أهمية الحياة الاجتماعية للفرد
أهمية الحياة الاجتماعية للفرد، في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي ساعدت على عزلة الأفراد أكثر، يسعى علماء الاجتماع إلى توصيل أهمية الحياة الاجتماعية للفرد والبعد عن الانعزال عن المجتمع، فما هي أهمية الحياة الاجتماعية للفرد، وما هو دور الدين والأسرة في تنمية الحياة الاجتماعية.
محتويات المقال
أهمية الحياة الاجتماعية للفرد
- يرى العالم الكبير ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع أن الفرد وحده لا يستطيع توفير ابسط احتياجاته الضرورية بنفسه.
- على سبيل المثال، إذا شعر الفرد بالجوع فهو بحاجة إلى الطعام رغيف خبز مثلًا، ورغيف الخبز هذا حتى يتم توفيره لابد وأن يمر بعدد من العمليات حتى يكون جاهزًا وصالحًا للأكل.
- هذه السلسلة من العمليات لتوفير رغيف الخبز يشارك فيها العديد من الأشخاص بداية من زراعة القمح وحتى مراحل التصنيع والخبز، وبالتالي تظهر أهمية الحياة الاجتماعية للفرد في التعايش بين الأفراد لتوفير احتياجاتهم الأساسية على الأقل.
- من منظور آخر يتفق علماء الاجتماع على أن الفرد شخص اجتماعي بطبعه وإن العلاقة بين الفرد والمجتمع هي علاقة تبادلية، وأن إنسانية الفرد التي تميزه عن الحيوانات وباقي المخلوقات هي تعايشه وتعامله مع الآخرين في المجتمع.
- في دراسة مهمة أجراها عدة باحثين في جامعة هارفارد الأمريكية على أكثر من 700 فرد أمريكي منهم الذين يرتادون الجامعة ومنهم من لم يكمل تعليمه الجامعي، ومن بين الأفراد الذين أجريت عليهم الدراسة الرئيس الأمريكي السابق جون كينيدي.
- عنوان الدراسة هو دراسة جرانت عن التكيف الاجتماعي وتهدف إلى دراسة أهمية الحياة الاجتماعية للفرد، وتم إجراء الدراسة على الأفراد المختارين للدراسة لمدة 75 عامًا، وبذلك تعتبر هذه الدراسة من أطول الدراسات البحثية في علم الاجتماع.
- ملخص نتائج الدراسة تقول بأن علاقات الفرد الاجتماعية تؤثر بشكل كبير في حياته الشخصية على مدار عمره، وأكدت الدراسة أن الأفراد الذين لهم علاقات اجتماعية أفضل ينعمون بحياة صحية أفضل وحياة شخصية أكثر سعادة.
- أما الأشخاص الذين يعيشون حياة العزلة ولا يعيشون حياة اجتماعية مع أشخاص آخرين، تكون حياتهم الشخصية كئيبة وعلاقاتهم الأسرية أو في مجال العمل تكون غير سوية.
- كما أكدت الدراسة أن الحياة الاجتماعية للفرد تكون على الوجه الأفضل عندما يتعايش الفرد مع محيطه المجتمعي من الأفراد بثقة وتوفير احتياجاته بما يحقق سعادته.
- أيضًا تقول الدراسة أن نجاح الحياة الاجتماعية للفرد لا يجب أن يكون بها الكثير من الأفراد الآخرين، بل يعتمد على قدرة الأفراد المحيطين بتحقيق سعادة الفرد ومدى ثقته فيهم.
- وأنهت الدراسة أنه يجب على الفرد تأدية واجباته المجتمعية قبل مطالبته بحقوقه، وعدم التفريط في الأقارب أو الأصدقاء أو زملاء العمل، العمل على تحسين علاقته بهؤلاء.
شاهد أيضًا: البحث عن الصور ومقالات في الحياة الاجتماعية
مظاهر الحياة الاجتماعية للفرد
- الحياة الاجتماعية للبشر عمومًا تتغير باستمرار والإنسان هو العنصر الأساسي الذي يتغير فيها، لكن التغيرات المحيطة به هي التي تتحكم في كيفية تعامل الفرد مع هذه التغيرات ومع الآخرين أيضًا.
- ولذلك فإن علماء الاجتماع قسموا مظاهر الحياة الاجتماعية للفرد في شقين هما الحياة الاجتماعية للفرد مع أسرته، وتفاعل الفرد مع المجتمع المحيط به سواء الأصدقاء أو في مجال العمل.
- جاء هذا التصنيف بناءً على مظاهر الحياة الاجتماعية للفرد في دائرته الصغيرة ألا وهي الأسرة، وفي دائرة تعاملاته وعلاقته الكبيرة وهي المجتمع.
الحياة الاجتماعية للفرد مع الأسرة
- الأسرة هي العنصر الأساسي الذي يكّون المجتمعات، إذ أنها تمثل مجتمع صغير عنصره الأساسي هو الفرد سواء كان هذا الفرد هو الأب أو الأم أو الأبناء.
