ابن حجر العسقلاني

ابن حجر العسقلاني واحد من بين العلماء المسلمين الكبار، ويعتبر من بين كبار الأئمة الحفاظ، والمشهود لهم بالعلم، وقد أخذ المسلمون عنه الكثير من الفتاوى وشروح الأحكام الفقهية، والنصوص التي تتعلق بالشريعة الإسلامية.

وفي هذا المقال وعبر maqall.net سيكون الحديث حول العالم الجليل، ومسيرته في رحلة العلم الفقهي، والتبحر في أصول الشرع الإسلامي الحنيف.

التعريف بابن حجر العسقلاني

كان الإمام ابن حجر العسقلاني من بين كبار العلماء المسلمين، وعن اسمه، وكنيته نتحدث من خلال ما يلي في تلك النقاط المقبلة:

  • يعرف بالإمام ابن حجر العسقلاني بأنه شيخ إسلام، ومن كبار العلماء واسمه شهاب الدين أبو الفضل أحمد ابن حنبل بن محمد بن محمد بن علي بن محمود الكناني العسقلاني المصري.
  • ولد الشيخ بالقاهرة فهو من أبناء مصر، ومن التابعين للمذهب الشافعي.
  • كنيته هي الإمام ابن حجر.
  • نسب اسمه لاسم أحد أجداده، وهو العسقلاني، حيث كان أجداده من المنتمين لمنطقة عسقلان.

شاهد أيضا: ما هو عتق الرقبه

مولد الشيخ العسقلاني

نتحدث من خلال ما يلي من تلك الفقرات القادمة عن أهم المعلومات حول مولد الشيخ ابن حجر:

  • ولد الشيخ بمصر وفي عام 773 من الهجرة، بيوم الثاني والعشرين من شهر شعبان.
  • بقي في بيته والذي قد كان مكان ولادته، وقضى فيه كل حياته إلا أن توفاه الله سبحانه وتعالى.
  • كان بيت الشيخ بجوار منطقة تعرف بمنطقة بهاء الدين، وقد كان في صغره من الأطفال الحفظة الأذكياء، والمهرة في التعلم، وقد لاحظ شيوخه مدى ذكائه ونبوغه.
  • كان هو البشرى التي أسعدت والدته عندما مات ابنه، فبشره أحد الصالحين بأنه سيولد له ولد صالح، وبعدها رزق بابنه وهو ابن حجر والذي أصبح من كبار العلماء.
  • توفى والده بعمر الأربعة أعوام، كما توفيت والدته قبيل وفاة والده، فقد عاش اليتم طيلة حياته.
  • كان هناك تاجر مصري وهو من كان الواصي عليه، واسم التاجر هو زكي الدين الخزوبي.

زوجات العسقلاني وأبنائه

كان الشيخ العسقلاني من الحافظين لكتاب الله، ومن العلماء، وكما ذكرنا فقد عاش يتيمًا، ولكن لم يحرمه الله من أن يكون أسرة، ويكون له أبناء، وهذا ما سنوضحه فيما يلي عن حياته، وأسرته:

  • تزوج الشيخ الحافظ العسقلاني رحمه الله أربعة من الزوجات.
  • أنجب عدد خمسة من الأبناء.
  • عدد بناته أربعة، ورزقه الله بابن واحد.
  • أسماء بناته هي فاطمة، ورابعة، وفرحة، وابنته عالية.
  • من بين زوجاته كانت السيدة أنس خاتون، وقد كانت من الفقيهات المحدثات، كم كانت مقرئة، وقد أنجب منها بناته.
  • تزوج الشيخ من خاص الترك، وقد أنجب منها الابن الوحيد له وهو بدر.
  • كانت له زيجة من أرملة زين المشاطي، كما تزوج من سيدة تدعى ليلى الحلبية، ولكن لم يرزق بأبناء من كلتا الزوجتين.

