كيف نظم الإسلام التعاون وشجع عليه
كيف نظم الإسلام التعاون وشجع عليه وما هي أهمية التعاون، وأثار تطبيقه على الفرد والمجتمع، أسئلة كثيرة نجيب عنها عبر موقعنا maqall.net، فالتعاون من الصفات الرائعة التي تحث عليها جميع الأديان السماوية وخاصة ديننا الحنيف.
محتويات المقال
كيف نظم الإسلام التعاون وشجع عليه
التعاون لغويًا هو العون وتقديم المساعدة للآخرين، ويعد صفة من صفات حسن الخلق التي يحثنا عليها إسلامنا، كما إنه انعكاس لمفهوم الوعي الجماعي لدى الفرد، وقد نظم الدين الإسلامي التعاون وقسمه إلى نوعين هما:
- التعاون على فعل الخير.
- التعاون على الشر.
شاهد أيضا: موضوع تعبير عن التعاون بين أفراد المجتمع
حث الإسلام على التعاون على الخير
لأهمية التعاون على الخير بين الأفراد وآثاره الطيبة على المجتمع، حث الدين الإسلامي في الكثير من المواضع على التعاون سواء في القرآن الكريم، أو الأحاديث النبوية الشريفة ومنها:
الآيات القرآنية التي تحث على التعاون
- (تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)، فتلك الآية القرآنية التي وجهها الله سبحانه وتعالى إلى عباده المؤمنين الصالحين، بضرورة نشر روح التعاون على الخير فيما بينهم ومنع التعاون على الشر.
- (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله، أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم)، توضح تلك الآية آلية التعاون، وكيفيته بين الأفراد، ونتيجة ذلك عليهم في الدنيا والآخرة.
الأحاديث النبوية الشريفة
- قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم- “مثلُ المؤمنين في توادِّهم، وتراحمِهم، وتعاطفِهم؛ كمثلِ الجسدِ الواحدِ؛ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسدِ بالسهر والحمى”.
- يوضح الحديث النبوي الشريف مدى قوة التعاون وأهميته بين أفراد المجتمع الواحد حتى أنه شبه بالجسد الواحد.
السيرة العمليّة للرسول صلى الله عليه وسلم
حيث كان يسارع في تقديم يد العون في الكثير من المجالات، فعن السيدة عائشة أم المؤمنين أنها قالت: (كان يخصِفُ نعلَه، ويخيطُ ثوبَه، ويعملُ في بيتِه كما يعملُ أحدُكم في بيتِه).
السيرة العمليَّة للصحابة الكرام
تتعدد أمثلة التعاون عند الصحابة رضوان الله عليهم، ومن ضمنها التشارك في بناء المسجد النبوي، والتعاون مع بعضهم البعض لحفر الخندق، ومواقف عديدة أخرى.
صور التعاون من وجهة نظر الإسلام
أوضح الله سبحانه وتعالى في الكثير من الآيات القرآنية صور كثيرة للتعاون على الخير، كما أن هناك أحاديث صحيحة عن النبي توضح بعض أشكال التعاون بين الأفراد، وسوف نوضح تلك الصور عبر السطور القادمة.
التعاون هو التكافل
والمقصود به دعم الأغنياء للفقراء، ومن يحتاجون للعون، والمساعدة المادية فهو:
- يعد هذا النوع من التعاون من أعظم المبادئ التي ينادي بها الإسلام وهو التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع.
- يمنع هذا النوع من التعاون على انتشار الحقد بين الطبقات.
- من الآيات القرآنية التي تدل على هذا النوع من التعاون (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب، ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين، وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب).
- جديرًا بالذكر أنه في حالة تحقق هذا النوع من التعاون فلن تجد مجتمع فقيرًا، وسوف ينتشر الحب والإخاء بين الأفراد.
التعاون في أخذ المشورة
من بعض صور التعاون هو أخذ رأي أصحاب العلم والخبرة، وذلك إعمالا بالآية القرآنية (وشاورهم في الأمر)، و الآية (وأمرهم شورى بينهم).
التعاون هو الإخاء
الإخاء بين أفراد المجتمع من أجمل الصور التي حث عليها الدين الحنيف، وإن إيمان العبد مرتبط بأن يحب لأخيه ما يحب لنفسه ومن الأدلة على ذلك:
- من الآيات القرآنية التي توضح أن التعاون هو الإخاء قوله تعالى في سورة الحجرات (إنما المؤمنون أخوة).
- ومن الأحاديث النبوية الشريفة التي توضح هذه الصورة من التعاون قول الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”.
- كذلك قول الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام “من سئل عن علم يعلمه فكتمه؛ ألجم يوم القيامة بلجام من نار”.
اقرأ أيضا: مقدمة وخاتمة موضوع تعبير عن التعاون
التعاون بحسن القول
يقول الله تعالى في كتابه العزيز(ياأيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول، وتناجوا بالبر والتقوى، واتقوا الله الذي إليه تحشرون)، وهذا دليل واضح على أن التعاون ليس بالفعل فقط، ولكنه بقول الخير أيضًا.
التعاون بين الزوج والزوجة
وهذا النوع من التعاون يساعد على:
- المودة بين الزوجين، وهذا اقتداء برسولنا الكريم الذي كان يعاون زوجته في بعض الشؤون.
- من الأحاديث النبوية التي تؤكد ذلك قول السيدة عائشة رضي الله عنها ـ “كان يخصف نعله ويخيط ثوبه ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته”.
أهمية التعاون وأثره على الفرد والمجتمع
جديرًا بنا عند عرض الإجابة على سؤال كيف نظم الإسلام التعاون وشجع عليه أن نوضح أهميته وأثاره ومنها:
بالنسبة للفرد
- الفوز برضا الله سبحانه وتعالى عن العبد، لأن التعاون من الأمور التي امرنا بها الله سبحانه وتعالى.
- رضا الرسول عليه الصلاة والسلام والاقتداء به في كل تصرفاتنا.
- كسب محبة الناس، التي تشعر الإنسان بالسعادة في الدنيا.
- بذلك يكون الإنسان المتعاون فاز في الدنيا والآخرة.
أثر التعاون على المجتمع
- إنجاز العديد من الأعمال في وقت أقصر، مما يفيد في تقدم المجتمع وازدهاره.
- انتشار القيم الإيجابية مما يعمل على تنشئة مجتمع صالح وقوي.
- التخلص من مشاعر النقمة، والحقد، التي قد تصيب بعض الأفراد تجاه الآخرين.
- يعمل على انتشار الكثير من الصفات الحسنة مثل الإيثار والكرم والمحبة.
- قيام كل فرد بدوره على أكمل وجه مما يساعد على رقي المجتمع وتقدمه.
شاهد من هنا: ما أثر التعاون في حياة الفرد والمجتمع