كيف تكون النفط في باطن الأرض

كيف تكون النفط في باطن الأرض، من الأسئلة التي يتم البحث عنها وبكثرة وخاصة من طلاب المراحل المختلفة لأنها من المواضيع الدراسية الهامة وسوف نتعرف على إجابة هذا السؤال في المقال التالي عبر موقع مقال maqall.net.

تعريف النفط

قبل التحدث عن كيف تكون النفط في باطن الأرض علينا معرفة ما هو النفط:

  • إن النفط هو عبارة عن وقود أحفوري يتم الكشف عنه في باطن الأرض ويتواجد بها على شكله الطبيعي الخام ويطلق عليه أيضا اسم البترول والذهب الأسود والزيت الخام.
  • وقد يكون النفط خفيف مثل البنزين وقد يكون النفط كثيف مثل القطران ويكون له لون أخضر أو لون أسود.
  • يمكن القول إن النفط يتواجد في كل أنحاء العالم ولكن يرتكز النفط في بلاد معينة بكميات كبيرة عن غيرها.
  • من هذه البلاد التي يتواجد بها النفط بشكل كبير دولة الكويت والعراق وأيضا دولة إيران والمملكة العربية السعودية.
  • يتم استخراج النفط من باطن الأرض أو ما يعرف بـ الخزانات البترولية عن طريق آلات حفر كبيرة جدا وعملاقة.
  • ثم يتم تكريره أو ما يعرف بمعالجة النفط حتى يتم تصنيع مواد رئيسية يقوم الإنسان باستخدامها في حياته اليومية.
  • تتم عملية تكرير النفط الخام على 3 مراحل وهي مرحلة الانفصال ومرحلة التحويل ثم مرحلة العلاج.
  • كما أن النفط يعد من مواد الطاقة غير المتجددة حيث أنه بعد أن يتم استخراجه من الأبار الخاصة به لا يتم تجديده لهذا يقوم العلماء بالبحث عن بديل له.

كما أدعوك للتعرف على: طريقة تكوين النفط

كيف تكون النفط في باطن الأرض

  • عند التحدث عن كيف تكون النفط في باطن الأرض نجد أن الإجابة عن هذا السؤال تكمن في عدد من الخطوات التي تنص عليها النظرية الكلاسيكية.
  • حيث يتكون النفط في باطن الأرض نتيجة الظروف الجيولوجية التي قد استمرت لعدد طويل من السنوات التي قد تصل إلى ملايين السنين.
  • قد تم أخذ هذا الوقت الطويل من السنين حتى يتم تكوينه ويصبح ملائم للاستخراج وعند التحدث عن بداية الأمر.
  • نجد أن بداية تكوين النفط يرجع إلى جرف النباتات والعوالق وأيضا الطحالب وغيرها من الكائنات إلى داخل البحار والمحيطات.
  • حيث غرقت هذه الكائنات التي تم جرفها إلى القيعان ودفنت مع مرور الوقت وخلال هذا الوقت حدث سحق لها تحت الملايين من الصخور والرواسب.
  • بالإضافة إلى هذا تكون طبقات كثيرة فوق هذه الكائنات المدفونة من النباتات والعوالق الأخرى.
  • مع مرور ملايين من السنين قد جفت هذه البحار والمحيطات القديمة وظل مكانها جاف وتعرف هذه المناطق باسم الأحواض الجافة أو الأحواض الرسوبية.
  • هذا المكان الذي تترسب فيها المواد العضوية يعرف باسم قاع الأحواض الرسوبية.
    • حيث تتعرض فيه المواد العضوية إلى الكثير من الضغط.
  • هذا الضغط يكون نتيجة ضغط الطبقات الأرضية عليها ويطلق على هذه الطبقات الأرضية وشاح الأرض.
  • مع هذا الضغط ووجود درجات الحرارة الشديدة والعالية وكذلك غياب وجود عنصر الأكسجين بشكل شبه تام.
  • يتم تحول المواد والمركبات العضوية المدفونة إلى مواد شمعية.
    • وهذه المواد الشمعية تعرف باسم الكير وجين وهو أول شكل يتم تكوين النفط به.
  • مع التعرض إلى مزيد من الضغط وكذلك درجات الحرارة العالية إلى فترات طويلة على مادة الكيروجين.
  • تبدأ مادة الكيروجين في عمليات التحول التي تعرف باسم catagenesis وتتحول إلى الهيدروكربونات.
  • تعرف الهيدروكربونات على أنها مواد كيميائية يتم تكوينها من الهيدروجين والكربون.
  • يعمل الضغط إلى جانب الحرارة العالية على تكون توليفات جديدة.
    • وأشكال مختلفة من الهيدروكربونات من أمثلة الأشكال الجديدة تكون الفحم والجفت وكذلك الغاز الطبيعي.
  • في النهاية يمكن القول إن قيعان الأحواض الرسوبية التي تكونت من جفاف البحار القديمة هي الأماكن الأساسية التي يتكون بها البترول والنفط بأشكاله المختلفة.