اقرأ أيضا: شيخ الإسلام ابن تيمية

رحلة العسقلاني في طلب العلم

أما عن رحلة تلقيه العلوم الشرعية، وحفظه لنصوصها، والبحث فيها، فقد كانت رحلة طويلة، بدأت منذ صغره، وحتى وفاته، حيث أنه لم يتوفق عن تلقي العلم، وتعليمه، وتعلمه، وعن تلك الفترة نتحدث تباعًا:

  • التحق بالكتاب بعد أن بلغ عمر الخامسة.
  • كان من بين المتسمين بالذكاء الفطري، وفصاحة اللسان.
  • كان من الطلاب الأقوياء في الحفظ لدرجة أنه قد حفظ آيات سورة مريم كاملة خلال يوم واحد فقط.
  • حفظ عدد كبير من المتون بالكثير من الفنون، وذلك كان في صغره.
  • من بين أهم العلوم التي كان شديد الشغف بها علوم الحديث، فقد أحبها بشكل كبير، وتتلمذ فيها بالثانية عشر من عمره لدى العالم القاضي أبي حامد المكي.
    • وقد بحث معه المصنف الخاص به وهو عمدة الأحكام، وقد تم ذلك بمكة المكرمة.
  • وفقه الله بعلم الحديث توفيقًا سديدًا، وأتقن الأحاديث، وكل المتون والسند، وكافة العلل.
  • اجتمع بالكبار من حفاظ الحديث، وتعلم على يدهم.

أساتذة وشيوخ العسقلاني

قد تتلمذ الشيخ على يد أساتذة، وأئمة من الكبار في العلوم الفقهية، وعلوم الحديث والشريعة، وبعد أن تلقى العلم، كان جدير باللقب الذي اسند إليه في عصره، وهو أمير المؤمنين، ومن بين أساتذته:

  • التنوخي، وقد لازمه الشيخ العلامة ابن حجر مدة ثلاثة أعوام، وقد أذن شيخه التنوخي له بالإقراء، وذلك لمدة تعادل عام كامل.
  • الشيخ العراقي، وقد لازمه العالم ابن حجر مدة تعادل عشرة أعوام، وقد أذن له في وقت تواجده لتلقي العلم معه، بأن يدرس لطلبة العلم.
    • وذلك لما رأى فيه من سرعة البديهة، والقدرة على الحفظ، وتوصيل الفكرة والمعلومة بسهولة.
  • من بين أشهر ما يعرف به العراقي أنه من شيوخ الحديث الكبار.
  • العالم البلقيني والذي يعد من أكثر الشيوخ المؤثرين في العالم ابن حجر، كان دائم الاستماع للشيخ البلقيني، ويحضر مختلف حلقات العلم التي كان يلقيها، ويستمع لمختلف الدروس باهتمام شديد.
  • الشيخ ابن الملقن، وقد قرأ له العسقلاني الجزء الكبير من كتابه المنهاج، وقد عرف عن العلامة ابن الملقن بأنه له الكثير من المصنفات، وعدد كبير من المؤلفات.
  • ابن جماعة واحد ممن تعلم على يدهم الإمام العسقلاني، وقد كان ملازم له طيلة واحد وعشرين سنة.

شاهد من هنا: سيرة علي ابن أبي طالب

تلاميذ ابن حجر العسقلاني

ابن حجر العسقلاني (773 هـ – 852 هـ / 1372 م – 1449 م) هو واحد من أبرز العلماء في الحديث والتاريخ الإسلامي. وقد تتلمذ على يديه العديد من العلماء البارزين، ومن بين أبرز تلاميذه:

  • السخاوي (محمد بن عبد الرحمن السخاوي، 831 هـ – 902 هـ): يعدّ السخاوي من أشهر تلاميذ ابن حجر، وقد كتب عنه وأخذ منه الكثير من العلم. من مؤلفاته المعروفة “الضوء اللامع لأهل القرن التاسع”.
  • السيوطي (جلال الدين السيوطي، 849 هـ – 911 هـ): على الرغم من أن ابن حجر توفي عندما كان السيوطي صغيراً، إلا أن السيوطي يعتبر من أبرز العلماء الذين تأثروا بابن حجر ونقلوا علمه.
  • البقاعي (إبراهيم بن عمر البقاعي، 809 هـ – 885 هـ): وهو من العلماء الذين تتلمذوا على يد ابن حجر وكتب في عدة مجالات مثل التفسير والحديث.
  • ابن قاضي شهبة (أحمد بن محمد بن عمر الشافعي، 779 هـ – 851 هـ): من تلاميذ ابن حجر الذين برزوا في الفقه والتاريخ.
  • الحافظ الهيثمي (نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي، 735 هـ – 807 هـ): وإن كان قد تتلمذ على علماء آخرين أيضاً، إلا أن تأثير ابن حجر عليه كان واضحاً.

