حقوق الانسان في الاسلام مع المصادر
لقد كرم الله عز وجل الإنسان في الإسلام، فمن الله عليه بالحقوق والواجبات التي علت من شأنه على الأرض.
وكان لها أهمية كبيرة في أنها ساوت بين الجميع بدون أي تمييز أو تفرقة من حيث اللون أو العرق أو الدين أو الجنس، مما جعل الإنسان يشعر بالأمن والأمان، ومكنته من اتخاذ القرار بكل حرية.
محتويات المقال
مصادر حقوق الإنسان الشرعية
- حرص الإسلام على تحديد حقوق الإنسان الشرعية، وهي التي تعمل على وضع القواعد والضوابط التي تحدد حقوق الإنسان.
- هذه الحقوق مكنت الإنسان من أن يحمي ويحافظ على كرامته وآدميته، وهذا الأمر لا يتعارض مع طبيعة الإنسان البشرية.
- فقال الله تعالى في كتابه العزيز {إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}، وكانت الأمم المتحدة قد اعتمدت حقوق وواجبات الإنسان بناءً على ما ذكر بكتاب الله وسنته.
شاهد أيضًا: هل تعلم عن حقوق الإنسان ؟
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
- يعتبر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هو بمثابة وثيقة تم إثباتها واعتمادها من قبل الأمم المتحدة.
- يضم الإعلان جميع آراء الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الإنسان، والجدير بالذكر أن الإعلان يضم حوالي 30 مادة تحمي حقوق الإنسان.
- هذا الإعلان يعتبر من الإعلانات من الوثائق التي حازت على مكانة كبيرة في القانون الدولي.
- ونال الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على مجموعة من المواد، والتي جاءت كالتالي:
- ركزت المدة الأولى والثانية على كل المصطلحات الرئيسية حول الحرية والعدل والمساواة والكرامة.
- أما المادة الثالثة حتى الخامسة؛ فهي ركزت على حقوق كل فرد على سبيل المثال حق الحياة ومنع التعذيب والاستبعاد.
- كما أن المادة من السادسة حتى الحادية عشر تركز على حقوق الإنسان الشرعية.
- والمادة من 12 حتى 17 فركزت على جميع حقوق الفرد بجانب مجتمعة على سبيل المثال حرية التنقل.
- المادة من 18 حتى 21 ركزت على حرية الدستور على سبيل المثال حرية الديانات.
- وحرية التعبير عن الآراء والأفكار، بالإضافة إلى الحرية السياسية.
- أما النصوص الأخرى فركزت على جميع حقوق الفرد الاقتصادية أو الاجتماعية.
أهم الحقوق التي ضمنها الإسلام للإنسان
ضمن الإسلام حقوق عديدة للإنسان، وهي كالتالي:
حق العمل:
- من أهم حقوق الإنسان هو أن يحصل على العمل، حتى يضمن قوت يومه، كما جاء في كتابه العزيز “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”(النحل:97)
- فاشتغل العلماء في كل المهن، فسيدنا آدم قد اشتغل في مجال الزراعة، وسيدنا نوح عمل بالنجارة، كما أن سيدنا داوود اشتغل بالحدادة، وعمل سيدنا موسى في مجال الرعي.
- فكانت مهنة الرعي من المهن التي اشتغلها كل الأنبياء في جميع الأوقات، وكان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد اشتغل بالتجارة والرعي.
- وأكد الإسلام على العمل وركز على أنه عبادة فعن أم المؤمنين عَائِشَةَ بنت الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وعن أبيها أنها قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ
وحق الحياة:
- منح الإسلام الإنسان حق الحياة، فهذا الحق يعد من أولى الحقوق التي يحافظ بها على كرامته، فيجب على كل المسلمين أن يحافظوا على هذا الحق.
- فحق الحياة غير مقتصر على المسلمين فقط، وإنما هو حق لكل الأشخاص بدون أي شروط.
- وجاء ذلك في كتابه العزيز “قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ”(151).
