معلومات عن الزواج في الإسلام
قال الله تعالى في كتابه الكريم، “وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”.
فالزواج هو سنة الله في الأرض، وجعل الله الزواج رابطة مقدسة لها شروط وقواعد وأركان فالإسلام يحث على الزواج من أجل بناء أمة موحدة بالله تعبده لا شريك له تابعوا موقعنا مقال maqall.net.
محتويات المقال
الزواج في الإسلام سنة الأنبياء
- فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أربع من سنن المرسلين: الحناء، والتعطر، والسواك، والنكاح”.
- كما قال صلى الله عليه وسلم: “يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ.
- وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ” رواه البخاري، متفق عليه.
- وقد أخبرنا صلى الله عليه وسلم بالصفات التي يجب أن يتم اختيار الزوجة بناء عليها، فالاختيار هو أهم عامل في نجاح الزواج.
- فقد قال صلى الله عليه وسلم: “تُنكَحُ المرأةُ لأربَعٍ: لمالِها ولحَسَبِها وجَمالِها ولدينها، فاظفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَداكَ”.
- والمقصود بذات الدين هنا التي تلتزم بتعاليم دينها وتحافظ على عبادتها، وتجتنب ما نهانا الله عنه.
- وهو أفضل ما يجب توفره في الزوجين لكي تنجح علاقة الزواج، وهذا الأمر ينطبق على الزوج أيضاً أن يكون ملتزماً بشرائع الدين الإسلامي.
- فلا يظلم زوجته، فإن أحبها أكرمها، وإن لم يحبها لا يظلمها ولا يهينها.
- ويستحب أن يكون الزوج من نسب معروف وأسرة طيبة، فإذا تقدم للفتاة رجلان على نفس الدرجة من الدين،.
- فيتم تفضيل صاحب الأسرة الطيبة المعروف عن أسرته، تمسكهم بتعاليم الدين وأمر الله سبحانه وتعالى.
- فصلاح أقارب الزوج يمتد إلى أولاده.
- كما يستحب أيضاً أن يكون هناك قبولاً في المظهر بين الطرفين، وذلك وفقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- “خيرُ النِّساءِ امرأةٌ إذا نظرتَ إليها سرَّتكَ، وإذا أمرتَها أطاعتْكَ، وإذا غِبتَ عنها حفِظتْكَ في نفسِها ومالِكَ” أخرجه النسائيّ.
اقرأ أيضاً: نصائح عن الزواج السعيد
صحة الزواج في الاسلام
- وضع الاسلام بعض الشروط التي يقوم عليها الزواج، لكي يكون زواجاً شرعياً وصحيحاً.
- حل للرجل الزواج بالمرأة التي يريد أن ينكحها، فلا تكون محرمة عليه بأي من أسباب التحريم المؤبد أو المؤقت.
- القبول والإيجاب بين الطرفين.
- شهادة الشهود على الزواج.
- موافقة ولي الأمر للقاصر فقط، أما الأيم فلابد أن تعطي موافقتها وإذنها لوليها.
- وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: “الأيم أحق بنفسها من وليها” رواه مسلم والنسائي والترمذي وأبو داود ومالك.
فوائد الزواج في الاسلام
- الزواج في الاسلام، هو الطريق الشرعي لإشباع الغرائز الجنسية والعاطفية التي هي فطرة الله في خلق الإنسان.
- وذلك بطريقة ترضي الله ورسوله، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “حُبِّب إلىّ من دنياكم: النساء والطيب، وجُعلت قرة عيني في الصلاة”.
- الزواج هو وسيلة لكسب الحسنات، فقال صلى الله عليه وسلم” وفي بضع أحدكم صدقة” كناية عن الجماع.
- فقالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ فقال صلى الله عليه وسلم: “أرأيتم لو وضعها في حرام، أكان عليه وِزر؟
- قالوا: بلى، قال: “فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر”.
- الزواج هو وسيلة تعمير الأرض وإكثار النسل بطريقة صحيحة وشرعية، فهو وسيلة لاستمرار الحياة.
- فالأبناء الصالحون هم امتداد لعمل الزوجين بعد موتهما، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ٌ يُنتفع بيه، أو ولدٌ صالح يدعو له”.
- هو أسمى صورة للتعاون بين الزوجين، فالزوج يتولى تدبير شئون الحياة وتكفية أعباء الكسب.
- والزوجة تتولى تدبير شئون المنزل وتهيئة أسباب المعيشة ورعاية الأبناء.
- الزواج هو وسيلة لتقوية الصلات واتساع دائرة الأقارب من خلال المصاهرة، فحين قام النبي صلى الله عليه وسلم بغزة بنى المريسيع.
