مفهوم الاستنساخ والتعديل الوراثي بالتفصيل
مفهوم الاستنساخ والتعديل الوراثي بالتفصيل، أصبح العلم هو لغة العصر، وقوة الدول تعتمد على علمائها ومدى اعتمادها على العلم، والاستنساخ والتعديل الوراثي من الأمور التي بحث فيها علماء كبار وكانت النتائج مفاجئة، ومازال العلماء يواصلون أبحاثهم للوصول لنتائج أفضل.
محتويات المقال
مفهوم الاستنساخ
- يعرف الاستنساخ في اللغة على أنه إنتاج نسخة طبق الأصل سواء كان هذا الأصل كائن حي أو برامج أو وسائط رقمية.
- الاستنساخ في العلوم هو عملية بيولوجية يتم فيها الحصول على كائنات حية لها نفس المادة الوراثية طبق الأصل من كائن حي آخر.
- يحدث الاستنساخ بشكل طبيعي في الكائنات الحية دون تدخل من البشر من خلال عملية التكاثر ذاتيا التي تتميز بها بعض الكائنات الحية مثل بعض أنواع البكتيريا والحشرات والنباتات.
- عملية الاستنساخ نفسها تحدث عن طريق الحصول على نسخة مطابقة تماما من المادة الوراثية للكائن الحي المراد استنساخه، عن طريق بويضة تم إفراغها من الكروموسومات ثم زرع بها خلية عادية، وتنقسم الخلية بشكل طبيعي ذاتيًا.
- بعد ذلك يتم إعادة ملء الخلية بخلية أخرى كاملة النمو من كائن حي آخر، ويتم زراعتها في رحم الأنثى البالغة ليعطي بعد ذلك كائن حي له نفس المادة الوراثية من صاحب الخلية المزروعة.
شاهد أيضًا: ما هو الـ RNA بالتفصيل ؟
أنواع الاستنساخ
1- الاستنساخ الجيني
- تقوم فكرة الاستنساخ الجيني على الحصول على جينات معينة بالتحديد من الكائن الحي وزرعها في خلية جنينية من كائن حي آخر مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات.
- ثم توضع الخلية الناتجة في ظروف خاصة داخل المختبر لتنقسم الخلية وتنتج كميات كبيرة من المادة الوراثية المرغوبة، يكون الهدف من ذات النوع هو دراسة الجينات المختلفة.
2- الاستنساخ الإنجابي
- في هذا النوع يكون الغرض هو الحصول على كائن حي كامل وليس عدة خلايا مثل الاستنساخ الجيني.
- في هذا النوع يتم الحصول على خلية كاملة النمو بها عدد كامل من الكروموسومات ودمجها مع بويضة خالية من الكروموسومات، ثم زرع هذه البويضة الناتجة في رحم أنثى بالغة.
- تحمل الأم البديلة وتلدها ويكون المولود الجديد يحمل نفس المادة الوراثية من الكائن الحي الذي تم الحصول منه على الخلية كاملة العدد من الكروموسومات، وهذه الطريقة هي التي تم اعتمادها عندما تم استنساخ النعجة دوللي.
3- الاستنساخ العلاجي
- يشبه هذا النوع الاستنساخ الإنجابي، لكن الهدف مختلف حيث أن الاستنساخ العلاجي يهدف إلى إنتاج الخلايا الجذعية والتي تكون في البويضة التي تم زراعة بها خلية ناضجة.
- تتميز الخلايا الجذعية بقدرتها على الانقسام مما يجعلها مفيدة في علاج الأمراض المختلفة والمستعصية ولكن الخلايا الجذعية محل خلاف أخلاقي بين العلماء.
- بعض الأبحاث أشارت إلى حدوث بعض الطفرات في الخلايا الجذعية وتحولها إلى خلايا سرطانية، ولذلك فهذا النوع من الاستنساخ مازال تحت البحث والدراسة.
فوائد الاستنساخ
- من أهم فوائد الاستنساخ هو الحفاظ على السلالات النادرة والمعرضة للانقراض، بهدف تعزيز إنتاجها واستمرارها في الدورة البيئية للحياة، حتى لا يسبب انقراضها أي آثار جانبية على البشرية.
