كيفية تهذيب السلوك بفضل الذكر

نعيش في هذه الحياة لغاية معينة خلقنا من أجلها، والرابح من أدرك في قرارة نفسه أن الدنيا فانية، وأن المستقر هو الآخرة، فعلينا أن نلتزم بكل ما يأمرنا الله به من عبادات، وأن نتخلق بالأخلاق الحسنة التي ترضي الله ورسوله، لذا سنتناول معا عبر موقع مقال maqall.net كيفية تهذيب السلوك بفضل الذكر.

كيفية تهذيب السلوك بفضل الذكر

  • إن الذكر في حياة أي مسلم كأنه أداة ووسيلة لنجاته، فهو السبب الأعظم في تهذيب النفوس وبث روح الطمأنينة بداخلها، فمن كان مهموما والتزم بذكر الله جعل الله له مخرجاً من عقبات حياته.
  • فكونك تذكر الله يعني أنك تخاطبه، وتطلب منه أن يسمع نداءك ويقربك منه قرب العبد النائب الذي يرجو عفو الله وغفرانه ورضاه ونعمه.
  • والدليل على ذلك في الحديث أن الشيطان حين يعقد على رأس المؤمن ثلاث عقد تنحل إحداها بذكر الله سبحانه وتعالى.
  • فعندما يردد المسلم المؤمن قوله لا إله إلا الله، فإنها تشعره باليقين وبقدرة الله عز وجل، فهو مالك أمره ومالك أمر الخلق جميعا يرزقهم من حيث لا يحتسب بأمره ويرحمهم من فائض عطفه.
  • وعند قوله الحمد لله فإنها على الرغم من كونها ذكر لحمد الله وشكره إلا أنها تنزل في نفس وقلب العبد التضرع الخاشع في خضوعه إلى الله موضع الرضا والقبول لما كتبه الله عليه، وأن الله قد اختار له الخير دائما حتى وإن لم يدركه في وقتها، فتطمئن نفسه ويفوض جل أموره لله تعالى.
  • أما عن ذكر سبحان الله فإنه يقولها وكله يقين بأن الله منزه عن أي نواقص، يقولها عند رؤية عجائب قدرة الله في كل شيء من مخلوقات ونباتات، فيسبح الله إجلالا وتقديرا وعرفانا بخيراته وأفضاله على عباده.

تهذيب النفس بمجاهدتها

تهذيب النفس بمجاهدتها هو عملية تحسين الطبيعة البشرية والميول الداخلية للإنسان من خلال ممارسة الجهد الذاتي والمجاهدة الداخلية. يعتبر هذا المفهوم مهمًا في العديد من الأديان والفلسفات، بما في ذلك الإسلام والتصوف والفلسفة الشرقية والغربية.

وتشمل عملية تهذيب النفس بمجاهدتها عدة جوانب منها:

  • التحكم في الشهوات والرغبات: يشمل هذا التحكم في الشهوات الجسدية والرغبات الدنيوية، مثل الطمع والغضب والشهوة الجنسية، من خلال تطوير القوة الإرادية والتحكم في النفس.
  • تنمية الفضيلة والأخلاق الحميدة: يتضمن ذلك تعزيز الصفات الإيجابية مثل الصبر والعفة والصدق والكرم والتواضع، والعمل على التخلص من الصفات السلبية مثل الغضب والحسد والكبرياء.
  • التفكير العميق والتأمل: يعني ذلك النظر الداخلي إلى الذات والتأمل في أهداف الحياة والغايات الروحية، والتفكير في معاني الوجود والتواصل مع الله.
  • التعلم والتطوير المستمر: يشمل ذلك السعي لاكتساب المعرفة والتعلم المستمر، وتطوير الذات بمساعدة العلم والحكمة.
  • العمل الخيري وخدمة الآخرين: يساهم العمل الخيري وخدمة الآخرين في تطوير النفس وتهذيبها، ويزيد من الرضا الداخلي والتوازن النفسي.
  • التوازن بين الروحانية والحياة الدنيوية: يعني ذلك السعي للتوازن بين الروحانية والعمل والحياة الدنيوية، وعدم الانغماس الكلي في الشؤون الدنيوية على حساب الروحانية والعكس أيضًا.

