فضل سورة الطور
فضل سورة الطور يستمده العلماء والمفسرين من وحي ومعاني الكلمات التي تسردها الآيات، وننقل لكم الصورة التي كونها العلماء ومفسري القرآن حول سورة الطور.
بدايًة من سبب إطلاق اسم الطور على السورة، والسبب الرئيسي خلف نزول السورة الكريمة، وصولًا إلى الفوائد والدروس المستفادة لكل مسلم من آيات السورة.
محتويات المقال
سورة الطور
نستمد فضل سورة الطور من وحي معاني كلمات الآيات القرآنية، ونبدأ التعمق في السورة من خلال معرفة معلومات حول ترتيب السورة في القرآن وسبب تسميتها:
- تحتل سورة الطور رقم 52 في الترتيب، حيث تسبق سورة الذاريات، ويليها سورة النجم.
- تضم السورة عدد 49 آية قرآنية، وتقع في الجزء 27 بالتحديد.
- وتعد السورة من مجموعة السور التي نزلت على الرسول محمد في مكة.
- لذا هي من السور المكية.
- تم تسمية السورة بهذا الاسم تيمنًا بالجبل الذي كلم الله سيدنا موسى عليه، جبل الطور.
- وكذلك لأن اسم الجبل قد ورد في آيات هذه السورة، وقد أقسم الله به في بداية السورة.
- وقد تناولت السورة الكريمة مختلف الجوانب في العقيدة الإسلامية من الوحدانية.
- ورسالة الدعوة إلى عبادة الله وحده، والبعث يوم القيامة، والجزاء والحساب لكافة الخلق في هذا اليوم.
- تناولت الآيات الأولى موضوع الأهوال في يوم الحساب، من مصير المشركين والكافرين بالله.
- وقد أقسم الله في هذه الآيات بعدد من الأمور للتأكيد على هذه الأهوال التي تصيب كل كافر، وَالطُّورِ، وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ، وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، وغيرها.
- وانتقلت الآيات إلى موضوع آخر ألا وهو مصير المسلمين الذين يؤمنون بالله.
- وعن أحوالهم يوم الحساب في التنعم بالجنات والأنهار التي تجري تحتها.
- والجزاء الحسن الذي يكافئهم الله به على عبادته في الدنيا.
- وانتقلت الآيات إلى موضوع الرسالة الدعوية التي نزلت من السماء من الله إلى الأنبياء.
- وعن الادعاءات الباطلة والكاذبة التي تحدث بها المشركين والكافرين في حق النبي محمد.
- ثم اختتمت الآيات بتوصية النبي محمد.
- وكل من آمن معه بالله بالصبر على الادعاءات وعلى ما يفعله الكافرون.
- وحث المسلمين على التسبيح وذكر الله على الدوام.
شاهد أيضا: فضل سورة التين
أسباب نزول سورة الطور
إن آيات القرآن الكريم تستهدف رسالات محددة من الله للمسلمين، لذا نتعمق اليوم حول سبب نزول هذه السورة قبل الانتقال إلى توضيح تفاصيل فضل سورة الطور:
- نزلت السورة على النبي خلال التواجد في مكة المكرمة.
- لكي تسرد الأذى والعذاب الشديد الذي تعرض له النبي محمد من المشركين في قبيلة قريش.
- ولكي تسرد الألفاظ والأوصاف التي نعتوا بها النبي، والتي تذم النبي.
- مثل قولهم عنه أنه شاعر، وأنه كاهن، وأنه مجنون.
- كذلك لكي تسرد خطط المشركين في القضاء على حياة النبي.
- إلا أن وصل بهم الحال إلى التفكير في حبس النبي في وثاق حتى يتوفى وتنتهي حياته.
- وهذا لكي يكشف الله نيتهم الخبيثة للنبي محمد وللمسلمين أجمعين.
اقرأ أيضا: فضل سورة الانشقاق
فضل سورة الطور
التأمل في فضل سورة الطور يدعم كل مسلم على الاستمتاع بتلاوة وفهم القرآن، وكذلك الاستفادة من هذا الفضل في كسب أجر عظيم، والنقاط التالية توضح أبرز الفضائل:
- ورد عن سورة الطور أنها كانت سببًا أساسيًا في إسلام الصحابي جبير بن مطعم.
- كونه قد ذهب إلى النبي لأجل فداء مشركين من مشركي قبيلة قريش الذين تم أسرهم في غزوة بدر.
- وحينما سمع النبي بقدومه بدأ في تلاوة سورة الطور خلال أداء صلاة المغرب، وحينها أسلم جبير.
- ورد في السورة آيات قسم من الله تعالى بخمسة أمور حول العذاب الأليم الذي ينتظر كل من كذب النبي وكذب الدعوة الإسلامية وكذب وجود الله.
- وكذلك حول التغيرات التي سوف تحدث في الكون يوم القيامة.
