حروب الجيل الرابع ومخاطر مواقع التواصل الاجتماعي
حروب الجيل الرابع ومخاطر مواقع التواصل الاجتماعي يُعد موضوعًا مثيرًا للاهتمام في الآونة الأخيرة نظرًا لكون مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت هي المُتحكم والمُحرّك الأساسي للجيل الحالي وهو ما قد يؤثر بدوره على مستقبل واستقرار دولة بالكامل، ولذلك فإننا سوف نناقش تلك القضية في هذا المقال كي نتعرف على مخاطرها.
محتويات المقال
ماذا تعرف عن حروب الجيل الرابع ومخاطر مواقع التواصل الاجتماعي؟
- إن المقصود بجملة “حروب الجيل الرابع” هو حرب التكنولوجيا أو بمعنى أدق الحرب النابعة من مواقع التواصل الاجتماعي واستخدام الجيل الحالي لتلك المواقع.
- ففي ظل التقدم التكنولوجي الواضح في كل دول العالم أصبح الإنترنت شيء أساسي في حياتنا اليومية كالطعام والشراب.
- ومن ثم زادت درجة تقدمه يوم بعد يوم بمساعدة اعتماد الشعوب عليه في كل شيء.
- حتى ظهرت مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت لا غنى عنها بالنسبة لأي شخص وتكاد تكون مرآة لحياتنا ولكل ما يحدث حولنا في أي مكان بالعالم.
- فأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وتويتر هي المُحرك الرئيسي لكل شيء يدور في أي دولة.
- مما يهدد من استقرار تلك الدولة ويعرض مؤسساتها للتفكك.
- وبعض الدول أصبحت مع الأسف تتخذ من مواقع التواصل الاجتماعي سلاحًا لها من أجل تفكيك الدول الأخرى.
- وذلك من خلال نشر الأخبار الكاذبة وغسل عقول الناس بها لتصديقها ومن ثم يمكنها تفكيك تلك الدولة بسهولة.
- وحروب الجيل الرابع هي ضمن سلسلة حروب بدأت بحرب الجيل الأول والتي هي معروفة بأنها الحرب التقليدية العادية بين دولتين بجيشهم ونظامهم.
- وحروب الجيل الثاني معروفة بأنها حرب العصابات والتي تقوم فيها الأطراف المتنازعة والعصابات باستخدام النيران وكذلك الطائرات والدبابات.
- أما حروب الجيل الثالث فهي معروفة بإسم اخر وهو الحروب الاستباقية أو الوقائية.
- التي قد تشنّها دولة على دولة أخرى لأنها تجد أن تلك الدولة قد تهدد استقرارها وأمنها.
- فتقوم بتلك الحرب عليها إحتياطيًا للتأمين، وذلك مثل الحرب على العراق وغيرها من الدول الأخرى.
- وبالنسبة لحروب الجيل الرابع وكذلك الخامس فهي تمثل الحروب التكنولوجية من خلال نشر الشائعات والأكاذيب على مواقع التواصل الاجتماعي.
- ويحدث ذلك بهدف استهداف عقول بعض الشباب من أجل هدم استقرار الدول الأخرى واقتصادها.
- والعبث بمرافق الدولة الاقتصادية وخطوط مواصلتها وبالتالي إضعاف موقفها أمام الرأي العام.
شاهد أيضًا: سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي على المراهقين
مواقع التواصل الاجتماعي من أداة للترفيه إلى سلاح للحروب
- كان الفيسبوك على سبيل المثال في بدايته مجرد وسيلة عادية للترفيه بالنسبة للشباب.
- حيث ينشر كل شخص ما يجول بباله من مواقف أو حِكم أو حتى صور شخصية له ويستقبل التعليقات والإعجابات من أصدقائه.
- أو مثلًا الترفيه عن النفس في وقت الفراغ من خلال متابعة منشورات الصفحات المختلفة على الفيسبوك والتي تنشر المواقف الكوميدية المضحكة.
- ولكن في وقتٍ لاحق أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي سواء تويتر أو الفيسبوك عبارة عن أداة يتم استخدامها للحروب من خلال احتلال عقل الإنسان والسيطرة عليه وإقناعه بالأخبار الكاذبة.
- ويتم نشر تلك الأخبار لتوجيه العقول إلى اتجاه مُعين حددته الجهات الناشرة لتلك الأخبار.
- ومن هُنا تحولت مواقع التواصل الاجتماعي لتصبح سلاحًا يهدد أمن واستقرار أي دولة.
- نظرًا لأن الشباب هو عصبة الدول.
- فتجد أن حتى الجماعات والمنظمات الإرهابية أصبحوا يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي لضرب استقرار الدول فقد يجبروا بعض الناس للانضمام إليهم أو إقناعهم بأنهم على حق.
- أي أن المفهوم من ذلك هو استهداف عقول الشباب بالاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي كنقطة ضعف لهم.
- ولأنه معروف أن كل ما ينشر على تلك المواقع بمجرد مشاركة الشباب له سينتشر في أقل من ساعة ليصبح معلومًا لكل الماس داخل الدولة وخارجها حتى.
