من هو الديوث
يوجد العديد من الصفات الإنسانية والتي يمكن أن تكون حسنة ويحبها الله ويمكن أن تكون صفة بذيئة ومنبوذة من الله تعالى.
وهذا ما يجعلنا اليوم نأخر صفة أو لقب يلقب به الإنسان في حالة ما، ونجيب على سؤال هام جدًا وهو من هو الديوث.
محتويات المقال
من هو الديوث
يقصد بالديوث وهي صفة للرجل دون غيره وهو الرجل الغير غيور على أهل بيته، والذي يستبيح الفواحش عليهم.
وهو كل من فقد لمعاني الشهامة والرجولة والنخوة والغيرة على أهل بيته، وعدم الخوف من الله تعالى فيما يراه في أهل بيته من تبرج وغيره من الفواحش.
وجاء ذلك إيمانًا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة، العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث).
وجاءت كلمات هذا الحديث لتبين للناس أحكام وصايا الله على النفس وعلى العرض وأهل البيت.
وذلك في تلخيص معاني الحديث السابق وتبيين معانيه بأن الله تعالى لا يحب هؤلاء الأشخاص وهو الرجل الذي يعق والديه.
والمرأة التي لا تحافظ على حيائها وعلى شرفها وتتبرج وتترجل.
والديوث هو ما نتحدث في تعريفه اليوم وهو الذي لا يغار على أهل ليته ويترك نساء بيته يفعلون المعاصي والفواحش.
ويجعلهم أيضًا يعرضونهم زينتهم ويتباهون بأجسامهم بين الرجال ويستمتعون بذلك دون أن يكون هناك أدنى خشية في هذا الأمر.
ويأتي الديوث بأكبر درجات الكره وهو من يستحل الزنا والفواحش على زوجته وبناته وأهل بيته.
ما هي عقوبة الديوث
عقوبة الديوث في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الديوث قال:
(ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة، العاق والديوث، والمرأة المترجلة تشبه بالرجال، وثلاثة لا يدخلون الجنة العاق بوالديه والمنام عطاءه ومدمن الخمر).
أي أن لله لا ينظر للديوث بسبب قبوله الفاحشة في أهل بيته ولا يرضى الله عنه في الدنيا والآخرة.
ونعلم أن الله غيور ووضع فينا كمسلمين هذه الصفة وذلك حفاظًا على أهل بيتنا وعلى أنسابنا وحفاظًا على سلامة نساؤنا في ديننا الإسلامي.
ومن ينزع الله من قلبه وصفاته الغيرة والنخوة والرجولة فإن الله يكون غاضب عليه ولا يحبه ولا يريد أن ينظر إليه.
ومن العقوبات الدنياوية وهي أن ينزع الله من بيته البركة والخير وهدوء وراحة البال.
وتعتبر الغيرة على الأهل وعلى نساء البيت من الصفات البشرية التي وضعها الله تعالى في عباده ولا ترتبط بدين أو مذهب.
ولكن أصقلها الإسلام في تعاليه الجليلة وكره الرجل الديوث وبين عذابه وعقابه ونظرة الله له وللمجتمع أيضًا.
اقرأ أيضا: من هو شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم
متي يعلم الشخص أنه ديوث
ذكرنا فيما سبق أن الديوث هو الشخص الذي لا يغار على أهل بيته من نسائه وبناته وزوجاته وأخواته وأمه.
وعندما يرى الرجل في أهل بيته الآتي يعلم أنه رجل ديوث، وهي:
- رؤية الرجل أن أهل بيته يرتدون الملابس الضيقة.
- والتي تبين جميع أجسامهم ومفاتنهم ولا يستطيع منعهم ويكون هذا الأمر بالنسبة له طبيعي.
- رؤية الرجل أن أهل بيته يتبرجن ويضعون العطر ويخرجون من منازلهم ويشم عطرهم الرجال.
- عندما يرى الرجل أهل بيته يتحدثون إلى رجال أجانب ولا يبالي لهذا الأمر.
- عندما لا يغار الرجل على أهل بيته في أي أمر من أمور الدنيا.
- ويكون مباح لهم الاختلاط بما يسمى الصداقة مع رجال آخرون.
وجميع هذه الحالات عندما يراها الرجل في نفسه وفي أهل بيته يجب أن يعلم أنه رجل ديوث.
ولابد له أن يستغفر ربه ويغير هذا الخطأ في حياته ويعيد تصحيحها ليبعد عن الدياثة والغضب الذي أحل الله به عليه.
وعند توبة الرجل وتعديل الأوضاع الخاطئة يبدأ الله تعالى بإصلاح حاله ودنياه ويأتيه الخير ويرضى عنه.
ما هي أنواع الغيرة في الإسلام
يوجد نوعين للغيرة في الإسلام وهما واحدة يحبها الله تعالى، والأخرى لا يحبها الله تعالى.
