تفسير حتى يلج الجمل في سم الخياط
تفسير حتى يلج الجمل في سم الخياط، موقع مقال maqall.net يستعرض لكم اليوم كافة التفاصيل عنه، فقد جاءت تلك الجملة بالآية ال40 في سورة الأعراف وقد تعددت الآراء في تفسير وشرح ما المقصود من تلك الجملة.
محتويات المقال
تفسير حتى يلج الجمل في سم الخياط
أولًا
- لمعرفة معنى تلك الآية القرآنية، ولكي نصل إلى تفسيرها بسهولة، يجب معرفة معنى الآية كلها.
- فهي جاءت في سورة الأعراف حيث قال الله سبحانه وتعالى (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ) صدق الله العظيم.
- قال الله عز وجل (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا) فتفسير تلك الآية واضح جداً.
- فهي تدل على الذين يكذبون ما قاله الله في كتابه العزيز وعلى لسان رسوله أيضاً.
- ولا يحبون تصديق كلام الله واتباعه.
- ثم نذهب لقول الله عز وجل (تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ).
- وتلك الآية تعددت الآراء في توضيح معناها، فالبعض قال أن معناها أن روح الذي يكذب آيات الله.
- لا تعلو إلى السماء ولكن تعود للأرض إلى جسمه.
- لكي يتم تعذيبه في تربته، ثم يعلو يوم الحشر إلى السماء ولا ينعم بالجنة.
- ولكن يذهب إلى النار لكي يأخذ عذابه الذي يستحقه.
ثانيًا
- والبعض الآخر قال إن معنى تلك الآية أن أبواب السماء لا تفتح في وجه جميع أعماله.
- وذلك لأن جميعها سوف تصبح سيئة جداً.
- وكذلك لا يذهب إلى الجنة وسيجد عذاب القبر في الحياة الدنيا.
- ثم يجد عذابه الذي يستحقه مرة أخرى يوم القيامة.
- والبعض قال إن تفسير تلك الآية هو أن أبواب السماء سوف لا تفتح في وجه كلا من أفعاله وروحه معاً.
- فلا تعلو أفعاله أو روحه إلى السماء، وبجانب هذا لا يذهب إلى الجنة.
- وبذلك نذهب لتوضيح معنى (حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ).
- فالجمل في تلك الآية المقصود بها ذكر الإبل أو يمكن قول زوج الناقة.
- والسم المقصود به الثقب فقد كان العرب يقولون عن أي ثقب السم، الخياط والمقصود بها الإبرة.
- أي أن المقصود من تلك الآية حتى يلج الجمل وهو زوج الناقة عن طريق ثقب الإبرة.
ثالثًا
- وبهذا فالآية المقصود منها نفي الشيء الذي يسبقها، وذلك لأن الجمل لا يمكن أن يمر عن طريق ثقب الإبرة.
- وبهذا فإن تفسير تلك الآية كاملة إن الذين لا يصدقون آيات الله ولا يؤمنون برسله ويتكبرون عن اتباع كلامه.
- وسوف لا تعلو أرواحهم وأفعالهم إلى السماء ولقاء الله عز وجل.
- وسوف يمنعون من الذهاب إلى الجنة
- وسيعذبوا عذاباً شديداً في النار حتى يمر الجمل عن طريق ثقب الإبرة.
- أي أن هؤلاء الأشخاص لن يذهبوا إلى الجنة أو يرتفعوا إلى السماء أبداً، وهذا هو الجزاء الذي يستحقوه.
- ونهانا الله سبحانه وتعالى عن الشرك والكفر به وبرسله وآياته.
ومن هنا يمكنكم التعرف على: تفسير: ولسوف يعطيك ربك فترضى
تفسير حتى يلج الجمل في سم الخياط طبقا لابن كثير
- ذكر ابن كثير في توضيح معنى تلك الآية الكريمة، أن المقصود بها أن الذين يكذبون آيات الله.
- ويشركون بالله والعياذ بالله ولا يصدقون رسله.
- كذلك فسوف لا تفتح أبواب السماء في وجه أفعالهم حتى وإن كان عمل حسن وليس سيء.
- ولا يقبل منهم دعاء أبداً، حتى يمر الجمل من خلال ثقب الإبرة.
- أي أنه لا يمكن أن يقبل منهم أي فعل مهما كان.
كيف تصعد أرواح المؤمنين للسماء؟
أولًا
- قد حكي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إِنَّ الْعَبْدَ الْمؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَةٌ مِنْ السَّمَاءِ بِيض الْوجوهِ كَأَنَّ وجوهَهمْ الشَّمْس مَعَهمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ وَحَنوطٌ مِنْ حَنوطِ الْجَنَّةِ.
- كذلك “حَتَّى يَجْلِسوا مِنْه مَدَّ الْبَصَرِ ثمَّ يَجِيء مَلَك الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقول أَيَّتهَا النَّفْس الطَّيِّبَة اخْرجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ قَالَ فَتَخْرج تَسِيل كَمَا تَسِيل الْقَطْرَة مِنْ فِي السِّقَاءِ فَيَأْخذهَا.
- فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخذوهَا فَيَجْعَلوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ وَفِي ذَلِكَ الْحَنوطِ وَيَخْرج مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ.
- أيضا “قَالَ فَيَصْعَدونَ بِهَا فَلَا يَمرّونَ يَعْنِي بِهَا عَلَى مَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالوا مَا هَذَا الرّوح الطَّيِّب فَيَقولونَ فلَان بْن فلَانٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانوا يسَمّونَه بِهَا فِي الدّنْيَا حَتَّى يَنْتَهوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدّنْيَا فَيَسْتَفْتِحونَ لَه فَيفْتَح لَهمْ فَيشَيِّعه مِنْ كلِّ سَمَاءٍ مقَرَّبوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا حَتَّى ينْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ.
