النظرية الجشطالتية وتطبيقاتها في التعليم
النظرية الجشطالتية وتطبيقاتها في التعليم، هي من أهم نظريات التعليم التي تم وضعها في مطلع القرن العشرين ومن ثم السعي لاستمرار تطويرها حتى يومنا الحالي، وذلك من أجل تحسين طرق التعليم والابتعاد عن المفاهيم الروتينية السائدة فيه، وسوف نوضح لكم في هذا المقال كل ما يتعلق بالنظرية الجشطالتية بالتفصيل.
محتويات المقال
ما هي النظرية الجشطالتية؟
- لا بد لنا عندما نتكلم عن النظرية الجشطالتية وتطبيقاتها في التعليم من أن نوضح لكم ما هي هذه النظرية وكيف نشأت، حيث أن النظرية الجشطالتية تعتبر أحد نظريات التعليم المطورة، التي تم وضع أسسها كما قلنا منذ مطلع القرن العشرين وتطوير مفاهيمها حتى وقتنا الراهن.
- ونشأة النظرية الجشطالتية على يد بعض علماء النفس أمثال كورت كوفكا وماكس فرايتمر وبافلوف كوهلر، والذين رفضوا طرق التعليم والأفكار السائدة عنه في أيامهم، ونبذوا أفكار المدارس السلوكية التي تتحدث عن النفس البشرية وخاصة المدرسة الميكانيكية الترابطية.
- فعمل العلماء السابقين على إنشاء مدرسة جديدة تعتمد على دراسة المشكلات المعرفية وسيكولوجيا التفكير وأسموها المدرسة الجشطالتية، ووضعوا لها القوانين والأسس والمفاهيم الخاصة بها، وبدئوا التعليم فيها بأنفسهم والعمل على تطويرها وتحديث مفاهيمها حتى غدت أحدث النظريات الشهيرة لدى الطلاب.
- وساعدت النظرية الجشطالتية الكثير من الطلاب على تحقيق التفوق والتميز في دراستهم، وفتحت أمامهم آفاقاً واسعة من أجل الوصول للمعارف الصحيحة بكل سهولة، كما أن دراستها لسيكولوجيا التفكير جعل منها أساساً معتمداً لطرق التعليم في وقتنا الحالي.
- وإن كلمة الجشطالت تعني الشكل أو الصيغة واشتق هذا الاسم من مفاهيم هذه النظرية والتي تدرس مدركات الحس وتوضح أن البناء العام والشكل هما الأساس في حقيقة الإدراك، وليس فكرة الأجزاء والعناصر التي تبتها المدرسة السلوكية من خلال المدرسة الميكانيكية الترابطية.
- فنقدت هذه النظرية الجشطالتية فكرة الأجزاء والعناصر وأوضحت أن الخبرة عند الإنسان تأتيه بصورة كاملة وليس هناك داعٍ لتفكيكها إلى أجزاء مترابطة، كما بينت أن السلوك الكلي بشكل عام هو السلوك التفاعلي للفرد مع بيئته المحيطة ولا يمكننا أن نرجع هذا السلوك إلى عنصر إثارة وعنصر استجابة بينهما.
اقرأ أيضا للتعرف على: موضوع عن النظرية المعرفية كامل
كيف انتشرت النظرية الجشطالتية؟
- تمت ولادة النظرية الجشطالتية في البداية في ألمانيا، ومن ثم وصلت إلى الولايات المتحدة الأميركية في الربع الأول من القرن العشرين على يد عالمي النفس كوهلر وكوفكا.
- وبعد ذلك تم إصدار نسخة باللغة الإنجليزية من تقرير كوهلر الشهير الذي يوضح فيه تجربته التي تتمثل في علاج المشكلات لدى قردة الشمبانزي.
- وقد شاعت النظرية الجشطالتية وانتشرت بشكل كبير بعد صدور كتاب نمو العقل للعالم كوفكا والذي نقد من خلاله طريقة التعلم بالخطأ والمحاولة ليؤيد بذلك تجارب العالم كوهلر على قردة الشمبانزي.
- حيث أن كوهلر في تجاربه بين الدور الكبير للاستبصار في عملية التعلم عوضاً عن الخطأ والمحاولة من خلال تثبيت هذه المحاولات التي نجحت معهم وترك المحاولات التي ارتكبوا الأخطاء فيها والتخلص منها.
- وعموماً فإن سيكولوجيا نظرية الجشطالت انتشرت في ألمانيا في الوقت ذاته الذي انتشرت فيه أفكار المدرسة السلوكية في الولايات المتحدة الأميركية.
مفاهيم النظرية الجشطالتية
- مفهوم الجشطالتية: ويعتبر هذا المفهوم هو الأساس الذي تم اعتماده في تسمية هذه النظرية، والذي يعني ارتباط أجزاء الكل مع بعضها بانتظام، حيث أن الأجزاء المكونة للكل تكون مترابطة دينامياً مع بعضها من ناحية ومع الكل بحد ذاته من ناحية أخرى، ولكل جزء منها دوره الذي تحتاجه طبيعة الكل.
- مفهوم البنية: والتي تتكون من وجهة نظر المدرسة الجشطالتية من ارتباط الأجزاء بالقوانين الداخلية التي تحكم هذه الأجزاء وظيفياً ودينامياً.
- مفهوم الاستبصار: ويعد من أهم مفاهيم النظرية الجشطالتية وتطبيقاتها في التعلم والذي يعني الإدراك، وهذا الاستبصار هو الذي يؤدي إلى فهم المتعلم لكل الأبعاد ومعرفته لجميع الارتباطات بين الأجزاء من أجل أن يعمل على ضبطها.
