عيد الاستقلال في الجزائر
عيد الاستقلال في الجزائر يعتبر مناسبة رسمية هامة بالنسبة للدولة، فهذا العيد ما هو إلا إعادة لتمجيد وإحياء الأحداث من جديد في إطار يشعل الحماسة والقوة في نفوس الشعب بالكامل، ويحثه على الثبات والتحلي بالصبر في وقت الشدائد التي تتكرر من حين لآخر.
محتويات المقال
عيد الاستقلال في الجزائر
استمرت الجزائر تحت حكم وسيطرة فرنسا لمدة 132 عامًا، سلبت خلالها الكثير من حقوق المواطنين وتحكمت في الدولة بالكامل.
وفي يوم الخامس من يوليو لعام 1962 نشبت ثورة كبيرة واتخذت الجزائر الاستقلال التام هدفًا رئيسيًا لانطلاقها، فقد سئمت من مظاهر الذل والقهر التي عاشتها خلال سنوات طويلة من الاحتلال.
وبالفعل نجحت في الحصول عليه وتحرير أرضها من هؤلاء المستعمرين، وجعلت من يوم الخامس من تموز من كل عام عيدًا لها.
وخلاله يحتفل جميع المواطنين بارتدائهم اللون الأخضر والأعلام الجزائرية في الشوارع والميادين، مع الاستعانة ببعض الآلات الموسيقية وغيرها.
شاهد أيضا: أول رئيس للجزائر بعد الاستقلال
ما هي الأسباب الحقيقية لحدوث الثورة التحريرية؟
تعددت الأسباب التي من أجلها قامت الثورة التحريرية وهي كالتالي:
- تعامل فرنسا مع الشعب الجزائري بمنتهى الاستعباد، الاستبداد، التعذيب، والظلم.
- مشاركة بعض الدول الأوروبية مع فرنسا في احتلال الجزائر، وهذا ما ساعدها كثيرًا وكان مصدر الدعم الأقوى للأسلحة والطائرات في الحرب.
- كثيرًا ما وعدتهم فرنسا بالاستقلال إذا ساعدوها في الحرب العالمية الثانية، ولكن دون جدوى.
- الرغبة في إظهار قوة الحركة الجزائرية، وبالفعل قامت المظاهرات وطالبوا فرنسا بعدة مطالب.
- تمادي فرنسا في الظلم ومحاولاتها لرد الثورة وإقماعها بالتعذيب والقتل الجماعي لجنود الجزائر.
بالتفصيل تعرف على أحداث حرب استقلال الجزائر
بعد انتصار الحلفاء على النازية في الحرب العالمية الثانية انتظر مواطنو الجزائر حصولهم على الاستقلال من فرنسا الذي وعدتهم به ولكن لم يحصلوا على شيء.
فاضطروا إلى التحضير للمظاهرات والتي تهدف إلى الضغط على القوات الفرنسية للحصول على حقوقهم، مع الحرص على توعية الشعب بكامل حقوقهم لإشعال الحماسة بالدفاع عنها.
وبالفعل انطلقت المظاهرات في يوم 1 من شهر مايو لعام 1945، وطالبت بعدة أمور هي:
- أن تطلق فرنسا سراح مصالي الحاج.
- استنكار الحكم الفرنسي والذي يقوم على الاستبداد والقهر.
- استقلال الجزائر التام عن فرنسا، وتعبيرًا عن ذلك صنعوا علمًا للدولة خصيصًا ورفعوه في المظاهرات.
و تابعوا المظاهرات ولم يستسلموا أبدًا، وبل وأقاموا المهرجانات التي تنادي بقمع الظلم عنهم.
ماذا عن الخسائر التي تعرض لها الشعب الجزائري بسبب المظاهرات؟
اضطر الجنود الفرنسيون إلى استخدام القوة في ردع هذه المظاهرات السلمية التي أقامها شعب الجزائر، ونتج عن ذلك عدة خسائر في الموارد والأرواح البشرية أيضًا، وهذه الخسائر تترتب في هذه النقاط:
- ارتكاب مجزرة 8 مايو 1945، والتي نتج عنها قتل عدد كبير من الجنود والذي وصل إلى 45.000 جندي، وتدمير عدد هائل من القرى والمباني.
