العالم ديمقريطس
العالم ديمقريطس، ديمقريطس أو الفيلسوف الضاحك، هو أحد أبرز الفلاسفة في العصور التي سبقت سقراط، وقد عرف عن العالم ديمقريطس حبه للعلم وشغفه به.
الأمر الذي دفعه للترحال إلى كل بلد لطلب العلم، وسنحاول اليوم عبر موقع مقال maqall.net التعرف على إسهاماته الفلسفية.
محتويات المقال
العالم ديمقريطس
- ولد ديمقريطس في منطقة أبديرة اليونانية عام 460 قبل الميلاد، وقد أحب الفلسفة تأثرًا بأستاذه الفيلسوف ليوكيبوس، حيث تجلت إسهاماته الفلسفية من خلال صياغته للنظرية الذرية للكون.
- تلقى العالم ديمقريطس تعليما على مستوى عالي، إذ أنه قد نشأ في عائلة غنية، ودرس الفلك والرياضيات، كما حرص على التنقل من بلد لآخر طلبا للعلم وبحثًا عن الحكمة.
اقرأ أيضا: معلومات عن الفيلسوف الذي أطلق عليه لقب المعلم الأول
النظرية الذرية للكون التي صاغها العالم ديمقريطس
- في نظريته افترض العالم ديمقريطس أن الذرة هي وحدة غير ملموسة، كما اعتبر أن الذرات متناهية الصغر إلا أن عددها يعتبر عددا لا نهائيا، واعتبر أن الذرة وحدة متجانسة لا تنقسم.
- حاول ديمقريطس في نظريته أن يفسر ما يحدث في الكون من نشأة الأشياء أو فسادها، حيث يرى أنه باتحاد الذرات سويا تنشأ الأشياء وتدب فيها الحياة، أما عندما تفترق الذرات يفسد الكون.
- ترجع أفكار ديمقريطس الفرق بين الأشياء إلى التباين في مقدار الذرات المكونة لها، كما أن ترتيب تلك الذرات وشكلها اعتبره ديمقريطس هو العامل المسبب لاختلاف الأشياء في اللون والرائحة والحرارة.
- وفقا لنظرية ديمقريطس فإن الكون ما هو إلا مساحة شاسعة تتحرك فيها الذرات، وهو يعتبر أن الذرات موجودة منذ الأزل ولن تنضب أبدا، فتلك الذرات هي التي يتكون منها العالم المادي الملموس.
- على الرغم من إيمان معظم المفكرين بأن الحواس هي مصدر المعرفة، إلا أن ديمقريطس كان يرى أن المعرفة التي نحصل عليها بالحواس هي معرفة غير شرعية، ويجب أن نحصل على المعرفة من خلال الفكر.
إنجازات ديمقريطس وأفكاره
- كان العالم ديمقريطس من أوائل العلماء الذين تمكنوا من التنبؤ بحالة الطقس بقدر كبير من الدقة، فقد كان على دراية كبيرة بكافة الظواهر الطبيعية.
- ديمقريطس كان على قناعة أنه توجد عوالم متعددة وهذه العوالم في حالة من النمو المستمر، كما يمكن لتلك العوالم أن تفنى من جراء تصادمها ببعضها البعض، فقد كانت تلك نظرته لتطور الكون.
- كانت لدى العالم ديمقريطس اهتمامات كبيرة بالهندسة والرياضيات، فهو أول من لاحظ أن حجم المخروط يبلغ 1/3 حجم الأسطوانة.
- لم يعتمد ديمقريطس على الحواس كمصدر معرفي موثوق، فهو يرى أن الإحساس ما هو إلا بعض اللمسات التي تنتج عند اصطدام الذرات بأعضاء الحس.
- نظر ديمقريطس للإنسان القديم على أنه أشبه ما يكون بالحيوان، حيث كان الإنسان القديم لا يملك لغة للتواصل، ولكن بدأ الإنسان يبتكر لغة تعينه على التصدي للحيوانات المفترسة في البرية.
كما يمكنكم التعرف على: افلاطون واهم جوانب فلسفته
حرص ديمقريطس على الترحال والتعلم
- لقد أفنى ديمقريطس الثروة التي خلفها له والده في الترحال، فقد جاب الأرض طلبا للعلم، وتشير المصادر إلى أنه تعلم الرياضيات عندما قدم إلى مصر، كما أكسبته زيارته للهند معرفة فلسفية كبيرة.
- حرصا منه على نشر العلم قام ديمقريطس بإلقاء المحاضرات على عامة الناس، فقد كانت تلك فرصة عظيمة له لنشر أفكارة وكسب ود الناس.
الآراء الأخلاقية والسياسية التي تبناها
- على الرغم من نشأته في أسرة غنية إلا أنه كان من مؤيدي فكرة مساعدة الأغنياء للفقراء، كما أنه آمن بفكرة الديمقراطية التي كانت شائعة في اليونان حينها.
- أحب ديمقريطس مبدأ الحرية والمساواة، لكن لم تمتد فكرته عن المساواة لتضم معها العبيد والنساء، فقد كان ينظر لهم على أنهم أقل من الأشخاص العاديين.
- وقف ديمقريطس موقف الرافض لكل صنوف وأشكال العنف، لكنه كان مؤمنا بمبدأ الثواب والعقاب فهو لا يجد أي مشكلة في أن ينال المجرمون ما يستحقونه من العقاب الرادع.
- لا يرى ديمقريطس أن نزعة الخير يجب أن تكون من طبيعة النفس البشرية، فهو يرى أنه يكفي أن يملك الإنسان الانضباط لكي يقوم بممارسة أفعال الخير، وبذلك تصلح أحوال المجتمع.
وفاة ديمقريطس
- توفى ديمقريطس عام 370 قبل الميلاد تاركا خلفه مؤلفات عديدة مثل “القضايا المتعلقة بالبذور والنباتات والفواكه”، “عن طبيعة الإنسان”، “على الجسد”، “القضايا المتعلقة بالحيوانات”، و”على الحواس”.
- فتح ديمقريطس الباب للتساؤلات حول طبيعة الكون وكيفية تطوره، وجاءت بعد ذلك العديد من النظريات التي حاولت الإجابة عن تلك التساؤلات.
كما يمكنكم الاطلاع على: حكم فلسفية لمقولات أفلاطون عن النفس والعقل
وبذلك نكون قد بلغنا نهاية مقال اليوم، والذي تعرفنا من خلاله على شخصية العالم ديمقريطس باعتباره أحد أبرز العلماء والفلاسفة ذوي الإسهامات العلمية التي شكلت طفرة كبيرة في المرحلة التي سبقت سقراط.