كيف أبدأ الدعاء
قد يتساءل كثير من المسلمين، كيف أبدأ الدعاء؟ بماذا أدعو ليكون الدعاء صحيحا؟ هل يستجيب الله دعائي؟ فالدعاء عبادة كما علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
وذلك رغبة من العبد للتقرب من ربه، كما أنه لا يجوز أن تصرف الدعاء لغير الله، فالدعاء له خطوات يجب القيام لاستجابته بإذن الله.
محتويات المقال
ما هو الدعاء؟
- الدعاء هو عبادة من العبادات، التي يقوم بها العبد في أي وقت وفى أي مكان، راجياً من الله وسائلاً إياه قضاء حاجته.
- والمسلم يدعو ربه تقربا وخشية، فهي عبادة خالصة لله وحده.
- كما أن الدعاء هو أحد طرق العبد تقرباً له.
- فقال الله تعالى {وَقَالَ رَبكم ادْعونِي أَسْتَجِبْ لَكمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخلونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [ غافر: 60].
- فالدعاء لغة وهو الطلب، وشرعاً وهو أن يتوجه العبد لربه سبحانه وتعالى لقضاء حاجته في دينه ودنياه.
- قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أجِيب دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبوا لِي وَلْيؤْمِنوا بِي لَعَلَّهمْ يَرْشدونَ} [ البقرة:186].
- وقال تعالى: ادْعوا رَبَّكمْ تَضَرّعاً وَخفْيَةً إِنَّه لا يحِبّ الْمعْتَدِينَ * وَلا تفْسِدوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعوه خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمحْسِنِينَ} الأعراف:55، 56.
- فيجب على كل مسلم التوجه إلى الله في دعاء، ييسر له أموره الدنيوية وأيضا في أمور دينه، فيغفر له ذنبه وأوزاره.
- كما يتقبل الله من المسلم توبته ويعتقه من النار، لأن لا سبيل إلى أحد لإجابة مطالبهم غير الله فهو مدبر أمورهم وفرج همهم.
ولا يفوتك قراءة مقالنا عن: أنواع الدعاء
الدعاء له شروط وآداب
- إخلاص العبد لله عز وجل في أعماله من شروط الاستجابة.
- على المسلم أن يثق ويتقن بإجابة الدعاء، وحسن الظن بالله بأنه سيحقق الدعاء.
- الإكثار من الأعمال الصالحة.
- الأكل الحلال
- حضور القلب وذلك بأن يدعو المسلم من القلب قبل اللسان.
- ابدأ الدعاء بالحمد لله، ومن ثم الثناء على الله، ثم الصلاة على النبي –صلى الله عليه وسلم-.
- وبعد الصلاة على النبي قم بالدعاء ثم ختم الدعاء بالصلاة على النبي مرة أخرى.
أوقات مستحبة للدعاء
علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن هناك أوقات مستحبة للدعاء:
أولا
- في خمس أوقات من كل يوم، وبالتحديد بين الأذان والإقامة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة”.
- منها جوف الليل وآخر الليل، ونعلم أن في الليل ساعة لا يرد فيها سائل، أحراها جوف الليل وآخر الليل.
- وأن الله ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل، وقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال:
- “ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر.
- فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ حتى ينفجر الفجر…”.
- كما يجب على المؤمن والمؤمنة الحرص على الدعاء في جوف الليل، وسؤال الله بأسمائه وصفاته العلى، كما يجب عليه أن يلح على الله في دعائه وتكرار الدعاء.
- وإلحاح المؤمن على الله بالدعاء وحسن الظن به والتوكل عليه وعدم اليأس، هم من أعظم أسباب الإجابة.
ثانيا
- كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: “ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث:
- إما أن تعجل له دعوته في الدنيا، وإما أن يذخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها” قالوا: يا رسول الله إذا نكثر؟ قال: “الله أكثر “.
- كما أن السجود من أسباب استجابة الدعاء، قول الرسول عليه الصلاة والسلام “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء “.
- ويقول عليه الصلاة والسلام “أما الركوع فعظموا فيه الرب سبحانه وتعالى، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم أي حري أن يستجاب لكم”، رواه مسلم في صحيحه.
- قبل السلام وبعد التحيات في الصلاة، قال عليه الصلاة والسلام “ثم ليختر من الدعاء أعجبه إليه فيدعو”.
- في وقتين يوم الجمعة، مرة عند جلوس الإمام على المنبر للخطبة إلى أن تقضى الصلاة، والوقت الثاني في آخر نهار اليوم بعد العصر إلى غروب الشمس، ويكون جالس منتظر الصلاة.
