حكم قتل النمل في الإسلام
يعتبر النمل من الكائنات التي توجد في المنازل وفي كثير من الأماكن، ولكن لا يجوز قتلها إلا إذا كانت مؤذية لأهل البيت.
وفي هذا المقال سوف نعرض حكم قتل النمل في الإسلام، وأهم ما ورد من أحاديث خاصة حول حكم قتل النمل في الإسلام.
محتويات المقال
ماذا عن قتل النمل في الإسلام؟
- ينص الدين الإسلامي على عدم قتل الحيوانات، التي لا تؤذي الإنسان.
- حيث أن الشريعة الإسلامية تدعو دائمًا بشكل كبير إلى الرحمة سواء كانت بالحيوانات أو الطيور أو النباتات.
- كما لا يحق للإنسان قتلها دون سبب قوي من حيث كونها مؤذية له.
- كذلك كل ما هو كائن حي لا يقدم على أذية البشر لا يستحب قتله.
- وهناك العديد من العلماء الذين قاموا بإثبات وجود أنواع عديدة ومختلفة من النمل.
- فمنها ما هو يصنف على أنه مؤذي للبشر ومنها ما هو غير مؤذي.
- كذلك جاءت العديد من الأحاديث التي توضح عدم جواز قتل النمل إلا إذا كانت مؤذية.
- وقد جاء حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة
- فلدغته نملة فأمر بجهازه فأخرج من تحتها وأمر بها فأحرقت في النار، قال فأوحى الله إليه فهلا نملة واحدة}.
- وفي رواية لهما فأوحى الله إليه {في أن قرصتك نملة أهلكت أمة من الأمم تسبح}؟ وقال البخاري (أحرقت).
اقرأ أيضًا:تعامل الزوج مع زوجته في الاسلام
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى:
- قال العلماء وهذا محمول على أن شرع ذلك النبي عليه السلام، كان فيه جواز قتل النمل وجواز الإحراق بالنار.
- ولم يعتب عليه في أصل القتل والإحراق بل في زيادة على نملة واحدة.
- وقوله تعالى: (فهلا نملة واحدة) أي فهلا عاقبت نملة واحدة هي التي قرصتك لأنها الجانية.
- وأما غيرها فليس لها جناية، وأما في شرعنا فلا يجوز الإحراق بالنار للحيوان.
- إلاَّ إذا أحرق إنساناً فمات بالإحراق.
- فلوليه الاقتصاص بإحراق الجاني وسواء في منع الإحراق بالنار القمل.
- وغيره للحديث المشهور “لا يعذب بالنار إلاَّ الله” وأما قتل النمل فمذهبنا أنه لا يجوز.
- وأحتج أصحابنا فيه بحديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم.
- نهى عن قتل أربع من الدواب النملة والنحلة والهدهد والصرد رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم.
- كذلك قوله صلى الله عليه وسلم :”فأمر بقرية النمل فأحرقت”، وفي رواية فأمر بجهازه فأخرج من تحت الشجرة.
- أما قرية النمل فهي منزلهن، والجهاز بفتح الجيم وكسرها وهو المتاع.
- فقد حرم الله قتل الحيوانات مادامت غير مؤذية للبشر، كما حرم الله قتل النفس المسلمة فإذا أذى إنسانا غيره من البشر.
- أبيح قتله فإذا انقض إنسان على غيره وطالبه بأخذ ماله وجب على الآخر مقاومته، وإذا قام بالمقاتلة وجب عليك مقاتلته ويحل لك قتله.
- لذلك نوضح أن النمل إذا لم ينصرف آذاه إلا بقتله وجب قتله.
- ولكن يمكن تجربة وسيلة أخرى بإذافة بعض المبيدات التي تصرفه مثل الجاز، فإذا لم يصرف وجب قتله بأي طريقة أخرى.
- عن إبن عباس رضي الله عنه قال: (هي النبي عليه الصلاة والسلام عن قتل أربعة من الدواب: النملة، والنحلة، والهدهد، والصُّرَد).
- وصححه الألباني في صحيح أبي داود: 4387
قد يهمك: ما هي صلاة البردين فى الاسلام ؟
قال المناوي في شرح الجامع الصغير:
- (نهى عن قتل أربع من الدواب: النملة) بالجر والرفع وكذا ما عطف عليه قال الخطابي: أراد النمل السليماني الكبار ذوات الأرجل الطوال فإنها قليلة الأذى.
- (والنحلة) لكثرة منافعها فيخرج منها العسل وهو شفاء والشمع وهو ضياء (والهدهد)، لأنه لا يضر ولا يحل أكله.
- (والصرد) بصاد مهملة مضمومة وراء مفتوحة طائر فوق العصفور نصفه أبيض ونصفه أسود لتحريم أكله ولا منفعة في قتله وقيل: كانت العرب تتشاءم به.
