مقاصد سورة الفاتحة الخمسة
مقاصد سورة الفاتحة الخمسة، احتوت فاتحة الكتاب على أهم مقاصد كتاب الله عز وجل (القرآن الكريم) بشكل مُجمَل، ثم وُضِّحَ هذا المُجمَل في القرآن الكريم كله.
وكان نزول القرآن الكريم لتوضيح حقوق الخالق على خلقه، وحاجة الخلق إلى خالقهم، وتنظيم الصلة بين الخالق والمخلوق، تابعوا موقع مقال للتعرف على مقاصد سورة الفاتحة الخمسة.
محتويات المقال
سورة الفاتحة
“بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)” صدق الله العظيم.
شاهد أيضًا: فوائد سورة النمل للرزق
موضوع سورة الفاتحة
- غالبًا ما يُعتقد أن سورة الفاتحة هي توليفة من القرآن.
- إنها في حد ذاتها صلاة في بداية القرآن، وهي بمثابة مقدمة للقرآن، وتعني أن الكتاب هو لشخص يسعى إلى الحقيقة.
- قارئ يسأل الإله الواحد [هو الوحيد في ألوهيته سبحانه وتعالى، وهو الذي يستحق كل الثناء، وهو خالق العوالم ومالكها وداعمها] ليهديه إلى الصراط المستقيم.
- يمكن القول إنها تلخص كل الحقائق الميتافيزيقية والأخروية، التي يجب على البشر أن يظلوا واعين لها.
جملة مقاصد سورة الفاتحة
- جملة المقاصد التي جاء بها القرآن الكريم، بل التي جاءت بها جميع الكتب السماوية والشرائع الإلهية.
- حيث إنها متمثلة في قوله تعالى : “إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ“، وفي ذلك توضيح لحقوق الله-عز وجل-على خلقه.
- أيضًا في “اهدِنَـا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ“، تنظيم الصلة التي تكون بين الله عز وجل وخلقه.
- وفي رجاء الهداية من الله-عز وجل-قوله-تعالى-: “اهدِنَـا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ“، وفي ذلك توضيح لحاجة الخلق إلى المولى عز وجل، فهو الخالق لجميع المخلوقات.
- كما في قوله تعالى-: “غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ” إشارة إلى جميع طوائف المبطلين الخارجين عن الصراط المستقيم، وتوضيح أسباب هذا الخروج، وهي لا تتعدى الغضب عليهم، أو وقوع الضلال منهم.
- وقبل بيان حقوق الخالق على الخلق، وتنظيم الصلة بينهما، قررت سورة الفاتحة توحيد الله عز وجل، واستحقاقه لهذه العبادة وحده دون سواه.
- وبينت سورة الفاتحة على أن الخلق سيحاسبون، وسيجزون على أعمالهم، فإن كانت خيرًا فخير، وإن كانت شرًا فشر.
- ونظرًا لكل هذا، استحقت سورة الفاتحة أن تسمى بـ “أم القرآن”، بل “القرآن العظيم”.
سورة الفاتحة واحتوائها على جميع معاني القرآن الكريم
تضمن سورة الفاتحة جميع المعاني في القرآن الكريم، تابع النقاط التالية
- “اللهِ“: يشير لفظ الجلالة إلى توحيد الألوهية لله عز وجل.
- “رَبِّ الْعَالَمِينَ “: تشير الجملة إلى توحيد الربوبية لله عز وجل.
- “الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ“: تشير هذه الآية إلى الأسماء والصفات وجميع صفات الكمال لله عز وجل، وكذلك في لفظ “الْحَمْدُ“.
- “مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ“: تشير الآية إلى يوم القيامة وما يحتوي عليه من عدلٍ وفضلٍ، من بعثٍ وحشرٍ ونشرٍ، وحسابٍ وجزاءٍ.
- “إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ “: تشير هذه الآية إلى جميع أنواع العبادات والإخلاص.
- “اهدِنَـا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ “: تشير هذه الآية إلى إثبات النبوات، وقصص الأنبياء والرسل والصالحين، وإلى إثبات صفة القدر، وأن العبد حُرًا مُخيرًا، والرد على أهل البدع والضلال.
- “صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ “: وجاء هذه الآية للحث على السير على نهج الأنبياء والصالحين، والاهتداء والاقتداء بهديهم.
- “غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ “: وهذه الآية تشير إلى أهل الكتاب وأهل الزيغ والضلال.
