرنسي بترجمة أعمال الروس الشكلانيين إلى الفرنسية في كتابًا له بعنوان: “نظرية الأدب: نصوص الشكلانيين الروس”.
    • كانت أعمال الشكلانيين الروس أول مصادر البنيوية، والتي تدعو إلى الاهتمام بالنص الأدبي.
    • والبحث عن العلامات الإشارات المعبرة للواقع في النظام الألسني، وليست العاكسة له؛ ولذلك همشوا المناهج التي تنظر من خارج النص.
  • ساعدت في نشأة البنيوية وما بعد البنيوية مصادر منها: الحركة النقدية الجديدة في أمريكا، وهي ترى أن الغاية المنشودة من الشعر هو الشعر نفسه.
  • ساهم علم اللسانيات الحديث على نشأة البنيوية وما بعد البنيوية، وتعد محاضرات دي سوسير من أهم روافدها؛ لأنه فرق فيها بين اللغة والكلام.
    • فتحت محاضرات دي سوسير الطريق لاستقلالية النص الأدبي، حتى لو لم يتناول مفهوم البنية فيها ولفت النظر إلى أن هناك نظامًا خاصًا باللغة.
  • كان لآراء ياكبسون وحلقة براغ في اللغة ذات أثر هام للبنيوية من حيث نشر الوعي به، وترسيخها في الأوساط الأدبية والنقدية.

ولمزيد من المعلومات اقرأ من هنا: تلخيص كتاب علم اللغة التطبيقي وتعليم العربية

نشأة ما بعد البنيوية

  • جاءت نشأة ما بعد البنيوية استجابة طبيعية للتطور العلمي وثقافة العصر، وذلك لأن البنيوية كانت ردة فعل للرومانسية واعتراض على مغالاتها في الخيال.
    • وكذلك كثرة الإسقاطات النفسية على الأدب والأدباء لعلم النفس، ربط الأدب بتعسف بالمجتمع والنزعة الماركسية، والإحباط والضياع اللذان يشعر بهم العالم في كل ما يحيط به.
    • جعلت هذه التداعيات باعث للبحث عن نظام متماسك ومتناسق كليًا، ليصبح العالم بيئة مناسبة للإنسان وخاصة بعد ربط العلوم ببعضها.
  • أهم عوامل نشأة البنيوية وما بعدها في النقد الأدبي هي أفكار الفيلسوف “كانط”، التي كانت الأساس الفكري لها؛ وذلك لأنها لا تؤمن سوى بالظواهر الحسية الناتجة عن وقائع تجريبية.
  • الظاهرة عند البنيويين هي بنية بمعزل عما حولها، وعن أسبابها، وتسعى من أجل فهمها لتفكيكها إلى عناصرها الأولية، ثم تحليلها وإدراكها.
  • وبعد أن رفع البنيويين هذا الشعار، تراجعت البنيوية في فرنسا وأخذت في الانهيار بعد إضرابات الطلاب الراديكالية ذلك في أواخر سبعينات القرن العشرين عام 1968م.
  • ظهرت مناهج جديدة ما بعد البنيوية منها: الأسلوبية والنسوية والتفكيكية والسيميائية، وغيرها من النظريات الأدبية المتعددة، مما أدى إلى ظهور مصطلح “ما بعد البنيوية”.

أشهر كتاب ما بعد البنيوية ومناهجهم

  • رولاند بارت وجاك لاكان وجوليا كويستيفا وميشيل فوكو، هم أشهر من كتب فيما بعد البنيوية في “السيميولوجيا” وهو مصطلح أصله يوناني، يطلق العرب عليه السيميائية أو علم الإشارات.
  • بارت ناقد فرنسي كان متأثرًا بالفلسفة الوجودية لسارتر، وهي معادية للجوهرية، وله مؤلفات متعددة في البنيوية وما بعد البنيوية منها:
    • كتابه الكتابة بدرجة الصفر وأهمها نظرية موت المؤلف، إلى أن يصل لنظرية التلقي، وتحويل القارئ للنص وتوليد معاني جديدة لا نهاية لها؛ وذلك خلال تفكيك النص وإعادة بناءه.
  • جاك دريدا هو أحد كتاب البنيوية وما بعد البنيوية، فهو واضع الأساس الفكري لمذهب التفكيكية، من خلال تطوير نظرية التلقي وتحويل القارئ لمنتج بدلًا من مستهلك.
  • كلود ليفي ستراوس هو عالم اجتماع فرنسي، بدأ بدراسة الفلسفة ثم دراسة علم الاجتماع، فله أفكار حول التفكير الجامح والأسطورة، أعماله لها أثر كبير في الأنثروبولوجيا البنيوية.
  • ميشيل فوكو هو فيلسوف فرنسي، من أعلام البنيوية وما بعد البنيوية، اهتم فوكو بموضوعات الإجرام والجنس والعقوبات والمنبوذين والمهمشين.
    • كما اهتم بتاريخ الجنون، واعتنى بمفهوم الأخلاق والخطاب والسلطة وذكر هذه المفاهيم في كتابه “نظام الخطاب”.

ومن هنا يمكنكم التعرف على: الذكاء الاجتماعي وعلاقته بمفهوم الذات

أنتجت فترة ما بعد البنيوية الكثير من المناهج والمفاهيم التي تأثرت بتطور الإنسان وطبيعة الكون من حوله، وكتب علماء كثيرون منهم: بارت وجاك دريدا وكلود ليفي ستراوس وميشيل فوكو في هذا الموضوع مؤلفات عدة.

لن يسع المجال لذكر جميعها في هذا المقال، فموضوع ما بعد البنيوية يلزم له الكثير من القراءة والاطلاع والدراسة لكل مناهجه ومفاهيمه.

مقالات ذات صلة