ما معنى الأمن القومي
ما معنى الأمن القومي، سؤال يطرحه الكثيرين الذين يهتمون بالشأن السياسي المحلي والدولي كذلك، وسط موجة عاتية من التخبطات بين القوى الفاعلة تنذر بصراعات دولية وإقليمية، مما يجعل هذا المصطلح يطفو على السطح ليثير مزيدًا من التخوفات المليئة بالتحديات والمخاطر.
محتويات المقال
ما معنى الأمن القومي
يتمحور مصطلح الأمن القومي ليشمل مفاهيم عميقة واستراتيجية ترتبط بالوضع الأمني والعسكري والسياسة للبلدان، ومن بين تلك المعاني:
- عرف الخبراء الأمن القومي بأنه قدرة الدولة على الدفاع عن مواردها البيئية والبشرية، مثل الوقود الأحفوري ومصادر المياه والبقاع الاستراتيجية وغيرها.
- ومن بين العوامل التي غيرت من مصطلح الأمن القومي العولمة، حيث بدأ السباق التكنولوجي أحد مؤثرات ومظاهرة قوة الدول بخلاف القوة العسكرية فتغير مفهوم الأمن القومي برمته كذلك.
- فالأمن القومي السياسي هو ما يقصد به حماية النظم السياسية من الاختراقات والتدخلات التي تغير من هويته.
- بينما النوع أو المسمى الآخر الذي يعرف بالأمن القومي الاقتصادي هو ذلك المصطلح الذي يهتم بالحفاظ على اقتصاديات ومقدراتها من الانهيار والترنح لحافة الهاوية.
- في حين يعني بالأمن الاجتماعي القومي الحفاظ على نسيج الأمم ومواجهة تحديات ومخاطر التشرذم التي تتشكل على أسس اللون والعقيدة والجنس وغيرها.
اقرأ أيضا: ما هي شروط الأمن الدبلوماسي؟
أسس نجاح صناعة الأمن القومي
يوجد عدد من المرتكزات التي تدشن نظرية الأمن القومي، تلك التي تعتمدها الدول للترويج لقوتها ما بين لفرض البرجماتية السياسية مع القوى العظمى، ومن بين تلك العناصر ما يلي:
- ضرورة إدراك حجم المخاطر والتهديدات الداخلية والخارجية من قبل الجماعات والدول المناوئة التي تستهدف إسقاط الدولة في غياهب الانحدار والفوضى.
- رسم خطط وسيناريوهات مستقبلية بهدف تعضيد قوى المجتمع للمشاركة في اتخاذ القرارات المصيرية وقت السلم والحرب.
- توفير مظلة تأمينية لكافة قطاعات الدولة لمواجهة التحديات المختلفة دون إعطائها فرص السيطرة العشوائية، من خلال التمويل الخارجي الذي تتلقاه.
- وجود استراتيجية قومية وطنية تلعب دورا في تحقيق الاستقرار التام وفاعلية السيادة المحققة دون أي تدخلات من شأنها الإخلال بعامل حرية القرار الوطني.
كما أدعوك للتعرف على: مفهوم علم الاقتصاد السياسي
أبعاد الأمن القومي للدول العربية والغربية
لا تختلف منظومة الأمن القومي العربي عن نظيره الغربي، فالتداعيات التي تفرزها حجم التحديات تشكل أبعاد جماعية على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي تشترك في عامل الاستنفار، ويمكننا تقسميها على تلك الهيئة:
- البعد السياسي والذي يتبلور حول حماية القرارات السياسية والوطنية بما يخدم مصالح الدولة فقط وليس مصالح الاستعمار، فيصب ذلك في صالح القرار الوطني وليس في مصب التوازنات الإقليمية.
- البعد الاقتصادي والذي يخدم تحقيق الكفاءة الاقتصادية للأسر دون غل أيديها باتجاه توفير حاجياتها الاستراتيجية من مأكل ومشرب وغيره، وعدم استهلاك الموارد المالية لصالح فئة نخبوية استغلالية تفسد حياة الشعوب.
- البعد الاجتماعي والذي يبنى على أسس تحقيق العدل والمساواة على قاعدة المواطنة وليس التمييز الديني أو السياسي أو الاقتصادي.
- البعد العسكري من خلال بناء قوة عسكرية رادعة لأي تدخلات قد تغير من المعادلة الوطنية الجماهيرية، سواء كانت تلك العدائيات إقليمية أو دولية.
- البعد الثقافي يقوم بالمحافظة على الموروثات الثقافية وتناقلها من جيل لآخر والاحتكام فقط للتاريخ ليخلدها بزمنها ومكانها فقط، دون أن يجبها أي معتقدات دينية.
مستويات الأمن القومي
ينقسم الأمن القومي لعدة مستويات تتمازج فيما بينها لتشكل وحدة بناء قوية تمثل عصب الدولة، وتلك المستويات هي:
- المستوى الداخلي والذي يهتم بحفظ الأمن ضد أي خوارق عدائية تهدف نحو تفتيت نسيج المجتمع أو أفراده.
- المستوى الإقليمي والذي يقوم على بناء جامعة أو بوتقة واحدة تتكون من وحدة اللغة والتاريخ والدين كذلك، على صعيد الدول المجاورة وبعضها البعض.
- المستوى الدولي والذي يرسخ لمفاهيم التأرجح والتوازن الذكي للدولة بين القوى الفاعلة بالمشهد الدولي والمؤثرة فيه.
كما يمكنكم الاطلاع على: الهجرة السرية واللجوء السياسي
هنا نكون عبر موقع مقال maqall.net قد وصلنا لنهاية مقالنا حول تساؤل ما معنى الأمن القومي ومفهومه، إلى جانب مرتكزاته كونه خارطة طريق نحو الاستقرار والتوازن السياسي والعسكري، وكذلك أبعاده على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والوطنية.