مصنّفات ابن حجر العسقلاني

ابن حجر العسقلاني (773 هـ – 852 هـ / 1372 م – 1449 م) ترك وراءه مجموعة واسعة من المصنفات التي أثرت في مجالات عدة، خاصة الحديث والتاريخ الإسلامي. من بين أشهر مصنفاته:

  • فتح الباري بشرح صحيح البخاري: يعتبر هذا الكتاب أهم وأشهر أعمال ابن حجر، وهو شرح مفصل لصحيح الإمام البخاري. يحظى “فتح الباري” بمكانة مرموقة بين العلماء والباحثين في الحديث الشريف.
  • الإصابة في تمييز الصحابة: موسوعة شاملة عن الصحابة، حيث جمع ابن حجر تراجمهم وبياناتهم وأحوالهم، وهو مصدر رئيسي لكل من يدرس تاريخ الصحابة.
  • لسان الميزان: كتاب يختص بتراجم الرواة الضعفاء والمجروحين، وهو تتمة لكتاب “ميزان الاعتدال” للذهبي.
  • تهذيب التهذيب: مختصر لكتاب “تهذيب الكمال” للمزي، يهدف إلى تقريب تراجم رواة الحديث مع ذكر أحوالهم وتعديلهم وتجريحهم.
  • تقريب التهذيب: مختصر آخر لكتاب “تهذيب الكمال”، يتميز بالاختصار والسهولة في الوصول إلى المعلومات الأساسية عن الرواة.
  • الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة: كتاب يتناول تراجم لأعلام العلماء والأدباء والشعراء في القرن الثامن الهجري.

ثناء العلماء على ابن حجر العسقلاني

حظي ابن حجر العسقلاني بتقدير كبير وثناء عظيم من العلماء على مر العصور، وذلك بفضل علمه الغزير ومؤلفاته القيمة وإسهاماته الكبيرة في مجال الحديث والتاريخ الإسلامي. إليك بعض ما قاله العلماء عنه:

  • السخاوي: قال عنه تلميذه السخاوي في كتابه “الضوء اللامع لأهل القرن التاسع”: “كان الشيخ الإمام الحافظ الناقد، عالم العصر… إماماً في الحديث وعلومه، ومعرفة رجاله واستنباط أحكامه”.
  • السيوطي: قال السيوطي في “حسن المحاضرة”: “لم يخلف بعده في علم الحديث مثله، وهو أشيع أهل عصره ذكراً وأرفعهم قدراً”.
  • الشوكاني: قال الشوكاني في “البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع”: “هو الشيخ الإمام، المحدث الحافظ، شيخ الإسلام، قاضي القضاة، عالم الأمة… لا نظير له في المشارق والمغارب”.
  • ابن تغري بردي: قال عنه في “النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة”: “كان عالماً علامة، فقيهاً حافظاً متقناً، محدثاً ناقداً، لم يكن له نظير في هذا الشأن”.

جهد الإمام ابن حجر في كتاب فتح الباري

كتاب “فتح الباري بشرح صحيح البخاري” هو واحد من أعظم وأشهر أعمال الإمام ابن حجر العسقلاني، ويعدّ علامة فارقة في مجال شرح الحديث النبوي. قام ابن حجر بجهود جبارة في إعداد وتأليف هذا الكتاب، والذي استغرق منه سنوات طويلة من البحث والدراسة. وإليك بعض الجوانب التي تبرز جهد ابن حجر في هذا الكتاب:

