كيفية التيمم للصلاة للمريض
الطهارة هي شرط قبول صلاة المسلم، فماذا يفعل لتجوز صلاته في حالة المرض الشديد، فيتم منع الماء عنه فلا يستطيع أن يتوضأ، فيقوم بالوضوء بالتيمم فهو من أنواعه، ويصح به الصلاة، فكيف يتيمم المريض للصلاة سنوضح ذلك بالتفصيل.
محتويات المقال
تعريف التيمم ومشروعيته
- لغوياً معني التيمم، التعمد والتوخي، والتيمم للصلاة هو مسح اليدين والوجه بالتراب أو الحجر لإقامة الصلاة بدلاً من الوضوء.
- بعض الأحيان يصر المريض على الوضوء بالماء فيتسبب بأذية نفسه، الإسلام دين يسر والله رحيم بعباده، قال تعالي، (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا).
- حلل الله التيمم في حالة المرض الشديد، والعجز، ويتعذر استخدام الماء حتى لا يتسبب بأذى لنفسه، وطهارته كالوضوء والصلاة صحيحة.
كيفية التيمم للصلاة للمريض
- التيمم الكامل للمريض يتم بالبسملة، ثم بضربه للتراب النقي بيديه مرة واحدة ويجب أن تكون اليد جافة، فيقوم بمسح وجهه بداخل أصابعه، ثم براحتيه يقوم بمسح كفيه.
- في حالة عدم استطاعة المريض بالتيمم بمفرده، فيقوم بذلك أحد الجالسين معه.
- بعض المرضي يجوز الوضوء بالماء والتيمم معاً، ذلك في حالة إصابة عضو واحد فيتمم مكانه، وباقي الأعضاء سليمة فيتوضأ بالماء فهي لن تؤذي.
- في حالة كان الشخص مصاب بكسر ما في قدمه أو ذراعه وعليها جبيرة، فاستناداً لقول العلماء، كابن باز، يقوم بالوضوء بشكل طبيعي، وفى مكان الجبيرة يقوم بالمسح عليها.
- حالة الجرح الذي لن يصيبه ضرراً بوصول الماء له، يقوم المريض بالتوضؤ الكامل أو بالمسح فقط عليه بالماء فيجوز ذلك، لكن في حالة عجزه عن ذلك فيتيمم.
- في حالة كان المريض لن يضره استخدام الماء، والمشكلة فقط عدم قدرته على القيام بذلك، فيجب أن يساعده على الوضوء شخص أخر دون أن ينظر لمكان عورته.
- يجوز أن يصلي المريض بتيمم الصلاة السابقة، في حالة عدم حدوث ما يبطل طهارته.
شاهد أيضًا: هل يجوز التيمم من الجنابة مع وجود الماء؟
اتفق الفقهاء على التيمم وفى صحته لقبول الصلاة، ولكن اختلفوا في كيفية التيمم للصلاة والآراء المختلفة هي كالاتي:
عدد الضربات
- قال تعالي، (فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ)، لذلك اتفق الفقهاء فيما بينهم على أن اليد والوجه شرط أساسي في التيمم.
- من أسباب الخلاف بينهم، كم مرة سيتم ضرب التراب للتيمم، مرتان أم مرة واحدة.
- رأي أصحاب المذهب الحنفي والشافعي، أن لصحة التيمم، يضرب مرتان، ضربة للوجه وأخري لليدين، برهنوا لصحة رأيهم بقول عمار بن ياسر رضي الله عنه، (تَمَسَّحُوا وَهُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالصَّعِيدِ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ فَضَرَبُوا بِأَكُفِّهِمُ الصَّعِيدَ، ثُمَّ مَسَحُوا وُجُوهَهُمْ مَسْحَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ عَادُوا فَضَرَبُوا بِأَكُفِّهِمُ الصَّعِيدَ مَرَّةً أُخْرَى فَمَسَحُوا بِأَيْدِيهِمْ كُلِّهَا إِلَى الْمَنَاكِبِ وَالْآبَاطِ مِنْ بُطُونِ أَيْدِيهِمْ).