تهذيب النفس بالابتعاد عن المعاصي

تهذيب النفس بالابتعاد عن المعاصي يمثل جانبًا هامًا في تطوير الذات وتحسين السلوك الإنساني. إليك بعض النقاط التي تساهم في هذه العملية:

  • التوبة والاستغفار: يبدأ تهذيب النفس بالتوبة من الذنوب والمعاصي، والتضرع إلى الله بالاستغفار، فالتوبة الصادقة تمحو الذنوب وتعيد الفرد إلى طريق الاستقامة.
  • المراقبة الذاتية: يجب على الإنسان مراقبة نفسه ومراجعة تصرفاته وأفعاله بانتظام، وذلك للتأكد من الابتعاد عن المعاصي والمحافظة على السلوك الصالح.
  • تقوية الإرادة: يمكن تحقيق ذلك من خلال ممارسة العبادات والأعمال الصالحة، وتنمية القوة الإرادية للقيام بما هو صحيح ومناسب.
  • الاعتكاف عن المغريات: ينصح بتجنب الأماكن والأوقات التي قد تثير الرغبات الشهوانية أو توجه الإنسان نحو الذنوب، وهذا يشمل الابتعاد عن الأماكن ذات الأجواء السلبية والمحفزة للمعاصي.
  • تعزيز العلاقة مع الله: يمكن تعزيز العلاقة مع الله من خلال الصلاة والذكر وقراءة القرآن، والاستماع إلى الخطب والمحاضرات التي تحث على الخير والبر والتقوى.
  • المحافظة على الشريعة الإسلامية: يجب على المؤمن المحافظة على أحكام الشريعة الإسلامية واتباعها بدقة، والامتناع عن مخالفتها حتى في الأمور الصغيرة، حيث يكمن في ذلك تهذيب النفس وتربيتها على الطاعة والخشوع.

تهذيب النفس بإبعاد وساوس الشيطان عنها

تهذيب النفس بإبعاد وساوس الشيطان عنها يعتبر جزءًا أساسيًا من رحلة تطوير الذات وتحسين السلوك. إليك بعض الطرق التي يمكن من خلالها تحقيق ذلك:

  • الاعتماد على الله: يجب على الإنسان الاعتماد على الله واللجوء إليه في كل الأمور، وذلك بالدعاء والتضرع إليه ليحميه من شرور الشيطان ووساوسه.
  • تقوية الإيمان والعلم الشرعي: من خلال دراسة الدين وزيادة العلم الشرعي، يمكن للإنسان تعزيز إيمانه وفهم الأسس الدينية التي تساعده في التمييز بين الحق والباطل، وبالتالي تقليل تأثير وساوس الشيطان.
  • تجنب الوساوس والتفكير السلبي: ينبغي على الإنسان تجنب الوساوس التي يثيرها الشيطان في ذهنه، وعدم الانصياع لها أو الاهتمام بها، بل ينبغي التركيز على الأفكار الإيجابية والبناءة.
  • الاستعانة بالأذكار والأدعية: يمكن للإنسان الحماية من وساوس الشيطان من خلال قراءة الأذكار والأدعية المأثورة التي وردت في السنة النبوية، والتي تعمل على تقوية العزيمة وصد الشيطان.
  • التعامل بحكمة مع الفتن والإغراءات: ينبغي على الإنسان أن يتعامل بحكمة مع الفتن والإغراءات التي يعرضها عليه الشيطان، وأن يكون حذرًا وواعيًا لتفادي الوقوع في الفتن والمحرمات.
  • الاعتكاف عن الأمور المشبوهة: ينبغي على الإنسان تجنب الأمور المشبوهة والمثيرة للشك والريبة، والابتعاد عن المجالس والأماكن التي قد تكون مصدرًا للفتن والوساوس.

