قصص اكتئاب ما بعد الولادة
قصص اكتئاب ما بعد الولادة، يعرض موقع مقال maqall.net قصص اكتئاب ما بعد الولادة باعتبارها مفيدة لمن تمر حديثًا بتجربة مشابهة.
محتويات المقال
ما هو اكتئاب ما بعد الولادة؟
يُعرف اكتئاب ما بعد الولادة كالتالي:
اكتئاب ما بعد الولادة عبارة عن خليط من اختلالات جسمية ونفسية تعانيها النساء بعد الولادة.
ويعتبر أحد صور الاكتئاب الشديد الذي يبدأ خلال شهر من الولادة.
ويعتبر اكتئاب ما بعد الولادة شديد الصلة بالتغيرات التي تقع عند الإنجاب.
من معروف أن مناسيب الهرمونات الأنوثة التناسلية تزيد بصورة مضاعفة أثناء الحمل.
ثم تنخفض بشكل حاد بعد الولادة.
بالإضافة إلى هذه التغيرات، فإن التغيرات النفسية للولادة تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب.
كما يمكنك التعرف على: اعراض الاكتئاب وعلاجه
قصص اكتئاب ما بعد الولادة
هناك نسبة من السيدات ليست بقليلة يتعرضن لاكتئاب ما بعد الولادة، ويما يلي نعرض قصص بعضهن:
1- قصة محامية مع اكتئاب ما بعد الولادة
هبة محامية نشيطة تبلغ من العمر 32 عامًا تحكي في قصتها الآتي:
كنت متزوجة منذ أكثر من عامين وكنت في انتظار طفلي الأول.
كان لديَّ تاريخ من الاكتئاب واضطراب القلق العام.
وقد خضعت لمزيج من الأدوية والعلاج السلوكي المعرفي لسنوات عديدة.
وقد قررت في الأشهر التي سبقت الحمل أن أتوقف عن تناول الدواء تحت إشراف طبيبي النفسي.
واصلت علاجي الأسبوعي، وكنت في الغالب نشيطة ومتفائلة ومبهجة أثناء طوال فترة الحمل.
ولحسن الحظ أنجبت طفلاً يتمتع بصحة جيدة.
بعد الولادة بدأت أشعر بالحزن والارتباك، وابكي باستمرار.
كثيرا ما شعرت بالعصبية، وأنني على حافة الانهيار.
استمر هذا الشعور في الأسابيع العشرة الأولى بعد ولادة الطفل.
للأسف كان لديَّ دعم محدود؛ فقد انفصل والدايَّ، وكانت والدتي تعيش في مدينة أخرى.
أما أهل زوجي فهم أكبر سناً بكثير وكانوا يعانون من العديد من المشاكل الصحية.
ذهبت لرؤية طبيب النفسي، وكات أبكي بشدة، وكان لديَّ شعور بأني أم فاشلة.
الطفل يبكي بلا انقطاع، وبالكاد أنام لبضع ساعات يوميًا.
لقد كافحت من أجل جعل الطفل يرضع بدون لبن صناعي.
كان لدى الطفل مستوى عالٍ من البيليروبين وكان يعاني قليلاً من اليرقان الوليدي فوجدتني ألوم نفسي!.
تكملة قصة محامية مع اكتئاب ما بعد الولادة
انتابني شعور بأنني غير قادرة على تهدئة طفلي، وأصابني الإحباط.
كنت أعاني خوفًا شديدًا من فكرة الموت المفاجئ للرضع لدرجة أنني بالكاد كنت أسمح لنفسي بالنوم.
حاول زوجي أن يكون داعمًا، لكنه شعر بالإرهاق من كل شيء.
ذهبنا لرؤية الطبيب النفسي معًا كزوجين للحصول على المشورة.
وضع الطبيب خطته العلاجية على عدة محاور بما في ذلك العلاج المعرفي السلوكي.
تضمن العلاج المعرفي جلسات استرخاء يومية مدتها 15-20 دقيقة.
كان علينا إقناع والدتي بالبقاء معنا لبضعة أسابيع.
وقد تفهم زوجي خطورة الوضع، وعرض أخذ إجازة من العمل والقيام ببعض الوجبات الليلية.
قررت العودة إلى مضادات الاكتئاب السابقة لأنها كانت مفيدة للغاية في الماضي. انضمت أيضًا إلى مجموعة دعم الأمهات الجدد، واستمريت في العلاج المعرفي السلوكي الأسبوعي.
خلال الأشهر القليلة التالية كنت أمارس الرياضة أكثر، وأحصل على مزيد من النوم والدعم.
لقد تحسنت بشكل ملحوظ في الحالة المزاجية والطاقة.
كذلك تلقيت بعض النصائح حول التدريب على النوم من طبيب الأطفال.
ومن الجدير بالذكر أنه مع الوقت تحسنت الأمور وأصبحت حياتنا طبيعية إلى حدٍ كبير.
اقرأ من هنا عن: أعراض الاكتئاب الجسدية عند النساء
2- تجربة مريم مع اكتئاب ما بعد الولادة
بدأت مريم البالغة من العمر 28 عامًا تقص تجربتها ضمن قصص اكتئاب ما بعد الولادة، فقالت:
عندما قررت أنا وزوجي إنجاب طفل لم أكن متأكدة بعض الشيء لأنني لإصابتي بالانتباذ الرحمي الباطني.
اعتقدت أن الأمر لن يكون سهلًا، لكن انتهى بي الأمر بالحمل بسرعة كبيرة.