تابع أيضًا: سورة الصافات مكتوبة مع التفسير
مقاصد سورة الفاتحة الخمسة
المقصد الأول توحيد الله عز وجل
- اتضمن فاتحة الكتابة إدخال التعريف بالخالق-جلَّ وعلا-وعلى توحيده سبحانه وتعالى، ونسب المجد إلى الخالق جلَّ وعلا.
- كما تشتمل سورة الفاتحة على لمحة موجزة عن التعاليم الإسلامية، وقطع الجذور الفاشية من الشرك في مختلف الأقوام والأمم.
- وهذا يتطلب توحيد العبادة وتوجيهها إلى الله لأنه هو الله المستحق بالعبادة دون سواه، ويشير بذلك قوله عز وجل: “الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ“.
- ومن بينها الإرشادات في كيفية تمجيد الله-عز وجل والثناء عليه تعالى وتسبيحه، وهذا لا يكون إلا عن نعمة، وأهمها نعمة الخلق والإيجاد، ومن كان كذلك، فهو مستحقٌ بالعبادة وحده.
- ولذلك، فقد تضمنت فاتحة الكتاب أسماء ثلاثة للمولى جلَّ وعلا.
- وهذه الأسماء الثلاثة هي إشارات إلى أسماء الله عز وجل الحسنى والصفات السامية، وهي أيضاً في مساراتها: (الله، الرب، الرحمن).
- والحمد يشتمل على الاعتراف بالألوهية والربوبية والأسماء والصفات وتوحيدها…إلخ.
- كما أن ربوبيته سبحانه وتعالى-لخلقه ليست مبنية على القهر والجبروت، وإنما على الرحمة، فهو الله الرحمن الرحيم.
- وهذا بيان لحقيقة العلاقة بين الله عز وجل وبين خلقه، بأن رحمته موصولة إلى خلقه، وعلى وجه الخصوص العبد المؤمن.
- لقد فصل القرآن عن الجانب التوحيدي، وحرم الشرك في عشرات السور من القرآن الكريم، واعتنى بذلك بعناية شديدة.
- وذلك لأن التوحيد كان المهمة الرئيسية في الفترة المكية، وهي أطول فترة في الرسالة.
المقصد الثاني الإيمان باليوم الآخر
- تضمنت سورة الفاتحة على أهم أركان الإيمان بعد الإيمان بالله عز وجل، وهو دليل على الميعاد والجزاء على ما اقترف العبد من أعمال، والإيمان بيوم القيامة.
- وكذلك بما يشتمل عليه من السؤال، والحشر، والنشر، والحساب، والجنة، والنار، وغير ذلك مما جاء في كتاب الله عز وجل في العديد من آياته وسوره، وعلى وجه الخصوص القرآن المكي.
- وما من أحد يسمع ويعلم برسالة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يؤمن بها إلا مات كافرًا، والعياذ بالله.
المقصد الثالث -التكاليف الشرعية
- أما العبادة: في الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والتسبيح، والتضحية، والنذور، والتضرع، والاستعانة، والرجاء، والخوف، والتوكل،… إلخ، مع توجيهها إلى المولى عز وجل، وفي ذلك إشارة من قول الله عز وجل: “إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِين“.
- تشتمل هذه الآية على العهد الوثيث بين الإنسان وربه لتحقيق رسالته في الوجود، لذلك لا توجد عبادة لغير الله تعالى، ولا توكل أو استعانة إلا به-سبحانه.
المقصد الرابع قصص الأنبياء والمرسلين
- أما جانب النبوات والرسالات في فاتحة الكتاب، فيشير إليه قوله-عز وجل-: “اهدِنَـا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ • صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ“.
- يورد القرآن تفاصيل ما تمجده سورة الفاتحة من عشرات السور القرآنية عن أنبياء الله ورسله.
- كما يتحدث عن الصالحين والشهداء والصديقين، مما يأخذ بيد العبد المسلم نحو طريق الهداية، وسبيل الصالحين، والمنتفعين، وطريق من أنعم الله.
المقصد الخامس أهل الكتاب
- أما بالنسبة لليهود والنصارى، فقد عرض الحديث في القرآن الكريم في السور المدنية، وشرح زيغهم وضلالهم، وأسباب غضب الله-عز وجل-عليهم، وفي ذلك إشارة من قوله-عز وجل-: “غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ“.
اخترنا لك: تفسير سورة الفاتحة للأطفال
في النهاية، من المعلوم أن مقاصد القرآن الكريم تتضمن جانب العقيدة والنبوة والرسالة والعبادة والهداية، التي تعد الهدف من القصص والأخبار القرآنية، وهذا ما أجملته فاتحة الكتاب، وفصله القرآن الكريم.