- الرابطة الأسرية بين أفراد الأسرة من أهم مظاهر الحياة الاجتماعية للفرد بحكم أنها رابطة أبدية تؤثر في حياة الفرد وشخصيته، كما أنها علاقة تبادلية كلما كانت الرابطة بين أفراد الأسرة قوية ومتقاربة كلما كان الفرد سوي نفسيًا واجتماعيًا.
- ومن مظاهر الحياة الاجتماعية للفرد مع الأسرة تنشئة الأبناء على احترام الآخرين والتعاون معهم ومراعاة حقوقه وواجباته، فهذه المظاهر الاجتماعية توفر حياة اجتماعية سليمة للفرد بعيدًا عن العزلة التي كثيرًا ما تسبب اكتئاب الفرد وبعده عن المجتمع.
- لذلك يعتمد نجاح الحياة الاجتماعية للفرد على مدى قوة علاقة الفرد مع أسرته.
تفاعل الفرد مع المجتمع
- كما أوضحنا أن تفاعل الفرد مع المجتمع هو تفاعل متبادل كل منهما يؤثر بشكل كبير في الآخر.
- يختلف تفاعل الفرد مع المجتمع بحسب مراحله العمرية، فهناك بعض الأشخاص يظهرون انطوائيين في مراحلهم العمرية المبكرة ثم بسبب تأثير المجتمع في الفرد يتحول هذا الشخص الانطوائي إلى فرد اجتماعي فاعل في المجتمع يتعاون مع الآخرين.
- أيضًا قد يحدث العكس يكون الشخص اجتماعي ثم يتحول إلى شخص انطوائي أيضًا بسبب تأثير المجتمع.
الحياة الاجتماعية في الإسلام
- بالنسبة لنا في مجتمعاتنا العربية فإن الدين يلعب دورًا هامًا في الحياة الاجتماعية للفرد، ولا شك أن الدين ينظم تعاملات الفرد مع أسرته ومع من حوله في المجتمع، ولذلك فإن الدين عنصرًا مؤثرًا بشكل كبير في الحياة الاجتماعية.
- الدين الإسلامي اهتم كثيرًا بالحياة الاجتماعية للفرد ويتجلى هذا بشكل واضح في الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه “.
- من الحديث الشريف يتضح تشديد النبي عليه الصلاة والسلام على ضرورة تفاعل الفرد المسلم مع أخيه المسلم، أيضًا هناك الكثير من الأحاديث التي تدعو إلى توطيد العلاقة بين الفرد وأسرته وتفاعله مع المجتمع.
- فضلًا عن آيات وأحاديث صلة الرحم والإحسان إلى الغير والبعد عن الضغائن إرساء قواعد العدل والمساواة ليس فقط بين المسلمين وبعضهم البعض.
- لكن بين المسلمين وبين غيرهم ممن يتبعون الأديان الأخرى وتحقيق ذلك بلا شك ينمي المجتمع ويجعل المجتمع مجتمع قوي ومترابط ينعكس بالإيجاب على حياة الفرد الخاصة.
شاهد أيضًا: بحث عن الحياة الاجتماعية doc
العزلة المجتمعية على الفرد
يرى علماء الاجتماع أن عزلة الفرد تعتبر حالة من الضعف وانعدام الشخصية يكون أحد أسبابها الأسباب التالية:
- الثقة، انعدام الثقة بين الفرد والآخرين يؤثر سلبًا على الشخص مما يجعله يتجه إلى العزلة لأنه لا يثق بالآخرين.
- قلة الإدراك وضعف القدرات العقلية.
- الإحباطات المتتالية والتي تحدث كثيرًا خاصة في الحياة العملية.
- انتشار البطالة من الأسباب الحديثة في انتشار العزلة خاصة بين الشباب.
- العنف الأسري من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى عزلة الفرد.
- الشيخوخة أيضًا والتقدم في السن من الأسباب التي تؤدي إلى عزلة الفرد وبعده عن المجتمع.
- التشرد وهو ما يظهر بشكل كبير في الولايات المتحدة والدول الأوروبية.
- فقد أحد الأقارب أو الأشخاص الأعزاء بسبب الوفاة أو السفر أو الزواج أو أي أسباب أخرى تؤدي إلى عزلة الفرد عن المجتمع.
- الإنسان كائن يتغير على مدار مراحله العمرية ويؤثر بشكل كبير في المجتمع، وتعتمد أهمية الحياة الاجتماعية للفرد على قوة علاقة الفرد مع أسرته وتأثيره وتأثره من المجتمع المحيط.
شاهد أيضًا: بحث عن الحياة الاجتماعية عند العرب قبل الإسلام
كانت أهمية الحياة الاجتماعية للفرد في بيئة مجتمعية سليمة كانت حياته الاجتماعية أكثر إيجابية، ولذلك ينصح بتربية الأطفال على التعاون واحترام الآخرين لينشئوا على الحياة الاجتماعية السليمة والبعد عن العزلة.