- كذلك نهى عن قتله لينخلع عن قلوبهم ما ثبت فيها له من اعتقادهم الشؤم به.
- والنهي في الأربعة للتحريم لكن مقيد في النمل بالكبار كما تقرر أما الصغير، فلا يحرم قتله كما عليه البغوي وغيره من الشافعية.
- كما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-قال: “خَمْسٌ فَوَاسِقُ يُقْتَلْنَ فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ: الْحَيَّةُ وَالْغُرَابُ الْأَبْقَعُ وَالْفَارَةُ وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ وَالْحُدَيَّا “.
- وهذا الحديث يدل على إيجاز قتل هذه الحيوانات المؤذية وما في معناها، سواء كان نمل أو صراصير أو بعوض أو ذباب وذلك لعدم حدوث أي أذى.
- وفي حالة عدم حدوث أذى من قبل النمل فإنه لا يجب قتله.
- وأيضًا قَالَ الْخَطَّابِيُّ: فِي الْحَدِيثِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ تَحْرِيقَ بُيُوتِ الزَّنَابِيرِ مَكْرُوهَةٌ، وَأَمَّا النَّمْلُ تحريقه فَالْعُذْرُ فِيهِ أَقَلُّ وَذَلِكَ أَنَّ ضَرَرَهُ قَدْ يَزُولُ مِنْ غَيْرِ إِحْرَاقٍ.
- قَالَ: وَالنَّمْلُ عَلَى ضَرْبَيْنِ: أَحَدُهُمَا: مُؤْذٍ ضَرَّارٌ فَدَفْعُ عَادِيَتِهِ جَائِزٌ.
- وَالضَّرْبُ الْآخَرُ: الَّذِي لَا ضَرَرَ فِيهِ، وَهُوَ الطِّوَالُ الْأَرْجُلِ لَا يَجُوزُ قَتْلُهُ. (تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذ).
- كما قال أيضا النووي في المجموع أن ” قال أصحابنا ولا يجوز قتل النحل والنمل والخطاف والضفدع وفى وجوب الجزاء بقتل الهدهد والصرد.
- خلاف مبني على الخلاف في جواز أكلهما أن جاز وجب والا فلا” وقام البيهقي بالاستدلال في ذلك من خلال حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
- حين قال (نهى عن قتل أربع من الدواب النملة والنحلة والهدهد والصرد).
- وعن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (أن نملة قرصت نبيا من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم.
- فأمر بقرية النمل فأحرقت فأوحي الله تعالى إليه في أن قرصتك نملة أهلكت أمة من الأمم تسبح) رواه البخاري ومسلم.
وروى الترمذي في هذا الموضوع وقال:
- حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ مَحْبُوبُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَقَ الْفَزَارِيُّ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ ابْنِ سَعْدٍ.
- قَالَ غَيْرُ أَبِي صَالِحٍ عَنْ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ.
- كما قَالَ {كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ فَرَأَيْنَا حُمَرَةً مَعَهَا فَرْخَانِ فَأَخَذْنَا فَرْخَيْهَا فَجَاءَتْ الْحُمَرَةُ فَجَعَلَتْ تَفْرِشُ.
- فَجَاءَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا وَرَأَى قَرْيَةَ نَمْلٍ قَدْ حَرَّقْنَاهَا
- فَقَالَ مَنْ حَرَّقَ هَذِهِ قُلْنَا نَحْنُ قَالَ إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُعَذِّبَ بِالنَّارِ إِلَّا رَبُّ النَّارِ).
- وأضاف الشوكاني في نيل الأوطار: وأما النمل فلعله إجماع على المنع من قتله.
- قال الخطابي: إن النهي الوارد في قتل النمل المراد به السليماني.
- أي لانتفاء الأذى منه دون الصغير وكذا في شرح السنة.
- كما صرح دكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية أن النمل.
- يعد واحد من الحشرات التي لا يجوز قتلها بدون سبب.
- كما صرح دكتور محمد شلبي أمين الفتوى ومدير إدارة الفتاوي لدار الإفتاء المصرية، بإنه يجوز قتل النمل بالمنزل طالما يؤذي الإنسان ولا إثم عليه.
- كذلك قال الشيخ وهبة الزحيلي أن قتل النمل جائز إذا كان في المنازل والدور أو في حديقة المنزل، لما في بقائه وانتشاره من ضرر.
- أما في الحقول العامة أو البراري فيحرم قتله لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل النمل.
- فإذا تحققنا من الضرر للمحصول الزراعي جاز إتلافه حماية.
شاهد أيضًا:مفهوم شرط حسن السمعة فى الاسلام
وفي هذا المقال نكون قد عرضنا أهم ما ورد من أحاديث شريفة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وما ورد عن كبار العلماء في الإسلام وبعض العلماء المعاصرين.
كما نرجو منكم نشر هذا المقال في جميع وسائل التواصل الاجتماعي، لتعم الفائدة للجميع دمتم بخير.