تفسير: ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب
آية: ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب، وهي آية من الآيات العظيمة، والتي تنتمي إلى سورة الحج، أفضل السور القرآنية التي تحتوي على العديد من الآيات القرآنية التي لها الكثير من الفضائل والمعاني الطيبة.
حيث أن نزل القرآن الكريم هدى وتذكرة للناس لعلهم يتفكرون، وتعتبر هذه الآية الكريمة تحتوي على الكثير من المعاني والتي نتعرف على تفسيرها ومعناها سويا.
محتويات المقال
تفسير: ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب
ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب وهو ما يدل على تعظيم لحرمات الله عز وجل وأوامره، حيث أن كلمات الآية الكريمة يكون لكل منهم معنى، والتي تكون كالتالي:
- حيث أن كلمة من يعظم، تعني أي من يقيم ما أمر الله به، وينصح به ويرشد به الناس.
- ويقصد بالشعائر، هو أعلام الدين الظاهرة والبارزة، وهو ما يدل على مناسك الحج بكاملها.
- وإذا شرحنا كلمة تعظيم الشعائر أن يستحسن العبد إقامة مناسك الحج وأن يؤديها على أكمل وجه دون تقصير أو استهانة.
- وتعد الصفا والمروة من شعائر الحج الهامة، حيث قال الله تعالى (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ).
- كما يجب على الإنسان أن يحترم كافة شعائر الله في أيام الحج، حيث أن الآية جاءت في آيات الحج التي تم ذكرها في سورة الحج.
- ومن الهدى الذي يمنحه الله سبحانه وتعالى لعباده هو تعظيم تلك الشعيرة.
- واستحسانها واتس منها، بل وأن يتم انتقال الأفضل منها.
- وأن تكون تلك الشعائر تتم عن تقوى القلوب والإيمان بالله تعالى، وأن أدائها يكون دليل على صلاح الدين والقلوب.
شاهد أيضًا: تفسير: كأنما يصعد في السماء
تفسير المختصر في التفسير:
الآية توضح أن تعظيم شعائر الله، مثل الهدي ومناسك الحج، هو من تقوى القلب وإخلاصه لله. المعنى الأساسي هو أن تعظيم شعائر الله يأتي من تقوى القلوب التي تعترف بعبادة الله وحده وتجتنبت الأوثان وقول الزور.
تفسير الجلالين:
معنى الآية: “ذلك” يشير إلى ما ذكر من اجتناب الرجس وقول الزور. يُشير المفسران إلى أن “شعائر الله” تعني البدن والهدي المهدى للحرم، والتي تُستحسن وتُستسمَن. التعظيم هنا يعني الاستحسان والتسمين، مما يدل على تقوى القلوب وإجلال الله.
تفسير السعدي:
معنى الآية: يتحدث عن تعظيم شعائر الله، وهي علامات الدين الظاهرة مثل المناسك والهدايا. تعظيم هذه الشعائر يشمل استحسانها وتكملها على أكمل وجه. هذا التعظيم ينشأ من تقوى القلوب، التي تُظهِر الإيمان الحقيقي وتعظيم الله في القلب.
تفسير البغوي:
معنى الآية: يوضح أن “شعائر الله” تشمل البدن والهدي والرموز الدينية. تعظيمها يعني استسمانها واستحسانها، وهو جزء من تقوى القلوب. ابن عباس يوضح أن “شعائر الله” هي أعلام الدين، ومن يعظمها يظهر تقواه في قلبه.
تفسير الوسيط:
معنى الآية: الشعائر هي أعلام الدين التي تُظهر احترام الدين والمناسك. تعظيم الشعائر يتضمن الاهتمام بها، مثل تسمين البدن والهدي. يُظهر هذا التعظيم تقوى القلوب وخشيتها من الله.
تفسير ابن كثير:
معنى الآية: تعظيم شعائر الله يشمل أوامره، بما في ذلك تعظيم الهدايا والبدن. تعظيمها يعني الاستسمان والاستحسان، ويُظهِر تقوى القلوب. روايات أخرى توضح أن تعظيم الأضاحي والهدايا هو من تقوى القلب ويظهر إخلاص المؤمن.
