تفسير: فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا
آية: فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا هي من سورة الإسراء، وتحدث الله عز وجل في هذه الآية عن بعض مشاهد يوم القيامة.
وتحدث عن حال العباد في هذا اليوم، وأن الله أرسل للناس الأنبياء والرسل مبشرين ومنذرين، ومنهم من آمن بالله وبرسالة الرسل، ومنهم من كفر، وفي مقالنا اليوم سوف نتعرف أكثر على تفسير هذه الآية.
محتويات المقال
سورة الإسراء قوله تعالى فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا
سورة الإسراء واحدة من السور الكريمة المكية، والتي أنزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة قبل الهجرة إلى المدينة.
والجدير بالذكر أنه يوجد بعض من الآيات القرآنية في سورة الإسراء المدنية والتي أنزلت في المدينة.
بدأت سورة الإسراء بالتسبيح، وتحدث فيها الله عز وجل عن رحلة الإسراء والمعراج للرسول عليه أفضل الصلاة والسلام.
رحلة الإسراء هي رحلة الرسول من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.
وذلك في قوله تعالى: “سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير”.
وسبب نزول سورة الإسراء هو التحدث حول العقيدة والرسالة الربانية والتوحيد
ونزلت سورة الإسراء على النبي صلى الله عليه وسلم بعد سورة القصص.
يطلق أيضًا على سورة الإسراء اسم أخر وهو سورة بني إسرائيل، وذلك بسبب الحديث عن بني إسرائيل في هذه السورة الكريمة.
وقيل أن النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام كان لا ينام إلا وإذا قرأ سورة الإسراء وسورة الزمر.
ومن أبرز الآيات التي جاءت في صورة الإسراء قوله الله تعالى: “فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا”.
وفي السطور القادمة سوف نتعرف أكثر على تفسير: فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا.
شاهد أيضًا: فضل سورة البقرة في علاج الوسواس
تفسير: فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا
تأتي هذه الآية الكريمة في سورة الإسراء وفيما يلي إليكم تفسير: فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا:
- يخاطب الله تعالى في هذه الآية الكريمة بني إسرائيل، أي يقول له في قوله تعالى أن يسكنوا أرض كلاً من مصر والشام.
- وإذا جاء يوم القيامة سوف يبعثهم الله مرة ثانية من قبورهم من كل مكان.
- وفي ذلك الوقت سوف يختلط الكافر بالمؤمن ولا يعلمون بعضهم.
- وقال الكلبي عن معنى قوله الله عز وجل:”وعد الآخر” أي بمعنى وعد الله عز وجل ونزل النبي عيسى المسيح ابن مرين من السماء.
- وفي معنى لفيفا، أنه سوف ينزل من جميع الجهات وذلك ما قيل عن ابن عباس.
- أتت بعض المعاني الأخرى لقول لفيفا، حيث قال الجوهري أنها تأتي بمعنى اجتماع الناس من العديد من القبائل المتفرقة.
- وأن الله سوف يأتي بهم مختلطين ومتباينين.
- وتأتي كلمة لفيفا لتدل على وجود شيئين ممزوجين أو أكثر.
- وفي الغالب تطلق هذه الكلمة على الجمع ولا تطلق على المفرد.
- وذلك يدل على أن الناس سوف تخرج من القبور جماعات ولا يتعرفون على بعضهم البعض.
- تحمل هذه الآية الكريمة بشارة للنبي عليه أفضل الصلاة والسلام.
- وتحدثت الآية عن ضعف المسلمين وخروجهم من مكة مكرهين.
- وأورث الله سبحانه وتعالى أرض فرعون أو مصر لني إسرائيل.
- وذلك بعد أن تعرضوا لذل الكافرون، حيث تكرر هذا المشهد مع الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
- وذلك حين فتح ودخل مكة المكرمة عزيزاً مثلما دخل بني إسرائيل على أرض مصر.
التفسير الميسر:
- بعد هلاك فرعون وجنوده، أُمر بني إسرائيل بالسكنا في أرض “الشام”. وعند قيام الساعة، سيُجمع الله جميعهم من قبورهم إلى موقف الحساب.
