تفسير: وعجلت إليك ربي لترضى
تفسير: وعجلت إليك ربي لترضى، موقع مقال maqall.net يستعرض لكم اليوم كافة التفاصيل عنه، فهي آية رقم 84 من آيات سورة طه، وهذه الآية يناجي بها موسى عليه السلام رب العزة.
محتويات المقال
تفسير آية وعجلت إليك رب لترضى كاملة
فإن آية وعجلت إليك ربي لترضى هي الشق الثاني من الآية والشق الأول هو (هم أولاء على أثري)، وهي تعني الآتي:
- (هم أولاء) يقصد بها أن القوم لا يتبعون ولا يسرون وراء سيدنا موسى عليه السلام بل هم ينظرون ما يأتي به من عند الله تعالى بلهفة.
- وهناك رأى مختلف عن التفسير السابق؛ وهو أن سيدنا هارون وهو والقوم أتباع سيدنا موسي عليهما السلام، ساروا خلف سيدنا موسي.
- وذلك حينما خرج موسى عليه السلام لملاقاة ربه وحينما وجد سيدنا موسى عليه السلام أن المسافة طويلة.
- فأسرع وترك قومه مع سيدنا هارون وذلك لرغبته الشديدة في سرعة لقاء ربه وحين إذا شق قميصه وسار مسرعا.
- وحينما وصل سيدنا موسى لمكان في جبل الطور ناجي ربه فخاطبه الله تعالى بالقول (وما أعجلك عن قومك يا موسى).
- فرد عليه سيدنا موسى عليه السلام بما يفيد أنه تعجل لملاقاة الله وذلك لشوقه إلى الله وأخبار القوم بأوامر الله عز وجل.
- فلم ينتظر قومه أن يتتبعوا أثره، فقال سيدنا موسى عليه السلام ردا على قول الله عز وجل (ما أعجلك عن قومك يا موسى) سورة طه.
- فقال سيدنا موسى عليه السلام كما ورد في النص القرآني (هم أولاء على أثري، وعجلت إليك رب لترضى).
ومن هنا يمكنكم التعرف على: تفسير: ولسوف يعطيك ربك فترضى
تفسير: وعجلت إليك ربي لترضى
- فهي يقصد بها حب سيدنا موسي وشوقه إلى الله عز وجل ورغبته الملحة في لقاء رب العالمين.
- ويعتبر سيدنا موسى مثل أعلى لقومه في حثهم على المثول بين يدي الله عز وجل والتعجل في ذلك.
- وقد بدأ سيدنا موسى بنفسه ليسير باقي الناس على نهجه فهو القدوة التي يحتذي بها
- ويؤكد ذلك ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (حديث أنس بن مالك، أنّه قال: مُطِرْنا ونحنُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فحسَر عن ثوبِه للمطَرِ قُلْنا: لِمَ صنَعْتَ هذا يا رسولَ اللهِ؟ قال: “إنَّه حديثُ عهدٍ بربِّه”) رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان ، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:6135، حديث أخرجه في صحيحة.
- فهذا دليل على أن ما كان يقوم به الرسول صلى الله عليه من فعل، يتبعوه من بعده وذلك بسبب تعلقهم بالله عز وجل.
- وعن ابن عباس قال (كان الله عالمًا بفعل موسى، ولكن رحمة به وإكرامًا له وتسكينًا لجوارحه.
- ورفقًا به، قال له: وما أعجلك عن قومك يا موسى، فكان جواب موسى لربّه: هم أولاء على أثري)
ولا يفوتك قراءة مقالنا عن: تفسير سورة قل أعوذ برب الفلق
تفسير: وعجلت إليك ربي لترضى للميسر
وجاء في تفسير الميسر للآية الكريم (وعجلت إليك رب لترضى) حيث قال إنهم يسيرون خلفي فخفت أن يلحقوا بي وأردت أن أسبقهم ليزيد رضاك علي:
1- تفسير السعدي
- قال السعدي معنى (هم أولاء على أثري) أنهم شديدي القرب مني ويلحقون باتباعهم أثرى.
- وتفسير (وعجلت إليك ربي لترضى) أن هذا ما جعل سيدنا موسى يسرع لإرضاء الله عز وجل ورغبة في لقاء الله تعالى.
2- تفسير الوسيط لطنطاوي
ويفسره على أنه؛ اعتذر سيدنا موسى عليه السلام لربه خوفا من عتاب الله تعالى له بأنه
- سبقهم طلبا لرضا الله عز وجل.
- سارع في السير خوفا من أن يلحقوا به.
