الشيزوفرينيا وأنواعها
من أصعب أنواع الطب هو الطب النفسي، حيث تتشعب فيه الأمراض والحالات، والأمراض فيه تكون أيضًا معقدة وقد تحتاج إلى وقت وجهد كبير من الطبيب، للوصول إلى وضع الشفاء لمرضاه، ومن الأمراض الشهيرة في مجال الطب النفسي هو مرض الشيزوفرينيا، وهو موضوع مقالنا هذا.
محتويات المقال
الشيزوفرينيا وانواعها
الشيزوفرينيا هو الفـصام وهو اضطراب حاد في الدماغ يشوه طريقة الشخص المصاب به في كل من التفكير والتصرف والتعبير عن مشاعره والنظر إلى الواقع والعلاقات المتبادلة بينه وبين المحيطين به.
والأشخاص المصابون بمرض الفصام يعانون شكل عام من مشاكل وظيفية في المجتمع، وفي مكان العمل، وفي المدرسة وفي علاقاتهم مع زوجاتهم وأزواجهن.
ومرض الفصام قد يسبب للمصابين به الخوف والانطواء على النفس، وهو مرض مزمن يلازم المصاب به طوال فترة حياته، ولا يمكن معالجته، ولكن يمكن السيطرة عليه بواسطة العلاجات الدوائية المناسبة.
ويتصور المصابين بمرض الفصام أن العالم المحيط بهم معقد ومركب بين خليط كبير من الأفكار، والمناظر والنغمات، وقد يكون السلوك المميز للأشخاص المصابين بهذا المرض غريبا جدًا، بل مرعبا أحيانا.
شاهد أيضًا: أعراض انفصام الشخصية عند المراهقين
أنواع الشيزوفرينيا
- فصام المطاردة: ويكونون فيه المرضى غارقين في أوهام عن أنهم ملاحقون مطاردون من قبل شخص آخر.
- ومع ذلك تبقى طريقة تفكيرهم كلامهم ومشاعرهم عادية جدًا.
- فصام لا منتظم: ويعاني المرضى فيه من الشعور بالارتباك ومن مشاكل في الاتصال والتواصل مع الآخرين.
- وأيضًا يعانون من الكلام الغير واضح، ويظهرون دائمًا كأنهم عديمي المشاعر والحساسية.
- وذو سلوكيات غير ملائمة أحيانًا، يبدون صبيانيين وتصرفاتهم تبدو سخيفة تافهة.
- فصام جامودي: تظهر لدى مرضى هذا النوع أعراض جسدية واضحة ومميزة.
- فهم محدودون من حيث الحركة غالبًا، ولا يستجيبون للمؤثرات المختلفة التي تدور من حولهم.
- وقد يصبح جسم الشخص المصاب بهذا النوع من الفصام، صلبًا ومتحجرًا، فلا يرغب في مجرد محاولة الحركة.
- وأحيانًا يظهر الأشخاص المصابون بهذا النوع حركات غريبة أو أوضاع غريبة في الوقوف أو الجلوس، كما يميلون إلى إيذاء أنفسهم.
- فصام لا متميز: هذا نوع فرعي ويتم تشخيصه عندما تكون الأعراض التي يظهرها المريض غير واضحة ولا تعبر عن أي من الأنواع الثلاثة السابقة.
- فصام متبقي: أعراض المرض في هذا النوع تكون قد تقلصت.
- وأي أعراض أخرى للمرض ما زالت موجودة لكنها أخف مما كانت عليه في التشخيص الأولي للمرض.
أعراض الفصام
تتكون أعراض الفصام من عدة عوامل بداية من التغيرات التي تحدث في شخصية المريض.
وقدراته وحتى إظهار تغييرات في التصرفات وملاءمتها للأوضاع المختلفة، وعند ظهور الفصام للمرة الأولى يكون ظهور الأعراض فجائيًا وحادًا.
والمقصود هو أن الأعراض واضحة وظاهرة للمريض، وهي لا تظهر لدى الأشخاص الذين لا يعانون من الفصام، وهذه الأعراض تسمى أحيانا الأعراض النفسية وتشمل الأوهام، والهلوسة، وأعراض الارتباك والبلبلة الخاصة بالفصام، وتتمثل أيضا الأعراض في:
- تركيب جمل غير منطقية أو استعمال كلمات ليس لها معنى، الأمر الذي يصعب على الشخص المصاب بالفصام التواصل مع المحيطين به.
- الانتقال السريع من موضوع إلى آخر أو من فكرة إلى أخرى.
- بطء في الحركة.
- عدم القدرة على اتخاذ القرارات.
- الانشغال الزائد بكتابة لا معنى لها.
- الميل إلى نسيان أمور معينة أو فـَقد أشياء.
- تكرار حركات أو إيماءات، مثل المشي ذهابًا وإيابًا أو المشي بشكل دائري.
- صعوبات في التفكير بشكل منطقي وفهم ظواهر يومية، كنغمات أو ضجيج ومشاعر.