وذلك كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من الغيرة ما يحب الله، ومنها ما يبغض الله، فأما التي يحبها الله عز وجل فالغيرة في الريبة، وأما التي يبغضها الله فالغيرة في غير ريبة).
أي أن الله عز وجل يحب الغيرة التي تكون بسبب أي أن هناك سبب يدفع الرجل للغيرة مثل الغيرة على الدين والغيرة على أهل البيت من النساء.
ويحب أيضاً الغيرة على الأرض والعرض، في حين أن الله تعالى بغض الغيرة التي تكون بغير سبب وهو التحكم من الرجال في النساء بدون وجه حق حتى وإن طاعوهم وأطاعوا الله ورسوله.
كمن يغير من الرجال من نساؤه بسبب عباداتهم وصلاتهم مثلًا وهذه تكون غيرة غير مقبولة وبغير سبب مقبول.
الغيرة على النساء
- تعتبر الغيرة على النساء في الخوف عليهم والحفاظ عليهم من أنواع الغيرة التي يجب أن يتحلى بها الرجل.
- ولكننا في أيامنا الحالية أصبح بعض الرجال يعيش بعقليات وفكر متطور.
- ويسمون الغيرة على النساء بالرجعية والتخلف.
- وهو ما يجعله يقبل نزول أهل بيته في الشارع بالملابس الضيقة والشفافة والتي تظهر مفاتنهن.
- ولكن هذا لا يسمى رجل ويكرهه الإسلام والله تعالى ورسوله وهو ما يسمى بالديوث.
- في حين أصبح البعض من الرجال والقلة منهم من لا يزال لديه الغيرة على أهل بيته.
- ولا يقبل بخروجهن بزينتهن أو يلبسون ما يظهر مفاتنهن.
- وهذا ما يحبه الله ويثاب على ذلك لقدرته على عفة أهل بيته من الضلال والفسق.
- ويكون هذا الرجل وصل لمرحلة النجاح في حصاد الحسنات والبعد عن السيئات وتعم البركة في حياته.
اخترنا لك: من هو النبي الذي دفنه إبليس حيا
ما هو حكم الديوث التائب
لا شك أن غيرة الرجل على محارمه وعلى أهل بيته وزوجته من الأمور الواجب القيام بها وتعتبر من الصفات المحمودة التي حثنا عليها الله عز وجل ورسوله.
وشهامة الرجل وغيرته هي من صفات الرجال وهو دفاعه عن الشرف والعرض وعدم قبول أن ينظر أحد لمحارمه وأهل بيته نظرة غير جيدة تدل على استباحة عرض هذا الرجل.
وجعل الله ورسوله الدفاع عن العرض أحد الأمور المحمودة ومن مات في سبيل دفاعه عن شرفه وعرضه فإنه يعتبر شهيد رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قتل دون أهله فهو شهيد).
وحكم الديوث التائب هو رضا الله عنه بعد توبته النصوحة والاستغفار عما صدر منه في أوقات الضلال وقبوله الدياثة في هذه الأوقات.
والله يغفر الذنوب جميعًا إلا الشرك به، وذلك يمكن أن نستشهد به في قول الله تعالى:
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)
وهناك بعض الحكم التي قيلت في الديوث مثل ما قال الإمام الذهبي رحمه الله: (من كان يظن بأهله الفاحشة ويتغافل لمحبته فيها أو أن لها عليه دينا وهو عاجز أو صداقا ثقيلًا، أو له أطفال صغار.. ولا خير فيمن لا غيره له فمن كان هكذا فهو غيور).
هل الديوث لا يشم رائحة الجنة؟
المسلم الذي يموت مسلمًا وموحدًا لله سبحانه وتعالى يكون مثواه الجنة، وذلك إذا دخل النار بسبب بعض الذنوب فإن مصيره الجنة.
في حين أن الديوث هو الرجل صاحب المنكر الكبير والعظيم، وهو ما يكون بهذا الحرم والذنب قد تخلى عن الجنة.
وقد باع الدنيا وما فيها بالجنة ونعيمها، وفي مختلف أقوال الفقهاء والعلماء في الديوث.
وأوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة حكم الديوث وتعريف الديوث، وما للديوث من عقاب كبير عند الله تعالى وأنه لا يشم رائحة الجنة.
وينزع الله تعالى البركة من بيته ورزقه وعرضه ويصبح رجلًا خاويًا لا يحمل أي معاني للرجولة أو صفاتها.
شاهد أيضا: من هو فرعون موسى؟
من هو الديوث كان موضوعنا في السطور السابقة، وقد عرفنا معنى الديوث في الحياة وفي الإسلام.
وتعرفنا عن عقاب الديوث عند الله تعالى، وما من الغضب الذي ينزل عليه ويبعده عن رائحة الجنة.
وتم التفرقة بين أنواع الغيرة في الإسلام وأمثلة على أنواعها.