صيغة عقد الزواج في مصر
صيغة عقد الزواج في مصر، (زوجتك نفسي) (وأنا قبلت زواجكِ) هكذا نرى صيغة الزواج كما عرفناها من الأفلام العربية، وهكذا يصير البطل والبطلة زوجين، والحقيقة أن الموضوع ليس بهذه البساطة وهذا ما سنعرفه حالاً.
محتويات المقال
صيغة عقد الزواج في مصر
- عقد الزواج هو مرحلة، يسبقها اختيار الزوجين لبعضهما، ثم فترة الخطبة تمهيدًا للزواج ليتسنى لهما العيش كزوجين وتحقيق غرض الزواج الأساسي.
- ولإبرام عقد الزواج فينبغي على الزوجين أن يكونا على دراية تامة بفقه الزواج وأحكام العقد، وألا يعيرا أي أهمية للأعراف أو التقاليد السائدة ومن ثم سؤال من يدعي المعرفة.
- إهمال هذه الأمور يترتب عليه عواقب وخيمة فيما بعد يدفع ثمنها الأسرتان معاً، ومن أهم هذه الأمور هو معرفة أركان عقد الزواج.
أركان العقد
- الركن في اللغة هو الشيء الأقوى، بمثابة أعمدة البيت التي بدونها ينهار الأساس كله، أما الشرط في اللغة يعني العلامة، أي يتوقف شيء ما على وجوده.
- اختلف الفقهاء في أركان عقد الزواج، فالحنفية رأوا أن ركن العقد الوحيد هو الإيجاب والقبول فحسب، والباقي شروط.
- بينما اتجه المالكية إلى أن أركان عقد الزواج ثلاثة وهي الصيغة، الزوج والزوجة، والولي.
- عند الشافعية فالأركان خمسة وهي نفس الأركان عند المالكية لكن يُزاد عليها الشاهدان.
- الحنابلة يعدون الأركان ثلاثة وهي زوجان وفقط إيجاب وقبول، وكل من الفقهاء لم يخرج بهذه النتيجة تبعًا لهواه، بل لكل منهم سبب فقهي.
الزواج في الإسلام
- هو اقتران الشيء بالآخر، ويعني لغةً ضم الشيء إلى الشيء.
عقد القران يُقصد به الجمع بين الزوجين بالزواج، سواء اقترن ذلك بدخول الرجل على المرأة أم لا. - تعددت أقوال الفقهاء في المقصود بالنكاح، فقال الحنفية أنه عقد تمتع الرجل بأنثى تحل له.
- المالكية قالوا نفس الشيء مع إضافة شروط وخصائص وألفاظ معينة تدل على النكاح.
- هو عقد يبيح للرجل وطء امرأة بلفظ الزواج أو النكاح وهذا هو قول الشافعية.
- أخيرًا الحنابلة قالوا أنه عقد تزويج ينعقد بلفظ النكاح أو الزواج أو ما يدل عليهما.
صيغة عقد الزواج في مصر
- وهو الكلام الذي يتلفظ به طرفا العقد يؤخذ منه موافقتهما ورغبتهما في إنشاء أسرة سويًا، كأن يقول ولي الزوجة زوجتك موكلتي، ويرد عليه هذا الأخير بلفظ القبول مثل قبلت زواجها.
- قد يزيد المأذون في صيغة الزواج ويضيف بعض العبارات على سبيل النصح والوعد من الزوج بحسن المعاشرة لزوجته.
- يجب التلميح بصيغة الصداق عدة مرات( المهر) أثناء صيغة عقد الزواج، ولا ضير أن يسبق ذلك بعض المواعظ والنصائح حول الزواج والترغيب فيه.
شروط صيغة عقد الزواج في مصر الصحيحة
- ألا ترتبط الصيغة بأية أمور مستقبلية، كان يقول الولي أزوجك إياها لكن بعد إنهاء دراستها مثلاً، فهذا وعد بالزواج يصلح للخطبة، لذا فقد اشترط الفقهاء أن تكون الصيغة بالفعل الماضي.
- أن تخلو الصيغة من التوقيت وما يدل عليه، كقول الزوج أتزوجكِ لمدة ستة أشهر مثلاً، فهو ليس عقد امتلاك شقة أو سيارة، لأن النكاح المؤقت هو ما يسمى بنكاح المتعة وهذا يبطل العقد، بل هناك من الفقهاء من عده من الزنا.
- قد لا يتلفظ الزوج بالمدة لكنه يضمر بينه وبين نفسه مدة معينة للزواج، فيتزوج بنية أن يطلق المرأة بعد مدة محددة، وهذا نجده كثيرًا في من يسافرون للدراسة في الدول الأجنبية أو لقضاء الأجازة.
- الزوج يقوم بهذا الأمر لأنه يرغب في الحصول على منفعة معينة من زواجه مثل طلب جنسية هذا البلد مثلاً، وهو يُعرف في كتب الفقه باسم ( النكاح بنية الطلاق).