  • المدة الزمنية الطويلة:
    • استغرق ابن حجر نحو 25 سنة في تأليف “فتح الباري”. بدأ العمل عليه في سنة 817 هـ وأكمله في سنة 842 هـ، مما يعكس الجهد الكبير الذي بذله في تجميع وتنقيح المعلومات.
  • التدقيق العلمي:
    • اعتمد ابن حجر على مصادر عديدة ومتنوعة في شرحه، وتحقق من صحة الأحاديث وتفسيرها بدقة. قام بمراجعة أعمال العلماء السابقين وأخذ منها وأبدع بإضافاته وتوضيحاته.
  • المنهجية الشاملة:
    • استخدم ابن حجر منهجية شاملة في شرحه، حيث لم يقتصر على شرح الأحاديث من ناحية اللغة والمعاني فقط، بل تناول أيضاً مسائل الفقه والاعتقاد والتاريخ والسير.
    • عمل على شرح الأحاديث بشكل مفصل، مع التركيز على المعاني اللغوية والنحوية، وتوضيح غريب الألفاظ، وربط الأحاديث بالسياقات التاريخية والاجتماعية.
  • النقد والتحليل:
    • تميز الكتاب بأسلوب النقد والتحليل العلمي، حيث قام ابن حجر بتحليل الأسانيد وتقييم الرواة، مما جعله مرجعاً مهماً في علم الحديث.
  • التنظيم والترتيب:
    • نظم ابن حجر مادة الكتاب بشكل يسهل على القارئ فهمها واستيعابها، وقام بترتيب الأحاديث والشروحات بطريقة منسقة ومنهجية.
    • اعتمد على ترتيب الإمام البخاري في صحيحه، وشرح كل باب وحديث بدقة وعناية، موضحاً الأحاديث المتشابهة والاختلافات بينها.
  • الإحاطة والشمولية:
    • حرص ابن حجر على أن يكون شرحه شاملاً لكل الجوانب المتعلقة بالحديث، مما جعله مرجعاً لا غنى عنه للعلماء وطلبة العلم.
    • أضاف معلومات قيمة من كتب أخرى، وناقش آراء العلماء المختلفين، مما زاد من قيمة الكتاب العلمية.
  • التحديث والتطوير:
    • لم يكتفِ ابن حجر بالنقل من كتب السابقين، بل قدم إضافات جديدة وتفسيرات معاصرة لم تكن موجودة قبله، مما أعطى الكتاب طابعاً مميزاً وجعله ذا فائدة مستمرة عبر العصور.

أسئلة شائعة حول ابن حجر العسقلاني

من هو ابن حجر العسقلاني؟

ابن حجر العسقلاني هو شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود الكناني العسقلاني الشافعي، وُلد في 22 شعبان 773 هـ وتوفي في 28 ذي الحجة 852 هـ. هو واحد من أبرز علماء الحديث والتاريخ في الإسلام، ويُعتبر من كبار الفقهاء والمحدثين في عصره.

ما هي أشهر مؤلفات ابن حجر العسقلاني؟

من أشهر مؤلفاته (فتح الباري بشرح صحيح البخاري)، (الإصابة في تمييز الصحابة)، (تهذيب التهذيب).

ما هو (فتح الباري)؟

(فتح الباري بشرح صحيح البخاري) هو شرح موسع لصحيح الإمام البخاري، والذي يُعتبر من أهم كتب الحديث في الإسلام. استغرق ابن حجر حوالي 25 سنة في تأليفه، وهو يُعتبر أحد أهم المراجع في شرح الحديث النبوي.

ما هي مكانة ابن حجر العسقلاني في علم الحديث؟

يُعتبر ابن حجر العسقلاني من أبرز علماء الحديث، وقد قدَّم إسهامات كبيرة في هذا المجال. تُعدّ شروحه وتفسيراته للأحاديث مرجعاً أساسياً للعلماء وطلبة العلم في دراسة الحديث النبوي.

كيف كان تأثير ابن حجر العسقلاني على العلماء من بعده؟

كان تأثير ابن حجر العسقلاني كبيراً على العلماء اللاحقين، حيث اعتمد الكثير منهم على كتبه وشروحه في دراساتهم وأبحاثهم. تلاميذه البارزون مثل السخاوي والسيوطي نشروا علمه وساهموا في الحفاظ على تراثه العلمي.

مقالات ذات صلة