الجلوتاثيون والبهاق
انتشر في الآونة الاخيرة مرض البهاق بين الناس، ذلك المرض الجلدي الذي يغير لون الجلد إلى اللون الأبيض الغامق، وفي هذا الموضوع سوف نتعرف على مرض البهاق واسبابه وطرق علاجه وعلاقة الجلوتاثيون والبهاق.
محتويات المقال
مرض البُهاق
يُعرف البُهاق انجليزيًا باسم Vitiligo، أحد الأمراض المناعية الذاتية التي تقوم بالتطور بشكل تدريجي مع مرور الوقت حتى يشعر المريض بتغير لون جلده ليتحول شكله إلى البقع البيضاء، حيث يقوم الجهاز المناعي للمريض بمهاجمة الأعضاء والأنسجة السليمة والموجودة بجسمه.
ويُعرف البُهاق بأنه مرض طويل الأمد حيث يظهر فيه البقع الجلدية الشاحبة البيضاء لونها نتيجة قلة الصبغة الجلدية المعروفة بالميلانين والتي تُعرف انجليزيًا باسم Melanin، وهذه الصبغة هي التي تقوم بتحديد اللون الخاص بالجلد وبالشعر وبالعيون.
وبالجدير ذكره أن هذا المرض الجلدي يُصيب الرجال والنساء بشكل متساوي دون النظر للمراحل العمرية، وأشارت دراسات علمية عديدة إلى أن نصف أعداد المصابين تبدأ فيها الاعراض الخاصة بالبهاق في التطور قبل وصولهم سن العشرين عامًا.
ولا ينتشر البهاق تبعًا للعرقيات أو للأصول ولكن يتأثر بالعوامل الجينية والمعروفة انجليزيًا باسم Genetic Factor، أي أنه يتوارث بين العائلات.
ويجب الإشارة إلى أن هذا المرض لا يُصنف كمرض معدي أي لا يمكن تناقله بين البشر بالملامسة، ولذلك لا يحتاج الفرد المصاب إلى تجنب الآخرين خوفًا من اصابتهم بالعدوى.
مرض البهاق مُصنف كمرض نادر حسب ما ذكرته مجلة The interntiona Journal Of Dermatology، فقد نشرت دراسة عام 2012 ميلاديًا، بينت فيه أن النسبة الخاصة بانتشار مرض البهاق عالمًا تتراوح بين 0.5 % إلى 2%.
وبالجدير بالذكر أن من الممكن إصابة مريض البهاق بالأمراض المناعية الذاتية الأخرى كالثعلبة والمعروفة انجليزيًا باسم Alopecia Areata، وفي العلاقة المتبادلة تتزايد فرص الاصابة بمرض البهاق كتطور طبيعي لأي مرض مناعي ذاتي أخر.
أن على تأثير المريض بمرض البهاق نفسيًا، فيجب المحافظة على صحة المُصاب النفسية ودعمه بشكل قوي، وذلك من خلال التردد بشكل مستمر على الاطباء المتخصصين في الأمراض الجلدية.
كما يجب الاتصال بالمصابين الآخرين للتعبير عن المشاعر التي يشعر بها نتيجة إصابته بهذا المرض خصوصًا في حالة شعوره بالخجل أو الحرج نتيجة للأعراض الظاهرة عليه.
شاهد أيضًا: مرض البهاق هل هو وراثي ؟
أعراض مرض البُهاق
من أهم الأعراض الظاهرة والواضحة على مريض البهاق هو ظهور بقع بيضاء على الجلد، والتي يشعر بها المريض في أي مكان في الجسم.
ولكن في الغالب تبدأ العلامات في الظهور على الأماكن التي تتعرض للأشعة الشمسية بشكل كثير، كالوجه واليدين والقدمين، ومن الممكن ظهورها بمنطقة الإبط أو بالمغبن أو بسرة البطن.
ومن الممكن ظهور البقع البيضاء بداخل فم المريض ف حالة إذا كانت يتمتع بالبشرة الداكنة، ومنهم من يفقد اللون الخاص بالفم بشكل تام.
وتنتشر البقع الفاتح لونها بشكل واضح على المُصاب بمرض البُهاق، ويصعب توقع الأماكن التي تنتشر فيها أعراض البهاق، فقد يستمر تواجدها في أماكنها مدى شهور أو أعوام أو قد تزداد وتنتشر خلال بعض الأسابيع.
وتجدر الإشارة إلى أن شعر المريض قد يتأثر فيلاحظ تغير لونه إلى اللون الأبيض في بعض الحالات، وحالات أخرى يتأثر عيناها فتتغير لونهما أيضًا.
أنواع مرض البهاق
ينقسم مرض البهاق إلى نوعين رئيسيين وهم:
بهاق غير مقطعي
والمعروف إنجليزيًا باسم Non – segmental Vitiligo، والمعروف علميًا باسم بهاق معمّم والمعروف انجليزيًا باسم Generalized.
كما يُعرف بالبهاق الثنائي الجانب والمعروف انجليزيًا باسم Bilateral، وهو النوع المنتشر بين الناس، ويلاحظ المريض ظهور بقع بيضاء كعرض للمرض بشكل تماثلي على جانبي جسمه.
بهاق مقطعي
وهو المعروف انجليزيًا باسم Segmental Vitiligo، ويُعرف علميًا باسم بهاق موضعي Localized، أو الاحادي الجانب Unilateral.
فهذا النوع الأقل انتشارًا بالمقارنة بالنوع الأول رغم انتشار بين الأطفال بشكل كبير أكثر من النوع الأول، وفيه يلاحظ المريض ظهور بقع بيضاء على إحدى جانبي الجسم.
