معلومات عن مأساة الحلاج
معلومات عن مأساة الحلاج، مأساة الحلاج هي مسرحية شعرية من تأليف الشاعر المصري صلاح عبد الصبور، قد تم عرضها في مصر وتناولت مدة العرض ساعتين ونصف، وفي هذا المقال سنعرف معلومات عن مأساة الحلاج بشكل أكثر.
محتويات المقال
الشعر المسرحي
- يُعد الشعر المسرحي من أحد الفنون الأدبية الشهيرة، وذلك عن طريق دخول الشعر على النص المسرحي بمعنى كتابة الشعر في النص المسرحي وبغض النظر عن نوع هذا الشعر سواء كان شعر تفعيلة أو شعر عمود.
- فقد تم ترسيخ هذا الفن في بعض أعمال الشاعر أحمد شوقي ومن ثم تابع من بعده عدد من الشعراء الذين اهتموا بهذا الفن بشكل كبير وفعال مثل صلاح عبد الصبور.
شاهد أيضًا: كيفية تطبيق خصائص الأسلوب على نص المشروع الشعري والقصصي
صلاح عبد الصبور
- هو شاعر وكاتب وأديب مصري، قد وُلد الشاعر صلاح عبد الصبور في قرية بسيطة من القرى الشرقية لدلتا نهر النيل، فدرس اللغة العربية وآدابها.
- ونتيجة الاطلاع الكبير في التجارب الشعرية الغربية فقد كان من رائدي حركة الحداثة العربية في الشعر العربي.
- كما يُعتبر من الشعراء القلة الذين أولوا اهتمامهم بفن الشعر المسرحي، فهو يُعد من هؤلاء الشعراء الذين تابعوا بناء لذلك الفن بعد أمير الشعراء أحمد شوقي.
- فقد كان من الأشخاص المهتمين بأفكار الشعراء والأدباء الصوفيين مثل الحلاج والسهروردي وبشر الحافي، حيث تأثر بهم للغاية واستحضارهم كشخصيات رئيسية في العديد من قصائده وأعماله.
- وبشكل خاص الشعر المسرحي، ومن أهم مؤلفاته بالشعر المسرحي هي مسرحية بعد أن يموت الملك ومسرحية الأميرة تنتظر ومسرحية مأساة الحلاج.
معلومات عن مأساة الحلاج
- يتناول فيها الشاعر صلاح عبد الصبور شخصية المنصور بن حسين الحلاج المتصوف والذي يُعتبر عاش في منتصف القرن الثالث للهجرة.
- ويعيد فيها الكاتب صلب الحلاج من جديد، حيث يستحضر هذا الذي عمد بالدم من أوائل القرن الرابع الهجري.
- فهو لا يروي حدثاً فاجعاً، وإنما يعيد إحياء هذا الصوفي البارز الذي اتحف بالكشف واليقين، كما واجه الموت بنفس التردد الذي واجه به الحياة.
- حتى يبث همومه ومشاكله الفكرية المعاصرة عن طريقها، والتي تكاد أن تكون المسرحية الشعرية أمراً متعلقاً بالمصير الشخصي للشاعر.
- وعلى الرغم من أن الشاعر ألتزم في رؤيته بالأحداث والوقائع التاريخية كما حدثت في عصر الحلاج، إلا أنه يستلهم تراثنا العربي الإسلامي في واحدة من فترات الحرجة.
- فقد أبدى الشاعر صلاح عبد الصبور آراءه ومواقفه بقضايا معاصرة حافلة بالتعقيد فهي قضايا غنية متجددة، وذلك من خلال هذه المسرحية الشعرية التي تم تحويلها تناقضات فكرية واجتماعية عميقة.
- كما اتسع نطاق المسرحية الشعرية مكانياً وزمانياً، وذلك يرجع سببها الجوهري وهو طرحها موقف المثقف من واقعه الاجتماعي، ومدى حدود التزامه بهذا الواقع.
- تتكون المسرحية من فصلين تمت تسميتهم أجزاء من قبل الشاعر عبد الصبور وهما الجزء الأول “الكلمة” والجزء الثاني “الموت”.
تاريخ مسرحية مأساة الحلاج
قد تم نشر المسرحية في عام 1966 فقد كانت نبوءة بهزيمة 1967، فقد مثلت صوتاً خارجاً عن السرب في ذات وقت المرحلة التي كان يعيش فيها الأدب العربي أحلامه القومية مع المد الناصري.
الرؤية الفكرية في مأساة الحلاج
- هو إحياء ذلك الرمز الأدبي الذي قُتل مصلوباً بعد محاكمته من عدد من القضاة في مدينة بغداد.
- الرؤية الفكرية التي أرادها الشاعر في مسرحيته هي إعادة إحياء أفكار الحلاج الذي واجه الموت والحياة بذات الحالة النفسية.
- فقد مات في سبيل الكلمة لهذا السبب تم تقسيم المسرحية إلى جزئيين الكلمة والموت فقد أراد أن يبين للقارئ الصلة الكبيرة بين الموت والكلمة.
- فالكلمة التي مات الحلاج من أجلها وذلك قبل أن يترجمها إلى أفعال مرئية وملموسة.