- يفيد الاستنساخ في التجارب العلمية خاصة على حيوانات الاختبار للتجارب عليها ودراستها وتحديد مدى فاعلية التجربة حتى يتم تجربتها على البشر.
- يمكن استخدام الاستنساخ في زيادة إنتاج العقاقير من الكائنات المعدلة وراثيًا.
- يعمل الباحثون الآن بشكل مكثف على زيادة استخدام عملية الاستنساخ في مجال الغذاء من خلال إنتاج كميات كبيرة ذات قيمة غذائية عالية.
مفهوم التعديل الوراثي
- التعديل الوراثي أو الهندسة الوراثية يكون عن طريق التدخل البشري في إدخال بعض الصفات الجينية الجديدة التي كانت غير موجودة فيه من قبل، ويصبح هذا الكائن كائن معدل وراثيًا.
- أجريت أبحاث التعديل الوراثي على أنواع عديدة من الكائنات الحية بما فيها النباتات الحيوانات ومازالت التجارب على البشر وظهرت بعض النتائج الجيدة في ذلك المجال.
فوائد التعديل الوراثي
- فوائد التعديل الوراثي عديدة ومختلفة وقد استخدم الإنسان التعديل الوراثي منذ قديم الأزل لإنتاج سلالات جديدة تساعده على البقاء.
- من فوائد التعديل الوراثي زيادة الإنتاج وزيادة سرعة النمو بشكل أعلى من الطبيعي، كما يمكن الحصول على سلالات جديدة لها مقاومة أمراض اعلى وحجم وقيمة غذائية أكبر سواء كان الكائن الحي المعدل نبات أو حيوان.
- أما في البشر فتجري الأبحاث حول التعديل الوراثي في البشر بإضافة أو إزالة بعض الصفات الجينية لكن مازالت هذه الأبحاث غير مؤكده.
شاهد أيضًا: موضوع عن الهندسة الوراثية كامل
تطبيقات التعديل الوراثي
1- في مجال الطب
- يتم استخدام التعديل الوراثي في إنتاج كميات كبيرة من الأنسولين، والذي يعتبر هو أول الأدوية التي تدخل البشر في تعديلها وراثيًا.
- إنتاج الهرمونات خاصة هرمون النمو عن البشر.
- إنتاج الأمصال واللقاحات مثل لقاح فيروس الكبد الوبائي B
- تطبيقها على فئران المختبر تحديد مدى مقاومتها لبعض الأمراض وإنتاج العلاجات والعقاقير الطبية.
2- في مجال الصناعة
- تستخدم تقنيات التعديل الوراثي في صناعات الجبن والخميرة والوقود بهدف زيادة الإنتاج وإنتاج منتج جديد ومختلف وأكثر كفاءة.
- يعمل الباحثون على تطوير فكرة إنشاء مصانع بيولوجية تعمل على إنتاج الهرمونات والأنزيمات باستخدام التعديل الوراثي.
3- في مجال الزراعة
- استخدام التعديل الوراثي في مجال الزراعة من أقدم التعديلات الوراثية التي استخدمها الإنسان خاصة في مجال النباتات وإنتاج سلالات جديدة.
- يعمل العلماء على تطوير مقاومة النباتات للآفات الزراعية وإنتاج أحجام وكميات كبيرة وإنتاج سلالات جديدة.
تطبيقات أخرى
يتم استخدام تقنيات التعديل الوراثي في العديد من التطبيقات مثل بطاريات الليثيوم وعلى بعض أنواع البكتيريا لاستخدامها في إنتاج الصور وإدخال التعديل الوراثي على بعض الحيوانات والأسماك حتى يظهروا بألوان معينة براقة.
مفهوم الاستنساخ والتعديل الوراثي بالتفصيل
- لا يفرق كثيرًا علماء الوراثة بين الاستنساخ وبين التعديل الوراثي وإن كان الاستنساخ يحدث في الطبيعة دون تدخل البشر والتعديل الوراثي لابد أن يقوم الإنسان باختيار الصفات الجينية المراد تعديلها.