المختصر في التفسير:
- بعد هلاك فرعون، أُمر بني إسرائيل بأن يسكنوا الأرض (الشام). وعند يوم القيامة، سيجمعهم الله للحساب.
تفسير الجلالين:
- بعد هلاك فرعون، أُمر بني إسرائيل أن يسكنوا الأرض، وعند مجيء الساعة، سيُجمعهم الله جميعًا.
تفسير السعدي:
- بعد هلاك فرعون، أُمر بني إسرائيل بالسكنا في الأرض، وعندما يأتي وعد الآخرة، سيُجمع الله الجميع ليُجازى كل عامل بعمله.
تفسير البغوي:
- بعد هلاك فرعون، أُمر بني إسرائيل بأن يسكنوا أرض مصر والشام. وعند يوم القيامة، سيُجمع الله الجميع، مختلطين من كل نوع.
التفسير الوسيط:
- بعد هلاك فرعون، أُمر بني إسرائيل بالسكنا في الأرض التي أراد فرعون أن يطردهم منها. وعند قيام الساعة، سيجمعهم الله من قبورهم، مختلطين ليُحاسبوا.
تفسير ابن كثير:
- بعد هلاك فرعون، أُمر بني إسرائيل أن يسكنوا الأرض، وعند القيامة، سيجمع الله المؤمنين والكافرين معًا ليُحاسبهم.
معنى آية فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا
ذكرنا لكم في السطور السابقة تفسير: فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا وفيما يلي سوف نذكر لكم باقي معاني الآية الكريمة كالآتي:
- أما عن معنى وعد في تفسير: فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا فتأتي هذه الجملة بمعنى الوعد الذي ينتهي به الحياة في الدنيا.
- والوعد في الآية الكريمة يأتي بمعنى يوم القيامة.
- ويقال أن في قوله تعالى لفيفا: أن الناس سوف تأتي ممزوجين ومختلفين من جميع الأنحاء والاتجاهات.
- فيجمع الله جميع العباد سواء كانوا مسلمون أم كافرون، أم ظالمون، أم صالحون.
- وسوف يحاسب الله سبحانه وتعالى عباده على ما فعلوه.
- ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره.
- وعن قول ابن رزين قال أن معنى قول الله تعالى: “جئنا بكم لفيفا”، أي بعث الله البشر من كل قوم.
- وحشر الناس في يوم القيامة حتى لا يعرفون بعضهم البعض.
- ويأتي هذا القول على جماعات الجيوش.
- على سبيل المثال اختلاط الجيوش مع بعضهم البعض لكي يتقاتلوا.
- وقال أحد المفسرين، أن كلمة لفيفا هنا تأتي بمعنى جميعًا.
اقرأ أيضًا: فضل سورة الأنفال
معاني مفردات آية فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا
يتم الاستناد إلى معاجم اللغة العربية لفهم معاني ومفردات الآيات الكريمة، وفيما يلي إليكم معاني مفردات آية “فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا”:
- وعد: تأتي هنا كلمة وعد بمعنى التحذير والتخويف والترهيب والتهديد.
- والعهد أو الوعد هو العهد الذي يقوم العبد بقطعه ويلزم بتلبيته والإيتاء به.
- الآخرة: وهو يوم القيامة وميعاد التقاء الله مع خلقه.
- وهو يوم البعث والنشور، ويقول الله عز وجل “أجر الآخرة” أي بمعنى ثوابها.
- جئنا: وتأتي هذه الكلمة بمعنى أتينا، على سبيل المثال أن فلان جاء أو وصل في الوقت المضبوط.
- أو حضور أي شخص وتواجده، ويمكن أن يقال عن نزول ومجيء المطر.
- لفيفًا: وتأتي هذه الكلمة بمعنى التجمع، وفي الآية الكريمة تأتي بمعنى حشود الناس وتجمعهم يوم القيامة.
- واجتماع الناس من كل مكان فيكون منهم القوي والضعيف، والأبيض والأسمر، والمؤمن والكافر، كما تأتي كلمة لفيف في اللغة العربية بمعنى الصديق.
