تفسير: هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه
تفسير: هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه، هذه الآية من الآيات التي توضح لنا قدرة الله تعالى وهو الخالق وحده لا شريك له، ولا أحد يستطيع أن يخلق أي شيء سوى الله سبحانه.
فدعونا من خلال هذا المقال عبر موقع maqall.net نطرح عليكم تفسير هذه الآية العظيمة لكثير من علماء التفسير الأجلاء.
محتويات المقال
تفسير: هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه
- الجدير بالذكر أن هذه الآية ذكرت في سورة لقمان، وتعد هذه السورة من السور التي نزلت في مكة، ما عدا ثلاث آيات المبدوءة:
- (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
- تحتوي السورة أيضًا على 34 آية.
- (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
- هذه السورة تشتمل على وصايا سيدنا لقمان لابنه، لذلك تعلمنا مبادئ التربية الصحيحة، وكيفية توجيه سلوك الأبناء، ومن هذه الوصايا:
- (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّـهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ).
- بالإضافة إلى أية: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ).
- (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ).
- أيضا أية: (وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ).
- (وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ).
- (وَلَا تصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ).
- (وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّـهَ لَا يحِبُّ كلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ).
- (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ).
- كذلك أية: (وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ).
ولا يفوتك قراءة مقالنا عن: تفسير: واذكر ربك في نفسك
تفسير السعدي للآية
- يوضح الله تعالى أن كل ما في الكون هذا خلقه العظيم، فيقول للمشركين أروني ماذا خلقت لكم آلهتكم، الذين تعبدونها من دون الله، وجعلتموهم له شركاء.
- فالذي عبدتموهم يلزم أن يكون لهم خلق كخلقه، وأيضًا رزق كرزقه، فيقول تعالى فأروني ذلك، لصيح ما ادعيتم فيهم.
- وكلمة “هذا” أي المقصود العالم السفلي والعلوي المشتمل على الجماد والحيوان.
- أيضًا تدل الآية على أنهم لا يستطيعون أن يروه شيئًا من الخلق؛ لأنهم يقرون على أن الذي خلق هذا الكون هو الله تعالى.
- وهذا دليل على عجز الآلهة التي يعبدونها عن الإتيان بخلق مثل خلق الله تعالى، فلذلك لا تستحق أن تعبد من دون الله.
تفسير الجلالين للآية
- يقصد بـ (هذا خلق الله) أي مخلوقة.
- أما كلمة (فأروني) أي أخبروني يا أهل مكة.
- أيضا (ماذا خلق الذين من دونه)، هذا استفهام إنكار، والمقصود آلهتكم الذين عبدتموهم من دون الله.
تفسير ابن كثير للآية
- المقصود بـ (هذا خلق الله)، أن الذي خلق ما في السموات وما في الأرض وما بينهما هذا من خلق الله تعالى وحده لا شريك له.
- وبذلك قال: (فأروني ماذا خلق الذين من دونه)، أي الذين ما تعبدون من الأصنام والأنداد.
تفسير القرطبي للآية
- (هذا خلق الله) هذا مبتدأ وخبر، والمقصود بالخلق أي المخلوق.
- فالله تعالى خلق المخلوقات من غير شريك.
- كذلك (فأروني ماذا خلق الذين من دونه)، فيا أيها المشركون ماذا خلق الذين تعبدون من دون الله أي الأصنام.
ولا تتردد في زيارة مقالنا عن: تفسير: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا
تفسير سورة لقمان آية هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه
- القرآن الكريم كل آية فيه تحمل الكثير من المعاني والكنوز، فنسأل الله أن يمن علينا بتدبر القرآن والعمل به.
- فمن تدبرات تفسير: هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه الآتي:
- هذا الكون الذي خلقه هو الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له، فلا بد أن نقر بذلك، ولا يوجد خالق إلا الله.
- كما يجب أن لا ننخدع بما يلقى اليوم من الشبهات على الأمة، في أن الكون أحدث بسبب تغييرات طبيعية، هذا جهل وضلال.
- أيضًا مهما صنع الإنسان وابتكر واخترع، فلا يستطيع أن يخلق مثل خلق الله تعالى.
- هذه الآية أيضًا تبعث في نفوسنا الطمأنينة أننا لنا خالق واحد أحد صمد، يدبر أمورنا ويرزقنا ويربينا ويرحمنا ويغفر لنا.
اقرأ من هنا عن: تفسير: والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
ما يستفاد من آية: هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه
الآية التي تقول: “هَـٰذَا خَلْقُ ٱللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦ ۗ بَلِ ٱلظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍۢ مُبِينٍ” (سورة لقمان: 11) تشير إلى عدة معانٍ ودروس يمكن استخلاصها:
تأكيد عظمة خلق الله:
- الآية تبدأ ببيان عظمة خلق الله وتفرده في إبداع الكون. فهي تشير إلى أن الله هو الخالق الحقيقي لكل ما في الكون، وأن خلقه يتسم بالكمال والتميز.
تحدي الشركاء والمعبودين الباطلين:
- تأتي الآية كنوع من التحدي للأصنام أو الأوثان أو أي كائن يُعبد من دون الله، مطالبًا بأن يظهروا أيّ خلق يمكن أن يتفوق على خلق الله أو يقدمه دليلًا على قدرتهم.
فضح ادعاءات المشركين:
- تبرز الآية بوضوح أن ادعاءات المشركين أو أولئك الذين يعبدون غير الله هي باطلة وليس لها أساس من الصحة. فهي تسخر من اعتقادهم بأن هناك قوة أخرى غير الله يمكن أن تُقارن بخلق الله.
إثبات ضلال الظالمين:
- تُشير إلى أن الظالمين، الذين يرفضون الاعتراف بخلق الله، هم في ضلال واضح. هذا الضلال هو نتيجة لرفضهم للحقيقة واختيارهم للكفر والشرك.
دعوة للتفكر والتأمل:
- تدعو الآية الناس للتفكر في عظمة خلق الله والتأمل في الكون كمثال على قدرته. هذا التأمل يُفترض أن يُقود الإنسان إلى الإيمان والتسليم بقدرة الله ووحدانيته.
توجيه النظر إلى الأدلة الكونية:
- تدعو الآية للنظر في الكون كدليل على قدرة الله وعظمته. فهي تشير إلى أن كل شيء في الكون هو دليل على وجود خالق عظيم وليس نتيجة صدفة.