أسباب غمقان البول في الصباح
عند ملاحظة تغير لون البول خاصة في بداية اليوم، ينبغي الانتباه جيدًا لمعرفة أسباب غمقان البول في الصباح، فربما يكون الغمقان مؤشرًا لوجود مشاكل صحية بالجسم، فمن الطبيعي أن يكون لون البول بين درجتي الأصفر الباهت والأصفر العادي.
فإذا استمر تغير لونه لفترة زمنية معينة علينا مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات والتحاليل الطبية المناسبة للكشف عن الأسباب.
محتويات المقال
كيف يتكون البول؟
تقوم الكلى بعمل تنقية للدم الداخل إليها من أجل الحفاظ على عملية التوازن الكيميائي بالجسم، فتبدأ بتخليص الجسم من فوائض الماء والسموم الضارة، وترسل تلك النفايات من خلال الحالبين إلى المثانة، حيث تنقبض عضلات الحالبين وتنبسط
لإخراج البول من الكليتين إلى المثانة البولية حتى امتلائها، فعندما تمتلئ بكمية من البول قرابة النصف لتر تقوم المثانة بإرسال إشارة للمخ تحثه على القيام بعملية التبول.
شاهد أيضاً: اسباب غمقان البول للحامل في الشهر التاسع
ما هي مكونات البول؟
يتكون البول من مركبات عضوية وأخرى غير عضوية، فالمركبات العضوية بالبول تمثل بعض الهرمونات والأحماض الدهنية وحمض البول والكرياتينين واليوريا والكرياتين، أما مركبات البول غير العضوية فمنها أملاح الكبريت والمغنيسيوم والبوتاسيوم والكلور والصوديوم والفوسفور.
ويرجع لون البول لوجود صبغة مادة اليوروكروم (Urochrome) التي تنتج من نفايات الهيموجلوبين التي يقوم الجسم بتحطيمها، ومن بعض أسباب غمقان البول في الصباح هو وجود تلك المادة في البول بتركيزات عالية.
أسباب غمقان البول في الصباح للون الأحمر
ترجع أسباب غمقان البول في الصباح للون الأحمر إلى وجود بعض المشاكل الصحية مثل:
- تناول بعض أدوية مضاد الحيوي مثل ريفامبين (Rifampin) الذي يعطي لمرضى السل في الغالب، وبعض الأدوية الأخرى.
- تناول الطعام الذي يحتوي على نسبة عالية من صبغة اللون الأحمر الطبيعية مثل التوت الأحمر البري والبنجر والراوند.
- اختلاط البول ببعض نقاط الدم نتيجة الإصابة بأمراض التهابات المسالك البولية وحصوات الكلى أو بعد الأمراض السرطانية الأخرى أو الإصابة بتضخم البروستاتا.
سبب تغير لون البول للون الأخضر أو الأزرق
عندما يلاحظ المريض تغير لون بوله إلى اللون الأخضر أو الأزرق؛ يجب عليه مراجعة الطبيب فورًا لمعرفة أسباب غمقان البول في الصباح، فربما يكون مصابًا بعدوى جرثومة الزنجارية الزائفة (Pseudomonas aeruginosa).
أو يكون التغيير سببه تناول بعض الأطعمة التي تحتوي على الصبغات الصناعية، أو ربما يكون السبب هو التعرض للأصباغ الطبية المستخدمة في فحوصات المثانة والكلى، وكذلك يتغير لون البول للون الأزرق عند الإصابة بمرض فرط الكالسيوم العائلي.
اقرأ أيضاً: كم نسبة الأسيتون في البول للحامل في الشهر السابع؟
أسباب غمقان البول في الصباح عند الأطفال
يشيع تغير لون البول عند الأطفال وتعزى أسباب غمقان البول في الصباح عندهم خاصة للون البرتقالي الغامق إلى عوامل كثيرة منها؛ الإصابة بالجفاف أو باضطراب في القنوات الصفراوية أو مشاكل في الكبد، وبالتالي يحدث تركيز للبول ويتحول لونه للون البرتقالي الغامق.
كذلك يحدث الأمر مع أدوية المكملات الغذائية التي يتناولها الطفل، وتحتوي على الكثير من الفيتامينات والمعادن أو الأدوية التي تعالج الالتهابات مثل أدوية سلفاسالازين التي تغير لون بوله للبرتقالي.
أمراض تسبب غمقان البول
يُعد اعتلال الجسم بالأمراض الصحية واحدًا من أسباب غمقان البول في الصباح ومن تلك الأمراض ما يلي:
الالتهاب الفيروسي الكبدي سي
تسبب الإصابة به تغير لون البول ليصبح داكنًا، ويرجع ذلك لحدوث خلل في وظائف الكبد فلا يتمكن الكبد من معالجة النفايات الموجودة به، ومن المعلوم أن انتقاله يتم عن طريق الدم وكذلك عبر الممارسات الجنسية مع شخص حامل للمرض.
وتظهر على المريض بعض الأعراض الأخرى غير غمقان البول والتي منها ارتفاع درجة حرارة الجسم وآلام بالمعدة مع الشعور بحالة من الغثيان والقيء.