- فَيَقول اللَّه عَزَّ وَجَلَّ اكْتبوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ وَأَعِيدوه إِلَى الْأَرْضِ فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتهمْ وَفِيهَا أعِيدهمْ وَمِنْهَا أخْرِجهمْ تَارَةً أخْرَى قَالَ فَتعَاد روحه فِي جَسَدِهِ فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيجْلِسَانِهِ فَيَقولَانِ لَه مَنْ رَبّكَ فَيَقول رَبِّيَ اللَّه فَيَقولَانِ لَه مَا دِينكَ فَيَقول دِينِيَ الْإِسْلَام فَيَقولَانِ لَه مَا هَذَا الرَّجل الَّذِي بعِثَ فِيكمْ فَيَقول هوَ رَسول اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ثانيًا
- فَيَقولَانِ لَه وَمَا عِلْمك فَيَقول قَرَأْت كِتَابَ اللَّهِ فَآمَنْت بِهِ وَصَدَّقْت فَينَادِي منَادٍ فِي السَّمَاءِ أَنْ صَدَقَ عَبْدِي فَأَفْرِشوه مِنْ الْجَنَّةِ وَأَلْبِسوه مِنْ الْجَنَّةِ وَافْتَحوا لَه بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ قَالَ فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا وَيفْسَح لَه فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ.
- كذلك “قَالَ وَيَأْتِيهِ رَجلٌ حَسَن الْوَجْهِ حَسَن الثِّيَابِ طَيِّب الرِّيحِ فَيَقول أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسرّكَ هَذَا يَوْمكَ الَّذِي كنْتَ توعَد فَيَقول لَه مَنْ أَنْتَ فَوَجْهكَ الْوَجْه يَجِيء بِالْخَيْرِ فَيَقول أَنَا عَمَلكَ الصَّالِح فَيَقول رَبِّ أَقِمْ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي.
ولا تتردد في قراءة مقالنا عن: تفسير: ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك مكتوبة
كيف تصعد روح الكافر؟
أولًا
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مِنْ السَّمَاءِ مَلَائِكَةٌ سود الْوجوهِ مَعَهمْ الْمسوح فَيَجْلِسونَ مِنْه مَدَّ الْبَصَرِ.
- ثمَّ يَجِيء مَلَك الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقول أَيَّتهَا النَّفْس الْخَبِيثَة اخْرجِي إِلَى سَخَطٍ مِنْ اللَّهِ وَغَضَبٍ قَالَ فَتفَرَّق فِي جَسَدِهِ فَيَنْتَزِعهَا كَمَا ينْتَزَع السَّفّود مِنْ الصّوفِ الْمَبْلولِ فَيَأْخذهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَجْعَلوهَا فِي تِلْكَ الْمسوحِ وَيَخْرج مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ وجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ.
- أيضا “فَيَصْعَدونَ بِهَا فَلَا يَمرّونَ بِهَا عَلَى مَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالوا مَا هَذَا الرّوح الْخَبِيث فَيَقولونَ فلَان بْن فلَانٍ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يسَمَّى بِهَا فِي الدّنْيَا حَتَّى ينْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدّنْيَا فَيسْتَفْتَح لَه فَلَا يفْتَح لَه.
- ثمَّ قَرَأَ رَسول اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { لَا تفَتَّح لَهمْ أَبْوَاب السَّمَاءِ وَلَا يَدْخلونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَل فِي سَمِّ الْخِيَاطِ } فَيَقول اللَّه عَزَّ وَجَلَّ اكْتبوا كِتَابَه فِي سِجِّينٍ فِي الْأَرْضِ السّفْلَى فَتطْرَح روحه طَرْحًا ثمَّ قَرَأَ { وَمَنْ يشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفه الطَّيْر أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيح فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ}.
- أيضا “فَتعَاد روحه فِي جَسَدِهِ وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيجْلِسَانِهِ فَيَقولَانِ لَه مَنْ رَبّكَ فَيَقول هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي فَيَقولَانِ لَه مَا دِينكَ فَيَقول هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي فَيَقولَانِ لَه مَا هَذَا الرَّجل الَّذِي بعِثَ فِيكمْ فَيَقول هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي.
ثانيًا
- فَينَادِي منَادٍ مِنْ السَّمَاءِ أَنْ كَذَبَ فَافْرِشواَ لَه مِنْ النَّارِ وَافْتَحوا لَه بَابًا إِلَى النَّارِ فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمومِهَا وَيضَيَّق عَلَيْهِ قَبْره حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلَاعه وَيَأْتِيهِ رَجلٌ قَبِيح الْوَجْهِ قَبِيح الثِّيَابِ منْتِن الرِّيحِ
- كذلك “فَيَقول أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسوءكَ هَذَا يَوْمك الَّذِي كنْتَ توعَد فَيَقول مَنْ أَنْتَ فَوَجْهكَ الْوَجْه يَجِيء بِالشَّرِّ فَيَقول أَنَا عَمَلكَ الْخَبِيث فَيَقول رَبِّ لَا تقِمْ السَّاعَةَ).
اقرأ أيضًا للتعرف على: تفسير: ونزعنا ما في صدورهم من غل
عرفنا في هذا المقال تفسير حتى يلج الجمل في سم الخياط والآراء الكثيرة حول معنى هذه الجملة والمقصود بها من عذاب الذين لا يصدقون كلام الله ولا رسله وعذابهم جهنم وبئس المصير.