حد مسح اليدين
- السبب الثاني لاختلافهم، هو مدي مسح اليدين، فرأي نفس المذهبين الحنفي والشافعي إنه يجب مسح اليدين حتى المرفق.
- رأي المذهب الحنبلي والمالكي، عكس ذلك في كلا النقطتين، فرأي أن ضربة واحدة تكفي لكلا الوجه واليدين، ذلك لحديث رسول الله عليه الصلاة والسلام لعمار بن ياسر (إنَّما كانَ يَكْفِيكَ أنْ تَصْنَعَ هَكَذَا، فَضَرَبَ بكَفِّهِ ضَرْبَةً علَى الأرْضِ).
- ورأيهم في نقطة مدي مسح اليدين، أن الوصول للمرفق مستحب وليس واجب والشرط هو مسح اليدين وصولا للكوعين.
ما هي أحكام قبول التيمم وصحته
التيمم كالوضوء، هناك شروط لصحته، لمعرفتها بالتفصيل مرفق الآتي:
- المرض، بمعني أن يكون مريضاً بالفعل، وسيتسبب له الماء بالأذية وزيادة المرض.
- التيمم بتراب نقي، نظيف، طاهر، والنية قبل التيمم، حتى يتم قبول الصلاة.
- انتظار دخول وقت الصلاة لحدوث التيمم، ولا يفعل ذلك قبلها بمدة، ولكن تقبل صلاته إذا كان على تيممه من صلاة سابقة وظل على طهارته.
- في حالة كان للمتيمم لحية سواء بسيطة أو شديدة الشعر، فيمسح عليها فقط مع وجهه ولا يتعمق بإدخال التراب لجذور الشعر.
- يتم قبول التيمم، في حالة عدم وجود ماء كافية للوضوء، وتكفي الشرب فقط،
- حلل الله التيمم في حالات أخري، كالسفر، الغائط، الجماع، ولا يوجد ماء للوضوء وذلك في قوله تعالي، (وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
- لا يبطل التيمم، إذا قام المريض بتقديم مسح يديه بالتراب قبل وجهه، وذلك استناداً لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم، (إنَّما كانَ يَكْفِيكَ أنْ تَصْنَعَ هَكَذَا، فَضَرَبَ بكَفِّهِ ضَرْبَةً علَى الأرْضِ، ثُمَّ نَفَضَهَا، ثُمَّ مَسَحَ بهِما ظَهْرَ كَفِّهِ بشِمَالِهِ أوْ ظَهْرَ شِمَالِهِ بكَفِّهِ، ثُمَّ مَسَحَ بهِما وجْهَهُ).
شاهد أيضًا: هل يجوز التيمم من الجنابة لصلاة الفجر؟
سنن التيمم
هناك الكثير من السنن التي نفعلها مع التيمم، بالرغم من اختلاف الفقهاء في بعض أجزائها والسنن كالتالي:
- بسم الله الرحمن الرحيم، أي قول البسملة والتسمية في بداية التيمم.
- نبدأ بالجزء اليمين قبل اليسار، كذلك البداية بالوجه من الأعلى ثم الوجه من الأسفل.
- ضرورة نفض التراب، حتى يكون مخفف لا يتسبب بتغيير المظهر، ذلك ما كان يفعله الرسول عليه الصلاة والسلام، ويمسح بعد أداء الصلاة وليس قبلها.
- نقوم بالتخلص بما قد يعيق عملية التيمم ويتسبب في عدم وصول التراب للجسم كاملاً.
- نثر التراب جيداً خلال ضربه، وذلك بجعل أصابع اليد متباعدة ثم نضرب بها التراب.
- يتم مسح الأعضاء بالتراب بالتمرير عليها وصولا للعضد ومسحه، كما يتم في الوضوء.
- الترتيب في مسح أعضاء الجسم، شرط في التيمم، أيده المذهب الحنبلي والمالكي.