- قال عليه الصلاة والسلام “في يوم الجمعة ساعة لا يسأل الله أحد فيها شيئا وهو قائم يصلي إلا أعطاه الله إياه”.
اقرأ من هنا عن: خطبة قصيرة عن الدعاء
كيفية بدء الدعاء
- نبدأ الدعاء بحمد الله والثناء على الله ومن ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
- ثم تبدأ بطلب حاجتك من الله في خشوع، وتسأله أن يقضي لك حاجتك.
- ثم في آخر الدعاء ختم الدعاء، وسنذكر في الفقرة القادمة صور مختلفة للثناء على الله وأيضا الخاتمة.
البدء بحمد الله والصلاة على النبي
- لكي تبدأ الدعاء عليك بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم حمد الله عز وجل والثناء عليه بأن نبدأ بآيات الحمد.
- وهناك الكثير من آيات الحمد، ولكن سنعرض عليكم بعضها.
- اللهم ربنا لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن.
- اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء.
- فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة، والإنجيل، والفرقان.
- ومن ثم الاستغفار والدعاء لله عز وجل بما تريده، ومن ثم بعد الانتهاء من الدعاء تصلى مرة أخرى على النبي عليه الصلاة والسلام.
البدء بالسؤال لقضاء الحاجات
بعد حمد الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يحق لك أن تسأل الله تعالى بقضاء الحاجات، ويجب الالحاح في الدعاء، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْيَعْزِمْ فِي الدُّعَاءِ، وَلَا يَقُلْ: اللهُمَّ إِنْ شِئْتَ فَأَعْطِنِي، فَإِنَّ اللهَ لَا مُسْتَكْرِهَ لَهُ”.
ختم الدعاء
ختم الدعاء يكون مثل بدايته، حيث يجب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وحمد الله تعالى، حيث إن عمر بن الخطاب قال ذات مرة: (إنّ الدعاء موقوفٌ بين السماء والأرض لا يصعد منه شيءٌ حتى تُصلِّيَ على نبيّك -صلى الله عليه وسلم-).
كما يمكنك التعرف على: علامات استجابة الدعاء
أمور يستحب البدء بها عند الدعاء
عند الدعاء، هناك عدة أمور يُستحب البدء بها لتحسين فرصة استجابة الدعاء وجعلها أكثر قبولاً عند الله. إليك توضيح لهذه الأمور:
اختيار الوقت المستحب للدعاء
هناك أوقات يُستحب فيها الدعاء لأنها تكون أوقاتاً مباركة أو أوقات استجابة، ومنها:
- آخر الليل (وقت السحر): يُعتبر من أفضل الأوقات للدعاء، قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر” (رواه البخاري).
- يوم الجمعة: خاصة في ساعة الإجابة، وهي الوقت الذي بين جلوس الإمام وصلاة الجمعة.
- في السجود: أثناء الصلاة، حيث يكون العبد أقرب إلى الله.
- عند نزول المطر، وعند الإفطار في رمضان، وبين الأذان والإقامة، وفي السفر.
الوضوء
- يُستحب أن يكون الشخص على وضوء عند الدعاء، لأن الطهارة تعكس حالة من النقاء والاحترام أثناء التواصل مع الله. النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يفضل الدعاء وهو على وضوء، ولكن ليس شرطاً لازماً.
استقبال القبلة
- يُستحب استقبال القبلة أثناء الدعاء، لأن ذلك يُعزز من التعبد والاتجاه إلى الله. على الرغم من أن استقبال القبلة ليس شرطاً لصحة الدعاء، إلا أنه يُفضل عند القدرة عليه.
رفع اليدين
- يُستحب رفع اليدين أثناء الدعاء، خاصة في الأوقات التي يُستحب فيها الدعاء مثل أثناء الصلاة، وفي آخر الليل. قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى يستحيي من عبده أن يرفع إليه يديه فيردهما صفراً” (رواه أبو داود).
تكرار الدعاء
- يُستحب تكرار الدعاء ثلاث مرات، حيث يُظهر الإصرار والجدية في الطلب. قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “إذا دعا أحدكم فليعزم في الدعاء، ولا يقل: اللهم إن شئت فأعطني” (رواه مسلم).