3- تفسير صاحب الكاشف
أن تفسير: وعجلت إليك ربي لترضى لصاحب الكاشف هو كالآتي:
- أنه كان يجب الإجابة على السؤال (ما أعجلك) بأنه إجابة لطلب في رضا الله عز وجل وشوقا إلى لقاء الله.
- فكان الرد أو الإجابة (هم أولاء على أثري) هو غير متطابق مع إجابة السؤال.
- فهنا رأى الكاشف أن إجابة السؤال قد تحتوي ما واجهه به الله عز وجل أمران وهما.
- عدم قبول التعجل في ذاته، والثاني الاستفسار عن المحتوى.
- فيعتبر أكثر الأمران عند سيدنا موسى عليه السلام توضيح المعذرة في إسراعه دون وقومه وتوضيح السبب من ذلك.
- فإن سيدنا موسى عليه السلام كان قصده من وراء ذلك هو أن تكون هناك مسافة بين القائد
- وأتباعه كما يتبع في كثير من المواقف الدنيوية.
- ثم أردف في الكلام وأن سبب العجلة هو الرغبة في لقاء الله تعالى وإرضائه.
4- تفسير ابن كثير
يرى ابن كثير أن تفسر هذه الآية السابق ذكرها، يقول موسى عليه السلام أن قومي يقطنون بالقرب من جبل الطور، فأنا عجلت إليك رب طلبا في رضاك.
5- تفسير القرطبي
ويفسر القرطبي آية (هم أولاء على أثرى وعجلت إليك رب لترضى) على النحو التالي:
- أنه بهذا القول لا يرد أن يقول إنهم يسيرون خلفه بل كان يريد أن يقول إنهم يمكثون قريبا مني حتى أعود لهم بما علمته من الله عز وجل.
- وهناك رأى آخر يقول بأن سيدنا هارون يصطحب القوم ليتبعوا أثر سيدنا موسى عليه السلام في لقائه لربه.
- كما قال رأى آخر أنه يريد بالقوم السبعون أي أتباعه، وأن سيدنا موسى عليه السلام حينما قرب من جبل الطور هرول سريعا طلبا للقاء ربه.
6- تفسير الشيخ الشعراوي
- فيفسر الإمام الشعراوي الآية (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ) ذكرها بأنهم قادمون من ورائي وسوف يتتبعوني.
- أما سيدنا موسى عليه السلام تعجل في الوقوف أمام الله عز وجل رغبة وأمل في رضا الله سبحانه وتعالى.
- وسبب تقدم سيدنا موسى عليه السلام وسبقه لقومه ذلك لحكمة وهدف، فطبيعة القيادة أن يكون القائد في المقدمة وذلك ليتحمل أعباء المهمة.
- وأن يكون القائد مثل ورمز يقتدوا به ولذلك تقدم سيدنا موسى عليه السلام وأسرع عن قومه.
- ويتضح ذلك بالمثل مع الفارق بأن القائد طارق بن زياد في فتحه لبلاد الأندلس؛ سبق قومه.
- وقال لهم (واعلموا أني إذا التقى الفريقان مُقبِل بنفسي على طاغية القوم ـ لزريق ـ فقاتله إن شاء الله، فإن قتلته فقد كُفيتم أمره).
- كما يفسر الشعراوي قوله تعالى (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ) أي ترضى بأن الرسول.
- وهو سيدنا موسى عليه السلام أن يكون قدوة لأصحابه، فيسيروا على نهجه.
- فيعتبر ذلك نفعا ومصلحة لقومه، ولذلك تقدم موسى عليه السلام عليهم لله عز وجل.
- وبذلك يشيع منهج الله عز وجل ويرسخ في الأرض، فإذا رسخ منهج الله سبحانه وتعالى، ننال بذلك رضا الله عز وجل.
الدروس المستفادة من تفسير: وعجلت إليك ربي لترضى
- قال ابن القيم غفر الله له؛ أن الهدف من استعجال سيدنا موسى عليه السلام للقاء ربه هو الجهاد في رغبته الملحة في إرضاء الله عز وجل.
- وإن رضا الله تعالى نصل إليه إذا أسرعنا في إجابة أوامر الله عز وجل، كالإسراع إلى الصلاة بعد الأذان مباشرة.
- وذلك ما حث عليه السلف الصالح، حيث قال الشيخ ابن تيمية غفر الله له.
- أن الوصول إلى رضا الله هو الامتثال لأوامره سريعا.
كما أدعوك للتعرف على: تفسير: ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك مكتوبة
وفي نهاية المطاف أن تفسير: وعجلت إليك ربي لترضى، قد فسر كثيرا من خلال مفسرين لهم باع طويل في التفسير، وهذا ما قمنا بتناوله في السابق ذكره.