- وغزا بني المصطلق وأسر منهم عدداً كبيراً، وكان متزوج من السيدة جويرية بنت الحارث رضي الله عنها.
- فوقعت من ضمن الأسرى فقام الصحابة رضي الله عنهم بإطلاق سراح الأسرى، إكراماً لرسول الله وأصهاره.
- فكان زواجها من رسول الله أعظم بركة على قومها.
أسس اختيار الزواج في الإسلام
- لا شك إن الدين هو أعظم معيار ينبغي أن يتوافر في كلا الطرفين، وأن يتم اختيار الزوج أو الزوجة وفقاً له.
- فيجب أن يكون الزوج مسلمًا ملتزمًا بشرائع دين الإسلام في كل أمور حياته كلها.
- فالمسلم الحق لا يظلم زوجته، إن أحبها أكرمها، وإن لم يحبها لا يظلمها ولا يقوم بإهانتها، فقد قال الله سبحانه وتعالى.
- “وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ”.
- ويفضل اختيار الزوج أو الزوجة من عائلة طيبة ونسب معروف، فهناك مقولة تقول ” أن العرق دساس”.
- ومعناها أن الأصل الطيب والخلق الحسن يمتد للأولاد والأحفاد، وكذلك أيضا الخلق السيئ.
- فإن صلح اختيار الزوج أو الزوجة من نسب طيب معروف بخسن الخلق، فقد صلحت الذرية.
- اختيار الزوج القادر على كسب المال الحلال بطرق شرعية، حتى يكون قادراً على أن يغني أهل بيته عن السؤال والاحتياج.
- ولا يشترط أبداً في شريعة الإسلام أن يتم اختيار الزوج الغني أو كثير المال، بل المقصود أن يكون قادراً على كسب الدخل.
- والذي يغنيه وأهله عن السؤال وحاجة الناس.
- وهناك أيضاً معايير اجتماعية يتم على أساسها اختيار الزوج أو الزوجة، فالتوافق الاجتماعي بين الزوجين من عوامل نجاح زواجهما.
- فكثيراً ما نرى حالات طلاق أو انفصال أو مشكلات كبيرة، تحدث بين الزوجين بسبب تفاوت الفكر والثقافة والعادات.
- والكثير من الأمور التي ترتبط بالنشأة الاجتماعية لكل منهما.
- ومن هنا تأتي أهمية وجود فترة تعارف بين العائلتين قبل إتمام الزواج، حتى يتم التعرف على طبيعية كل أسرة وعاداتها ومعتقداتها وظروف كل من الطرفين ومدى مناسبتهما لبعضهما البعض.
- ولم يغفل الاسلام عن وضع أسس لفترة التعارف، فقد قال الله سبحانه وتعالى: “وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ”.
- ولذلك فإن الإسلام أقر بفترة الخطوبة قبل إتمام الزواج، ولكن وضع لها أيضا أسس وشروط حتى تتم بطريقة شرعية.
قد يهمك: معلومات عن الزواج المدني
الخطوبة والزواج في الإسلام
- إذا رغب الشاب بخطبة إحدى الفتيات، فيحق له رؤيتها بنظرة شرعية في وجود الأهل، وذلك وفقا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- حيث قال: “إذا خطبَ أحدُكمُ المرأةَ فإنِ استطاعَ أن ينظرَ إلى ما يدعوهُ إلى نِكاحِها فليفعل”.
- في حال الموافقة من كلا الطرفين والاتفاق على كل تفاصيل إتمام الزواج وتجهيز مسكن الزوجية، فتتم الخطبة.
- ومن الممكن أن يتم عقد القران مباشرة، أو تأجيله لحين موعد الزفاف.
- فإذا لم يتم عقد القران فيظل الخاطب رجلاً أجنبياً عن خطيبته، فلا يحل له منها شيء، وتظهر أمامه بكامل حجابها ولباسها الشرعي.
- فلا تتزين ولا ترتدي ما لا يليق بالفتاة بالمسلمة، فالخطوبة ما هي إلا وعد بالزواج ولا ترفع أي من الحدود بين الخطيب وخطيبته.
- كذلك يجب على الخاطب الالتزام بالكلام في حدود التعارف فقط، على أن يتم الجلوس في وجود محرم.
- فلا يجوز أن يجلسا في خلوة، ويجوز لهما التحدث سوياً ولكن في حدود الشرع والأدب.
- بما يسمح لهما فقط بالتفاهم ومعرفة معالم شخصية كل منهما.
شاهد أيضاً: تعريف الزواج بنية الطلاق
وأخيراً، فإن الزواج في الاسلام هو علاقة إنسانية سامية فقد قال الله تعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً”.
فإذا عملنا جميعا بهذه الآية ومعانيها فسوف نتمتع بحياة زوجية سعيدة ومستقرة، دمتم بخير.