كيف تكون النفط في باطن الأرض عند العلماء

يجب علينا معرفة آراء العلماء المختلفة التي يطلقونها عن كيف تكون النفط في باطن الأرض:

  • حيث إنَّ بعض العلماء يرون أنه لا يمكن حتى الآن التحدث عن الطريقة التي تكون بها النفط في باطن الأرض.
    • وهذا الخلاف مستمر من القرن 19.
  • يرجع هذا الخلاف إلى وجود عدد من النظريات المختلفة في كيف تكون النفط في باطن الأرض ومن هذه النظريات ما يلي:

النظرية الحيوية في تكوين النفط

  • حيث إنَّ النظرية الحيوية هي النظرية الأكثر انتشار والتي تنص على أن النفط تكون نتيجة بقايا الكائنات الحية سواء نباتية أو حيوانية.
  • هذه البقايا تعرضت إلى العديد من العوامل على مرور ملايين السنين والتي أدت إلى تحول هذه البقايا إلى النفط الحالي.
  • عند النظر إلى هذه النظرية نجد أنه لا يمكن تحديد الوقت الذي سوف يكفيه المخزون الاحتياطي من النفط من الاستخدام.
  • يجد بعض العلماء أنه سوف تنتهي الرواسب الموجودة التي كونت النفط.
    • وسوف نحتاج إلى بقايا عضوية جديدة حتى يتم تكوين النفط من جديد والذي سوف يحتاج إلى سنين طويلة أخرى لتكونا.
  • وهذا يعني أن الأجيال القادمة القريبة سوف تستغنى عن استخدام النفط بأشكاله والعيش بدونه بسبب انتهاء النفط المتواجد على سطح الأرض.

نظرية النشوء الحيوي

  • أما الجانب الآخر من العلماء والذين يقومون بتأييد نظرية النشوء متفائلون لأنهم يعتقدون أن النفط المتواجد سوف يكفي البشرية لعدد من القرون القادمة.
  • لذلك نجد أن العالم الروسي المعروف ديميتري إيفانوفيتش ماندليف.
    • وهو عالم كيميائي قد أقتنع برأي العالم الجيولوجي هيرمان أبيخ.
  • هذا الرأي ينص على أن الرواسب النفطية في الاعتقاد تقتصر على التصريف جغرافيا.
  • وهذه التصرفات هي نوع من الشقوق الخاصة التي تحدث في القشرة الأرضية.
  • كما أن الهيدروكربونات تتكون أيضا من مركبات غير عضوية في قاع الأرض.
  • وان المياه السطحية تتسرب إلى قاع الأرض في خلال عملية تكون الجبال التي تتم على طول الشقوق التي تقوم بقطع قشرة الأرض.
  • هذا التسرب يحولها إلى كتل معدنية كما تقوم بالتفاعل مع كربيدات الحديد ويتم تكوين أكاسيد معدنية هيدروكربونات.
  • بعد ذلك تقوم الهيدروكربونات بالارتفاع على طول الشقوق حتى تصل إلى الطبقات العلوية من القشرة الأرضية ويتم تشكيل رواسب النفط.
  • وعلى أساس هذه النظرية الجينية لن يحتاج تكوين نفط جديد إلى الملايين من السنين.
    • حيث يعتبر النفط في هذه النظرية من الموارد المتجددة.
  • كما أن أنصار هذه النظرية التي تعرف بنظرية النشوء الحيوي يعتقدون أنه يوجد مخزون من النفط على أعماق أكثر من التي تم التوصل إليها الآن.
  • مما يؤكد أن المخزون المتواجد من النفط الآن ليس إلّا مجرد جزء بسيط من النفط المتواجد في باطن الأرض.

تجارب لتكوين النفط

  • قام العالمان الألمانيان إنجلر وجيفر بالقيام بالعديد من التجارب في عام 1888م.
    • والتي قامت بإثبات أنه يمكن الاعتماد على المنتجات الحيوانية للحصول على النفط.
  • حيث قاما بعملية تقطير زيت السمك في درجة حرارة 400 درجة مئوية تقريبا وتحت ضغط 1 ميغا باسكال تقريبا.
  • ثم بعد ذلك قام بعزل الهيدروكربونات المشبعة وزيوت التشحيم وكذلك البرافين منه.
  • أما الأكاديمي زيلينسكي في عام 1919م قام بالحصول من قاع بحيرة بلخاش على الطمي العضوي عن طريق عملية التقطير.
  • الذي كان يوجد به القطران الخام وفحم الكوك وكذلك غازات الميثان وثاني أكسيد الكربون.
    • وأيضا الهيدروجين وكبريتيد الهيدروجين.
  • كما قام باستخراج عدد من العناصر من الراتنج حيث قام بالحصول على البنزين والكيروسين وأيضا الزيوت الثقيلة.
  • كل هذا يثبت بالتجارب أن النفط يمكننا الحصول عليه من المواد العضوية التي يكون لها أصل نباتي.