العدوى البكتيرية للجهاز البولي
وهي من الأمراض الشائعة التي تحدث عندما تخترق بعض أنواع البكتيريا أجزاء الجهاز التناسلي، وتصيب الكلى أو المثانة أو الحالب مما ينتج عنه حدوث التهابات، وهو من أسباب غمقان البول في الصباح.
وتكون النساء عرضة أكثر للإصابة بالعدوى البكتيرية؛ بسبب قِصَر مجرى البول لديهن الذي يُمَكن البكتيريا من الوصول سريعًا للمثانة أو الكلى، وتظهر الأعراض على المصاب في الشعور بالحاجة المُلحة للتبول بكثرة مع الإحساس بحرقان أثناء التبول وألم في البطن.
مرض فقر الدم الانحلالي
يقوم الطحال بتحطيم الخلايا التالفة لكريات الدم الحمراء والتخلص منها بشكل طبيعي فيما يعرف بعملية انحلال الدم، لكنه في بعض الأحيان يحدث تدمير لخلايا كريات الدم الحمراء بعدد كبير عن طريق الخطأ؛ مما يصيب الشخص بمرض فقر الدم الانحلالي.
وقد تُعزي أسبابه لوجود أمراض وراثية مثل؛ مرض الخلايا المنجلية أو الثلاسيمية، ومن أعراضه الأخرى حدوث التهابات بالعضلات والمفاصل والشعور بحكة في الجلد مع ارتفاع في درجات الحرارة وآلام المعدة والغثيان والقيء.
عقاقير طبية تغير لون البول
قد يكون تناول بعض العقاقير الطبية لعلاج الأمراض له علاقة مباشرة بأسباب غمقان البول في الصباح، ومن تلك العقاقير:
عقار الفينازوبيريدين
الذي يسبب غمقان البول للون البرتقالي، وهو دواء يستخدم في علاج التهابات المسالك البولية حيث يعمل كمسكن ومخدر للآلام.
عقاقير الملينات (Laxative)
التي تستخدم في علاج الإمساك خاصة تلك الأنواع التي تحتوي على نبات السنا (Senna)، فهي من أسباب غمقان البول في الصباح.
عقار بريماكوين
وهو من الأدوية التي تغير لون البول إلى اللون البني، ويستخدم هذا العقار في علاج مرض الملاريا.
عقار بروبوفول
عند تناول هذا العقار يتغير لون البول إلى اللون الأزرق أو الأخضر.
عقار ريفامبين
الذي يستخدم في علاج مرض السل، فهو يغير لون البول إلى اللون الأحمر.
عقاقير المكملات الغذائية
التي تحتوي على الفيتامينات وبخاصة فيتامين B و C والمعادن، حيث يحتوي البول على كميات منهم مما يتسبب في تحوله للون الداكن.
عقاقير السلفاسالازين
التي تستخدم في علاج الالتهابات فهي من أسباب غمقان البول في الصباح.
نصائح صحية مفيدة
من بين النصائح التي تحافظ على صحة وسلامة الجهاز التناسلي والجسم بشكل عام، وتحمينا من جملة من الأمراض ما يلي:
- شرب الماء بكميات كافية حتى لا يتعرض الجسم للجفاف الذي هو من أسباب غمقان البول في الصباح، ويمكننا معرفة درجة الجفاف من خلال ملاحظة درجة الغمقان، فكلما كان الجفاف شديدًا كلما كان البول أغمق بفعل زيادة تركيز مادة اليوروكروم بالبول.
- عدم ممارسة الرياضة العنيفة التي تسبب إصابة عضلات الجهاز التناسلي بالارهاق وتحول لون البول للداكن.
- تجنب المشروبات المهيجة للجهاز البولي عند الشعور بمشاكل فيه، مثل القهوة والمشروبات الغازية و الكحولية.
- ارتداء الملابس الداخلية القطنية، والبعد عن الملابس الضيقة غير القطنية التي تسبب التعرق وتجمع الرطوبة وبالتالي نمو البكتيريا والفطريات.
- الحرص على النظافة الشخصية لتجنب حدوث العدوى البكتيرية.
- تجنب ممارسة العلاقة الحميمة عند الإصابة بأمراض الالتهابات أو العدوى البكتيرية، لأن ذلك يؤدي إلى تفاقم الأزمة ويعمل على نقل المرض للطرف الآخر.
شاهد من هنا: أسباب حرقان البراز والبول وعلاجه
إن أسباب غمقان البول في الصباح كثيرة ومتنوعة؛ فبعضها يرجع لوجود مشكلة مرضية تتفاوت حدتها بين البسيطة والمزمنة، وبعضها يرجع لأسباب طبيعية لا تدعو للقلق، كتناول طعام معين أو مشروب أثر على درجة لون البول وسبب الغمقان، وعلى كلٍ فإن الحفاظ على الصحة وإتباع الإرشادات يجعلنا ننعم بعافية الأبدان وسلامتها.