تفسير: ما لكم لا ترجون لله وقارًا
تفسير: ما لكم لا ترجون لله وقارًا، الآية الكريمة التي ذكرت في سورة نوح وهي سورة مكية، وقد اختلف المفسرين في توضيح معنى هذه الآية والتفسير الصحيح لها، ونشرح فيما يلي أهم التفسيرات التي وردت في هذه الآية الكريمة.
محتويات المقال
تفسير: ما لكم لا ترجون لله وقارًا
ذكرت تلك الآية في سورة نوح وهي الآية رقم 13 وترتبط مع الآية رقم 14 “وقد خلقكم اطوارًا” في المعنى، وتشرح السورة حياة نبي الله نوح عليه السلام.
وكيف كان يدعو قومه لعبادة الله تعالى في الليل والنهار، وعندما استكبر قومه وعدهم الله بالعذاب في الدنيا والآخرة.
تتصل آيات السورة بعضها ببعض وتوضح نتيجة اعتراض الإنسان على أوامر الله حيث يعيش في ضلالة، ومع عدم الامتثال لأوامر الله والرسل يعيش الإنسان مضطرب.
ويتحكم القوي في الضعيف ويحل الظلم مكان العدل، وفي النهاية أيضا يكون المصير محتوم وهو العذاب في الدنيا والآخرة وهو ناتج عن صنع الإنسان وكفره.
اختلف علماء التفسير في معنى الآية الكريمة وهناك الكثير من المصادر التي قامت بتفسير تلك الآية، وأهم ما جاء في تفسيرات العلماء ما يلي:
تفسير القرطبي
- فسر الآية بأن الرجاء يعني الخوف وفي شرح الآية يقول للكفار كيف أنهم لا يخافون من قدرة الله على عقابهم.
- وهو أمر تعجب من حال الكفار وما هو عذرهم في عدم الخوف من الله.
تفسير ابن عباس
- لا يختلف كثيرًا عن القرطبي فهو أيضًا ربط الرجاء بالخوف.
- وفي تفسير الآية يقول أنه سؤال لغير المؤمنين بالله ومن يهاجمون نوح عليه السلام كيف لهم أن يتغاضوا عن عظمة الله.
- وهو تذكير لقدرة الله تعالى على الانتقام من الكفار والعقاب الشديد في الدنيا وفي الآخرة.
تفسير الالوسي
- هو نفس المعنى وهو التساؤل عن السبب الذي جعل الكفار لا يخافون من عقاب الله، على الرغم من أن الله قادر على عذابهم.
- ويمكنه أن ينزل غضبه عليهم في أي وقت.
- والوقار هنا يعني الرهبة والاحترام والخضوع لله عز وجل.
تفسير السعدي
- قام بتفسير الآية أيضًا حيث قال كيف أنكم لا تخافون من عظمة الله.
- وليس لله عندكم قدر أو احترام، وهو أسلوب استنكار لأفعال المشركين.
- وعدم الانصياع لأوامر الله ونوح عليه السلام وهو نبي الله ويأمرهم بالحق.
تفسير ابن كثير
دعا نوح عليه السلام قومه لمدة ألف سنة إلا خمسين عام ورغم ذلك لم يؤمن له إلا القليل، واشتكى النبي إلى ربه سوء المعاملة من قومه وهو ما تدور عنه سورة نوح وتفسير ابن كثير هو:
- ما لكم لا ترجون وهو سؤال استنكار للمشركين والرجاء هنا بمعنى الرهبة والخوف.
- أي كيف لكم ألا تخافوا من الله تعالى وهو القادر على كل شيء.
- وقارًا بمعنى إجلال وتقدير والآية تفسيرها لم لا تخافون من عظمة الله وبأسه.
- وعدم احترام قدرته على العقاب.
- وقد خلقكم اطوارًا وهو دليل على أن الإنسان خلق على مراحل، فهو من أصل نطفة.
- ثم علقة ثم مضغة ثم سواه الله تعالى إنسان كامل الحواس.
- وهذا يدل على عظمة الخالق فهو قادر على صنع الإنسان فكيف لكم ألا تعبدوه.
شاهد أيضا: قضاء الحاجة بسرعة رهيبة بسورة الفيل
شرح الآية ما لكم لا ترجون لله وقارًا
سورة نوح تروي كيف قام نوح عليه السلام بدعوة الناس إلى عبادة الله الواحد الأحد.
وكانت الدعوة في السر والعلن ولم يقبل القوم ذلك رغم استغفار نبي الله نوح لهم.
ووعدهم الله تعالى بالعيش في رخاء وخير وأن يمدهم بالمال والبنون ولكنهم أصروا على الكفر.
وعند الوصول إلى الآية رقم 13 نجد تساؤل واستنكار لأفعال المشركين.
وكيف أنهم لا يخافون الله تعالى، فهم يمتنعون عن عبادة الله ويكذبون دعوة سيدنا نوح عليه السلام.
ولذلك صب الله عليهم العذاب، وفي الآية التالية “وقد خلقكم اطوارا”.
تذكير بمراحل نمو الإنسان وكيف خلقهم الله من نطفة لا تذكر.
اقرأ أيضا: قضاء الحاجة بسرعة رهيبة بسورة الفيل
الدروس المستفادة من الآية الكريمة
تم تفسير: ما لكم لا ترجون لله وقارًا من قبل العديد من علماء التفسير واتفق أكثرهم على نفس المعنى، وتحمل الآية الكثير من الدروس للمؤمنين ومنها ما يلي:
- الخوف من الله تعالى وخشية عذابه فهو أهل للتقوى ومن الأفضل أن تتقرب منه.
- فالله تعالى هو الكريم العظيم مجيب الدعوات ويستحق أن تفني شبابك في عبادته وترجو رضاه.