- من الشروط كذلك أن تكون ألفاظ العقد تعني الزواج بصورة واضحة وصريحة لا ألفاظ ملتفة تحتمل أكثر من معنى.
- إذا كان الزوج لا يعرف العربية فيتلفظ بصيغة الزواج بأية لغة يعرفها، لكنه يعقد بالعربية إذا كان يحسن التحدث بها مع لغات أخرى.
- الزوج العاجز عن الكلام لمرض أو نحوه فإنه يكتب صيغة العقد بالعربية أو يشير بالإشارات التي تعني معنى الزواج.
- يصح إرسال شخص يقوم بوظيفة الرسول بين الطرفين لتأكيد الإيجاب والقبول وسؤال الزوجة عن رأيها قبل العقد، وتكون موافقتها تلك بحضرة شهود.
- بعد أن يتبادل الطرفان صيغة العقد أمام المأذون، يقوم هذا الأخير بتوثيق العقد في الوثيقة ( القسيمة).
- الولي هو من يبدأ بالكلام ويرد عليه الزوج، أو العكس، فكل هذا صحيح ولا غبار عليه لصحة العقد.
- أن يتمتع طرفا العقد ( الزوج والولي) بالعقل والأهلية، فلا يكون الزوج من ذوي الإعاقة الذهنية مثلاً وكذلك الولي.
- يجب كذلك أن يكونا بالغين فلا يكون الزوج مثلاً لم يتخط مرحلة المراهقة بعد.
- أن يتوافق الإيجاب والقبول بين الولي والزوج في كل شيء، فلا يتلفظ الزوج بصيغة العقد وهو ينوي الزواج من فتاة بينما الولي يجيبه وهو ينوي تزويجه لأختها، وكذلك في قيمة المهر.
مجلس عقد الزواج في مصر
- وهو الحال الذي يجمع أطراف العقد، يأن يجمعهم نفس الزمان ونفس المكان، ويتشاغل الجميع بأمر العقد ولا شيء آخر.
- إذا كان أحد الأطراف مسافرًا مثلاً لكن يمكن أن ينضم إلى المجلس بوسيلة اتصال فلا بأس.
- إذا تشاغل الأطراف بموضوع آخر غير العقد فقد انفض مجلس العقد في هذه الحالة، وإذا اضطرت الظروف للإعراض عن العقد بعض الوقت فيجب ألا يتخطى بضع دقائق قليلة.
أطراف عقد الزواج في مصر
1- أولاً: الولي
- في اللغة يعني القرب والدنوّ، وفي الاصطلاح مأخوذ من الولاية وهي تنفيذ الأمر والقائم به.
- وليّ المرأة في عقد الزواج هو من يتولى عنها صيغة النكاح، ويتمثل في الوالد فإن لم يتوفر فوالد الوالد ( الجد) ، في الفقه يقولون الأب وإن علا.
- يليه الابن إذا كانت المرأة تزوجت من قبل مثلاً، ثم ابن ابنها وإن نزل، والأخ الشقيق يليه الأخ غير الشقيق أو أبناءهم، ثم الأعمام.
- يشترط في الولي ما أشرنا أن يكون عاقلًا بالغًا ذا عدل، إذا لم يتوفر أحد الشرطين فيه فتُنقل الولاية لمن هو بعده.
- إذا لم يتوفر للزوجة أي ولي ممن سبق ذكرهم فيقوم القاضي بمحل الولي، تنفيذًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( السلطان وليّ من لا وليّ له).
2- ثانيًا: العاقدان
- وهما الزوج أو من ينوب عنه، وولي الزوجة أو من أُوكل بالولاية.
- لا يصح أبدًا ولا يُقبل أن تقوم المرأة بتزويج نفسها بنفسها سواء كان الولي لها موافقًا أم لم يكن.
3- ثالثًا: الشهود
- يُقصد بالشهادة الإخبار بأمر ما أو الإعلام به، وشهود جمع شاهد.
- الشهادة ضرورية للحكم على العقد بأنه صحيح، ولا تقتصر أهميتها على مجلس الزواج فقط، بل قد يحتاج إليها القضاء في أمور معينة.
- اتفق الفقهاء الأربعة على وجوب أن يتمتع الشهود على الزواج بعدة شروط.
- البلوغ فلا يمكن لصبي أن يكون شاهدًا، العقل لأن فاقد العقل ليس من أهل الشهادة، الإسلام وهذا شيء مفهوم فلا يصح أن يشهد على عقد زواج إسلامي شخص غير مسلم، وأخيرًا السمع فالأصم لا تُقبل منه شهادة.
في نهاية رحلتنا مع صيغة عقد الزواج في مصر، لا ينبغي التعامل في أمور الزواج باستخفاف أبدًا كما نرى اليوم في أوساط الشباب، فقد أمر الله تعالى بل ورغّب في الزواج لتكوين أسرة مسلمة وتعمير الأرض على أن يكون ذلك بشروط معينة لا نحيد عنها.