أسباب عدم الاستجابة للدعاء
عدم استجابة الدعاء يمكن أن يكون بسبب عدة أسباب، ومن المهم أن نفهمها لضمان تحسين التجربة في الدعاء. وفي المقابل، هناك بعض الأدعية التي تُعتبر أسرع استجابة بفضل الإخلاص والشروط المستوفاة. إليك تفصيل حول أسباب عدم الاستجابة وأسرع الدعاء استجابة:
- عدم الإخلاص في الدعاء:
- الشرح: إذا كان الدعاء يُطلب لغير الله أو بنية غير صافية، فقد لا يُستجاب. الإخلاص في النية هو أساس قبول الدعاء.
- التأخر في استجابة الدعاء:
- الشرح: أحياناً يكون عدم استجابة الدعاء مرتبطاً بالتوقيت، حيث يمكن أن يكون الله يؤخر الاستجابة لحكمة معينة، مثل امتحان صبر العبد أو لحفظ مصلحة أكبر.
- الإصرار على المعصية أو الذنوب:
- الشرح: إذا كان الشخص يعيش في معصية أو لا يتوب عن الذنوب، فإن ذلك يمكن أن يكون سبباً في عدم استجابة الدعاء.
- الابتعاد عن الطاعات:
- الشرح: عدم الالتزام بالفرائض والعبادات قد يؤثر على استجابة الدعاء. يجب على الشخص أن يكون ملتزماً بالفرائض الشرعية والطاعات.
- الدعاء بأمور لا تتوافق مع مشيئة الله:
- الشرح: الدعاء بشيء لا يتوافق مع مشيئة الله أو فيه ضرر للعبد قد لا يُستجاب. الله يعلم ما هو خير للعبد.
- الاستعجال:
- الشرح: الاستعجال في استجابة الدعاء قد يكون سبباً في عدم الشعور بالاستجابة. قد تكون الاستجابة تأتي في الوقت المناسب وفقاً لما هو خير للعبد.
- الدعاء لأمور غير مفيدة:
- الشرح: الدعاء لأمور قد تكون غير مفيدة أو فيها ضرر للعبد أو للآخرين يمكن أن يكون سبباً في عدم الاستجابة.
أسرع الدعاء استجابة
- الدعاء في الأوقات المباركة:
- مثل آخر الليل، يوم الجمعة، عند الإفطار في رمضان، وفي السجود.
- الدعاء بصدق وإخلاص:
- الدعاء بصدق نية وتواضع واعتراف بالضعف أمام الله يعزز من استجابة الدعاء.
- الدعاء بأسماء الله الحسنى:
- استخدام أسماء الله الحسنى وصفاته، مثل: “يا رحمن، يا رحيم”، يمكن أن يعزز من قبول الدعاء.
- الدعاء في أوقات الشدة والحاجة:
- مثل وقت المرض أو الضيق، حيث يكون الإنسان أقرب إلى الله وأكثر إخلاصاً.
- الدعاء قبل الصلاة وبعدها:
- الدعاء بين الأذان والإقامة، وبعد صلاة الفجر والمغرب يمكن أن يكون له تأثير سريع.
- الدعاء بصيغ نبوية:
- استخدام الأدعية الواردة في السنة النبوية التي علمنا إياها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مثل: “اللهم اغفر لي، وارحمني، وهدني، وارزقني”.
- الدعاء للمسلمين عامة:
- الدعاء للآخرين، خاصة إذا كان بصدق وإخلاص، يمكن أن يكون سبباً في سرعة استجابة الدعاء.
أسئلة شائعة حول كيفية بدء الدعاء
كيف أبدأ الدعاء بشكل صحيح؟
يمكن بدء الدعاء بالتضرع والتذلل إلى الله، وطلب التوفيق والهداية. يُستحب أيضاً بدء الدعاء بالصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مثل: (اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد)، ثم يلي ذلك طلب الحاجة أو الدعاء للمستقبل. يُفضل أيضاً البدء بالحمد والثناء على الله.
هل يجب أن أكون على وضوء عند بدء الدعاء؟
يُستحب أن يكون الشخص على وضوء عند الدعاء، لأنه يعكس حالة من الطهارة والاحترام أثناء التواصل مع الله، ولكنه ليس شرطاً لبدء الدعاء.
هل يجب أن يكون الدعاء باللغة العربية فقط؟
ليس شرطاً أن يكون الدعاء باللغة العربية. يمكن الدعاء بأي لغة يتقنها الشخص، حيث أن الله يستجيب للدعاء بصدق ونية صافية، مهما كانت اللغة المستخدمة.
هل يجب استقبال القبلة عند بدء الدعاء؟
يُستحب استقبال القبلة أثناء الدعاء، ولكن ليس شرطاً لصحة الدعاء. يُفضل استقبال القبلة لتعزيز الشعور بالتوجه نحو الله.