- كما ورد في السورة آيات أخرى حول الفضل والنعيم الذي ينتظر كل من أسلم بالله وبالنبي محمد وبكافة الأنبياء الذين أرسلهم الله.
- والذي ينتظرهم يوم الحساب وسوف يتلذذون به هم وذريتهم المسلمين.
- وسوف تقر أعينهم لدرجة نسيان كل صعب مروا به في الحياة الدنيا.
- كما أوصى الله النبي في خلال الآيات بالمداومة والاستمرار في تبليغ رسالة الدعوة إلى الجميع.
- وقد نفى عنه الأوصاف الذميمة التي وصف بها المشركين نبي الله.
- وتوصية النبي بعدم الالتفات إلى هذه الأوصاف.
- كما تؤكد الآيات على حقيقة يوم البعث، وذلك من خلال عرض بعض المشاهد من هذا اليوم.
- مشاهد خاصة بما سوف يحدث للجاحدين والمشركين.
- ومشاهد خاصة بما سوف يحدث للمؤمنين بالله والدعوة الإسلامية.
- وفي النهاية يوصي الله النبي محمد بتجاهل تصرفات الكافرين وتركهم منشغلين في كفرهم.
- والانشغال بالآخرين الذين يمكن أن يستجيبوا إلى الإسلام والاهتمام بدعوتهم عن الكافرين.
الدروس المستفادة من سورة الطور
يستمر القرآن الكريم في تقديم نصائح ودروس لكل مسلم، من خلال تطبيقها تصبح حياة المسلم أفضل، ونستوحي هذه الدروس من وحي فضل سورة الطور:
- الدرس الأول يتمثل في توصية كل مسلم بالاستمرار في الدعوة إلى الله.
- من خلال توعية من حوله حول عبادة الله والأجر العظيم الذي ينتظر كل من يؤمن بالله يوم القيامة.
- الدرس الثاني يتمثل في نفي الاتهامات والادعاءات التي يتم نشرها حول النبي محمد.
- وتوعية غير المسلمين بصفات سيدنا محمد والأخلاق الحسنة التي تميز شخصيته.
- وتفكيره الصائب والحكيم في مختلف أمور الدنيا، والدفاع عن الرسول بكافة السبل.
- الدرس الثالث يتمثل في طمأنة القلب حول حقيقة وجود يوم للحساب.
- وأن كل ظالم سوف يحاسب وأن كل مشرك بالله سوف يحاسب.
- وأن الله أعد لكل مؤمن جزاء عظيم يتنعم به يوم الحساب وإلى الأبد.
- الدرس الرابع يتمثل في توصية الله لكل مسلم حول ضرورة التعقل.
- واستخدام الحكمة في مواجهة المواقف المختلفة خاصًة المتعلقة بالدعوة للإسلام.
- وعدم التسرع في الحكم وفي القرارات.
تدبر سورة الطور
تدبر معاني كلمات السورة يساهم في استنتاج بعض الفوائد اللغوية، وليس فقط استنتاج فضل سورة الطور، النقاط التالية نتعمق فيها في بعض الكلمات التي وردت في السورة:
- أولًا كلمة الطور، يقصد بها جبل الطور، الذي تحدث الله عليه مع موسى عليه السلام.
- وقد أقسم به بسبب عظمة شأن هذا الجبل.
- ثانيًا جملة وكتاب مسطور، يقصد به كتاب القرآن الكريم.
- والذي يستمر منذ عهد النبي إلى آخر الزمان في توعية المسلمين وتعليق قلوبهم بالله.
- ثالثًا جملة الرق المنشور، يقصد بالرق الجلد الذي يمتاز بكونه رقيق جدًا، والذي يتم الكتابة عليه، والمقصود بالمنشور المبسوط بالنظر، وقد قيل عنه أنه اللوح المحفوظ، كما قيل عنه أنه صحائف أعمال كل فرد في الحياة الدنيا.
- رابعًا جملة البيت المعمور، يقصد بها الكعبة التي يطوف حولها المسلمين.
- خامسًا جملة السقف المرفوع، يقصد به السماء.
- سادسًا جملة البحر المسجور، يقصد به ذلك البحر الذي تصل مياهه إلى درجة الغليان.
شاهد من هنا: فضل سورة المطففين
في الختام إن تلاوة القرآن الكريم عن فهم للكلمات، وعن تدبر للمعاني والدروس التي يبلغها الله للنبي والمسلمين خلال الآيات، تساعد على التمكن من حفظ الآيات.
والأساليب التي يجب أن يقوم المسلم بتطبيقها في حياته لكي يستفاد في الدنيا ويكسب الفوز بالجنة يوم الحساب، لذا سُلط الضوء اليوم على آيات السورة القرآنية الطور وفضل سورة الطور في تغيير حياة المسلم.