كما يمكنكم الاطلاع على: بماذا يمتاز النفط العربي

رأي الدراسات الطيفية في تكوين النفط

  • إن الدراسات الطيفية بعد وجود الأدلة الخاصة بالعلماء التي قامت على تأكيد أنه يمكن الحصول على الهيدروكربونات بطرق بديلة غير عضوية.
  • قامت بإظهار أن الهيدروكربونات البسيطة متواجدة في الغلاف الجوي الذي يحيط بكوكب المشترى وأيضا الكواكب العملاقة.
  • كما توجد الهيدروكربونات في الأقمار الخاصة بهذه الكواكب وتوجد في الأغلفة الغازية للمذنبات.
  • كل هذا يعني أنه إذا كان من الممكن تخليق المواد العضوية من مواد أخرى غير عضوية ويحدث هذا الأمر في الطبيعة.
  • فهذا يعني أنه لا يوجد ما قد يتعارض مع أنه يمكن تكوين الهيدروكربونات من الكربيدات على كوكب الأرض.

نجاح نظرية التكوين من مواد غير عضوية في آبار الشيشان

  • أنه في عام 1893م تم حفر الآبار الأولى في منطقة بالقرب من غروزني بدولة الشيشان.
  • وفي عام 1895م قام أحد الآبار بإعطاء نافورة من النفط على عمق 140 متر تقريبا وكان النفط يخرج من هذه النافورة بكمية كبيرة.
  • بعد مرور 12 يوم حدث انهيار في جدران حظيرة النفط وتم غمر منصات الآبار القريبة منها بالنفط.
  • أما بعد مرور 3 سنوات فقط من هذا الحادث تم تريض النافورة وقد أصبحت جافة وتم استخراج النفط من هذه المنطقة بواسطة طريقة الضخ بدلا من طريقة النافورة.
  • تم غمر جميع الآبار بالمياه بشكل كبير والبعض منها تم تجميده وكان هذا مع بداية الحرب الوطنية العظمى في عام 1941م.
  • بعد انتهاء الحرب تم رجوع العمل على استخراج إنتاج النفط.
    • وكانت الدهشة أن معظم الأبار إن لم يكن كلها عادت إلى العمل بإنتاج النفط بشكل جيد كما أن النفط كان خاليا من المياه.
  • ثم عادت المياه مرة أخرى بغمر الآبار وكان ذلك مع بداية حروب الشيشان وانخفض معدل إنتاجها بشكل كبير.
  • حيث أنه في خلال فترة الحروب لم يتم استغلال الآبار لكن بعدما تم استئناف الإنتاج.
    • منها تمت زيادة معدلات الإنتاج بها مرة أخرى بشكل كبير.
  • كذلك بدأت الآبار الجافة والضحلة الأولى في إنتاج النفط وتسريبه إلى سطح الأرض أيضا.
  • كل هذا جعل العلماء المؤيدين لنظرية الحيوية في حيرة ولكن نظرية المواد غير العضوية.
    • قد وضحت أن النفط في هذه المنطقة تم تكوينه من مواد غير عضوية.

أمثلة لنظرية التكوين من مواد غير عضوية

  • كما قد حدث في آبار الشيشان حدث في تترستان في دولة روسيا في واحد من أكبر حقول النفط في العالم في منطقة روماشكينسكوي.
  • حيث تم تطوير هذا البئر لحوالي أكثر من 60 عام وكان تقدير العلماء الجيولوجيين أنه يمكن استخراج حوالي 710 مليون طن من النفط من آبار الحقل لكن تم استخراج ما يقارب 3 مليار طن من النفط حتى الآن.
  • كذلك حقل النمر الأبيض في الرف الفيتنامي والذي كان يتم استخراج النفط به من الطبقات الرسوبية.
  • لكن تم الحفر على عمق حوالي 3 كيلو متر من الطبقات الرسوبية والدخول إلى القشرة الأرضية.
    • والغريب أن البئر قد أخرج النفط.
  • كما أن العلماء الجيولوجيين كانوا يقومون بحساب البئر وأنه سوف يتم استخراج ما يقارب 120 مليون طن منه.
  • لكن تم استخراج هذه الكمية من البئر إلى جانب استمرارية البئر في ضخ النفط بكميات كبيرة وضغط جيد.
  • من هنا كانت حيرة جديدة للعلماء هل النفط يتكون فقط في الصخور الرسوبية.
    • أما أنه يمكن أن يكون مخزن في الصخور المتواجدة بالطبقات السفلى.
  • لأنه إذا كانت الإجابة بنعم فهذا يعنى أن الاحتياطات التي يقوم العلماء بحسابها ما هي إلّا جزء بسيط من كمية النفط الكبيرة التي توجد في باطن الأرض.

اقرأ أيضا: ما هي مشتقات النفط

في نهاية مقال عن كيف تكون النفط في باطن الأرض نكون قد عرضنا مفهوم النفط والطريقة الكلاسيكية التي توضح تكوينه وكذلك عرضنا النظريات والآراء الأخرى التي قد وردت في طريقة تكوين النفط في باطن الأرض ونتمنى أن نكون قد أفدناكم.

مقالات ذات صلة