متى ظهرت أول صيدلية عربية
متى ظهرت أول صيدلية عربية، حيث كان علم الصيدلة -ولا يزال- من أبرز وأهم العلوم التي حظيت باهتمام العلماء منذ القدم، مما أدى لحدوث تطور كبير في هذا المجال.
وقد كان للعرب إسهامات عديدة وبارزة في علم الصيدلة، ويبرز السؤال متى ظهرت أول صيدلية عربية؟ نتناول عبر موقع maqall.net في السطور الآتية الإجابة على هذا السؤال ومعرفة الكثير من المعلومات عن ذلك.
محتويات المقال
متى ظهرت أول صيدلية عربية
عرف العرب الطب والصيدلة ومارسوها، ووضعوا الأسس العلمية والقواعد المرعية في العلاج والطب، وظلت كتبهم مرجعا للطب والصيدلة مئات السنين، ويبرز سؤال هام نحاول أن نعرفه وهو متى ظهرت أول صيدلية عربية:
- ورد في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وصفًا لبعض الأطعمة والأشربة بأن فيها شفاًء للناس، مثل عسل النحل والحبة السوداء والتلبينة.
- كما عرف العرب في العصر الأول، عصر النبوة والخلافة الراشدة وعصر الأمويين، الطب والعلاج.
- ومارسوه وتفوقوا فيه، خاصة في العصر الأموي.
- كان العصر العباسي هو بداية الانطلاق الحقيقية للحضارة العلمية والثقافية الإسلامية.
- ففيه وضعت أسس العديد من العلوم العلمية والطبية والرياضية وغيرها.
- ظهرت المستشفيات بأشكال مقاربة لدورها الحالي أول ما ظهرت في العاصمة العباسية بغداد.
- وكان اسمها البيمارستان، ومع ظهور المستشفيات تم تزويدها بكل ما تحتاجه.
- من أدوات ومستلزمات وأطقم طبية وصيادلة.
- كان للصيادلة حجرة خاصة بهم داخل المستشفى، توجد بها أدويتهم وأعشابهم.
- وما يحتاجونه من أدوات لصناعة الأدوية، وتحضيرها وتجهيزها ليتناولها المرضى.
- كانت هذه الحجرة هي الشكل الحالي للصيدلية، بما فيها من أدوية ومعمل الصيدلية، لتحضير وتجهيز وصناعة الدواء.
- فهي صيدلية وفي نفس الوقت مصنع ومعمل للأدوية، وكان المسئول عن هذه الحجرة يسمى شيخ العشابين.
- ويجيب البعض على سؤال متى ظهرت أول صيدلية عربية؟ بأن ذلك يرجع إلى العصر العباسي.
- وبالتحديد في عام 753 م الموافق 135 هـ، زمن الخليفة العباسي الأول أبو العباس السفاح.
- وأن صاحبها ومديرها كان صيدلي يسمى إسحاق أبو قريش، ويلقبه البعض بأول صيدلاني عربي.
- وكان يمتلك دكانا صغيرا يبيع فيه الأدوية.
- خدم أبو قريش في قصر الخليفة المهدي، بعد أن أخبر إحدى خادمات المهدي، بعد أن أحضرت له قارورة.
- بها ماء من إحدى محظيات المهدي، بأنها حامل فلما وضعت جاؤوا به ليعمل صيدلي خاص للخليفة المهدي.
- بينما يرجع البعض ظهور أول صيدلية إلى عصر الخليفة الأشهر أبو جعفر المنصور.
- عندما أسس أول مستشفى، وكان بالمستشفى حجرة خاصة للصيادلة فيه أدويتهم وأدواتهم.
- وكانت هذه هي البداية الحقيقية، والفعلية للصيدلية بمعناها الحديث.
مقدمة تاريخية
مثلما تعلم الإنسان من غيره من المخلوقات الكثير، فقد تعلم الإنسان من الحيوانات بداية علوم الصيدلة والأدوية، وقد حدث ذلك عندما راقب في بدايات تاريخه سلوك الحيوانات في علاج جروحها وأمراضها:
- لاحظ الإنسان الأول سلوك الحيوان عندما يصاب بجرح أو بمرض، ووجد أنه يأكل أعشابًا معينة.
- أو يدهن جروحه بسوائل وأوراق النباتات مثل النعناع أو غيره.
- فحاول تقليدها ووجد نتائج طيبة شجعته على استمرار البحث ومراقبة الحيوانات.
- لم يكتف الإنسان الأول باستخدام النباتات والسوائل في العلاج، فلجأ إلى أشياء أخرى.
- مثل المعادن أو قرون الحيوانات أو مخالبها، أو حتى الأحجار، وبدأ في تجريبها لاستخدامها كعلاج الأمراض والجروح.
- اقتصرت مهنة الصيدلة في فجر التاريخ على الكهان وسدنة المعابد، وكان التداوي يتم بالتعاويذ والتمائم وبعض الأدوية البسيطة.
- واستمر كذلك وقتًا طويلًا، حتى أن رجال الدين من غير المسلمين في القرون الوسطى.
- حرموا التداوي والعلاج إلا داخل المعابد والكنائس.
- ظهرت الصيدلة بمفهومها الحديث في القرن الثامن على يد العلماء العرب، عندما بدأت ثورة علمية وثقافية كبرى في العصر العباسي.
- حيث بلغت الحضارة الإسلامية أوجها، وبدأت تشع بأنوارها على العالم كله.
- كان الكيميائيون العرب والأطباء في ذلك الوقت يحضرون الأدوية، وقسموها إلى أدوية مفردة تتكون من عنصر واحد، وأدوية مركبة تتكون من أكثر من عنصر، وأطلقوا عليها الأقرباذين.