أسباب الإصابة بمرض البهاق
يُصاب المريض بمرض البهاق بسبب التدمير للخلايا الميلانينية المعروفة انجليزيًا باسم Melanocytes، وهي الضرورية لإنتاج الصبغة الميلانينية.
وفي حالة فشل خلايا الميلانين في التكاثر أو في إنتاج الكميات الكافية من هذه الصبغة فإن اللون الخاص بالجلد يتغير للون الفاتح، ولكن حتى الآن لم يتمكن العلماء من معرفة السبب الحقيقي وراء تدمير هذه الخلايا.
ولكن يُقال إن بسبب التفاعل الذاتي من الجهاز المناعي، حيث تقوم خلايا المناعة خلايا الميلانين السليمة وتقوم بتدميرها.
وأشارت الأبحاث أن هناك عوامل عديدة تزيد من خطر الإصابة بمرض البهاق، إلا أن تواجدها في شخص لا يعني إصابته به، وتعد هذه العوامل ما يلي:
- إصابة أحد أفراد العائلة بمرض البهاق.
- الإصابة بفقر الدم الخبيث المعروف انجليزيًا باسم Prenicious Anemia.
- الفرد في النشاط الخاص بالغدة الدرقية Hyperthyroidism.
- الإصابة بداء أدسون المعروف انجليزيًا باسم Addison’s Disease.
- الإصابة بالاضطرابات المناعية الذاتية المعروفة انجليزيًا باسم Autoimmune Disorders.
شاهد أيضًا: علاج البهاق نهائيًا بالأعشاب والتغذية
الجلوتاثيون والبهاق
يعمل الجلوتاثيون كمضاد للأكسدة بالشكل القوي، والذي يتكون من ثلاث أنواع من الحمض الأميني الذي يقوموا بالاتحاد سويًا بشكل نمطي مختلف لتصنيع الانواع المختلفة من البروتينات بالجسم، والذي يتم انتاجه بالكبد على عكس المضادات الأخرى.
وللجلوتاثيون وظائف ضرورية كثيرة مثل إنتاج الدي أن ايه DNA بالجسم، والدعم القوي للجهاز المناعي، والتشكيل الأساسي للحيوانات المنوية، وللتجديد الخاص بفيتامين سي، وفيتامين E، ويساعد كبد ومرارة الإنسان على التعامل الجيد مع دهون الجسم.
واكتشف العلماء وجود علاقة بين الانخفاض الخاص بمستوى جلوتاثيون بالجسم وبالأمراض الخطيرة، ويستطيع الإنسان زيادة مستوياته بالجسم من خلال المكملات الخاصة به بوساطة الفم أو بالحقن الوريدي، وذلك بإشراف الطبيب المعالج لأنه قد يضر أكثر مما ينفع في بعض الحالات.
فوائد الجلوتاثيون للبشرة
كما ذكرنا في السطور السابقة الجلوتاثيون يعد من مضادات الأكسدة بالجسم، فيقوم بمحاربة التأثيرات الخاصة بالجذور الحرّة التي تُسبب الضرر بالجلد مما تتسبب في الإصابة بتصبغ الجلد وظهور بقع داكنة اللون، كما يساعد على نضارة بشرة الإنسان وصحتها، ومن الفوائد الخاصة بالجلوتاثيون للبشرة ما يلي:
- يساعد الجلوتاثيون على جعل البشرة نظيفة بإزالة الشوائب من عليها حتى تصبح مُشرقة.
- يعمل على تقليل المستويات الخاصة بالتصبغ في البشرة.
- يعمل كمنشط قوي للإنزيمات التي لها الدور الهام في محو سموم البشرة.
- يعمل كعلاج للنمش وحب الشباب، مع محاربة العلامات الخاصة بتقدم العمر.
- يعمل الجلوتاثيون كمرطب للجلد، ويقوم بمنع التقشير الذي يُصيبه أحيانًا.
- يدخل في علاج ما يُعرف بالصدفية، فتشير الدراسات إلى أن تناول البروتين الخاص بمصل اللبن يؤدي إلى زيادة المستويات الخاصة بالجلوتاثيون المساهمة في علاج هذا المرض.
علاقة الجلوتاثيون والبهاق وعلاجه
كما تعرفنا على مرض البهاق بأنه هو انتشار بقع بيضاء فاتحة في جسم الإنسان، والجلوتاثيون يقوم بتفتح اللون أو البشرة، كما أن هناك إبر جلوتاثيون مسؤولة عن توحيد لون جسم المريض.
ولكن يجب العلم أنها غير آمنة على الصحة، فقد ينتج عن استخدامها حدوث بعض الاعراض الجانبية الخطيرة مثل الإصابة بالتحسس الجلدي ومن ثم الإصابة بالاضطرابات في الغدة الدرقية والوظائف الكبدية التي قد ينتج عنها الإصابة بالفشل الكلوي.
ولكن يُفضل تناول الأغذية المحفزة على إنتاج الجلوتاثيون بشكل طبيعي مثل تناول الاغذية التي يكثر فيها الكبريت كالسمك والحليب ومنتجاته ولحوم البقر، وزيادة تناول فيتامين سي، والأغذية التي تحتوي على سيلينيوم بشكل كبير كالدجاج والكبدة والأرز البني.
وتناول الأغذية التي تحتوي على مادة الجلوتاثيون بكميات كبيرة كالسبانخ والأفوكادو والبامية، مع منع تناول الكحوليات، والحفاظ على ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
شاهد أيضًا: علاج مرض البهاق
وفي نهاية الموضوع وبعد أن تعرفنا على مرض البهاق، وتعرفنا على أسبابه وأعراضه وطرق علاجه، وتعرفنا على علاقة الجلوتاثيون والبهاق، عليكم فقط مشاركة هذا الموضوع في جميع وسائل التواصل الاجتماعي.