- مفهوم التنظيم: والذي تقوم من خلاله سيكولوجيا الجشطالتية بتوضيح القاعدة التنظيمية للتعلم والذي يقوم أساساً عليها ويتحكم من خلالها في مفهوم البنية.
- مفهوم إعادة التنظيم: والذي يعتبر أنه من الضروري أثناء التعلم القيام بإعادة تنظيم وهيكلة من أجل تجاوز التناقضات والغموض بكل أشكاله حتى يترسخ مكانها الاستبصار وبالتالي الفهم الحقيقي للأمور.
- مفهوم الانتقال: وهذا المفهوم يعني أنه يجب علينا أن نقوم بتعميم عملية التعلم على جميع المواقف التي تتشابه فيما بينها ببنيتها الأصلية ولكنها تختلف عن بعضها في شكلها ومظهرها.
- مفهوم الدافعية الأصلية: يعتبر هذا المفهوم أن تعزيز عملية التعلم يجب أن يكون نابعاً من ذات الإنسان نفسه ومن داخله.
- مفهوم المعنى والفهم: يعتبر هذا المفهوم أن عملية الفهم تعتمد على اكتشاف جميع العلاقات التي ترتبط بالموضوع، والتي من خلالها يستطيع الإنسان التعلم والانتقال من غموض الأشياء إلى وضوحها.
هل ترغب في التعرف على: الفرق بين النظرية والفرضية والحقيقة
المبادئ الأساسية للتعلم في النظرية الجشطالتية
- الاستبصار هو شرط رئيسي في عملية التعلم لأنه يؤدي إلى الوصول للمعرفة.
- الفهم وتحقيق هذا الاستبصار ينتج عنهما قدرة الإنسان على إعادة البنية.
- التعلم مقترن بظهور النتائج.
- الانتقال يعتبر شرطاً أساسياً في عملية التعلم الحقيقي.
- حفظ المعلومات وتطبيقها الآلي يعد سلبياً في عملية التعلم.
- الاستبصار يعتبر حافزاً قوياً في عملية الإدراك، أما التعزيز الخارجي فهو يعد عاملاً سلبياً.
النظرية الجشطالتية وتطبيقاتها في التعليم
تعد معرفة النظرية الجشطالتية وتطبيقاتها في التعليم أمراً هاماً جداً في تطوير مسيرة التعليم في المدارس، لما لها من أثر كبير في الممارسات التربوية، وإن معظم المناهج التعليمية للرياضيات الحديثة وغيرها من العلوم تم وضعها بناء على أسس النظرية الجشطالتية، ومن أهم تطبيقات هذه النظرية في التعليم ما يلي:
- التعلم بالتشابه، حيث أن النظرية الجشطالتية تعتبر أن العناصر المتشابهة في شكلها تتجمع في مجموعات كالأشكال الهندسية مثلاً، وإن الميل لرؤية هذه المجموعات المتشابهة يجعل التعلم أسهل.
- التعلم بالتباين، وهذا التطبيق يعتمد على تركيز المتعلم على الاختلافات والتباينات بين العناصر، لأن التفكير بأحدها سيجعل الفرد قادراً على تذكر ضده أو العنصر المتباين معه.
- التعلم بالتقارب، ويعتمد على تكوين مجموعات من العناصر المتقاربة في زمانها وأمكنتها لأن هذا أفضل لإدراك ذهن المتعلم للأمور، بينما التباعد بين هذه العناصر قد يشوش ذهنه وإدراكه.
- التعلم بالإغلاق، يعتمد هذا التطبيق على إغلاق أو إكمال العناصر لأن عملية التعلم في ذهن الطالب تميل لهذا الإغلاق والإكمال، ويمكن أن يتضح هذا التطبيق من خلال إعطاء الطالب بعض الجمل غير المكتملة والطلب منه بأن يكملها ويغلقها.
- التعليم بالتنظيم، يعتمد هذا التطبيق على تنظيم العناصر وتجميعها والنظر إليها ككل، لأن هذا يساعد المتعلم على اكتساب المعلومات بشكل أسهل.
نصائح تربوية للتعليم وفق النظرية الجشطالتية
- بعد أن تعرفنا على النظرية الجشطالتية وتطبيقاتها في التعليم فلا بد أن نذكر لكم أهم النصائح التي قدمتها هذه النظرية من أجل تسهيل عملية التعليم وتطويرها، ومن أهم هذه النصائح أن يهتم المعلم بطريقة إجابة الطالب وليس الإجابة بعينها.
- ضرورة ربط الأجزاء والعناصر مع بعضها من أجل الوصول للفهم.
- يجب على المعلم إبراز بنية المادة التي يدرّسها وجوانبها الأساسية ومقارنتها مع ما تعلمه الطالب سابقاً.
- تنظيم المعلم لأفكار المادة بكل قابل للإدراك بسهولة.
- تدريب المعلم للطلاب على كيفية العزل بين إدراكهم والظروف التي تعترضهم عند حلهم للمشاكل.
كما يمكنكم الاطلاع على: موضوع عن النظرية السلوكية
ها قد وصلنا إلى ختام مقالنا هذا والذي تكلمنا فيه عن النظرية الجشطالتية وتطبيقاتها في التعليم، وأوضحنا لكم ما هي هذه النظرية وكيفية انتشارها ومفاهيمها، إضافة إلى مبادئها في التعليم وبعض النصائح التربوية الهامة المشتقة من هذه النظرية، نتمنى أن يكون هذا المقال قد أفادكم.