استغلال الشباب لمواقع التواصل الاجتماعي للضغط على الرأي العام في بعض القضايا
- بالطبع أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي كالمنصات الإخبارية التي ينتشر عليها أي خبر بسرعة البرق ويتناول الشباب مشاركته فيما بينهم.
- حتى وصلنا أنه في بعض القضايا الهامة في الدولة والتي يتحيز فيها الشباب لرأي واتجاه معين.
- فإنهم يوحدون قوتهم من خلال كتابة “هاشتاغ” معين والاستمرار في كتابة المنشورات على ذلك “الهاشتاغ” كي يتنشر بسرعة.
- ومن خلاله فإنهم يطالبون بمطلب واحد يرغبون في أن تقوم الحكومة بتنفيذه وأن تستمع لهم.
- وقد يصل ذلك “الهاشتاغ” ليصبح تريندًا عالميًا، أي يحقق المركز الأول في قائمة أكثر هاشتاغ متداول عالميًا.
- وبالتالي تجد أن القضية أو المشكلة التي كانت مجرد خبرًا عاديًا في الصباح.
- أصبحت حديث العالم وكل الدول وبالتالي قد تخضع الحكومة لتنفيذ مطلب الشباب من أجل إغلاق القضية.
- وهنا نفهم كيف يتم استغلال الشباب لهذه المواقع من أجل الضغط على الدولة لتحقيق مطالبهم.
- ويشمل ذلك أنواع مختلفة من المشكلات والقضايا التي يواجهها الشباب في الحياة اليومية.
شاهد أيضًا: تعريف مواقع التواصل الاجتماعي لغة واصطلاحًا
ما الأسُس التي ترتكز عليها حروب الجيل الرابع؟
- إن حروب الجيل الرابع ليست من نوعية الحروب التي ترتكز على الجيوش والأسلحة فهي ليست حروبًا تصادمية ولا تتواجه فيها الدول مع بعضها البعض.
- فأهم ما ترتكز عليه حروب الجيل الرابع هو تحقيق الأهداف من تلك الحرب بدون أي خسارة لا في الأنفس ولا في الأموال، وذلك لأنها تتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي فقط.
- فلكل دولة خمسة أعمدة أساسية وهم “الحكومة، والجيش، والأمن العام، والقضاء، والمخابرات.
- وتهدف حروب الجيل الرابع في إسقاط هذه الأعمدة كي تسقط الدولة.
- وحروب الجيل الرابع تعتمد على العبث بمكونات الدولة من خلال التنديد بحرية التعبير عن الرأي ورفض تكميم أفواه الشباب.
- وصناعة فجوة ما بين الشعب وسلطات الدولة الحاكمة حتى يتم تدمير الدولة بالكامل وذلك عن طريق حدوث ما يُطلق عليه “فوضى الشارع.
- إن حروب الجيل الرابع تُتقن فن نشر الشائعات وترويجها على مواقع التواصل الاجتماعي وليس أي نوع من الشائعات.
- وإنما الشائعات التي تكون مدروسة بكل دقة من كل الجوانب بحيث يسلم بها العقل ولا تكون لديه القدرة على التفكير والتمييز بين الصدق والكذب.
هل هناك حلول لإنهاء حروب الجيل الرابع؟
- لم تعد حروب الجيل الرابع بالشيء الذي يمكن السيطرة عليه على الإطلاق.
- فهي موجودة منذ سنوات وهي واقع تعيشه كل دول العالم بالفعل ولا تسلم منه أي دولة.
- فلا يمكن لأي دولة في العالم أن تكون في مأمن من هذه الحروب.
- وذلك لأن وجود الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي جعل من العالم وكأنه قرية صغيرة ومفتوحة يعيش به كل البشر.
- فيمكن لأي فرد بأي دولة أن يقوم باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي على الكمبيوتر أو الهاتف.
- وهو بمكانه وينشر خبر معين ويصل ذلك الخبر إلى الملايين في فترة زمنية وجيزة.
- وبذلك يمكن له أن يهدم استقرار الدولة ونظامها ويدمر حكومتها تمامًا بدون أن يحرك جندي واحد أو يخسر أي شيء في مقابل تدمير تلك الدولة.
- ولذلك لابد على كل حكومة في أي بلد أن تشدد على أجهزة الإعلام بها ضرورة تحري الدقة في الأخبار التي تقوم بنشرها كي لا تثار البلبة بين الناس.
- وكذلك على الجهات المعنية بالحكومة أن تسرع في تكذيب الشائعات على الفور والرد عليها بأدلة حقيقية ومقنعة كي لا تنتشر تلك الشائعات وينساق الشعب ورائها وتصبح خارجة عن السيطرة.
شاهد أيضًا: مشاكل مواقع التواصل الاجتماعي واثرها على المجتمع السعودي
وهنا نكون قد انتهينا من موضوع المقال حروب الجيل الرابع ومخاطر مواقع التواصل الاجتماعي والذي ناقشنا فيه مفهوم حروب الجيل الرابع وعلاقتها بمواقع التواصل الاجتماعي ونتمنى أن ينال المقال إعجابكم.