اقرأ أيضا: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

ماذا يفعل الالتزام بالذكر في حياة الإنسان؟

  • فمن وهبه الله ذكره كان كمن اتخذ لنفسه درع أمان، وأذكار الصباح والمساء تنجي المسلم طوال اليوم.
  • الاستغفار: كلما زاد استغفارك كلما غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، وتجاوز عن سيئاتك وتاب عليك، فكلما قلت سيئاتك كلما شعرت بالسكينة وبمدى رأفةَ ورحمة الله بنا.
  • فكيف جعل الذكر تهذيبا للنفوس بأن يستحي العبد أن يفعل ما نهى الله عنه، وكما ورد في القرآن الكريم “ألا بذكر الله تطمئن القلوب”.
  • ويقول صلى الله عليه وسلم “ومن أكسل الناس من ذكرت عنده ولم يصل على، ومن صلى على النبي صلاة، صلى الله عليه بها عشرة وخاصة في يوم الجمعة، فأكثروا من الصلاة يوم الجمعة فإن صلاتكم معروضة علىّ”.
  • كذلك قول لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها نافعة بشكل لا يتوقعه الإنسان، فمن مر عليه ابتلاء ظن به أنه نهاية الحياة، فعلية بالحوقلة فإنها تقي الإنسان من الشرور.

كما يمكنكم التعرف على: أفضل الذكر الذي يحبه الله

فضل الذكر في حياة الناس

  • عندما يذكر الشخص ربه آناء الليل وأطراف النهار وفي وقت السحر وهو وقت منتصف الليل قبيل الفجر، يتنزل الله سبحانه وتعالى فيقول هل من مستغفر فأغفر له، هل من داعي فاستجيب له.
    • ينزل الله بعظمته حتى يسمع نداء عبده حتى يجازي عبده علي أعماله بإكسابه الحسنات وغفرانه السيئات
  • من اتبع ذكر الله قبل الخروج من المنزل وقبل الدخول وعند النوم وعند الاستيقاظ، كل هذه أذكار لا حصر لها، ولها أثر بالغ في التحسين من صفات الإنسان بالإيجاب وجعله إنسان سليم نفسيا.
  • كما أنه من أصبح ملتزما بأذكاره، يتقرب إلى الله أكثر ويتعلم عن تعاليم الدين، فتجد أن أخلاقه تحثه على فعل الحسن واجتناب كل ما هو مؤذي.

كما يمكنكم الاطلاع على: أفضل الذكر بعد صلاة الفجر

أسئلة شائعة حول طرق تهذيب السلوك

ما هو التهذيب؟

التهذيب هو عملية تطوير السلوك الإنساني باتباع مجموعة من القيم والمبادئ الأخلاقية، وتشمل الأدب، والتقوى، والحسنات، والتعامل الحسن مع الآخرين.

ما هي أهمية تهذيب السلوك؟

تهذيب السلوك يساهم في خلق بيئة إيجابية ومترابطة في المجتمع، ويسهم في تحسين العلاقات الإنسانية والتعاون والتفاهم بين الأفراد.

كيف يمكن تحقيق التهذيب في السلوك؟

يمكن تحقيق التهذيب في السلوك من خلال التعلم من الأخطاء والتجارب، والاستماع إلى الآراء والآراء المختلفة، والعمل على تطوير القدرات الشخصية والتواصل الفعال.

ما هي بعض الخطوات العملية لتهذيب السلوك؟

بعض الخطوات العملية لتهذيب السلوك تشمل ممارسة الاعتذار عند الخطأ، والاستماع بتركيز إلى الآخرين، وتطوير مهارات التواصل الفعال، والعمل على بناء الثقة والاحترام المتبادل.

ما هي أهمية التعلم من الأخطاء في عملية تهذيب السلوك؟

التعلم من الأخطاء يساهم في تطوير الفهم الذاتي والنمو الشخصي، ويمكن أن يؤدي إلى تحسين السلوك وتجنب تكرار الأخطاء في المستقبل.

مقالات ذات صلة