- في الاستنساخ يتم الحصول على نسخة طبق الأصل لها نفس المادة الوراثية من الكائن الحي، أما في التعديل الوراثي لا يشترط الحصول على نفس الصفات الجينية حتى أنه قد يكون الكائن المعدل وراثيًا أفضل وأقوى في الصفات الجينية.
- يفيد كلا من الاستنساخ والتعديل الوراثي الباحثين بشكل كبير في مسألة تطوير العلاجات ومكافحة الأمراض وذلك من خلال إنتاج سلالات جديدة قادرة على مقاومة الأمراض وزيادة مناعتها.
- يلزم في عملية الاستنساخ وجود رحم أنثى بالغة تتم فيه زراعة البويضة الجديدة، لكن في التعديل الوراثي لا يلزم وجود رحم ويمكن إجراء عملية التعديل في المختبرات، وهناك أبحاث جارية على إتمام عملية الاستنساخ داخل المختبر دون الحاجة إلى رحم.
- يعمل العلماء على استخدام تقنيات الاستنساخ والتعديل الوراثي معًا لإنتاج سلالات جديدة كليًا تحمل بعضًا من صفات الكائنات الحية الموجودة أو حتى تحمل صفات جينية جديدة كليًا.
مخاطر الاستنساخ والتعديل الوراثي
- يؤكد عدد ليس بالقليل من علماء الوراثة أن تقنيات الاستنساخ والتعديل الوراثي حتى وأنها تفيد الإنسان في كثير من النواحي، إلا أنها تضعفه وسوف تؤثر عليه مستقبلًا، خاصة النسخ المعدلة وراثيًا.
- قد تؤثر السلالات الجديدة بشكل غير مباشر في حدوث خلل في الدورة البيئية.
- بعض العلماء أجروا أبحاثًا عدة على النباتات المعدلة وراثيًا ووجدوا أنها مضرة بصحة الإنسان ولا تحمل نفس القيمة الغذائية التي يحملها النبات الأصلي.
- أن مسألة التعديل الوراثي وعملية انتقاء صفات جينية محددة هي مسألة أخلاقية ومحل جدل بين العلماء، كما الحال كذلك أيضًا في تقنية الاستنساخ العلاجي باستخدام الخلايا الجذعية.
- بعض الأبحاث تؤكد أن بعض الأخطاء التي قد تحدث عن الاستنساخ أو التعديل الوراثي قد تؤدي إلى حدوث طفرات خطيرة وظهور أمراض جديدة يصعب علاجها.
- بعض العلماء حاولوا خلط المادة الوراثية من البشر مع النبات لإنتاج ما يسمى بالإنسان الأخضر أو الإنسان الكلوروفيل وهو ما يؤدي لاختلاط الأجناس.
الاستنساخ والتعديل الوراثي في الإسلام
- يقول الدكتور عبد الخالق محمد إن محاولة استنساخ البشر باستخدام التقنية المتبعة حاليًا يعد أمرًا صعبًا وتقريبا كل المحاولات لعملية استنساخ إنسان باءت بالفشل وظهر بها عيوب وآثار جانبية شديدة الخطورة.
- رغم المحاولات الحثيثة من العلماء لمحاولة استنساخ البشر، إلا أن ذلك يعد تدخلًا صريحًا وتعديًا على الآية الكريمة “هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء”.
- كان قد أصدر مجمع البحوث الإسلامية في القاهرة تحريمًا بشأن محاولات استنساخ البشر ويجب منعه بكافة الأشكال، كذلك أفتى الشيخ يوسف القرضاوي بحرمانية استنساخ البشر.
شاهد أيضًا: فوائد الخلايا الجذعية للإنسان
في نهاية رحلتنا مع مفهوم الاستنساخ والتعديل الوراثي بالتفصيل، نؤكد على أن الاستنساخ والتعديل الوراثي من أبرز القضايا العلمية والتي أخذت جدلًا واسعًا بين العلماء، وسواء كان الاختلاف أو الاتفاق حول إمكانية استخدام هذه التقنيات، إلا أن مازال العلم والأبحاث لديه الكثير مما يخبئه للبشر.