الأعراض السلبية للفصام
يقصد بالأعراض السلبية هي غياب بعض الأعراض التي يمكن ملاحظتها عند الأشخاص المصابين بالفصام، وتشمل هذه الأعراض على الآتي:
- انعدام الإحساس أو التعبير عن المشاعر، أفكار وحالات مزاجية لا تتلاءم مع الوضع القائم.
- الانسحاب من الحياة العائلية، والحياة الاجتماعية والنشاطات الاجتماعية.
- نقص في الطاقة ونقص أيضًا في الدافعية.
- فقدان المتعة أو الاهتمام بالحياة نظرًا لقيام الشخص بعمل عادات روتينية سيئة.
- وجود مشاكل في الأداء الوظيفي، سواء في المدرسة أو في العمل أو في أي نشاطات أخرى.
- تقلب الحالة المزاجية للشخص، أي يتحول من حالة إلى حالة أخرى.
- جمود في المشاعر التي يتم التعامل فيها بين أفراد المجتمع.
شاهد أيضًا: كيف اتعامل مع مريض الذهان ؟
أسباب وعوامل خطر الفصام
إن السبب الرئيسي للفصام هو لا يزال حتى لآن غير معروف، أما المعروف فهو أن مرض الفصام.
مثل السرطان أو السكري، هو مرض حقيقي له أساس بيولوجي، ولا ينشأ مرض الفصام من جراء فشل تربوي من جانب الأهل أو نتيجة ضعف في الشخصية.
وقد كشف الباحثون عن عدة عوامل قد يكون لها دور في تكوّن مرض الفصام، من بينها: الوراثة، عمليات كيميائية في الدماغ، شذوذ في بنية الدماغ، العوامل البيئية.
تشخيص مرض الفصام
في حال ظهور أعراض قد تدل على وجود الفصام، يقوم الطبيب المعالج بإجراء فحص جسماني شامل ويستعرض التاريخ المرضي للمريض.
وبالرغم من عدم توفر فحوصات مخبرية قادرة على تأكيد الإصابة بالفصام فيقوم الطبيب في هذه الحالة بإجراء عدد من الفحوصات المختلفة.
مثل فخص التصوير بالأشعة السينية، وإجراء فحوصات دم مختلفة، وذلك بهدف نفي احتمال كون الأعراض ناجمة عن الإصابة بمرض آخر له نفس الأعراض كالفصام.
في حالة عدم قدرة الطبيب على الكشف عن مرض آخر قد يكون سبب لظهور أعراض المرض.
فقد يقوم بتوجيه المريض إلى الفحص لدى طبيب نفسي، معالج نفساني، أو متخصصين آخرين في مجال الصحة النفسية، حيث إنهم تلقوا التدريب المناسب لتشخيص ومعالجة الأمراض النفسية المختلفة.
يجري الطبيب النفسي مقابلة أعدت خصيصًا، وبأدوات وأدوية تقييم خاصة، بهدف تقييم الشخص وتحديد ما إذا كان يعاني فعلًا من اضطراب نفسي، ويحدد الطبيب المعالج تشخيصه.
وفقًا لتقرير المريض حول الأعراض التي تظهر لديه. وبالإضافة إلى ذلك، يقوم الطبيب بمراقبة المريض بهدف تشخيص تصرفاته.
ويحتم تأكيد التشخيص بأن الشخص مصاب بمرض الفصام فقط وفي حالة ظهور أي أعراض واضحة ومميزة للمرض لمدة لا تقل عن ستة أشهر.
علاج الفصام
يهدف علاج الفصام إلى تقليل الأعراض، تخفيف حدتها وتقليص احتمال تكرار الفصام، أو رجوع الأعراض من جديد، والتخفيف احتمال منه تسوية هذه السنية.
تشمل معالجة مرض الفصام:
- المعالجة الدوائية التأهيل: تشمل التركيز في تطوير المهارات الاجتماعية، والتدريب المحترف عليها ما يساعد مرضى الفصام على الاندماج وأداء مهامهم في المجتمع وعيش حياة مستقلة، قدر الإمكان.
- المعالجة النفسية الفردية: التي تهدف إلى مساعدة المريض على فهم المرض الذي يعاني منه.
- وذلك بطريقة أفضل، ومساعدته على مواجهة المشكلة وتطوير وسائل لحلها.
- المعالجة العائلية: وهي تهدف إلى مساعدة عائلة المريض على التعامل بشكل أفضل.
الوقاية من الفصام
- لا يتوفر حتى اليوم، أي علاج يمكنه منع ظهور مرض الفصام، ولكن تشخيص مرض الفصام في مرحلة مبكرة.
- والاعتماد العلاج المناسب يمكن أن يقلل من احتمال تكرار النوبات ومنع الحاجة إلى الرقود في المشفى.
شاهد أيضًا: ما هو مرض الشيزوفرينيا؟
وفي نهاية موضوعنا الشيزوفرينيا وأنواعها نتمنى أن يكون الموضوع قد نال إعجابكم، وللتواصل يرجى ترك تعليق اسفل المقالة.