تفسير القرطبي:
معنى الآية: “شعائر الله” تعني كل ما هو مخصص لله، ويشمل الأمور الدينية مثل المناسك. تعظيمها يشير إلى الاهتمام بها وتسمينها، مما يدل على تقوى القلب. “ذلك” قد يكون إشارة إلى ما أمر الله به، ويتعلق بتعظيم شعائر الله كمظهر من تقوى القلوب.
معاني المفردات في الآية (ومن يعظم شعائر الله)
ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ
- “ذَلِكَ” هنا يُشير إلى ما سبق ذكره من أوامر الله ونواهيه، مثل اجتناب الرجس وقول الزور، أو أي أمر يُتبع بناءً على ما ذكر.
- “يُعَظِّمْ” هو فعل يعني “يُبجّل” أو “يُكرم” أو “يُقدّر”. في السياق الديني، يشير إلى إظهار الاحترام والتقدير الخاص لشعائر الله وأوامره.
شَعَائِرَ اللَّهِ
- “شَعَائِرَ” جمع “شَعِيرَة” وهي العلامات والأمور التي يُعبد الله بها ويُظهِر فيها المسلم إيمانه. “شَعَائِرَ اللَّهِ” تشير إلى العلامات الدينية مثل مناسك الحج، الهدي، والأضاحي، التي يُظهر بها المسلم تعظيمه لدين الله.
فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ
- “فَإِنَّهَا” تعود إلى “شَعَائِرَ اللَّهِ” في السياق، وتعني أن التعظيم الذي يُمارس تجاه شعائر الله هو تعبير عن الإيمان الحقيقي.
- “تَقْوَى” تعني الخشية والتقوى، وهي حالة من الإيمان والتقوى التي تحث على اجتناب المعصية وإطاعة الله. “الْقُلُوبِ” تشير إلى مركز الإيمان والنية. المعنى هنا أن تعظيم شعائر الله ناتج عن تقوى القلب، وهو تعبير عن خشية الله وإجلاله في أعماق النفس.
شاهد أيضًا: تفسير: ما ننسخ من آية او ننسها
سبب نزول آية: ومن يعظم شعائر الله
بعد ما تعرفنا على تفسير الآية الكريمة، والتعرف على معاني المفردات بها، يجب أن نتعرف على سبب نزول الآية الكريمة، والتي تكون على النحو التالي:
- نزلت هذه الآية لكي يحقق الله بها تعظيم تقوى القلوب، وأن عبادات الله يجب أن تتم عن حب وإخلاص، ولا تكون مثل الذي يؤدي عمله هباء لينتهي وحسب.
- فقد أوضح ابن تيمية أهمية تعظيم الله سبحانه وتعالى في جميع الأعمال والعبادات التي أمر الله بها عباده.
- وأوضح أيضًا أن الاستخفاء بهذا الأمر والازدراء بالقول الفعل، فيكون ذلك الاعتقاد من عدمه.
- وهذا بالفعل كان موجبا لفساد ذلك الاعتقاد.
- وقد قال بن التين عن تعظيم الله تعالى، أن منزلة من يعظم الله هي تابعة للعلم والمعرفة والإيمان القوي في القلوب.
- كما أن تعظيم الله تعالى يكون في القلب، وليس فقط على اللسان، أن يبعث من قوة الإيمان بالله تعالى.
- تم وصف الاستهانة بتعظيم شعائر الله بقوله تعالى (مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً).
- كما قام ابن عباس ومجاهد بتفسير الآية على أنكم كيف لا ترجون لله عظمة.
- وقال أيضًا سعيد بن جبير (ما لكم لا تعظمون الله حق عظمته، وروح العبادة هو الإجلال والمحبة، فإذا تخلى أحدهما عن الآخر فسدت).
إعراب آية: ومن يعظم شعائر الله
عند قراءة وسماع هذه الآية العظيمة، يستشعر المسلم بعظمة الكلمات، ومن الجانب اللغوي فيتم إعراب الآية على النحو التالي:
بسم الله الرحمن الرحيم (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ) صدق الله العظيم.
- ( ومن): الواو هنا تكون استئنافية، من اسم شرط جازم، مبني في محل رفع مبتدأ.