- لذلك يجب أن تجعل حياتك ومالك وصحتك في سبيل الله ابتغاء مرضاته وبذلك تكون من الفائزين.
- تقدير الله تعالى ومعرفة أن الحظوظ التي تحصل عليها في الدنيا هي ابتلاءات.
- فإن الإنسان يستطيع أن يجعل هذه الابتلاءات نعمة أو نقمة حسب توظيفها.
- فمن خاف الله تعالى وسعى في الخير أصبحت نعم ومن استكبر ولم يتقي الله تحولت إلى نقم.
- التفكر في خلق الله تعالى للإنسان في قوله “وقد خلقكم اطوارا”.
- فمن يستطيع أن يخلق إنسان كامل مثل خلق الله تعالى.
- ويعتقد البعض أنها أشياء مألوفة.
- ولكنه خلق الله الذي يبدأ من نقطة ماء لينمو ويصبح شخص سوي.
- أن الله تعالى قادر على تبديل الأحوال فقد استمر نوح عليه السلام في دعوة قومه لمدة ألف سنة إلا خمسين عام.
- وفي النهاية أنزل الله عليهم العذاب وأرسل إليهم الطوفان ليكونوا عبرة لمن بعدهم من المشركين.
معنى كلمة وقارًا في المعجم العربي
هناك كلمات تحمل أكثر من معنى ويمكن البحث عن معاني الكلمات عن طريق المعجم العربي الجامع لكافة المعاني، ونوضح شرح كلمة وقارًا والتي ورد ذكرها في الآية الكريمة كما يلي:
- فعل وقر بفتح الواو واللام معناه الاحترام والمفعول منه موقر بضم الميم.
- ومثال على المعنى وقر الشيخ أي عظمه وكرمه.
- رجل موقر بضم حرف الميم تعني رجل له هيبة وتقدير، وقارا هنا تعني تعظيم وتبجيل لله تعالى.
- وقر بضم حرف الواو وكسر القاف تعني الصمم ومن وقرت أذنه أي فقد حاسة السمع.
- هناك معاني أخرى يحملها الفعل وقر تختلف حسب موقعه في الجملة.
- حيث تحمل الكلمة أيضًا معنى السكون أو الثبات.
درجات تعظيم وتوقير الله تعالى
الآية الكريمة “ما لكم لا ترجون لله وقارًا” والتي وردت في سورة نوح توضح أهمية تعظيم أوامر الله تعالى، وقد جعل علماء التفسير تعظيم الله درجات يتمثلون فيما يلي:
- الدرجة الأولى هي السمع والطاعة وعدم الاعتراض على أوامر الله تعالى وتنفيذها.
- وتعظيم قواعد الأمر والنهي وعدم المجادلة في تلك الأمور.
- الدرجة الثانية هي تعظيم أوامر الله تعالى مع البحث والتحري لمعرفة أسباب هذه الأوامر.
- وهنا يدافع المؤمن عن دينه وهو يعلم جيدًا أنه على حق.
- الدرجة الثالثة وهي تعظيم الحق ولا تبحث عن غيره ويكون هو الهدف في الحياة دون منازع.
شاهد من هنا: سورة قرانية للشفاء
معنى “وَقَارًا” في سورة نوح
- في سورة نوح، الآية: “رَبِّ ارْفَعْنِي وَاتْرُكْنِي وَقَارًا” (سورة نوح: 28)، تأتي كلمة “وَقَارًا” بمعنى الرفعة والمقام العالي والاحترام.
- في سياق هذه الآية، يدعو نبي الله نوح عليه السلام ربه أن يرفع شأنه ويجعله في مقام عظيم بين الناس، ويطلب من الله أن يكون له مكانة عالية واحترام عند الناس بعد أن أتم دعوته وأدى رسالته.
سورة نوح
سورة نوح هي السورة رقم 71 في ترتيب سور القرآن الكريم. تحتوي السورة على 28 آية، وتتناول بشكل رئيسي دعوة نبي الله نوح عليه السلام لقومه، والمعاناة التي واجهها، والطوفان الذي أنزل على الكافرين، وفيما يلي سنذكر محاور سورة نوح:
- دعوة نوح لقومه: تُبرز السورة جهود نبي الله نوح في دعوة قومه إلى عبادة الله وحده وترك الشرك.
- معاناة نوح: تسلط الضوء على الصعوبات التي واجهها نوح، بما في ذلك استهزاء قومه وعنادهم.
- الطوفان والعقاب: تذكر السورة كيف عاقب الله الكافرين بالطوفان وأنقذ المؤمنين، مُظهرةً دروسًا في الإيمان والطاعة.
تفسير “وَقَدْ خَلَقْتُمُ أَطْوَارًا”
في الآية “وَقَدْ خَلَقْتُمُ أَطْوَارًا” (سورة نوح: 14)، يشير نبي الله نوح عليه السلام إلى حقيقة أن الله خلق البشر في مراحل مختلفة أو أطوار متعددة من الحياة، وفي السطور التالية سنذكر معاني “أطوارًا” في هذه الآية:
- مراحل خلق الإنسان: يُفهم من الآية أن الله خلق الإنسان من مراحل مختلفة، بدءًا من النطفة إلى العلقة ثم إلى المضغة، حتى يصبح إنسانًا كاملًا.
- تطور الحياة البشرية: يُعبر عن مراحل تطور الإنسان من الطفولة إلى الشيخوخة، مما يبرز عظمة الخلق وقدرة الله.
- التمسك بالأصل: يذكر نوح قومه بأنهم خلقوا من أطوار متعددة وأن الله هو الذي قدر كل مرحلة، لذا يجب عليهم أن يعبدوه ويطيعوه، فهو الذي خلقهم ومنحهم هذه المراحل.