- استخدم الصيادلة العرب في ذلك الوقت بذور النباتات وجذورها وأوراقها، كما استخدموا البصل والثوم والأعشاب.
- وتوصلوا لعلاج معظم الأمراض المعروفة كأمراض الصدر والمعدة والعيون وتسكين الآلام والتخدير.
اقرأ أيضا: متى تم اختراع الكاميرا؟
العلاج والمستشفيات في التاريخ
ظل المرضى ردحًا طويلًا من الزمن يعالجون في بيوتهم، أو يذهبون إلى الطبيب في بيته أو في المعبد أو حتى في مكان خاص به، يقدم فيه العلاج والأدوية للمرضى، دون أن يكون لهم مكان خاص للعلاج:
- لم يعرف التاريخ مكانًا يتم فيه تجميع المرضى، وقيام مجموعة من الأطباء والصيادلة بعلاجهم، وتوفير الأدوية والنصائح الطبية فترة طويلة من الزمن.
- ظل الأمر كذلك حتى العصر العباسي، حيث ظهر ما عرف بالبيمارستان، وهو مكان يتم فيه تجميع المرضى من مختلف الأمراض.
- وتخصيص مجموعة من المتخصصين لعلاجهم والسهر على راحتهم.
- كان البيمارستان أو المستشفى يضم الأطباء والصيادلة الذين كان يتم عقد امتحان واختبار خاص بهم، للوقوف على درجة إتقانهم ومدى معرفتهم بعلوم الطب والعلاج والأدوية.
- عقد أول امتحان للأطباء والصيادلة في عهد الخليفة العباسي الشهير المعتصم بالله، في العام 221 هجرية، حيث كان يتم اختبارهم وإجازة من ينجح منهم للعمل بالطب والصيدلة.
- بعد نجاح الطبيب أو الصيدلي، كان المحتسب يأمرهم أن يتلوا قسم المهنة، ويتعهدون بعدم إعطاء المرضى أدوية سامة.
- ولا يعلمون أحدًا من العامة بالأدوية الضارة، كالتي تسبب الإجهاض أو تقطع النسل مثلا.
- وكان القسم يتضمن أيضًا التزامات أخلاقية، مثل غض البصر، وعدم هتك الحرمات أو إفشاء الأسرار، التي يطلع عليها الطبيب، بحكم عمله مع المريض.
الصيدلة والطب وتاريخ العلاقة بينهما
قبل الإجابة عن السؤال متى ظهرت أول صيدلية عربية؟ لابد من معرفة تاريخ العلاقة بين الطب والصيدلة، فقد ظل الطب والصيدلة صنوان لا يفترقان في العلاقة بينهما حتى عصرنا الحالي، لكن في الماضي كان الطبيب هو الصيدلي، والصيدلي هو الطبيب، فمتى افترق العلمان؟:
- لم يكن العالم القديم يعرف الفرق المعروف حاليا بين الطب والصيدلة، حيث يشخص الطبيب المرض ويعرفه بينما يقوم الصيدلي بصناعة الدواء وإعطائه للمريض.
- في الهند والصين ومصر الفرعونية، كانت هناك معرفة لا بأس بها بالصيدلة، فشرح علمائهم الأمراض والعلاج، ووصفوا أنواع الأدوية، وسجلوها في كتب وبرديات.
- كان الظهور الحقيقي والواضح لعلم الصيدلة، ومهنة الصيدلي في القرن السابع الميلادي، في العصر العباسي.
- عندما تميز الطبيب عن الصيدلي، وأصبح كلًا منهما شخصية مستقلة.
- كان علم الكيمياء وما زال، هو الأب العلمي والأساسي لعلم الصيدلة، وفيه برع علماء العرب وعلى رأسهم جابر بن حيان وابن البيطار وغيرهم من علماء العرب.
- ظهرت مهنة الصيدلة وأصبحت مهنة مستقلة ولهم مكان مستقل في المستشفيات، وصاروا يؤلفون الكتب.
- ويكتشفون ويصفون الأدوية والعلاج للمرضى، ويساعدون الأطباء في التخدير وتخفيف آلام المرض عن المرضى.
كما يمكنكم التعرف على: متى سقطت الأندلس؟
تنظيم الصيدليات ورقابتها عند العرب
أدرك العرب أن الصيدليات ليست حوانيت، أو دكاكين عادية، بل هي أماكن تبيع كل ما يتعلق بصحة جسم الإنسان وراحته الجسدية، لذا كان لابد من تنظيمها ومراقبتها عند العرب:
- لم تمض عدة سنوات على تأسيس أول صيدلية عربية، إلا وكانت الصيدليات العربية منظمة ومحكومة بقرارات وقوانين من الدولة.
- وفي بداية القرن التاسع الميلادي، كانت جميع الصيدليات تعمل تحت الإشراف المباشر للدولة.
- وتخضع للرقابة ولا يسمح للصيادلة بالعمل أو فتح صيدليات إلا بعد الخضوع لاختبار من قبل الدولة.
- كان الصيادلة يؤدون القسم ويحلفون أمام المحتسب، ويتعهدون بالحفاظ على أسرار مهنتهم.
- وعدم إفشائها لمن يريد استخدامها على نحو يضر بالناس.
كما يمكنكم الاطلاع على: متى تم توحيد المملكة العربية السعودية بهذا الاسم ؟
وهكذا أسس العرب كعادتهم ومنذ تاريخ بعيد، لأول صيدلية بمفهومها الحديث والمعروف حاليا، وكان السؤال متى تم تأسيس أول صيدلية عربية؟ هو ذاته متى تم تأسيس أول صيدلية في تاريخ الإنسانية كله.