ما ترشدنا إليه آية: فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفًا
آيات القرآن الكريم مليئة بالكثير من الدروس المستفادة والعبر للناس، ومنذ نزول القرآن وحتى يومنا هذا يحاول الكثير من العلماء أن يجتهدوا في استخراج الثمرات المستفادة من الآيات ومنها ما يلي:
- من أبرز الثمرات المستفادة من آية فإذا جاء وعد الآخرة جئنا لكم لفيفًا.
- أن قوم بني إسرائيل في الماضي هم اليهود الذين يعيشون في الوقت الحالي في إسرائيل.
- وهم الخلق الذين تحدث عنهم في كتابه الشريف.
- وتحدث عن فسادهم وظلمهم في الأرض، وللدلالة على ذلك أن الله عز وجل أشار في آياته الكريمة على تجمع اليهود في مكان واحد وبقعة واحدة من الأرض
- تحدث الله سبحانه وتعالى عن قوة اليهود وعلوهم، وأن سيأتي في أخر الحياة في الدنيا رئيس اليهود الأكبر وهو المسيح الدجال.
- وهو الذي سوف يقود جيش من اليهود، ويقال أن بعدها سوف تبدأ الملحمة الكبرى.
- والتي سوف ينتصر فيها بني المسلمون على اليهود وأعداء الله بإذن الله تعالى، والله اعلم.
- ذكر الله عز وجل جملة بني إسرائيل في آيات القرآن كثيراً.
- وأحيانًا نجد أن الله عز وجل يمدح المؤمنين.
- وأحيانًا أخرى نجده يذم الفاسقين والظالمين في الأرض.
- وذلك دلالة على أن حكم الله لا يكون بشكل عام على الخلق.
- بل سوف يحاسب الله كل عبد بما فعل في الدنيا.
شاهد من هنا: فضل سورة التوبة
التفسير الإجمالي لآية: “فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا”
الآية تشير إلى أن الله وعد بني إسرائيل بعد هلاك فرعون بأن يجمعهم يوم القيامة من قبورهم ليحاسبوا. الكلمة “لفيفا” تدل على أنهم سيأتون مختلطين من أماكن متعددة، مما يشير إلى أن الجميع سيكونون في موقف الحساب دون تمييز بين مؤمن وكافر.
التفسير التحليلي لآية: “فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا”
- مضمون الآية:
- الآية تتحدث عن الموعد المحدد لقيام الساعة، وهو ما يُعرف بـ “وعد الآخرة”.
- الكلمة “جئنا بكم” تشير إلى قدرة الله على إحياء الأموات وجمعهم من قبورهم.
- لفظة “لفيفا”:
- تعني “مجتمعين” أو “مختلطين”، مما يُظهر مشهد الحشر يوم القيامة.
- تعكس فكرة أن الناس سيخرجون من قبورهم من أماكن مختلفة دون تمييز، ما يعني عدم التعرف بينهم.
- الاستنتاجات:
- تُظهر الآية سنة من سنن الله في إحياء الأموات، وهي حقيقة متعلقة باليوم الآخر.
- تؤكد على العدل الإلهي حيث سيُحاسب الجميع على أعمالهم بغض النظر عن انتمائهم أو تصنيفهم.
- الرسائل التربوية:
- تشجع المؤمنين على الاستعداد ليوم الحساب من خلال الأعمال الصالحة.
- تعزز الإيمان بقدرة الله وعظمته في إحياء الموتى وجمعهم.
أسئلة شائعة حول تفسير الآية
ما معنى (وعد الآخرة) في الآية؟
وعد الآخرة يشير إلى موعد قيام الساعة أو يوم القيامة، حيث يُحاسب الناس على أعمالهم.
ما المقصود بكلمة (لفيفا)؟
لفيفا تعني مختلطين أو مجتمعين، مما يدل على أن الناس سيخرجون من قبورهم من أماكن مختلفة دون تمييز.
هل الآية تتعلق ببني إسرائيل فقط؟
بينما تشير الآية إلى بني إسرائيل، فإن المعنى العام ينطبق على جميع البشر الذين سيجمعهم الله يوم القيامة.
كيف ترتبط هذه الآية بالآيات السابقة؟
ترتبط بذكر هلاك فرعون وأتباعه، مما يوضح سنة الله في إهلاك الظالمين وتوريث المستضعفين.