- أما الجملة بعد حرف الواو في من يعظم، تكون استئنافية لا محل لها من الإعراب.
- (يعظم): إعرابها فعل مضارع مجزوم، لأنه فعل الشرط، وهنا يكون الشاعر ضمير مستتر.
- كما أن الجملة الفعلية تكون في محل رفع الخبر وهو من.
- (شعائر) إعرابها مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
- (الله): تعريب لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور وتكون علامة جره الكسرة.
شاهد أيضًا: تفسير: والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
الثمرات المستفادة من آية: ومن يعظم شعائر الله
الآيات القرآنية مليئة بالفوائد العظيمة والثمرات التي يستفيد منها المسلم، ويمكن التعرف على الثمرات المستفادة من قول الله تعالى (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ) كما يكون على النحو التالي:
- يتعلم الإنسان المسلم أن هناك أعلام دينية بارزة وإيمانية ظاهرة، فيجب الحرص على تعظيمها وتقديسها في حياة المسلم.
- كما أن هناك نسك وعبادات تكون لها الطقوس الخاصة بها.
- فينبغي على المسلم أن يقدسها و يعظمها لينال الأجر والثواب الكبير في الدنيا والآخرة.
- كما أن من علامات صلاح العبد وتقوى قلبه، هو أن يعظم ويقدس شعائر الله عز وجل، وهو والتبجيل لله تعالى.
- ومن أهم عوامل الاستفادة للمسلم هو اجتناب جميع ما نهى الله عنه، ودعا به المسلمين والناس عامة لتركه.
- فتعظيم كل هذه الأمور تعد من جلال الله ومحبته في قلوب العباد.
- وعلى الإنسان أن يتبع الله سبحانه وتعالى لما أمر ويتجنب ما نهى الله عنه.
ما هي شعائر الله؟
شعائر الله هي الأعلام والرموز الدينية التي أمر الله تعالى بتعظيمها وإبرازها في الإسلام. تشمل هذه الشعائر كل ما له علاقة بأركان الإسلام ومناسك العبادة، وتدل على معاني الإيمان والطاعة لله تعالى. ومن أبرز شعائر الله:
- العبادات الأساسية: مثل الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج.
- الأماكن المقدسة: مثل مكة المكرمة، المدينة المنورة، والمساجد.
- الأدوات والرموز الدينية: مثل الأضاحي، والبدن التي تُهدي للحج، والقرآن الكريم.
- الأعياد والمناسبات: مثل عيد الفطر، وعيد الأضحى.
كيفية تعظيم شعائر الله
تعظيم شعائر الله يعني إظهار الاحترام والاهتمام بما أمر الله به، وتقديس كل ما يتعلق بالدين والمناسك. يمكن تحقيق ذلك عبر الخطوات التالية:
- الاحترام والتقدير: الإكثار من الاحترام والتقدير للأماكن المقدسة والعبادات، مثل الحفاظ على نظافة المساجد وتعظيم شعائر الحج والعمرة.
- الالتزام بالعبادات: أداء العبادات والفرائض بانتظام وبإخلاص، مثل أداء الصلاة في وقتها، والقيام بالصوم والزكاة، والحج إذا تيسر.
- استحسان الأضاحي: في مناسك الحج والأعياد، تعظيم الأضاحي والبدن من خلال استسمانها وتقديمها بأفضل صورة ممكنة.
- تعليم وتثقيف: نشر المعرفة حول شعائر الله وتعليم الأجيال الجديدة أهمية تعظيمها، مثل تعليم الأطفال كيفية الصلاة والأخلاق الإسلامية.
- الإحسان في الأعمال: تعظيم شعائر الله من خلال الإحسان في الأعمال والنيات، مثل الإخلاص في تقديم الأضاحي وعدم التبذير.
- الاستجابة لأوامر الله: الالتزام بالأوامر والنواهي التي جاءت في القرآن الكريم والسنة النبوية، وعدم مخالفة الأحكام الشرعية.
- الاحتفاظ بالنوايا الطيبة: أن تكون النية في تعظيم شعائر الله خالصة لله، وليست لأغراض أخرى مثل الرياء أو التفاخر.