حق التعليم:
- عظم الله تعالى من قيمة العالم والتعليم في القرآن والسنة، فقال في كتابه العزيز وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ”(التوبة:122)
- قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (من سلَكَ طريقًا يبتغي فيهِ علمًا سلَكَ اللَّهُ بِهِ طريقًا إلى الجنَّةِ وإنَّ الملائِكةَ لتضعُ أجنحتَها رضاءً لطالبِ العلمِ.
- وإنَّ العالمَ ليستغفرُ لَهُ من في السَّمواتِ ومن في الأرضِ حتَّى الحيتانُ في الماءِ وفضلُ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ على سائرِ الكواكبِ إنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ إنَّ الأنبياءَ لم يورِّثوا دينارًا ولا درْهمًا إنَّما ورَّثوا العلمَ فمَن أخذَ بِهِ فقد أخذَ بحظٍّ وافرٍ).
شاهد أيضًا: متى موعد اليوم العالمي لحقوق الإنسان؟
خصائص حقوق الإنسان في الإسلام
- جاءت حقوق الإنسان في مقدمة جميع الحقوق عن باقي المخلوقات.
- وكانت الشريعة الإسلامية قد اهتمت في المقام الأول بالإنسان على اعتباره أنه من الكائنات التي عظمها الله (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) [الإسراء:70].
- الإسلام يساوي بين كل الأشخاص؛ فهذه الحقوق تحمي جميع المصالح المتعلقة بالإنسان في مختلف أنحاء العالم.
- يساعد على الترابط بين الجميع، فسلب أي حق من حقوق الإنسان يؤثر بالسلب على جميع الحقوق سواء كانت حقوق سياسية أو حقوق مدنية على سبيل المثال حق التعبير عن الرأي وحق المساواة.
أنواع حقوق الإنسان
لحقوق الإنسان عدة أنواع، وهي كالتالي:
وأنواع حقوق الإنسان من حيث موضوعات الحقوق:
- تنقسم حقوق الإنسان إلى حقوق سياسية ومدنية؛ فهي تشمل حق للحياة وحق العبودية وحرية التعبير عن الرأي والفكر.
- كما أنها تنقسم إلى الحقوق الاقتصادية والحقوق الاجتماعية التي تشمل حق التعليم وحق العمل، بالإضافة إلى حق المآكل والمشرب، والحصول على مستوى معيشة مرت.
- كما أنها تنقسم إلى الحقوق البيئة والثقافية والتنموية؛ وهي تضم حرية العقيدة وحرية العبادة، بالإضافة إلى حرية التعبير عن الرأي.
أنواع حقوق الإنسان من حيث الأهمية:
- تنقسم حقوق الإنسان من حيث هذا الاتجاه إلى حقوق إجبارية وحقوق اختيارية.
- فالحقوق الإجبارية كالحقوق التي تلزم لعيش الحياة؛ وهي الحقوق التي لا يمكن التخلي عنها، مثل حق الحياة وحق الحرية وشعور الفرد بالأمن والأمان.
- وبالنسبة للحقوق الغير أساسية؛ فهي متعلقة بتحقيق رفاهية الفرد ومدى سعادته، والتي يتم من خلالها تحقيق مستوى معيشي مرتفع.
أنواع حقوق الإنسان من حيث جميع المستفيدين:
يتم تقسيمها إلى حقوق فردية أو حقوق جماعية:
- فبالنسبة للحقوق الفردية؛ فتعرف على أنه حق من الحقوق التي يتمتع بها الشخص ذاته مثل حقه في الحصول على الحياة، وعدم تعريضه إلى العنف اللفظي أو البدني، وحقه في التعليم.
- وبالنسبة للحقوق الجماعية؛ فهي عبارة عن حقوق ثابتة تم الإعلان عنها من قبل القانون لكل الأفراد.
- ويكون لهم الحق في أن يتصرفوا بها سواء كانت الحقوق المدنية أو الحقوق السياسية.
شاهد أيضًا: موضوع عن حقوق الإنسان في الإسلام
حقوق الإنسان من الحقوق التي لم يغفلها الإسلام؛ فقد ركز عليها عند نزول الإسلام، نظراً لأنه يضمن العدل والمساواة.
وعدم التفرقة بين الجميع من حيث اللون أو الجنس والعقائد، كما أنه يحافظ على كرامة الفرد وضمان حريته في التعبير عن الرأي.