- المذهب المالكي، يفضل استخدام السواك من ضمن سنن التيمم.
- يقوم بعد ذلك المسلم باستقبال قبلته وقول الشهادة، مع رفع يديه ونظره للسماء.
هل يصلح التيمم لكل الصلوات
لم يتفق الفقهاء على ما يحق للمتيمم القيام به من صلوات، وكان نقطة خلافهم ما يلي:
- المذهب الحنفي، يصلح التيمم لأداء جميع الصلوات الفرض والنوافل، يشترط الطهارة.
- أما المذهب الشافعي والمالكي، الصلاة مرة واحدة بالتيمم، عدم جواز صلاة أكثر من فرض بنفس التيمم، لكن يجوز أداء فرض ونافلة أو عدة نوافل، أو فرض وصلاة جنازة.
- المذهب الحنبلي، كان رأيه أن المتيمم له أن يقيم ما يريد من الصلاة، حتى النوافل وصلاة الفائتة، بشرط تجديد التيمم وقت الصلاة، فقال ابن عمر رضي الله عنه، (يَتيمَّمُ لِكُلِّ صلاةٍ وإن لم يُحدِثْ).
شاهد أيضًا: هل يجوز التيمم بالحائط؟
الحكمة من مشروعية التيمم
الإسلام هو دين اليسر، والبساطة، والرحمة، حلل الله تعالي التيمم حلاً للمسلم حتى لا يشق عليه الصلاة ولأسباب أخري، سيتم توضيحها جميعاً فيما يلي:
- قال تعالي، (مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
- حتى يؤمن المسلم بضرورة أن يكون طاهراً دائما، ومدى أهمية الطهارة في نفسه.
- عدم ترك الصلاة، نتيجة لمشقة الحصول على الماء أو تعذر استخدامها بسبب المرض.
- التراب موجوداً في كل الأماكن بوفرة، ولن يجد أي شخص مشقة في الحصول عليه.
- رحمة الله علينا، خاصة على المرضي في شدة البرد وصعوبة وضوئهم، فأزال عنهم الحرج، وحاول منع الضرر بجواز التيمم كالوضوء.
- شعور المسلم بمدي بساطة التيمم، فقط للتسهيل عليه والتخفيف.
- حمد الله على نعمه الكثير، التي يعطيها لنا دون طلب شيء سوي الاستمرار على الصلاة لصالحنا.
- وحتى ذلك في صالح المسلم حتى لا يرتكب ذنب بترك الصلاة عن عمد.
التيمم بالحجر
- التيمم بالحجر هو أحد الأشكال القليلة التي يُمكن فيها أداء التيمم عندما لا يتوفر التراب أو الصعيد الطاهر.
- إذا لم يتوفر تراب أو صعيد، يمكن التيمم على الحجر الطاهر. يُضرب الشخص يديه على الحجر ثم يمسح وجهه ويديه كما هو الحال في التيمم بالتراب.
- يجب أن يكون الحجر طاهراً ونظيفاً، ويُشترط أن يكون الحَجَر من الأرض أو ما يشبهه من مواد صلبة، ويجب عدم استخدام الحجارة الملوثة أو التي تحتوي على نجاسات.
التيمم بسبب البرد
- التيمم بسبب البرد يُستخدم عندما يكون استخدام الماء غير ممكن بسبب شدة البرد.
- إذا كان استخدام الماء يؤدي إلى ضرر بسبب البرد القارس، مثل التسبب في مرض أو تفاقم حالة صحية، يُمكن التيمم بدلاً من الوضوء.
التيمم بسبب انقطاع الماء
- التيمم بسبب انقطاع الماء يكون عندما لا يتوفر الماء لأداء الوضوء أو الغسل.
- يُشترط انقطاع الماء أو عدم وجوده في مكان الشخص. يمكن أن يكون الانقطاع كلياً أو جزئياً، مثل عدم توفر الماء في المكان الذي يوجد فيه الشخص أو عدم وجود ماء كافٍ.