كنَّا متحمسين جدا، كنت أتخيل دائمًا مدى سعادتنا عندما يولد طفلي.
لم يكن يسعني الانتظار لرؤيته، وتقبيله، ما لم أكن أعرفه هو أنه في بعض الأحيان لا ينتهي الأمر بهذه الطريقة.
الحقيقة أنه لم يسبق الاعتناء بالأطفال، فكنت محتارة كثيرًا ماذا أفعل.
أتذكر المرة الأولى التي كنت فيها بمفردي في المستشفى؛ فقد كنت دائما اتصل بالممرضات لأن طفلي يبكي.
شعرت بالغباء لأني لا استطيع الاعتناء بابني.
وُلد ابني مبتسرًا، وقضينا معه ما يقرب من أسبوع في المستشفى.
كانت والدتي قد أخذت إجازة لبضعة أسابيع من العمل لمساعدتي لأن زوجي اضطر للعودة إلى العمل عندما عُدنا إلى المنزل.
تكملة تجربة مريم مع اكتئاب ما بعد الولادة
لسبب ما كنت أعاني القلق في الليل أو عندما تغادر أمي حتى في وجود زوجي.
لم أخبر أحدا قط لأنني لا أريد أن أبدو مجنونة.
الحقيقة هي أنني لم أكن سعيدًا بأي شيء، كنت أتمنى أن تتحسن الأمور، وتختفي هذه المشاعر.
لسوء الحظ كانت الأمور تزداد سوءًا.
بدأت أشعر وكأنني أعيش في حلم لا أستطع الاستيقاظ منه.
لم أشعر كأم، ولا أشعر بأنني مثل نفسي، وغالبًا ما كنت أتظاهر بالسعادة لكن لم ينجح الأمر.
كنت مرتبكة، ومرهقة للغاية لرعاية طفل، ومحاولة الحفاظ على المنزل نظيفًا إلى حد ما.
لقد تجاهلت تمامًا كل شيء حولي، بما في ذلك أنا وزوجي؛ فقد تركز كل انتباهي على طفلي.
في النهاية انهار كل شيء.
أدركت لاحقًا أنني لا أتصرف مثلي.
باقي تجربة مريم مع اكتئاب ما بعد الولادة
لم يكن من الصواب التظاهر بالسعادة عندما لا تكون كذلك، وليس لديك فكرة عن السبب.
بدأت أشعر أنني أرغب في ترك كل شيء والمغادرة، ولم أكن متأكدة من السبب.
كنت أغضب عندما يبكي طفلي دون توقف، مما دفعني أحيانًا إلى الصراخ في وجهه.
بالرغم من أنني كنت أعلم أنه لم يكن خطؤه لكنني كنت أفقد أعصابي رغمًا عني.
أيضًا كنت أشعر بالضيق وأبدأ في البكاء، أحيانًا لأيام أو بدون سبب على الإطلاق.
كان بكائي سيئًا للغاية لدرجة أنني كنت أضطر إلى التغيب عن العمل.
بمجرد أن أبدأ في البكاء كان لا يسعني التوقف رغم كل محاولاتي.
انتهى بي الأمر بالاتصال بطبيبي للحصول على موعد.
بدأت أشك في أنني أعاني من اكتئاب ما بعد الولادة لكني لم أكن أعرف الكثير عنه.
عندما خضعت لاختبار الاكتئاب.
لقد صدمت أنني كذبت عندما ملأت الورقة من قبل لأنني اعتقدت أنني سأتحسن.
هذه المرة كان علي أن أكون صادقة في اجاباتي.
تم التشخيص الحالة باكتئاب ما بعد الولادة وبدأت في تناول الأدوية.
بالرغم من بدأ العلاج كنت لا أزال أتغيب عن العمل بسبب بكائي.
اضطررت لقيام بإجازة دون أجر من العمل حتى سيطرت على نفسي.
استغرق الأمر حوالي ثلاثة أشهر حتى أبدأ في التحسن.
بشكل عام، كان على الطبيب زيادة جرعة دوائي ثلاث مرات.
في بعض الأحيان ما زلت أشعر أنني لست مثلي تمامًا.
بعد حوالي تسعة أشهر من الولادة أشعر أنني الآن في مكان جيد حقًا.
أنا سعيدة حقًا، وأشعر أن لدي علاقة حقيقية مع ابني الآن.
ربما جعلني كل هذا شخصًا أفضل مما كنت عليه قبل أن أنجب طفلاً.
لسوء الحظ، لا أحد يتحدث عن اكتئاب ما بعد الولادة، ولا ينبغي أن يكون هذا موضوعًا صامتًا.
تمنيت أن يكون هناك مكان يمكنني فيه التحدث مع أشخاص آخرين حول ما مررت به.
علامات اكتئاب ما بعد الولادة
قد يصعُب اكتشاف أعراض اكتئاب ما بعد الولادة؛ حيث يعاني نسبة كبيرة من النساء من هذه الأعراض بعد الولادة:
- مشاكل في النوم
- تغيرات الشهية
- التعب الشديد
- انخفاض الرغبة الجنسية
- تغيرات مزاجية متكررة
كما يمكنك التعرف على: أفضل الطرق لعلاج الاكتئاب البسيط بدون أدوية
وجدير بالذكر إن قصص اكتئاب ما بعد الولادة، وتعافي الأمهات منه تُعد مفيدة لمن تعاني حديثًا من نفس المشكلة.