- حيث تتجلى أسمى أفكار الكاتب والتي تم استمدادها من البحث الخاص به بشخصيته في علاقة الجسد بالكلمات والحروف.
- لأن الكلمات تظل وتدوم وتنتقل على ألسن الأشخاص بينما الجسد آيل للفناء، وهذه من اعتقادات الصوفية التي تجمع بين الموت والحياة بصيغة الجسد.
- في الجسد يدل على الموت، والكلمات تدل على الحياة، وهذا ما ورد في المسرحية حين قال الشاعر: أحببنا كلماته أكثر مما أحببناه فتركناه يموت لكي تبقى الكلمات.
- حيث تعرض المسرحية كيف أن الأشخاص يثورون على الكلمات أكثر من أنهم يثورون من أجل حياة كريمة.
- وكيف أن الأنظمة منذ القديم وهي تلعب دوراً كبيراً في ربط الدين بالسياسة وجعله ظهيراً لها وملجئ لها إذا أثار عليها أحد.
شاهد أيضًا: موضوع يتناول ألفاظ الشعر الجاهلي تميل الى الخشونة والفخامة
أهمية مسرحية مأساة الحلاج
في ظل وجود الرموز السائدة في الأدب العربي مثل تموز وأساطير البعث الفرعونية والبابلية والفينيقية، فقد كان الشاعر عبد الصبور الوجه الآخر من هذه الموجة الثقافية وذلك كان عن طريق شخصية الحلاج.
أبعاد مسرحية مأساة الحلاج
- هذه المسرحية ذات أبعاد سياسية فهي تدرس العلاقة بين السلطة المتحالفة مع الدين والمعارضة.
- وكما تناولت فكرة محنة العقل مما ترتب عليه إدراج النقاد في مدرسة المسرح الذهني.
- وعلى الرغم من ذلك لم يسقط الشاعر صلاح عبد الصبور الجانب الشعري، فقد جاءت المسرحية مليئة بالصور الشعرية وغنية بالموسيقى.
عن ماذا تتحدث مسرحية مأساة الحلاج؟
- لقد ولى الشاعر زمان نفخ الأراجيل التي تثير السأم المضيعة بدخانها الكثيف، وأُدبرت المواقف العدمية من زمن الحق الضائع ففيه لا يعرف المقتول من قتله.
- كما انقضى موقف الهروب واللامبالاة والحديث من خارج الزمن، فبات ضرورياً اتخاذ موقف بديل عن نزعة قدرية عميقة، لمقابلة عالم سوداوي يتجسد في غابة يفترس فيها “الإنسان الثعلب الإنسان الكلب”.
- وتُطحن رقبة كل إنسان تحت ضروس إنسان آخر بملحمة ضاربة من تطاحن الجميع ضد الجميع.
- فيتنفس العالم الخانق بهواء ثقيل راكد، مستمعاً بأغنيات وألحان الملل الحزينة في ذات نهار من زمان لا جديد فيه.
- لذا هذا العالم الغابة محتاج إلى موقف يضفي إليه معاني الصدق والجمال والعدل.
- فقد كان الشاعر مولعاً محباً بعالم الصوفية، وأثار اهتمامه منذ الشيخ محي الدين بمجموعته الأولى حتى بشر الحافي بمذكراته في المجموعة الثالثة، ولكنه يتغير من خلال معنى جديد يضيفه عليه.
- وما زال عالم الحلاج الصوفي يتعثر تحت وطأة الحبل السري الذي يربطه بهذا العالم القديم، ولكن بعد ظهور نقيضه الساعي لأن تكون الكلمة للناس وما زال يتردد في جعل الكلمة فعلاً.
- فمأساة الحلاج ليست في استشهاده أو عجزه عن اتخاذ قرار بالهرب من السجن، وإنما مأساته بعجزه الفادح الشنيع عن تحويل الكلمة إلى فعل.
- يقصد هنا الصراع بين القضية الضرورية تاريخياً وبين عدم إمكانيته والاستحالة في تحقيقها، وعلى صليب هذا الصراع يتم تمزق الحلاج وذلك حتى قبل أن يُصلب فعلا عبر شكوكه.
- حيث تبدأ المسرحية بمشهد شيخ مصلوب على شجرة ويرجع السبب هو الكلمة، ويبحث واعظ عن كلمة تحمل في خباياها حكمة يلقيها على جمهوره.
- والكلمة الطريفة هدف تاجر لتنال إعجاب زوجته، بينما فلاح فضولي بطبعه يرغب في معرفة أصل الكلمة، فالكلمة هنا هي بداية نهاية الحلاج.
شاهد أيضًا: من هو مؤلف الرواية العالمية البؤساء
ويمكن القول في ختام رحلتنا مع معلومات عن مأساة الحلاج ، أن ذلك القالب الصوفي الخاص بمأساة الحلاج قد تم خنقه برموز العالم الواقعي، ولم يتمكن الشاعر إلا أن يضع الجانبين متجاورين معاً، فكل النماذج الصوفية تزيف الواقع ذاته بدرجات متفاوتة.