- قد تراوحت أعداد القتلى من المواطنين من 50 إلى 70 ألف مواطن، من بين الشباب، والشيوخ، والنساء، والأطفال أيضًا.
- استعملوا القنابل الذرية وجميع الأجهزة والوسائل المحرمة دوليًا في قمع الثورة، وهذا ما أثار الغضب الشديد في نفوس المواطنين.
استفتاء تقرير مصير الجزائر عام 1962
اختص الاستفتاء باستقلال الجزائر كليًا عن فرنسا وبدأ في اليوم الأول من يوليو لعام 1962، في إطار اتفاقيات ايفيان التي تمت بعد الثورة الشعبية في يوم 19 مارس لنفس العام.
لإنهاء النزاع بين الطرفين على الاستقلال، بشرط أن تزيد فترتها عن 6 شهور.
وكانت النتيجة الغالبة تؤيد الحصول على الاستقلال بنسبة 99.72%، ومن بعدها أعلن الرئيس الفرنسي شارل ديغول في اليوم الثالث من يوليو عن استقلال الدولة.
وجعلته الجزائر في اليوم الخامس من يوليو ليصبح عيدًا رئيسيًا لها تحيي ذكراه كل عام.
اقرأ أيضا: النشيد الوطني الجزائري
بعض الاحتفالات والبروتوكولات الخاصة بذكرى الاستقلال
تمجيدًا وتخليدًا لذكرى الاستقلال وما ترتبط به في نفوس المواطنين، تقيم الجزائر كل عام العديد من الاحتفالات والبروتوكولات الخاصة، والتي منها ما يلي:
- عدد لا بأس به من العروض والاحتفالات الشعبية الرائعة.
- القيام بعدة بروتوكولات رسمية تختص بالدولة مثل: رفع العلم الوطني وإطلاق النيران والمدافع عند الساعة الصفر في جميع أنحاء البلاد.
- إذاعة البرامج على التليفزيون بلغتين مختلفتين هما: العربية والفرنسية، بالإضافة إلى عدة أفلام وثائقية لكي تعرف كل الشعوب بإنجازاتها في الحصول على الاستقلال، ودور الجنود في التصدي للاحتلال معظم الوقت.
- تكريم بعض الشخصيات الخالدة والتي لها دور بالغ الأهمية في المقاومة، بالإضافة إلى عدد من أسر الشهداء وجميع الطلاب المتفوقين في دراستهم.
- السماح لبعض السجناء بالخروج، وانتهاء فترة السجن لهم.
الموقع الجغرافي للجزائر عنصر القوة ومطمع الغزاة
الموقع الجغرافي المتميز للجزائر من العوامل التي جعلتها مطمعًا يتسابق الغزاة للفوز به، وهو السبب الرئيسي لرفض فرنسا مغادرته ومنحه حقها في الاستقلال التام؛ فهي تعلم جيدًا مدى الخير الوارد منه.
تقع الجزائر في قارة أفريقيا حيث تبلغ مساحتها الكلية حوالي 2.5 مليون كم مربع، وحسب الإحصائيات وصل عدد سكانها إلى 35,5 مليون نسمة أي بمعدل 15 نسمة لكل كيلومتر مربع.
لها عدة حدود مع الكثير من الدول والتي تسهل من العملية التجارية والاقتصادية مثل: النيجر، المغرب، ليبيا، تونس، وأيضًا موريتانيا.
شاهد من هنا: عيد الاستقلال الجزائري
وبذلك قد تكون تعرفت على عيد الاستقلال في الجزائر، بجانب كافة التفاصيل الخاصة بالأسباب، وأحداث ثورة التحرير وأيضًا الاتفاقيات، والتي هي خير دليل على أن الاستقلال هو جوهر العزة والكرامة لدى الشعوب.